جيروزاليم بوست: عمر سليمان الإسرائيلي الأول في مصر
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
عدد المساهمات : 547 تاريخ التسجيل : 08/07/2011
موضوع: جيروزاليم بوست: عمر سليمان الإسرائيلي الأول في مصر الخميس أكتوبر 04, 2012 11:11 am
جيروزاليم بوست: عمر سليمان الإسرائيلي الأول في مصر
جيروزاليم بوست: عمر سليمان الإسرائيلي الأول في مصر الاتنين 7 فبراير 2011 م عمر سليمان أصبح نائباً للرئيس المصري. خطوة تأخرت 30 عاماً ولم يقدم عليها حسني مبارك إلا عندما بات شبه واثق بأن نظامه راحل ربما، بعدما غادر جمال مبارك البلاد. سليمان أقوى رجال النظام وصانع «أمجاده»، تأخّر لقطف ثمار ولائه غير المحدود للنظام ورأسه، إذ إن الوراثة الدستورية لم تعد تنطلي على جماهير ثورة النيل عندما نجا الرئيس المصري حسني مبارك من محاولة الاغتيال الشهيرة التي تعرّض لها عام 1995، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، لا بدّ أنه نظر إلى اللواء عمر سليمان الذي كان بجانبه في سيارة المرسيديس المضادّة للرصاص، وقال له ما مفاده إنه سيكافئه يوماً ما على إنقاذ حياته. والمكافأة السياسية الكبرى في نظام مبارك لا تكون إلا بتسليم القيادة. مرّت الأيام ولم يُعيَّن سليمان نائباً للرئيس (بمثابة الرئيس المقبل)، إلى أن حصلت الخطوة، أول من أمس، في توقيت ليس مثالياً بالنسبة إلى اللواء الوزير الذي قد لا يحقّق حلم حياته: الانتقال من رجل الظل الأقوى في النظام، إلى الرجل الأقوى فيه علناً. لا شك أنّ سليمان يعرف أنّ آمال مبارك بإمكان توريث ابنه جمال حالت دون تعيينه نائباً للرئيس، وهو ما كان يزعجه كثيراً، رغم معرفة الرئيس بمدى الثقة التي يجدر به أن يوليها لرجله الأقوى، وهو ما أثبتته وثائق «ويكيليكس» الأخيرة، عبر شهادة السفير الأميركي السابق لدى مصر فرانك ريتشارديوني: «سليمان رجل قومي مصري، مهمته الوحيدة وهمّه الأكبر حماية النظام وحياة الرئيس. ولاؤه لمبارك صلب كالصخر». عمر محمود سليمان. اسم قد تكون سنواته الـ 76 كافية لرسم سيرة ذاتية سياسية سهلة عنه. هو ببساطة الرجل الأقوى في النظام. الأقوى بعد مبارك؟ ربما، لكن هذه النظرية تسقط ما إن يفهم متابع سيرة سليمان، أنه عندما يتحدث العالم عن طبيعة عمل النظام المصري، في الداخل المصري وفي طريقة إدارة علاقات القاهرة مع واشنطن وتل أبيب والرياض وطهران ودمشق، يكون المقصود الجهاز الاستخباري الهائل الذي يديره سليمان عن قرب منذ 1993، وقبلها جهاز استخبارات الجيش الذي أوصله إلى مقر القيادة الحقيقية للنظام. هذا لأن جهاز الاستخبارات العامة، هو عبارة عن مؤسّسة تعمل كل ما تفعله «سي آي إيه»، إضافةً إلى الـ «أف بي آي»، ووزارة الخارجية في الولايات المتحدة. لذلك، يُجمِع كل من يتابع الشأن المصري على أنّ موقع سليمان في نظام مبارك أكبر بكثير من دور قائد الجيش سامي عنان ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط. سليمان سليل النظام بامتياز، وابن كل مدارس الاستخبارات في العالم. تجمع خبرته العسكرية بين فنون الاستخبارات الأميركية والسوفياتية في معظم قطعات الجيش، من الهندسة إلى المدفعية وصولاً إلى الاستخبارات العامة الذي بات لرئيسها منصب وزير فوق العادة مع سليمان. خبرة طعّمها بمشاركته في أكبر 3 حروب خاضتها مصر: حرب اليمن عام 1962 وحربي 1967 و1973 ضدّ إسرائيل. هي نفسها إسرائيل التي تحوّلت مع أشخاص مثل سليمان، إلى أكثر من صديق، لا بل صديق وحليف. ربما هذا ما درسه في العلوم السياسية التي حصّلها من جامعة عين شمس المصرية. شهرته الأكبر في الداخل صنعتها له حربه التي قضى فيها على «الجماعة الإسلامية» وحركة «الجهاد الإسلامي» المصريتين في تسعينات القرن الماضي، وهو ما جعل منه محطّ ثقة مبارك ومبعوثه الخاص والشخصي لدى عواصم الغرب وإسرائيل. وربما لأنه من منطقة قنا الجنوبية المعروفة بتديُّن سكانها، وحيث «شباب قنا إما أئمة مساجد أو جنود»، بحسب تحقيق ماري آن في مجلة «الأتلانتيك» الأميركية، فإنّ الرجل عرف جيداً من أين تؤكَل كتف الإسلاميين، في مصر كما في قطاع غزة، بما أن القطاع الفلسطيني هو «شأن مصري داخلي» بنظر سليمان ونظامه. قطاع يحكمه رجال حركة «حماس» الذين يظهر حقد سليمان عليهم على الشكل الآتي: «إنهم مثل الإخوان المسلمين، كاذبون ولا تنفع معهم إلا القوة». ولفهم كيف تنظر واشنطن إلى عمر سليمان، تكفي العودة إلى تصنيف مجلة الـ «فورين بوليسي» الأميركية لأقوى رجال الاستخبارات: قائمة يتصدّرها سليمان قبل رئيس «الموساد» مئير داغان، يليهما قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ثالثاً، ورئيس الاستخبارات السورية آصف شوكت رابعاً. تصنيف بات منطقياً منذ أن حذّر سليمان الإدارة الأميركيّة، قبل 8 أيام من وقوع أحداث 11 أيلول 2001، بأنّ «أسامة بن لادن وتنظيمه يخططان لشيء كبير جداً ضدّكم». لم يُسمَع تحذير الرجل العربي الطليق بالإنكليزية، فحصل ما حصل في نيويورك وواشنطن، واقتنعت بعدها الإدارات الأميركية بأن هذا الرجل خطير، وصار التعاطي معه يجري على هذا الأساس. ولا تقتصر علاقة الولايات المتحدة بسليمان على أنه الممر الإجباري لها، إذ أصبح، شخصياً، شريكاً في الحرب على الإرهاب، ليس في العالم العربي فقط، بل تؤخَذ مشورته على صعيد هذه الحرب الكونية. وهنا لا مكان لملاحظات السفير الأميركي السابق لدى مصر إدوارد والكر، الذي يفصّل الحديث لمجلة «نيويوركر» الأميركية عن سجل سليمان وجهازه الحافل بالتعذيب وبخرق حقوق الإنسان والحريات العامة والخاصة. صلته بالشؤون المصرية الداخلية بقيت محصورة بالملفات «الكبرى»، وأكبرها الهمّ الإسلامي، ولم يعرف عنه حتى الآن أيّ ميل إلى الجمع بين السلطة الأمنية والاقتصادية على صورة بقية أركان نظام مبارك، على اعتبار أنّه مسؤول عن شيء أكبر بكثير من الصفقات التجارية: رصد منسوب خطر حصول انقلاب عسكري بحسب «فورين بوليسي». حضوره السياسي العلني لم يحصل إلا بعد الـ 2001، عندما خرجت الصفحة الأولى لجريدة «الأهرام» الحكومية بصور وأخبار للرجل مكان المساحة المخصصة لنشاطات الرئيس. كل ما يتعلق بدور مصر إقليمياً ودولياً مربوط به شخصياً؛ من فلسطين وإسرائيل إلى السودان وليبيا وواشنطن وإيران وسوريا ولبنان والعراق والسعودية. لا يكنّ بطبيعة الحال وداً للنظامين الإيراني والسوري، حتى إنّ «ويكيليكس» كشفت حيزاً من اعترافات الرجل بأنه ألّف مجموعات جواسيس تعمل لمصلحته في سوريا وإيران ولبنان والعراق لإبقاء نوعية التدخل الإيراني في الشؤون العربية تحت المراقبة. تخصَّص في أساليب ممارسة الضغط على سوريا إثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري في بيروت، وتفاخر بأنه نال تعهدات شخصية من القيادات السورية لسحب قواتهم من لبنان. من جملة الملفات المحفوظة له شخصياً، القضية اللبنانية في ظل ما حُكي عن فرق أمنية مصرية استخبارية عملت في لبنان طيلة السنوات الماضية لمصلحة فريق الغالبية النيابية في صفوف «قوى 14 آذار». حتى إنه شرح لرئيس هيئة الأركان الأميركية مايكل مولن، وفق إحدى وثائق «ويكيليكس»، كيف أشرف على ملاحقة واعتقال «عملاء حزب الله» في مصر عام 2009، وهي التي تندرج، شأنها شأن تهريب الأسلحة الإيرانية لـ «حماس» ودعم «الإخوان المسلمين في مصر»، في إطار «خطة إيرانية لزعزعة المنطقة والسيطرة عليها»، مع تشديده أمام ضيفه الأميركي على «ضرورة تدفيع طهران ثمن سلوكها، وإلّا فإنّ القاهرة ستعمل استخبارياً داخل إيران لضرب النظام». عمر سليمان آسر قلوب الصحافيين والمسؤولين الإسرائيليين؛ قلّما يجد المتابع سيرة مكتوبة عنه في الصحافة العبرية إلا تكون مليئة بشحنة عاطفية كبيرة إزاء «الرجل الأنيق، ذي الكاريزما الساحرة، المحترَم، المهذَّب لكن الصارم»، الذي يجد نفسه مرتاحاً مع سيجاره في «مكتبه الملوكي» في