صلاح المختار" اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(1)
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
عدد المساهمات : 547 تاريخ التسجيل : 08/07/2011
موضوع: صلاح المختار" اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(1) الجمعة يوليو 22, 2011 4:28 pm
صلاح المختار ... اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(1) منتدى"ملاك صدام حسين اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود (1) صلاح المختار تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار مالكولم مكريدج مقدمة لابد منها بعد ان رأينا امريكا تأوم بعض ( المصلين ) ، رغم انها كانت ومازالت اكبر ناشر للعهر السياسي وسيدته بلا منازع واخطر ممارس لدعارة الضمير في العالم ، احتفالا بما اسمي ب ( ربيع العرب ) ، تحقيرا لنا ولشعبنا واستخفافا بعقولنا ووعينا ، رغم اننا في هذا ( الربيع ) نواجه الان ، خصوصا في العراق وفلسطين ومصر وسوريا وليبيا واليمن ...الخ ، الاستحقاقات الكارثية الكاملة والانموذجية لكل اعدادات وعمل الغرب الاستعماري والصهيونية العالمية منذ أكثر من مائة عام ابتدأت بمؤتمر بازل في سويسرا في عام 1897 ووصلت في هذا العقد من الزمن الى اطلاق ( وعد ) كونداليزا رايس ، عندما كانت وزيرة خارجية امبراطورية الشر المطلق ، بنشر ( الفوضى الخلاقة ) ، وفي مقدمة هذه الاستحقاقات ان الشعب العربي يشوى بلا رحمة في نار اول هولوكوست عربي نصنعه بايدينا وب( أمامة ) امريكية مباشرة ورسمية ، فنسفح دمائنا بالالاف في اكثر من قطر عربي ونساهم مباشرة في اعداد المسرح لاغتيال ملايين العرب وتشريد عشرات الملايين ليصبحوا كابناء فلسطين والعراق مشردين في كل القارات ، ومن لا يعرف معنى ونتائج التشرد والتهجير المنظمين ولا يعاني منهما كما نعاني نحن ضحايا امريكا والصهيونية لا يعرف بدقة ما نقصده ! يجب ان نتذكر دائما وان لا ننسى ابدا ان ما يجري هو مزيج مرعب من التراجيديا والكوميديا السوداء ، يختلط فيها التمثيل مع الممارسة الحقيقية ، وفي دوامة تغييب الوعي او الغاءه نرى البعض يقف مرتاحا ، وبلا اي حساسية تجاه امريكا وكأنها ولدت اليوم وبلا خطايا وجرائم تقشعر لها الابدان وبدأت بنشر الخير والسلام والديمقراطية وازالة كل انواع الظلم ، خلف أمبراطورية الشر المطلق يهتف ل( ربيع العرب ) كانه يقف خلف قائد تحرير ارض العرب في العراق وفلسطين مع انه يعرف ان امريكا لم تتب او تتراجع عن عداءها للعرب ، وكانت ومازالت تمارس عمليا ورسميا عهر الضمير في اكثر اشكاله وقاحة وتحديا كما نراه الان في العراق وفلسطين ، وهي بهذا الواقع ينطبق عليها المثل العربي الشهير والدقيق جدا والذي يقول ( لا الماء يروب ولا العاهرة تتوب ) ، ويروب تعني ان يصبح روبة وهي ما يسمى الزبادي ونسميه في العراق ب ( اللبن ) . نقولها بلا لف او دوران ، وبعد عذابات ستة اشهر سببتها اخطر مؤامرة على امة العرب واتضاح اهدافها الحقيقية وزوال البراقع وسقوط الاوهام التي احاطت بها : لم يعد الصمت ممكنا بعد ان دخلت مؤامرة تقسيم الاقطار العربية مرحلة خطيرة جدا تتمثل في اشتعال حرب اهلية كاملة الاركان في ليبيا تحت ( رعاية ) حلف النيتو الذي يشن حربا شعواء ومدمرة على ليبيا وشعبها قتلت الالاف وجرحت مئات الالاف وشردت الملايين من ديارهم ، واقتراب الحرب الاهلية من الاشتعال الكامل