فلسطيني معتقل لدى إسرائيل يرزق بمولود ذكر بعد تهريب سائله المنوي

عدد المساهمات : 53 تاريخ التسجيل : 08/09/2012

فلسطيني معتقل لدى إسرائيل يرزق بمولود ذكر بعد تهريب سائله المنوي
نابلس 13 أغسطس 2012 (شينخوا) ما أن احتضنت دلال الزبن مولودها الذكر الأول حتى تركت خلف ظهرها ما قاسته على مدار 14 عاما من اعتقال زوجها داخل السجون الإسرائيلية وحرمانها من حقها بإنجاب شقيق لابنتيها.
وحظيت دلال (31 عاما) ومولودها الذي أسمته مهند باحتفاء واسع في مستشفي نابلس التخصصي بعد خضوعها لعملية قيصرية مثلت أول نجاح لتجربة تلقيح صناعي عبر تهريب سائل منوي من أسير معتقل لدى إسرائيل.
وبينما تعالت أصوات الزغاريد والتهليل داخل غرفة دلال والغرف المجاورة بمشاركة ذويها وشخصيات رسمية وشعبية، ظل الغائب الوحيد عن المناسبة الوالد الأسير عمار الزبن ليشاركها فرحة تحقق “حلم العمر”.
ويقضي الزبن المعتقل منذ العام 1998 حكما بالسجن 27 مؤبدا و25 عاما بتهمة الانتماء لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وهو من سكان مدينة جنين في شمال الضفة الغربية.
وتقول دلال وهي تضم طفلها بذراعيها والفرحة تغلب قسمات وجهها المجهد “اليوم تحقق الحلم الكبير لزوجي عمار، رغم اعتقاله وحكمه المؤبد والآن أصبح حقيقية”.
وتشير دلال، إلى أن زوجها الذي وضعت له صورة كبيرة خلف رأسها هو من بادر منذ أربعة أعوام إلى فكرة تهريب سائل منوي منه لإجراء عملية التلقيح الصناعي.
وخلال هذه المدة خضعت دلال لثلاث عمليات زراعة بالأنابيب لم تكلل بالنجاح، حتى عرفت شعور فرحته هذه المرة.
وكان للزوجين الزبن طفلتين رزقا بهما قبل اعتقاله.
وتقول دلال، إن إنجابها للطفل الذكر “سيكون أكبر دافع لوالده حتى يصبر على ظلم السجانين وعتمة السجن”، وطبعت دلال على جبين طفلها أول قبلة كانت قد انتظرتها منذ سنوات.
ومضت قائلة “نحن تحدينا القضبان والأسر والاحتلال برمته وأنجبنا طفلنا الذي حلمنا به منذ زواجنا (..) إنها معركتنا وقد خضناها بنجاح”.
وكان تم الاحتفاظ بعينة السائل المنوي من الأسير عمار لحين وصولها إلى المشفى بطرق علمية وبتوجيهات من أطباء مختصين.
وحضر العديد من أقارب الزبن لتهنئتها بالمولود مهند مباركين الخطوة التي قامت بها وزوجها ومتمنين أن تكون بداية للأسرى المتزوجين ليتمكنوا من الإنجاب وهم داخل زنازينهم.
وقال الطبيب سالم أبو خيزران مدير مركز (رزان) للولادة الذي أشرف على عملية زوجة الزبن ل((شينخوا))، إن عملية الولادة تكللت بالنجاح والسيدة وطفلها يتمتعان بصحة جيدة ولا يواجهان أي مصاعب صحية.
ووصف أبو خيزران طريقة تهريب الحيوانات المنوية من داخل السجون الإسرائيلية إلى الخارج، بالصعبة والمعقدة نظرا لافتقاد الظروف ودرجة الحرارة المناسبة لها.
وتداول الأسرى الفلسطينيين خاصة ذوي الأحكام بالمؤبد على مدار سنوات مضت فكرة التلقيح الصناعي لزوجاتهم عبر تهريب سائلهم المنوي من داخل المعتقلات، لكنها ظلت تناقش في إطار من التردد والشكوك.
ولم تنجح عدة محاولات قام بها الأسرى لتهريب سائلهم المنوي خارج السجون لأسباب مختلفة، لكن تفكيرهم في الأمر وتنفيذهم له يعكس معاناتهم الصامتة وغير المعلنة ورغبتهم في حلم لا يتحقق إلا بالإفراج عنهم.