القاهرة. جزء من الاحترام الصهيوني له نابع من أنه «الرجل الإسرائيلي الأول في مصر» على حد وصف «جيروزاليم بوست». هو من أبرم اتفاق بيع الغاز المصري لإسرائيل بأسعار رمزية هو وصديقه المقرب من الرئيس الأسبق لـ «الموساد»، شاباتي شافيط، بينما تعاني مصر مصيبة اقتصادية وارتفاعاً في أسعار الطاقة. علاقاته أكثر من وثيقة مع جميع ضباط إسرائيل: من «الموساد» والـ «شين بيت» واستخبارات الجيش. يعرف فلسطين وإسرائيل أكثر من أي شخص آخر في العالم، وفق البروفيسور الإسرائيلي إيلي كارمون. عدوّه الأول حركة «حماس» بما أنها الامتداد الطبيعي لحركة الإخوان المسلمين. جهازه هو من درّب ولا يزال يدرب قوات الأمن الفلسطينية التابعة للسلطة الفلسطينية. صانِع هدنة الأشهر الستة بين إسرائيل وحماس التي انتهت في 19 كانون الأول 2008. يتفاخر بأنه أهان ياسر عرفات أكثر من أيّ شخص آخر بعد الانتفاضة الثانية، عندما رفض حتى الإعراب عن انزعاج مصر من حصار أبو عمار في مقاطعته برام الله ومجزرة جنين. ألّف بعد وفاة (أو اغتيال) عرفات معظم حكومات محمود عباس وفق محطّة «سي أن أن». هو المفاوض الأوّل بين «حماس» وتل أبيب، في السياسة والهدن وجلعاد شاليط وحصار غزة وتجويع أهلها عبر إقفال معبر رفح. في تحقيق لصحيفة «لوس أنجلس تايمز»، ورد أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان يصف الدفعة العسكرية التي تخرج منها عمر سليمان بأنها «معادية للشيوعية»، ولذلك أنيطت بأفرادها مهمّات حسّاسة. لدى الرجل إذاً العديد من «الخصال» التي ملأت سيرته السياسية، لكن كلّ ذلك قد لا يكون كافياً لسليمان كي يحكم «مصر الجديدة» يوماً ما. ما سر بقاء ظابط المخابرات اللواء عمر سليمان في خلفية المشهد وما حجم النفوذ والحصانة التي يحتفظ بها؟
ما حجم النفوذ والحصانة التي يحتفظ بها، ويجبر بها النيابة علي مراعاة أعلي درجات التهذيب حين تتحدث عن »طلبه لسؤاله« حول أقوال الرئيس السابق، وليس استدعاءه للتحقيق، أسوة برجال النظام السابق..وما هي حدود طموحه وتوغله في صنع القرار في عهد الثورة ودوره في مستقبل مصر رغم السقوط المهين في 14 يوماً فقط؟ ربما كان غريبا علي من سمع قبل شهرين فقط هتافات الجموع في ميدان التحرير »لا مبارك ولا سليمان..كلهم عملاء للأمريكان يظهر أمام عينيه في تلك المدة الوجيزة من يطالب بترشيح نائب الرئيس السابق، الذي حظي بالخلع معه في ساعة واحدة، لرئاسة مصر.
لكن هذا ما يجري في كواليس لا تهدأ للإبقاء علي الرجل الذي حافظ علي غموضه زمنا في عهد مبارك.. ويبدو أنه استعاد هذا الغموض بخبراته الغنية بعد قليل من اندلاع ثورة طالبت بسقوطه وسقوط رئيسه معا. حيث شن مؤيدون مجهولون لترشيح سليمان للرئاسة حملة علي موقع الثورة الأول »فيس بوك«.. ورغم قلة المؤيدين (3500 مشارك) فإن ما تطرحه من شعارات وحجج لترشيح الرجل يعيد للأذهان منطق رجال النظام القديم في التمسك بالحكم.. من أنه الأصلح لقيادة البلاد، وأنه اكثر احتراما لدي الدوائر الغربية، وأنه الأكثر علما وخبرة بالتعامل مع ملفات الأزمات الدولية، وكأن الرجل لم يكن شريكا في نظام مبارك الفاسد منذ اختياره مديرا للمخابرات في عام 93.
14 يوماً كانت كفيلة بحرق الرجل الثاني في مصر.. وإهالة التراب علي مشروع رئيس قادم تمني أعوان النظام السابق أن يكتمل.. فتعيين عمر سليمان نائبا للرئيس المخلوع في لحظات الثورة الحرجة مع كلمات مبارك لشد أزره علي أعتاب مهمة خلافته عند حلف اليمين بقوله »شد حيلك« كانت فتيلاً أحرق الرجل الغامض في ساعات سقوط مبارك الأخيرة. استعان مبارك بسليمان بعد 3 أيام من اندلاع الثورة وبعد ان ارتفع سقف المطالب إلي الحد غير المسموح به..فشعر الأخير بأنه يقف عند نقطة اللاعودة فقرر أن يحافظ علي وجوده في منطقة القيادة وأن يزيح كل من يقابله من أجل ان يسيطر وحده علي القرار معتقداً أنه يستطيع ان يرسو بسفينة النظام في بر الأمان.
