موضوع: غزة؟؟؟ أكاذيب تكشفها حقائق - الحلقة الثانية الجمعة يوليو 20, 2012 7:09 pm
غزة ...أكاذيب تكشفها حقائق - الحلقة الثانية الأكذوبة الثانية: الانقسام الفلسطينى بين حماس وفتح، وبين الضفة وغزة هو سبب الحصار، وإذا تمت المصالحة ستنتهى مشكلة الحصار، وحماس تعرقل المصالحة فهى مسئولة عن الحصار، والفلسطينيون بانقسامهم ضيعوا القضية الفلسطينية وهم سبب المصائب التى يتعرضون لها، مع ملاحظة أن السياسة الرسمية المصرية المعلنة وخط الإعلام يحمل حماس وحدها سبب الانقسام، خاصة بعض رفضها الورقة المصرية. الحقائق: الحصار لا علاقة له بالانقسام، فالحصار على غزة قائم منذ أعوام طويلة، وحتى قبل فوز حماس بالانتخابات، وحتى قبل الحسم الأمنى فى غزة الذى أكد سيطرة حماس عليها وكانت إسرائيل تغلق المعابر أغلب أوقات السنة، وكان معبر رفح تحت سيطرة إسرائيل قبل انسحابها من غزة وكانت تغلقه معظم أوقات السنة، واستمر الأمر كذلك بعد توقيع السلطة الفلسطينية اتفاقا مع إسرائيل والاتحاد الأوروبى حول معبر رفح، وكان يغلق معظم أوقات السنة
والحصار يشتد أو يتراخى حسب شدة المقاومة، وقد عانت الضفة الغربية من حصارات متعددة قسمتها لعشرات البقع المخنوقة عندما كانت المقاومة فعالة فى الضفة، والكل يعرف قصة حصار رام الله بل وحصار مقر ياسر عرفات رئيس السلطة. والحصار لا يزال قائما على الضفة ولكن بشدة أقل من غزة، وغزة تعانى من الحصار الشامل لأنها نجحت فى إقامة قاعدة متكاملة للمقاومة بعيدا عن أيدى الجيش الإسرائيلى، وهذا ما لم يحدث فى الضفة لقربها من الكيان الصهيونى، والإحدى عشر ألف معتقلا فى سجون إسرائيل هم الأجنحة العسكرية للمقاومة فى الضفة، وهذا هو سبب ضعف المقاومة فى الضفة.. ومع ذلك فهناك غارات إسرائيلية يومية على الضفة ينتج عنها اعتقالات يومية للفلسطينيين، وسلطة عباس لا تحرك ساكنا!! لأسباب عديدة تمكنت المقاومة الفلسطينية من تطوير أدائها فى غزة، وتحولت إلى نواة جيش شعبى (خاصة كتائب عز الدين القسام) وأصبح لديها فرع صناعى لصناعة الأسلحة الخفيفة والصواريخ وبعد انسحاب إسرائيل عام 2005 من غزة أصبحت لدى المقاومة حرية الحركة على مدى 45 كيلو متر بعرض 12 كيلو متر هو إجمالى مساحة غزة، وأصبح من الممكن إقامة معسكرات للتدريب، وأماكن لتصنيع وتخزين السلاح، ولم يعد بإمكان إسرائيل أن تتوغل فى غزة كما تفعل فى الضفة لاعتقال المقاومين. وبالتالى أصبحت غزة خطرا استراتيجيا على الكيان الصهيونى خاصة بعد تطوير صناعة الصواريخ وتهريبها والتى استخدمت بكفاءة فى حرب غزة 2008/2009 وضربت إسرائيل حتى عمق 50 كيلو متر، ولو تركت إسرائيل غزة على حالها لأصبحت قوة موازية ومكافئة لقوة حزب الله فى الشمال ولأصبحت إسرائيل بين فكى مقاومة وقواعد صاروخية. وقد حاولت تقليم أظافر حزب الله بلبنان عام 2006 وفشلت فشلا ذريعا، ثم عادت لغزو غزة باعتبارها الطرف الأضعف عسكريا ولكنها فشلت أيضا فشلا ذريعا فى القضاء على كتائب عز الدين القسام وغيرها من منظمات المقاومة، ولم تتمكن من القضاء على قوتها الصاروخية. لذلك كان الحل الصهيونى فى إحكام الحصار على غزة، وعرقلة الإمدادات الغذائية والإنسانية وإمدادات الطاقة والسلع الحيوية كمواد البناء، ومن هنا جاء الدور الإسرائيلى - الأمريكى للضغط على النظام المصرى لإحكام الحصار من رفح بالجدار الفولاذى، لعرقلة انسياب البضائع والأسلحة، واستجاب النظام المصرى بمنتهى الجدية! إذن شدة الحصار على غزة يتعلق بشدة المقاومة فيها، وليس بسبب الانقسام، وبدأ كما قلنا قبل الانقسام، فإسرائيل لا