ملاك القدسي
عدد المساهمات : 221 تاريخ التسجيل : 08/07/2011
| موضوع: هل تنهض الامة العربية بعد هذه الفوضى؟؟؟؟؟ الجمعة أكتوبر 12, 2012 1:16 pm | |
|
هل تنهض الامة العربية بعد هذه الفوضى؟؟؟؟؟ د. حسن طوالبه ما نشهده اليوم في العراق أو سوريه او في السودان وليبيا واليمن ومصر من اقتتال طائفي وارهاب ازهق ارواح الوف الابرياء من ابناء الامة العربية , الذين كان طموحهم ان يتوحدوا , ويبنوا بلدانهم وينهضوا من جديد. هذا الوضع المتردي , هو ما يهدف اليه الكيان الصهيوني , والدولة الصفوية الدينية وما تريده الولايات المتحدة من وراء طرحها شعار الشرق الأوسط الجديد الذي سبق أن طرحته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس أثناء العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006. وهذا المنهج التفتيتي هو الذي سارت عليه بريطانيا من قبل حيث عملت على تقسيم شبه القارة الهندية بالشكل الذي نشهده اليوم وادى الى نشوب حربين بين البلدين. كما عملت على تقسيم بلدان المشرق العربي إلى دويلات صغيرة , وخلقت لكل دولة مشكلات حدودية مع جاراتها. وما زالت تلك المشكلات عقبة في إقامة علاقات ودية فيما بينها. مشكلات بين العراق وكل دول الجوار , وبين الاردن ودول الجوار ايضا , وحتى بين الامارات الصغيرة في الخليج العربي ,والمشكلة الاكبر والاهم هي فلسطين التي اقتطعتها بريطانيا من اهلها ومنحتها الى اليهود الصهاينة , وزرعت كيانا اغتصابيا عنصريا في قلب الوطن الوطن العربي. من المستفيد من الوضع العربي المفتت والمجزأ؟. الكيان الصهيوني..هو نتاج مخطط الحركة الصهيونية الرامي الى السيطرة على العالم اقتصاديا وسياسيا واعلاميا وفنيا , بالمال والدهاء والسمسرة والبغاء , واقامة دولة بني صهيون على الارض الممتدة من النيل الى الفرات. واذا لم يتحقق هذا الهدف واقعيا بالاحتلال المباشر , فانه يتحقق بالسيطرة الاقتصادية والهيمنة العسكرية الردعية , بامتلاك السلاح النووي. ولتنفيذ هذا الهدف سعت الصهيونية وعملائها الى تفتيت الوطن العربي جغرافيا وسكانيا وتفتيت النسيج الاجتماعي والثقافي للامة العربية. ان فكرة زرع كيان عنصري استيطاني في قلب الوطن العربي هي فكرة بريطانية في الاساس تعود الى 1905ـ1907 , زمن حكم بالمرنستون عندما شكل فريق عمل لدراسة اوضاع المستعمرات البريطانية في العالم , وقد خرجت اللجنة فيما يخص الشرق الاوسط الاتي " علينا ان لا ندع افكارا شيطانية كالتي راودت محمد علي باشا من قبل ـ اي فكرة الوحدة والنهضة ـ وعلينا زرع حاجز بشري يحول دون وحدة بلاد الشام ومصر " هذه التوصية كانت قبل وعد بلفور 1917.وقد تعهدت بريطانيا ولادة كيان اليهود الصهاينة من النطفة حتى الولادة , وتعهدت الولايات المتحدة هذا الوليد المسخ حتى اليوم. الولايات المتحدة.. هدفها الاول هو السيطرة على العالم من خلال سيطرتها على النفط المحرك الاول للاقتصاد العالمي , وما دام النفط يوجد اغلبه في البلدان العربية , فالهدف الامريكي السيطرة على هذه البلدان وعلى القرار السياسي فيها , وهذا ما فعلته باحتلال العراق ومن ثم ليبيا , ومن قبل سيطرت على بلدان الخليج بالتبعية والالحاق. والهدف الثاني هو ضمان امن الكيان الصهيوني , كونه يشكل الحليف الاستراتيجي في المنطقة واعتبار امنه من امن الولايات المتحدة , وقد امدته بكل ممكنات القوة المادية والعسكرية المتقدمة , اضافة الى الحماية السياسية في الامم المتحدة , فمعظم قرارا ت (الفيتو) التي اتخذتها الولايات المتحدة كانت لصالح الكيان الصهيوني وضد العرب والفلسطينين بخاصة. اما نظام الملالي في ايران..