دخل سليمان في معارك لم يربح من ورائها اي شيء بعد قبوله منصب نائب الرئيس فحاول الإطاحة بصفوت الشريف وزكريا عزمي وكل رموز الحرس القديم، وسعي إلي عزل جمال مبارك عن أبيه وأبعد معظم مستشاري الرئيس واستعان ببعض المستشارين المقربين منه، بل وغير لغة خطاب الرئيس نفسه.
أحد مستشاري سليمان هومن كتب الخطاب الثاني لمبارك بعد الثورة بلغة اقرب إلي كسب التعاطف الشعبي ونجح في أن يحقق هدفه قبل ان تأتي معركة الجمل لتهدم كل مكاسب مبارك من الخطاب. ارتكب الرجل عددا من الأخطاء الفادحة خلال 14 يوماً، منها أنه أدار الحوار مع القوي السياسية والمعارضة بنفس أسلوب مبارك ليظهر أنه دعوة من الرئيس مبارك، فبعد رفض المعارضة للحوار في البداية شن عليها هجوما عنيفا وقال للإخوان إنها فرصتهم التاريخية ومضي في الحوار مع بعض الأحزاب الصغيرة.. وعندما شاركت جميع الأحزاب ظهر أنه يريد فقط تهدئة الأوضاع ولم يقدم ردودا كافية علي مطالب القوي المشاركة. كما أن عمر سليمان لم ينزل مباشرة إلي الشباب في ميدان التحرير ليتحاور معهم واكتفي باستدعاء بعض الشباب إلي رئاسة الجمهورية ما زاد من حالة السخط وفي الوقت الذي نزل المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة إلي الشارع بعد 3 أيام من اندلاع الثورة، ما زاد من القبول الشعبي لتواجد الجيش وزاد من الغضب علي عمر سليمان الذي تأكد أنه نسخة مكررة من مبارك. أعقب ذلك ردوده السلبية علي موقعة الجمل وضرب المتظاهرين وقتلهم وقيام الشرطة باعتقال عدد كبير من المتظاهرين واخفاء البعض، مكتفيا بأسفه مما حدث في حوار تليفزيوني. ونعود للسؤال:ما هو مصدر قوة هذا الرجل ومن أين تأتيه تلك الجرأة التي يتحدث بها ؟ الإجابة تكمن فيما قاله مصطفي الفقي استاذ العلوم السياسية واحد مستشاري مبارك القدامي قبل عام حينما قال: إن رئيس مصر القادم لابد ان يحصل علي دعم امريكي ومباركة إسرائيل..
وواشنطن وبطلب من إسرائيل هي التي ضغطت علي مبارك لتعيين سليمان نائبا له قبل سنوات لإغلاق ملف التوريث من أجل ضمان انتقال سلمي للسلطة ولكن مبارك كان يرفض بشدة هذه الضغوط ويسوق عشرات الحجج لذلك في الخارج. وحسب ما تؤكده تسريبات موقع ويكيليكس أن سليمان دخل دائرة اهتمام واشنطن منذ 5 أعوام للمنافسة علي الرئاسة من خلال مجاملة أمريكا في الملفات التي تعنيهم بقوة وفي مقدمتها الملف الفلسطيني،حيث استلم الرجل الملف برمته وصال وجال ولم يترك زعيما إسرائيليا من اليسار أو اليمين إلا وتحاور معه وعقد صداقة معه.
وأقرب دليل علي قوة علاقة سليمان بأمريكا وإسرائيل ما ذكرته إحدي وثائق ويكيليكس من أن إسرائيل تعتبر سليمان »صاحب بيت«. آخر تسريبات ويكيليكس تشير إلي وثيقة صادرة عن السفارة الأمريكية بالقاهرة تؤكد فرط الثقة التي يحظي بها عمر سليمان في الأوساط الدبلوماسية الأمريكية حيث تصف الوثيقة رئيس المخابرات العامة السابق بمفتاح العلاقات الثنائية بين واشنطن والقاهرة.. حيث قالت السفيرة مارجريت سكوبي في رسالة إلي الرئيس باراك أوباما: إن سليمان »الرجل البرجماتي ذو العقل التحليلي الحاد للغاية«.. هو العنصر الأكثر نجاحا في علاقة الولايات المتحدة بمصر علي مستوي عملية السلام. بسبب علاقته بالمخابرات الامريكيه: صحفي بريطاني يصف عمر سليمان بـ الجلاد الدولي رغم أن مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية منحته لقب أقوى أشباح التجسس في منطقة الشرق الأوسط وحصوله على المركز الأول فى قائمة افضل مديرى المخابرات فى المنطقة، إلا أن الصحفى البريطانى ستيفن جراي الحائز على جوائز دولية في الصحافة الاستقصائية، كان له رأى آخر حيال عمر سليمان مدير جهاز المخابرات ونائب الرئيس السابق حيث يصفه بأنه جلاد تعذيب دولى. جراى أعد كتابا عن عمر سليمان حمل عنوان "الطائرة الشبح" تحدث فيه عن حقيقة الدور الذى يلعبه مدير المخابرات