والمفتوح في سورية وفي اليمن بكل ما تحمله هذه الحرب من كوارث لا نظير لها ، والتي اذا اشتعلت ، لا سامح الله ، فسوف لن تبقي الا المقابر الملايينية لعرب لم تقتلهم اسرائيل ولا امريكا ، كما حصل ويحصل في فلسطين والعراق ، بل قتلوا بيد عرب اخرين في حروب اهلية شاملة ، اما مصر فقد دخلت بعد اسقاط النظام نفقا مظلما وخطيرا يتمثل في تصاعد الفتنة الطائفية على نحو غير مسبوق ينذر بجعل العنف هو اللغة الوحيدة بين الاقباط والمسلمين . فيالهول الكارثة !!! والكارثة تتضاعف بنسب هندسية ونحن نرى وطنيين عرب مازالوا يدعمون موجة الكارثة رغم ان كل الوقائع وكل التطورات والاحداث قد اثبتت ان نتائج الاحداث وبعد ستة شهور لم تكن غير الخراب والموت بينما لم يحصل تغيير رئيس واحد على طريق ( ربيع العرب ) لا في مصر ولا في تونس ومازل النظام الجديد هو ذاته النظام القديم بهويته وممارساته العامة ورموزه والتزاماته الخارجية ، فاين الربيع ؟ واين التغيير المنشود ؟ وهل الثورة هي مجرد تغيير راس النظام ام انها التغيير الجذري للمجتمع والدولة من اجل تحقيق اهداف الشعب وخدمته ؟ لو حصل تغيير ايجابي واحد رئيس في تونس ومصر بعد اسقاط النظام لقلنا ننتظر فلعل الفرج يأتي ، لكن انتظار ستة شهور قدم لنا كوارث اكبر ومنها كارثة ان التغيير صار تدميرا لكل شيء ثابت في الدولة والمجتمع ! لم يعد المطلوب امريكيا هو اسقاط نظم بل اشعال حروب اهلية عربية ، وهذه الحقيقة يؤكدها ويثبتها الرفض الامريكي المطلق لكل تنازلات الانظمة وقبولها بالتغيير السلمي وتكرار الرد الامريكي الذي صار كليشة متوقعة : ( هذا لا يكفي ) ، وهي في ذلك تريد عامدة وقاصدة ان يتمسك النظام بموقف رفض الاصلاحات لحماية رموزه من القتل اذا سقط ، وهكذا يصبح ممكنا استمرار تأجيج الصراع العنفي داخل اقطار الوطن العربي ليتحول الى حرب اهلية مفتوحة تترك خلفها مطلب اسقاط النظام كورقة احترقت وزال مفعولها وانتهى دورها . هل اصبح السكوت ممكنا بعد الان ؟ ام اصبح تواطئا وقبولا ب(امامة ) عاهرة العصر واخطر مروج لدعارة الضمير في كل العصور وبلا منازع ؟ وهل اصبح الاجتهاد مقبولا في قضية تقسيم الاقطار العربية بعد كل ما تبلور وتوضح من خطوط المؤامؤة الاكبر والاخطر على الامة العربية وهويتها القومية وبدأت مقدمتها تكبر ككرة الثلج ؟ مشكلتنا مع نخب عربية وطنية انها تفكر بطريقة قبل الامس حينما كان العربي بسيطا ليس في حياته سوى اللونين الاسود والابيض فكان يستطيع ان يحكم بسرعة وهو مرتاح لصواب حكمه ، اما الان فاننا في عصر المعلوماتية والعوالم الافتراضية التي يختلط فيها الواقع مع الخيال ، ويتم احيانا استبدال الواقع بالخيال المرسوم دون انتباه واكتشاف الكثيرين لذلك الاستبدال فيتعاملون مع خيال موضوع وهم يظنون بثقة انهم يتعاملون مع واقع حقيقي ، لذلك هزمت العفوية وزالت تماما من عالمنا واصبحت افته الاكبر تنغيل كل شيء بجعله مخطط سلفا وبصورة ستراتيجية لها غايات محددة ، فاصبح الوضع الانساني معقدا وغريبا يستعصي على الفهم الفوري. وفي هذا العالم الافتراضي المزاحم للعالم الحقيقي تتداخل عشرات المؤثرات والقوى خصوصا لوجود تخطيط مخابراتي محكم يريد سوق البشر نحو قرارات يظنون انهم يتخذونها بحرية وبعد تفكير خاص بهم لكنهم يكتشفون – بعد فوات الاوان وخراب كل مدينة تحمل اسم البصرة في الوطن العربي - ان ما قرروه لم يكن قرارهم في الواقع لانه