فهدفه الاول استرجاع عظمة وهيبة الامبراطرورية الفارسية الصفوية ,والسيطرة على البلدان المجاورة.اما الهدف الثاني فهو الانتقام من الطرف العربي الذي اسقط الامبراطورية الفارسية واطفأ نار المجوس. اما الوسيلة المثلى للسيطرة التي اتبعها نظام الملالي فهي التفتيت الطائفي , وقد نجح هذا النظام خير نجاح في اثارة الفتنة الطائفية في البلدان العربية وخاصة في العراق وسوريه واليمن والبحرين والسعودية. وهذا التفتيت يلتقي مع الاهداف الصهيونية والامريكية. وعليه فان هذا الثلاثي يتناغم في الحركة وفي الفعل وفي الاهداف المشتركة , وان بدى على هذا الثلاثي ملامح الصراع والخلاف الاعلامي والدبلوماسي. إن منهج التفتيت الاستعماري قديم جديد وقد ساعد في إبقاء هذا الوضع استمراء الوضع القُطْري وإتباع سياسة التفرد والاستقواء على أبناء الشعب بالقوة المفرطة كما هو حاصل الان في سوريه , و بالتعاون مع الدول الاستعمارية على حساب مصالح البلاد والعباد. فشاع الفقر والتخلف والبطالة , وهو الأمر الذي دفع بعض الشباب العرب إلى الانخراط في صفوف الحركات المتطرفة التي أضرت بالإسلام وجعلت الدول الغربية تتهم الإسلام بالإرهاب. يبدو أن الكلام عن الوحدة في مثل هذه الأوضاع التي نعيشها في الوطن العربي كلام غريب أو في غير محله. كلام حالم كمن يمسك القمر بيديه. ومن قوانين العصر أن الضعفاء لا يقوون على العمل النافع ولا يستطيعون اتخاذ قرارات مصيرية يذكرها التاريخ.ولكن الأقوياء هم الذين يُسَيّرون حركة التاريخ , ويصنعون القرارات المصيرية التي يذكرها أبناء البلد بالفخر والاعتزاز. منذ النصف الثاني للقرن الماضي خرج الاستعمار من بلادنا خروجا شكليا وتركها في حالة من الجهل وكل الصفات التي ذكرناها. وقد حاولت بعض الحركات القومية أن تحقق الوحدة بين قطرين أو أكثر ولكن ظروف قيامها كانت ظروفا غير موضوعية فكان مصيرها الفشل. وفي تلك الأيام راجت تهم حول الفكر القومي العربي بأنه فكر عنصري عرقي قياسا على الفكر القومي في أوروبا , وبخاصة في العقدين الأخيرين من القرن الماضي من قبل النازية في ألمانيا والفاشية في ايطاليا.. وقبل أربعة عشر قرنا حدد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ملامح الانتماء العربي تحديدا ابعد ما يكون عن العرقية والعنصرية. وقال :ليست العربية فيكم بأب ولا أم وإنما هي في اللسان فمن تكلم العربية فهو عربي فمضمون العروبة عند سيدنا محمد ليست دما يجري في العروق ولا نسبا يشد الإنسان إلى جد واحد. وإنما هي مكونات ثقافية أهم عامل فيها هو اللغة. فالمضمون السليم للقومية عرفه العرب عندما كان الإنسان الأوروبي لازال يعيش في عهود التوحش والبربرية. ومن يتهم القومية العربية بالعنصرية فهو جاهل بالتراث العربي وجاهل بالإسلام الذي ابرز مقومات الأمة العربية والعروبة إلى الوجود. إن الأمة العربية هي اكبر امة في عصرنا تعاني من الظلم ولا تستطيع أبدا أن تواجه هذا الظلم وان تهزمه إلا إذا ناضلت بالمعاني الإنسانية وببعدها الإنساني وبخلفيتها التاريخية الإنسانية , التي يشهد عليها تاريخها الحافل. فالأمة العربية ضحية أضخم ظلم عرفه هذا العصر ولا يمكنها أن تحارب ظلما بهذا الحجم التاريخي , وان تتغلب عليه إلا إذا عممت نضالها حتى يلامس جذور إنسانيتها , ويلتقي بكل نضال إنساني..