السابق مع أمريكا. وقال"إن سليمان كان ومازال الطرف المصري الأساسي في التعامل مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والقناة الأساسية للتواصل بين الإدارة الأمريكية ومبارك حتى في قضايا لا علاقة لها بالاستخبارات والأمن. حمل الكتاب معلومات خطيرة جدا عن نائب الرئيس السابق وقال إنه فى يونيو 1995وقّع الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون توجيهه الرئاسي لاختطاف وتعذيب كل مشتبه به بممارسة الإرهاب حول العالم واستمع ساندي بيرغر مستشار الرئيس الأمريكى لشئون الأمن القومي إلى التوجيه ونفذه بشكل سريع وأطلق عملاءه عبر العالم لتنفيذ مهام محددة ووجه بيرغر تعليمات لعمـــر سليمــان الذي تلقى إشارة واشنطن ومد رجاله مع رفاقه الأمريكيين إلى كرواتيا في 13 سبتمبر 1995 ليخطفوا طلعت فؤاد قاسم إلى سجن أبو زعبل شرقي القاهرة ومن ثم تصفيته هناك. وكشف الكتاب عن تعذيب سليمان شخصيا للمعتقل الاسترالي السابق ممدوح حبيب في القاهرة حيث نقلته إحدى طائرات الشبح من باكستان إلى مبنى المخابرات وهناك مارس معه سليمان أبشع أنواع التعذيب وفشل في إرغامه على الاعتراف بارتكاب جرائم إرهاب بعينها ولم يكن أمام مدير المخابرات سوى أن يقتله. ورصد الكتاب ٤٨ رحلة طيران بين مطارات مصرية أبرزها القاهرة والأقصر وشرم الشيخ لنقل السجناء في الفترة من ١٨ يناير ٢٠٠١ إلي ٢ أغسطس ٢٠٠٥. وأوضح أن أول حالة ترحيل قسري إلي مصر كانت واقعة ترحيل أحمد عجيزة ومحمد الذري المتهمين بانضمامهما للجناح العسكري لتنظيم الجهاد المصري وتم ترحيلهما من السويد إلي مصر يوم ١٨ ديسمبر ٢٠٠١ علي متن طائرة جولف ستريم. وقال الكتاب إن القياديين يحملان الجنسية السويدية واشترطت سلطات السويد علي السلطات المصرية حسن معاملتهما لكن دبلوماسيي السويد لم يتمكنوا من مقابلة السجينين إلا بعد شهر من وصولهما إلي القاهرة واكتشفوا أنهما تعرضا للتعذيب بالصعق الكهربائي لانتزاع معلومات حول علاقتهما بتنظيم القاعدة. وكشف الكتاب نقلاً عن تقرير لهيومان رايتس ووتش صدر في ٢٠٠٥ عن استقبال مصر٧٠ سجيناً على أراضيها متهمين بالإرهاب. وقال"إن لدية معلومات عن تلقي مصر أعداداً أكبر من جنسيات أفريقية وآسيوية وعربية وذكر جراي تفاصيل ترحيل الباكستاني محمد سعد إقبال الذي تم القبض عليه في جاكرتا منتصف نوفمبر ٢٠٠١ ونقل علي متن طائرة أمريكية إلي أفغانستان ومنها إلي جوانتانامو وقال إنه في يوم ٩ يناير ٢٠٠٢ أقلعت طائرة من الطراز نفسه من مطار دالاس الأمريكي إلي القاهرة وصعد إليها مسئولون مصريون وغادرت بهم إلي جاكرتا ثم عادت مرة أخري إلي القاهرة في ١٥ يناير ٢٠٠٢. وكشف الكتاب عن واقعة اختطاف عبدالسلام الحلة في القاهرة في ٢٨ سبتمبر ٢٠٠٢ حيث نقل رجل الأعمال اليمني نقل من القاهرة إلي أفغانستان مباشرة والصليب الأحمر الدولي نقل رسائل بخط يده من العاصمة الأفغانية كابول لتسليمها إلي أسرته. وأزاح الكتاب الستار عن تفاصيل واقعة اختطاف أبوعمر المصري من أمام مسجد ميلانو فقد استخدمت فيها طائرة نقل عسكرية تحمل اسم "سبير ٩٢" نقلته إلي ألمانيا ثم تم ترحيله إلي مصر علي متن طائرة "جولف ستريم" في ١٧ فبراير ٢٠٠٣. واستشهد الكتاب بالمقولة السائدة فى المخابرات والتى تقول إنه إذا أرادوا تعذيب شخص ارسلوه إلى سوريا أما إذا أرادت إخفاء نفس الشخص أرسلوه إلى مصر. وأشار الكتاب إلى أن اختيار مصر مبارك كمحطة لتعذيب المختطفين لم يأت بمحض المصادفة فهناك تراث من التعذيب يعود إلى اليوم الذي ساق فيه عبد الناصر مناضلي الشعب المصري إلى زنازين أبو زعبل وليمان طرة أما الميزة الأخرى فهي وجود ضابط دموي جلاد على رأس المخابرات العامة يدعى عمر سليمان يهوى رؤية القتل والتصفيات الجسدية بعينيه بل وحتى ممارستها بيديه. ويكشف الكتاب للمرة الأولي عن قصة السجون السرية حول العالم