موضوع: معدل عمر الإنسان العراقي؟؟؟؟؟ الأربعاء أغسطس 08, 2012 12:00 pm
معدل عمر الإنسان العراقي؟؟؟؟؟ 2012-08-6 انتهاكات حقوق الأنسان في العراق ما من شك أن لكل إنسان أجلًا محددًا سينتقل فيه من الحياة الدنيا إلى عالم آخر بعد صراع طويل مع الحياة المليئة بالهموم والمنغصات، والممزوجة ببعض الأفراح والمسرات. والعمر البشري يختلف من جيل إلى جيل، وفي العصر الحديث، ومع تطور العلم والثورات الطبية الهائلة، صار عمر الإنسان يمتد إلى سنوات وسنوات، وكل ذلك لا يتعارض مع الإيمان بالقضاء والقدر؛ لأنه حتى هذا الامتداد مقدر وثابت بعلم الله سبحانه وتعالى، ومن المؤكد أنه لا تناقض بين الإيمان والعلم، وهذا ليس مجالًا للنقاش في هذا المقال. والبلدان التي تعاني من الإهمال الطبي والخدمي والتوعوي ربما تكون أكثر عرضة من غيرها لارتفاع معدلات الوفاة، وبالتالي إلى نقص معدل عمر الإنسان فيها، ونحن هنا لا نتكلم عن الكوارث الطبيعية والحروب، وإنما نتكلم عن الظروف الطبيعية. أما في زمن الحروب، أو مرحلة ما بعد الحروب فإن الأمر يعد كارثة حقيقية، وهذا ما جرى في العراق منذ احتلاله عام 2003، وحتى اليوم، وسيستمر إلى مديات لا يعرفها إلا الله، والراسخون في العلوم النووية. لقد استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية، أثناء مرحلة الغزو والاحتلال للعراق كافة أنواع الأسلحة المحرمة، ومنها الأسلحة الملوثة باليورانيوم. وفي يوم 25/6/2012، قالت مدير مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة البيئة (بشرى علي أحمد) إن عمليات مسح نفذتها وزارة البيئة كشفت عن وجود (39) موقعًا ملوثًا بالإشعاع في عموم مناطق البلاد، وأنه اتخذت إجراءات مؤقتة للسيطرة على تلك المواقع، حيث سيجت بأسلاك شائكة، وجرى التحذير من عدم الاقتراب منها، كونها ملوثة بالمواد المشعة باليورانيوم، بانتظار إزالة الملوثات من قبل وزارة العلوم والتكنولوجيا وبإشراف وزارة البيئة، وإن تلك المواقع الملوثة موزعة بواقع (19) موقعًا في محافظة البصرة، وستة مواقع في محافظة ذي قار، وموقعين في ميسان، وواحد في محافظة المثنى، إضافة إلى موقعين في محافظة الأنبار الغربية. مديرة المركز أكدت أن هناك موقعين ملوثين بالإشعاع في محافظة بغداد، وموقعًا في النجف وموقعين في محافظة نينوى، فضلًا عن مواقع أخرى، وأن وزارة العلوم تقدم خطة لعمليات إزالة الملوث، والتي تبدأ بتصنيف الملوث وطرق نقله وخزنه، والتي يجب أن تكون وفق معايير الصحة والسلامة الدولية وبعدها يصادق عليها من قبل وزارة البيئة بصفتها المشرفة على عمليات إنجاز المشروع. والمعروف أن هذه الإشعاعات هي السبب الأبرز في تفشي السرطانات في العراق، والتقارير التي تؤكد هذه الحقائق لا يمكن إحصاؤها، وذلك لكثرتها، وفي ذات الوقت لا يمكن إنكارها؛ لأنها تتحدث بإحصائيات دقيقة، وآخر هذه التقارير ما صدر يوم 23 أيار 2012 حيث كشفت مركز أبحاث بريطاني عن تنامي حالات الإصابة بأمراض السرطان في العراق، وأن هنالك ثلاثة مؤثرات تسبب أمراض السرطان، وأن المؤثر الأول بسبب تلوث البيئة بأنواع معينة من الملوثات التي تؤثر في الأعصاب والدماغ ومن بينها الغازات التي جربتها الولايات المتحدّة أثناء غزوها العراق، فيما جاءت المياه التي تحوي مخلفات البشر في المدن العراقية التي تقع على دجلة والفرات -وعلى الأغلب الفرات- بالإضافة إلى المخلفات الصناعية والطبية التي ترمى في نهري العراق ويسبّب هذا المؤثر سرطان الأمعاء والغدد اللمفاوية والدم، بالدرجة الثانية، وأوعز التقرير المؤثر الثالث إلى المعلبات المستوردة عبر دول الخليج العربي، أو المصنعة فيها والتي تحوي مواد حافظة تحتوي على مادة الزرنيخ بشكل مقصود. وفي نهاية شهر نيسان/ أبريل الماضي، حذرت وزارة البيئة من مخاطر التلوث البيئي على انخفاض متوسط عمر الإنسان العراقي، بينما وضع تقرير عالمي العراق المحتل في نهاية الدول التي تهتم بالأداء البيئي ضمن عام 2012. ونسبت وكالات الأخبار إلى ( كمال حسين) وكيل وزارة البيئة قوله: إن متوسط عمر الإنسان في العراق وصل إلى 60 عامًا وفق دراسات وبحوث أجرتها الوزارة منذ عام 2006، وإنه في انخفاض مستمر نتيجة لعدم الالتزام بالمحددات البيئية التي تسهم بتنظيف الهواء والماء والتربة. وأن متوسط عمر الإنسان في اليابان وصل الى (80) عامًا بسبب التزام هذه الدولة بالمحددات البيئية، وأن بعض الأشخاص في اليابان وصلت أعمارهم الى اكثر من (100) عام. ووضع تقرير عالمي صدر مؤخرًا العراق في نهاية الدول التي تهتم بالأداء البيئي ضمن عام 2012، ويؤكد باحثون في جامعات ييل وكولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي أن حكومة المالكي سوف تضطر إلى مواجهة كبيرة مع تدهور بيئي وقضايا إدارة المياه وتلوث الهواء؛ فهي لا تنخفض لديها معايير الأداء، بل إنها في تراجع مستمر، وأن العراق يعاني من ضعف في الثقافة البيئية، وأن المواطن العراقي لا يعي مخاطر التلوث البيئي على صحته. معدل عمر الإنسان العراقي سيكون الأقل بين بلدان العالم، ليس بسبب التلوث البيئي فحسب الذي ذكرته المنظمات الدولية المختصة، بل لأن الهموم هي القاتل الأكبر لهم، وستقضي على مئات الآلاف منهم، فهم شعب نسوا، أو تناسوا الفرحة، وهم رغم كل هذه الهموم والآلام مصرون على السير في قافلة الحياة التي لا نعرف متى، وأين ستتوقف؟! منتدى/ هديل صدام حسين sahmod.2012@hotmail.com المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في منتدانا لا تعبر عن راي المنتدى بل عن راي الكاتب فقط