ولو أمعن الزعماء العرب في جدوى الوحدة لعرفوا أن احد أوجهها هي النهضة. والنهضة لا تتحقق إلا بالمعاناة والكفاح والعلم , وكل هذه المقومات هي التي تقرب البلدان وتقرب مصالحها وتدفع باتجاه الوحدة. والوحدة بهذا الشكل هي عملية تحرر وبناء كما أنها في صف الحرية ومقاومة الاستعمار ومع التقدم. فالوحدة بهذا المعنى خلق وبناء. إن الوحدة العربية لا تتحقق إلا بإمكانات الأمة الذاتية وليس بمعونة الاستعمار. تتحقق من خلال نضال الجماهير التي تنتظم في تنظيمات نقابية وأحزاب واتحادات وغيرها من أشكال التنظيم. فالوحدة ليست عملا يستهدف تجميع العرب وتأسيس الكيان العربي الواحد فحسب وإنما لابد لهذا الكيان أن يكون له مضمون.ومضمونه التحرر ضد التبعية ,ومضمونه المصالح الجماعية للجماهير الكادحة. فالوحدة بهذا المعنى مرادفة للتحرر ومرادفة للتقدمية في الداخل. ونقول للذين يخافون من الوحدة إنها ليست إلغاء للجوانب الايجابية في القطر , لأنها ليست جمعا مفتعلا وعاطفيا يربط بين الأجزاء ربطا تعاونيا تضامنيا وكفى , وإنما هي عملية متفاعلة تنبت من داخل الجزء كضرورة حيوية لتطوير هذا الجزء من ذاته , إنها لا تلغي شخصية القطر بل تفجر الطاقات المبدعة الخلاقة فيه , ويبعث الأصالة الكامنة آو النائمة في مكنونه.إنها عملية بث الحياة في الجزء ووضعه في الكل كعنصر فاعل ومتفاعل على صعيد من الجدلية حي. فالوحدة لأ تفقد الجزء شخصيته بل تؤكدها وتعمقها وتعطيها حقيقتها وأصالتها وإبداعها. وفي ضوء ما تقدم ليس كل ما هو موجود في الواقع الإقليمي جدير بالبقاء كما انه ليس كل موجود بهذا الواقع لابد وان يزول ويلغى , وأما السليم الايجابي فهو الذي يغني الوحدة ويأتلف معها بل هو شرط لوجودها. قد يقول قائل أين هذه الأفكار النظرية من الواقع؟ نقول إن الواقع هو ترجمة للنظريات لأنها نتاج الفكر الإنساني ونتاج العقل البشري والعقل أسمى ما أعطاه الله لبني ادم والعقل هو الذي ميز الإنسان عن الحيوان. فهل نستخدم عقولنا بأقصى مدياتها؟. ان هذا الواقع نتاج ظروف مرحلة انية قد تطول ولكنه لن يكون ازليا , لان الامم في حركة دائمة لا تتوقف , تنشد التطور مع الزمن , ورغم ان القوى المعادية قد استغلت الانتفاضات العربية وركبت موجتها وسيرتها في اتجاهات خاطئة , الا ان الجماهير عرفت طريقها ونفضت عن نفسها الوهن والخوف والخنوع , وعرفت ان طريق الحرية معبد بالدم , وهاهي الجماهير ضحت باغلى ما تملك , وقدمت امام الحرية سيولا من الدماء. الوضع الراهن حالك ومظلم ويثير القرف انيا , ولكن الامة العربية التي ما عرفت الاستكانة ابدا , قادرة على المزيد من العطاء والبذل , ومهما طال الليل لابد ان ينبلج الصبح الندي , وتزهر الاوراد وثمر الاشجار بما ينفع الانسان المجاهد الطامح الى حياة افضل وارقى , والطامح الى صنع الحضارة الانسانية التي تشع خيرا ونورا وعطاء. الخميس 25 ذو القعدة 1433 / 11 تشرين الاول 2012 منتدى/ هديل صدام حسين sahmod.2012@hotmail.com المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في منتدانا لا تعبر عن راي المنتدى بل عن راي الكاتب فقط | |
|