وتورط المخابرات المركزية الأمريكية في عمليات اعتقال وتعذيب مارستها عبر عملائها ضد عناصر متهمة بالإرهاب ومنهم عملاء وسجون خاصة لها فى مصر وأكد في كتابه تورط إدارة بوش في برنامج الترحيل القسري لسجناء حول العالم الى مصر أطلق عليه "القصة الحقيقية لبرنامج التعذيب المنظم للمخابرات الأمريكية". ورصد الكتاب إقلاع وهبوط الطائرات المستخدمة في نقل السجناء المتهمين بالإرهاب أعدتها المخابرات الأمريكية كما سجل ووثق العشرات من حالات التعذيب حول العالم بصورة غير شرعية. الملف السري لعمر سليمان - في ألمانيا طلب مبارك منه تولي رئاسة الجمهورية لو حدث له مكروه في غرفة العمليات.. علي أن يعين جمال نائبا ثم يتنازل له عن السلطة - طلب منه مبارك إعادة جمال من لندن.. لكن جمال رفض لارتباطه بشقراء اسمها كريستين قائلا: مفيش في مصر زيها - سافر إلي الملك عبدالله طالبا منه الموافقة علي إيقاف «القاهرة اليوم» قبل الانتخابات - سوزان مبارك مزقت قرار تعيينه نائباً للرئيس بعد توقيعه من زوجها علي مدي 50 دقيقة ظل مبارك يحاول إقناع المشير حسين طنطاوي بأن يقبل بمنصب نائب الرئيس الذي يعرضه عليه.. لكن.. وزير الدفاع الواثق من نفسه .. المستوعب لقدراته.. الفاهم بخريطة الخطر الذي تتعرض له البلاد في ظرف ثورة 25 يناير.. رفض العرض.. بل رفض أن يكون رئيسا للوزراء. بعد ساعات قليلة أعلن عن تولي مدير المخابرات العامة عمر سليمان منصب نائب الرئيس الذي حرم منه طويلا.. وإن لم يمكث فيه سوي أيام معدودة كشفت ما كان مخفيا عنه. لقد صدر قرار مشابه له منذ سنوات قليلة.. ولكن.. زوجة الرئيس التي أصبحت في قوة شجرة الدر مزقته.. إن سوزان صالح ثابت التي كان أقصي أحلامها أن تكون موظفة في وزارة الخارجية اصبحت في العشر سنوات الأخيرة بمثابة الملكة الأم التي تجهز ابنها لتولي العرش مهما كانت التحديات.. أما زوجها فكان بين نارين.. نار أن تبقي السلطة في عائلته.. ونار أن يقتل ابنه ثمنا لها.. فالرصاصات التي أطلقت علي مبارك في خمس محاولات اغتيال يمكن أن تصيب جمال. والحقيقة أن طبيعة مبارك في إشعال الصراعات بين رجاله ليضمن ولاءهم جعلته يبذر بذور الفتنة بين المشير والمدير.. بين حسين طنطاوي وعمر سليمان.. لكن.. مبارك كان يعتبر عمر سليمان الشخص القريب منه الذي يمكن أن يكلفه بمهام غير رسمية دون أن يشي بأسراره التي يعرفها بحكم مسئوليته عن جهاز المخابرات. عندما أزعجه ما يقول عمرو أديب في برنامج القاهرة اليوم.. أرسل عمر سليمان إلي الملك عبدالله يستأذنه في قطع البث التليفزيوني لشبكة أوربيت السعودية من استوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي قبل الانتخابات البرلمانية.. بحجة أنها تأخرت في سداد إيجار الاستوديوهات.. علي أن يعود البث مع بداية العام الجديد.. في يناير 2011.. واستغل وزير الإعلام الفرصة ليوقف بث القنوات الدينية التي تساندها الوهابية إن لم يكن بالمال الوفير فبالأفكارالمتشددة. وقبل ذلك بسنوات طويلة طلب مبارك من عمر سليمان أن يسافر إلي لندن لإقناع ابنه جمال بالعودة إلي مصر.. كان جمال يعمل في بنك أوف أمريكا هناك.. واستغل وجوده في المتاجرة في ديون مصر والخروج منه بمبلغ ثمين اعترف به مبارك نفسه في حوار نشر عام 1993 مع مكرم محمد أحمد رئيس تحرير المصور وقتها.. لكن.. المشكلة أن جمال تعرف علي فتاة شقراء اسمها كريستين.. ارتبط بها.. وأغرته بالبقاء معها.. فاحتاج إقناعه بالعودة تدخل عمر سليمان بنفسه.. لكنه سمع منه : إنه مستعد للعودة لو صحب كريستين معه إلي القاهرة أو لو وجدوا له مثلها في مصر. وفي القاهرة حاول الزواج من نجمة سينمائية شابة.. لكن أمها رفضت.. فلم تكن النجمة الساحرة تشعر برغبة في الاقتراب منه.. وفشلت في التواصل معه. وعندما سافر مبارك لإجراء جراحته الأخيرة الدقيقة في المانيا طلب من عمر سليمان أن