يعنيها سوى المقاومة، فالمقاومة هى الشىء الوحيد الذى يدفعها للتراجع عن أهدافها التوسعية الاستيطانية (إخلاء كل مستوطنات غزة!) وإذا تبين أن أى فصيل آخر يواصل المقاومة فإنه يلقى أشد إجراءات الردع الصهيونى، كما حدث مع ياسر عرفات الذى اتهم عن حق أنه وراء نشاط كتائب الأقصى فتمت تصفيته، وكذلك تم اعتقال سعدات أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومروان البرغوثى أيضا لاتهامه بصلته بشهداء الأقصى. وكذلك إذا تصاعدت المقاومة فى الضفة وتراجعت فى غزة سيتحول الموقف الإسرائيلى إلى تشديد الحصار على الضفة وتخفيفه عن غزة، بغض النظر عن حكايات الانقسام. أما الانفصال الواقعى والجغرافى بين غزة والضفة فهذا يرجع إلى عام 1948، حيث لا يوجد أى ممر برى بينهما، وهو الأمر الذى ساهم فى تمايز التطور بين الموقعين فى مجالات عدة. وحماس ليست مسئولة عن هذا الانقسام الجغرافي. وكما أن إسرائيل لا تهتم إلا بوأد المقاومة، فإن موقفنا العربى الإسلامى بدوره لا يهتم إلا بدعم المقاومة، واستمرار المقاومة أهم من الوحدة والمصالحة، إذا كانت المصالحة تعنى الاعتراف بإسرائيل ونزع سلاح المقاومة، فاستمرار المقاومة مع الانقسام أفضل من الوحدة على الاستسلام! وهذا هو أساس مشكلة المصالحة، فليس صحيحا أن قادة حماس يتصارعون على حطام الدنيا (كراسى السلطة) بينما يصدق ذلك على قادة فتح الذين يتمتعون بامتيازات ومكاسب مالية معروفة للجميع. إن اهتمام حماس بانتخابات السلطة جاء دفاعا عن المقاومة عندما تحولت السلطة إلى خنجر فى جنب المقاومة، ولا زالت كذلك فى الضفة الغربية . والحسم العسكرى حدث فى غزة بسبب قيام أجهزة دحلان العميلة باستنزاف قوة المقاومة بعمليات اغتيال متوالية، وذلك بالتفاهم مع أجهزة إسرائيل والولايات المتحدة. وكان الحسم العسكرى أساسا لحماية ظهر المقاومة. والطريف أن قادة فتح والنظام المصرى يستعملون مصطلح "انقلاب حماس على الشرعية وهو أمر مثير للسخرية، فقد حصلت حماس على قرابة 64% من مقاعد المجلس التشريعى ومن حقها أن تشكل الحكومة وحدها. وقد قدمت تنازلا كبيرا بإقامة حكومة وحدة وطنية مع فتح مع إعطاء فتح أهم الوزارات، وذلك بهدف تحقيق الاستقرار. ولكن فتح رفضت كل ذلك وأرادت إزاحة حماس عبر إضعافها فى غزة بعمليات إرهابية تقوم بها أجهزة دحلان، وفى نفس الوقت كانت إسرائيل تعتقل نواب حماس فى الضفة لإنهاء وضع الأغلبية فى البرلمان!! أما الآن فإن الشىء الرئيسى الذى يعرقل المصالحة، أن فتح مصرة على رفض المقاومة وتعلن أن التفاوض مع إسرائيل هو الطريق الوحيد، حتى رغم مواقف حكومة نتنياهو المتشددة، كذلك فإن فتح دخلت فى شراكة أمنية وسياسية مع إسرائيل والولايات المتحدة وحماس متمسكة بالكفاح المسلح، وبعدم الاعتراف بإسرائيل ومن الطبيعى أن يكون النظام المصرى منحازا لسلطة عباس لأن مواقفها تتسق مع المواقف الرسمية المصرية ومن هنا نفهم ابتزاز النظام المصرى لحماس بضرورة الإذعان والتوقيع على الورقة المصرية بدون مناقشة وهذه ليست وساطة بل إملاء شروط ووفقا لقوانين وأدبيات حركات التحرر الوطنى، فإن غزة تعتبر أرضا محررة، والضفة ما تزال تحت الاحتلال، والمفترض أن ترتفع الضفة الغربية لمستوى غزة، لا أن تهبط غزة إلى مستوى الضفة. نعم غزة تحت الحصار الإسرائيلى والمصري، ولكن لا يوجد بها جندى إسرائيلى واحد وقد أعلن شارون عن انسحابه الكامل من غزة عام 2005 وأخلى المستوطنات اليهودية ووكل النظام المصرى وسلطة عباس فى السيطرة على حدود غزة مع مصر بينما يحاصر هو غزة من الشمال والشرق والغرب (البحر).. وهذا