كان معدا سلفا وسيقوا اليه بتأثير البيئة التي صنعها من خطط فجعل هناك خيار واحد لا غير وهو دخول نفق يقودهم الى امريكا واهدافها واحضانها الدافئة ! من هنا فان التفكير بطريقة العرب القدماء القائمة على الابيض والاسود اصبحت افضل وسيلة لنحرنا من الوريد الى الوريد وبايدينا هذه المرة ! ومع الاسف هذه هي طريقة تفكير بعض نخبنا ، وما لم نفهم كيف تخطط امريكا وتعمل فاننا محكوم علينا بالفناء كالهنود الحمر الذين ما ابيدوا الا لانهم لم يفهموا كيفية تفكير الابيض القادم اليهم من وراء البحار واستخدموا اوهامهم في محاولة فهمه والتعامل معه فنحر بلا رحمة او تردد اكثر من 112 مليون انسان ، وهو الرقم القريب من العدد الكلي للهنود الحمر ، علما ان عدد اوربا كلها كان انذاك 52 مليون اوربي . فهل يجوز ان نفكر بطريقة البدو ونحن نسكن في عالم تتحكم في معلوماته ومؤثراته واحداثه قوة تستخدم تكنولوجيا ليس اسهل لديها من خداع اكثر الاذكياء ؟ وهل حكم علينا ان نستشهد بالملايين دون ان ننال جائزة الشهادة وهي النصر فتصبح كارثتنا مضاعفة بالتضحية بملايين الشهداء وخسارتنا للحرب في نفس الوقت ؟ في هذه الدراسة التحليلية ، التي نتاج خبرتي وتخصصي لمدة تزيد على نصف قرن ، سوف نرى ان ما يسمى سذاجة وتسرعا ب ( ربيع العرب ) ليس سوى اعظم فيلم انتجته هولي وود ويتميز ، كما سنرى ، بانه اول فيلم تفاعلي في تاريخ السينما حيث يستطيع مشاهده لعب دور فيه فيرى نفسا ثائرا كبيرا يسير التظاهرات ويشتم الزعماء ويطالب باسقاطهم دون ان يزج به في السجن او يقتل ، كما كان الحال قبل ( ربيع العرب ) ! وتزاد لذة اللعبة وفرحة انطلاق المشاعر المكبوتة حينما يرى الزعيم الذي كان يذله ويضطهده ضعيفا وحائرا لاول مرة ، فيفرح وتتفجر مشاعره ويتضاعف زخم مساهمته لانه بطل في فيلم ولانه يحرك احداثا تاريخية خطيرة وهو امر لم يخطر بباله في اشد احلامه حلاوة ! لكنه ، وكما تمتع بفرحة العمر ، فانه يواجه خيبة امل العمر كله حينما يدرك في نهاية الفيلم ان دوره محدد بقيود فولاذية لا يراها الا حينما تأتي النهاية ويصبح تقريرها حتميا فيدفع للخلف في زوايا النسيان والخروج من لذة التمثيل اللطيف والمثير ! وتلك مأساة الكثير من شبابنا الان في مصر وتونس الذين ذاقوا حلاوة انطلاق دورهم وممارسة حريتهم وتصور خلاصهم وحل ازماتهم لكنهم صدموا بقرار تجريدهم من امكانية تحديد نهاية الفيلم ! بفهم كيفية اخراج واعداد فيلم الموسم المسمى ( ربيع العرب ) نقترب اكثر من كيفية تفكير وتخطيط امريكا ونتذكر اهدافها الكونية وبما قامت به ، والاهم ان نبقى ممسكين بمفتاح فهم امريكا وهو انها قوة امبريالية الغزو والنهب مندمج في جيناتها ومن المستحيل التخلص منهما والقيام بدور ديمقراطي وانساني وايجابي ، وهي لذلك لا حدود لعنفها واستعداداتها لابادة الاخر ، الامر الذي يجعلنا في مواجهة دولة ليست عادية تفهم الامور بمنطقنا وطبقا لقيمنا . لنقرأ تحت ضوء الشمس ما جرى وما يجري فعلا وواقعا في الشهور الستة الماضية ولنتناول الابعاد المختلفة لما يجري ونسلط الاضواء على الزوايا المظلمة فلعل ذلك يساعد على رؤية ما لم يرى حتى الان ، ولنبدأ بتناول مفهوم امريكي تحكم في مسار الاحداث الاخيرة في الوطن العربي لانه بدون فهمه سوف نعجز عن فهم ما يجري بصواب . يتبع 25 /6/2011
صلاح المختار" اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود(1)