يتكلما معا خارج الغرف المغلقة حتي لا يتنصت عليهما أحد. قال له مبارك : إنه يخشي علي نفسه من الموت داخل غرفة العمليات.. ويفكر في الاعتزال قبل ميعاد الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة.. لكنه.. يخاف علي ابنه جمال أن يقتلوه لو واصل مشوار التوريث الوصول إلي الحكم.. فكان تعليق عمر سليمان : إن مصر لم تعرف رئيسا سابقا من قبل.. و" سوف تواصل بقاءك في الحكم ".. مهما كانت الظروف والضغوط. علي أن مبارك وصف حالة البلد بأنها ستكون مثل " الجيلي ".. لا أحد يستطيع الإمساك بها من بعده.. فكان الاتفاق علي أنه لو حدث له مكروه في غرفة العمليات يمنعه من مواصلة الحكم سوف يكون عمر سليمان خلفا له علي أن يكون جمال بجانبه نائبا له تحت رعايته.. وبعد مرور فترة القلق المتوقعة يتنازل لجمال عن منصب الرئيس.. علي أن يستمر الكبار (صفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سرور) في مناصبهم لبعض الوقت حتي تهدأ الأمور. ومط مبارك شفتيه وحركهما مضمومتين إلي اليمين مع رفع طرف الأنف وهي علامته المميزة علي قبول ما يسمع دون تعليق. لكن.. تلك الخطة لم تجد هوي عند سوزان مبارك.. فقد خشيت أن يستمر عمر سليمان في الحكم.. وينجح في البقاء فيه.. ولا ينفذ ما وعد به.. فكان أن تقرر أن تبدأ خطة توريث جمال في أول مارس الماضي بلقاءات مكثفة يتولاها وزير الإعلام أنس الفقي يرتب فيها مع رؤساء تحرير الصحف الحكومية ما يجب عمله في هذه الفترة التمهيدية علي أن يعلن مبارك في شهر مايو أنه لن يترشح للرئاسة.. ويختار جمال مرشحا للحزب الوطني ويجري دعمه بكل الوسائل المالية والدعائية والأمنية.. لكن ما حدث في 25 يناير أجهز علي ذلك كله بلا رجعه. وفي زيارة مبارك الأخيرة إلي واشنطن (مع بداية شهر مايو الماضي) لإعادة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين كان متوقعا أن يلعب عمر سليمان دوره المعتاد في هذه المهمة.. فهو صاحب هذا الملف السياسي الخطير.. لكنه اختفي تماما.. ولم يظهر إلا في الحفل الختامي الذي جري في إحدي قاعات البيت الأبيض (بحضور مبارك ونتانياهو وأبو مازن والملك عبدالله) قبل العودة إلي القاهرة بساعات قليلة. لم يعرف أحد ممن كانوا مع مبارك في فندق فور سيزونز سر اختفاء مدير مخابراته إلا ابنه جمال ورئيس ديوانه زكريا عزمي.. لقد وصلت تقارير عاجلة من جهاز أمن الدولة بجود صور وملصقات ومنشورات في شوارع القاهرة تطالب بعمر سليمان رئيسا.. "لا جمال ولا إخوان وإنما عمر سليمان ".. وعندما واجهه مبارك بما يعرف وجد عمر سليمان في حالة حرج.. ليس فقط بسبب ما خرج إلي الشارع من مطبوعات خطرة وإنما أيضا لأنه مدير المخابرات.. المفروض أن يكون أول من يعلم. وبعد العودة إلي القاهرة طلب مبارك من المخابرات الحربية التحقيق في الأمر وقبض علي ثلاثة نشطاء شباب (من بينهم شادي حرب) كانوا قد دعوا من قبل علي موقع إلكتروني خاص لترشيح عمر سليمان.. لكنهم عند استجوابهم نفوا صلتهم بما حدث قائلين : إنهم عندما كانوا يؤمنون بالتغيير من داخل النظام تحمسوا إلي عمر سليمان.. لكنهم الآن يؤيدون محمد البرادعي ويمشون وراءه. وحدث أن تعرضت صحيفة صوت الأمة وقت رئاسة عادل حمودة لرجل الأعمال نجيب ساويرس بعد أن كشفت زيادة رأسمال إحدي شركاته بشهادات بنكية ثبت أنها مزورة ودخلت الصحيفة في حرب قضائية طويلة معه دون أن تتصور أنه مسنود من قوي المخابرات.. فقد فوجئ رئيس التحرير باستدعاء من أحد رجال عمر سليمان ليحذره من أن ما ينشر عن نجيب ساويرس قد يفسر بطريقة طائفية.. وكان التحذير في الحقيقة تهديدا مستترا.. يخلط ما هو مشروع بما هو مرفوض. وكشفت هذه الواقعة أن عمر سليمان أقنع ياسر عرفات باستثمار عشرات الملايين من دولارات منظمة التحرير الفلسطينية في شركة نجيب ساويرس.. أوراسكوم تليكوم لينقذها من متاعب تعرضت إليها.. وتولي هذه