وقال الباحث المختص في قضايا شئون الأسرى عبد الناصر فراونة لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن إنجاب الأطفال بأي طرقة كانت “حق مسلوب” من الأسرى داخل السجون الإسرائيلية لا يمكن استعادته إلا بمبادرات خلاقة.
وأشار فروانة، إلى ما يعتري قضية التلقيح الصناعي لزوجات الأسرى من إشكاليات صحية ودينية واجتماعية عديدة لكنه قال، إن نجاح تجربة الأسير الزبن من شأنها فتح الباب واسعا أمام تكرارها في المستقبل القريب.
وتعتمد طريقة التلقيح عن بعد لزوجات الأسرى على عملية معقدة تبدأ بتهريب السائل المنوي خلال زيارة أحد أفراد ذوي الأسير مع ما يتطلبه ذلك من شروط خاصة بآليات النقل والتقنيات اللازمة له.
وقال فروانة إن واقع الأسرى مع الإنجاب “يعكس معاناتهم الصامتة وشعورهم باليأس إزاء واقع الاعتقال والأحكام الطويلة التي يقضونها”.
لكن فروانة يرى أن التطبيق مرتبط بمحاذير عدة أبرزها الإجراءات الإسرائيلية والعادات والتقاليد الفلسطينية.
وتعتقل إسرائيل زهاء 4700 أسير فلسطيني بينهم أكثر من 500 يخضعون لأحكام بالمؤبد.
وأعربت السلطة الفلسطينية والحكومة المقالة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة عن دعمها لمبادرة أسرى بإجراء عمليات تلقيح صناعي بهدف الإنجاب.
وقال وكيل وزارة شئون الأسرى في السلطة زياد أبو عين ل((شينخوا))، إن من حق الأسرى تمكينهم من ممارسة حقوقهم في الخلوة الشرعية مع زوجاتهم لإنجاب أطفال لهم أسوة بالمعتقلين الإسرائيليين وكحق إنساني لهم.
وحث أبو عين، على أن تكون هذه القضية محل “نضال” الحركة الأسيرة داخل السجون خلال المرحلة المقبلة وفق ما نص على ذلك القانوني الدولي الإنساني.
بدوره، قال وكيل وزارة الأسرى في حكومة حماس بغزة محمد الكتري ل((شينخوا))، إن الشريعة الإسلامية أجازت عمليات التلقيح الصناعي للأشخاص العاديين فما بالنا بأسرى يحتجزون بشكل تعسفي.
واعتبر الكتري أن الإنجاب هو حق للأسرى يفترض أن ينتقل من مرحلة التهريب إلى الانتزاع المشروع وأن يكون إخراج نطف الأسرى بشكل علني وضمن الشروط الإسلامية الواجب توافرها.
غير أن عمليات التلقيح الصناعي للأسرى داخل السجون تحظى بمعارضة واسعة تقوم عند أصحابها على الخشية أولا من عدم توفر الشروط والإجراءات المتطابقة مع الشريعة الإسلامية، وإمكانية حدوث تلاعب وابتزاز من السلطات الإسرائيلية عند تهريب السائل المنوي.
كما يثير هؤلاء نظرة المجتمع السلبية حول الموضوع والشائعات التي ستحوم حول زوجة الأسير، فيما يعتبر كثيرون أنه من الخطأ حصر الأبوة في السائل المنوي باعتبار العلاقة بين الأب وابنه علاقة وجدانية تمارس عبر سنوات.
وقال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس ل((شينخوا))، إن أي توسيع لعمليات التلقيح الصناعي للأسرى داخل السجون يحمل مخاطر اجتماعية وقانونية تستدعي دراستها بشكل جدي قبل الإقدام عليها.
وشدد على وجوب أن تتم أي عمليات التلقيح الصناعي تحت رقابة شرعية وصحية وبإشراف عائلة الأسير وزوجته لمنع أي شكوك اجتماعية في الأمر مستقبلا.
واعتبر فارس أن الحل الأنسب يتمثل في ممارسة ضغوط جدية على إدارة السجون الإسرائيلية تكفل للأسرى ممارسة حقوقهم الإنسانية وبينها إجراء عمليات تلقيح صناعي بشكل رسمي ومن دون الحاجة لمتاهات التهريب.
منتدى/ هديل صدام حسين
sahmod.2012@hotmail.com
المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في منتدانا لا تعبر عن راي المنتدى بل عن راي الكاتب فقط