وضع لا مثيل له فى تاريخ حركات التحرر الوطني. فكشمير تعتمد على العمق الباكستاني، وفيتنام كانت تعتمد على العمق الصينى الخ.. ومع ذلك تبقى غزة أرض محررة من قبضة الاحتلال المباشر، وأى تحرير لفلسطين لابد أن يرتكز على هذا الجزء المحرر، لا بإعادة إلحاقه بالعدو الصهيوني، مثل الضفة الغربية. ومحاربة غزة وحصارها يعنى وأد مشروع تحرير فلسطين الذى يتحول من حلم إلى حقيقة، فى ظل المقاومة الفلسطينية اللبنانية المسلحة بالصواريخ وهو الأمر الذى أثبت أن يوجع إسرائيل وأدى حتى الآن إلى هجرة مليون إسرائيلى يعيشون خارج إسرائيل وفقا لإحصاء إسرائيلى. وبالإضافة لكل ما سبق. هب أن حماس مخطئة، وأننا ضد الانقسام الفلسطينى لأى سبب من الأسباب، فما علاقة ذلك بمحاصرة مليون ونصف المليون عربى مسلم ووضعهم تحت خطر دائم بالتجويع وقطع الكهرباء وإمدادات الوقود، لماذا نحول هؤلاء القوم إلى رهائن فى يد إسرائيل رغم أنهم واقعون مباشرة على حدودنا ولا يفصل بيننا وبينهم أى جندى إسرائيلى. إن إغاثة الملهوف وفك الحصار عن المدنيين الأبرياء (حتى إذا رأى حكامنا أن المقاومة جريمة أو إرهاب!!) واجب يعلو أى أمر آخر سواء أكان حكامنا يحبون حماس أو يكرهونها ولكن حكامنا يتعاونون مع إسرائيل فى تركيع شعب غزة حتى يضغط على حماس لتوقف المقاومة وتعترف بإسرائيل، وهكذا يتم رفع الحصار عن الغذاء، ويتحول الفلسطينيون إلى عبيد لدى إسرائيل، وتنتهى قضية فلسطين. مرة أخرى إن أساس الانقسام بين غزة والضفة أو بين حماس وفتح هو الانقسام حول خط المقاومة أم خط الاستسلام، وليس شجارا على المواقع والمناصب وكراسى السلطة وبالأخص من جانب حماس حيث أن قادتها هم المستهدفون دائما بالاغتيال، وبالتالى ليست فى السلطة أى مغانم دنيوية لهم كما يردد البعض على خلاف قادة فتح الذين يمارسون البيزنس مع إسرائيل، وأبناؤهم يتعلمون فى أوروبا وأمريكا ويعيشون حياة مترفة وآمنة من العدو الصهيونى فى الضفة وخارجها. يقول السفير المصرى حسن عيسى (جبريل الرجوب سافر إلى أمريكا وعاد بخطط ومعدات لضرب حماس. بريطانيا أعطت محمد دحلان 80 مليون إسترلينى لقلب حماس فى غزة.. قيل أن فتح كانت تجهز لدخول غزة. وقد أدى هذا لاستيلاء حماس على القطاع) واعترف حسن عيسى بأن (الأسمنت الذى بنى به الجدار العازل من مصر أساسا رغم أن من باعه لإسرائيل كان قياديا فتحاويا)!! هل بعد هذه الشهادة الرسمية تجرى المساواة بين حماس وفتح؟! ألا تؤكد هذه المعلومات وغيرها كثير ومنشور، أن حماس كانت مضطرة للحسم الأمنى فى غزة دفاعا عن المقاومة، طالما أن أمريكا وبريطانيا وإسرائيل ضالعة إلى هذا الحد فى تحريك الأجهزة الأمنية الفتحوية! أما الورقة المصرية فإن ما يخفيه الإعلام الرسمى أن أهم تحفظات حماس عليها خاص ببند يحظر إقامة أى تشكيلات عسكرية خارج إطار الأجهزة التى تقررها الدولة وهو ما يعد إلغاء صريحا للمقاومة؟! وعندما تقول السلطة فى مصر أن على حماس أن توقع على الورقة بدون مناقشة، فهذا يعنى أن توقع حماس على إلغاء المقاومة!! إذن موضوع حصار غزة لا علاقة له بالمصالحة إلا من زاوية استخدام المحور المصرى - الإسرائيلى - الأمريكى - الفتحاوى الحصار لتركيع حماس كمنظمة مقاومة، وإجبارها على إلقاء السلاح والاعتراف بإسرائيل حتى بدون الحصول على دولة فلسطينية على الأراضى المحتلة عام 1967. وإلى اللقاء مع الأكذوبة الثالثة منتدى/ هديل صدام حسين sahmod.2012@hotmail.com المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في منتدانا لا تعبر عن راي المنتدى بل عن راي الكاتب فقط