المهمة المستشار المالي للرئيس الفلسطيني محمد رشيد الذي أصبح وثيق الصلة بنجيب ساويرس فيما بعد. وفيما بعد أيضا.. عندما قامت ثورة 25 يناير وشعرت عائلة ساويرس أنها قد توضع في حرج لمكاسبها الهائلة التي تحققت في ظل نظام مبارك ولخوفها من تورط أحد ابنائها مع وزير السياحة السابق زهير جرانة تدخل عمر سليمان ووضع نجيب ساويرس علي مائدة الحوار الذي دعا إليه شخصيات متنوعة بعد أن اصبح نائبا للرئيس. وشعر فرج اباظة زوج ابنه عمر سليمان القريب الصلة بنجيب ساويرس بالانتشاء.. لكنه شعور سرعان ما تبخر بعد أن عاد حماه إلي بيته فور ذهاب مبارك إلي شرم الشيخ. أما زوج ابنته الأخري أيمن القفاص، فقد قفز فجأة في سلك الخارجية.. ثم تركها ليتولي رئاسة الهيئة العامة للاستعلامات وقت إنفلونزا الطيور.. لكن.. تفاعل الكيمياء بينه وبين أنس الفقي لم يحدث.. فوافق جمال مبارك ــ الذي كان ينفذ ما يقترحه عليه وزير الإعلام الشاب حتي آخر لحظة له في السلطة ــ فعينوه في منصب ممثل المنطقة العربية في البنك الدولي وهو في الحقيقة لا يصلح لتولي منصب في بنك القرية. والغريب أن نجيب ساويرس الذي ظل سنوات طويلة مضت يرفض دخول رجل الأعمال في السياسة تحمس مؤخرا لتشكيل حزب سياسي أغلب الظن أنه سيساند عمر سليمان لو رشح نفسه للرئاسة.. واحدة بواحدة.. ومن قدم السبت وجد الأحد قدامه. وحدث أن فتحت صحيفة الفجر النار علي حسين سالم وانفردت بنشر عقد تصدير الغاز إلي إسرائيل، كما كشفت استيلاءه علي جزيرة التمساح في الأقصر وتسجيلها له في الشهر العقاري بتعليمات مباشرة من رئيس الحكومة الأسبق عاطف عبيد، فاستدعي عمر سليمان في مكتبه رئيس التحرير قائلا : " إن حسين سالم مستثمر وطني لا يجوز المساس به ".. وبعد نحو سنتين علي هذه الواقعة يصبح السؤال : هل لايزال حسين سالم الهارب (من مصر إلي دبي ومنها إلي سويسرا ومنها إلي إحدي دول أمريكا اللاتينية) بأكثر من 600 مليون دولار مستثمرا وطنيا في رأي صديقه المقرب منه عمر سليمان؟ وقد كان عمر سليمان وأسرته يقضون إجازات الأعياد في فندق حسين سالم.. موفنبيك شرم الشيخ. ورغم أن عمر سليمان يعرف حقيقة الثروة التي كونها إبراهيم سليمان (ما بين 500 و700 مليون جنيه)، فإنه ظل يسانده حتي آخر لحظة.. وعندما جري التحقيق معه كان هناك من يحميه ويصنع مستندات تبرئته.. وهو ما جعل رئيس تحرير الفجر يكتب مقالا شهيرة بعنوان " القوي العظمي في النظام التي ستنقذ إبراهيم سليمان من السجن ".. وتحققت النبوءة.. وتمتع إبراهيم سليمان بحريته وسخريته حتي وجد نفسه مؤخرا وراء القضبان بضغط شعبي تجاوز نفوذ تلك القوي التي لم تعد قادرة علي حماية نفسها. وحدث أن جاء مهاجر مصري ثري مقيم في سويسرا بمستندات ومعلومات تفيد تلقي وزير ورئيس وزراء رشوة تصل إلي 50 مليون دولار من رجل أعمال وثيق الصلة بعمر سليمان نفسه مقابل منحه شركة مهمة كانت بمثابة مزرعة دواجن تبيض ذهبا.. وسمع رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي وقتها محمود عبدالعزيز من المهاجر القادم من سويسرا البيانات الخطيرة التي يحملها، فأخذه في سيارته واتجها إلي عمر سليمان وقدما إليه ما لديهما من وثائق دامغة تدين الوزير ورئيس الحكومة ورجل الأعمال المصري.. لكن.. ما حدث أن الوزير ورئيس الحكومة أقيلا في قرار واحد.. ونجا رجل الأعمال المعروف من جريمة الرشوة.. بل نجا من كل البلاغات التي لو قدمت في غيره لكان السجن من نصيبه. ومهما كشفنا من أسرار وخبايا عن عمر سليمان لم تر النور من قبل، فإن ملفاته السرية والشخصية بحكم عمله السابق تحتاج لمزيد من البحث والتنقيب. منتدى/ ملاك صدام حسين sahmod.2012@hotmail.com المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في منتدانا لا تعبر عن راي المنتدى بل عن راي الكاتب فقط
جيروزاليم بوست: عمر سليمان الإسرائيلي الأول في مصر