د. حسن طوالبه
عدد المساهمات : 4 تاريخ التسجيل : 22/03/2012
| موضوع: يسعار ايراني يقابله هزال عربي السبت مايو 19, 2012 1:33 am | |
| يسعار ايراني يقابله هزال عربي منتدى/ ملاك صدام حسين د. حسن طوالبه كل الذين يغردون في سرب نظام الملالي في طهران سوف يكيلون الشتائم لي ولغيري من الذين ينقدون سياسة ايران ازاء العرب , وكم كنا ننشد ان لا تكون ايران جارا مزعجا او جارا سيئا ومؤذيا للعرب , لان العرب هم الذين ادخلوا الاسلام الى عبدة النار واخرجوهم من الظلمات الى النور , ويبدو ان هذا الفعل اغاظ الفرس لان العرب المتهمين " بالبداوة " هم الذين كسروا امبراطوريتهم وادخلوهم في الاسلام عنوة , وقد حان الوقت المناسب لكي يستعيدوا مجد امبراطوريتهم الفارسية التوسعية . وقد زاد في تحقيق حلمهم نظام " ولاية الفقيه " الذي يأمر بطاعة نائب الامام الغائب المنتظر الذي سيظهر ليملئ الارض عدلا كما يعتقدون .
لقد اظهر نظام الملالي عداءا اعلاميا للولايات المتحدة ودخل معها في صراعات معروفة النتائج سلفا , وفي الخفاء كانت اللقاءات والتنسيق على احسن وجه والتفاهم بينهم ايجابي حول تقاسم الادوار في المنطقة . فنظام الملالي سهل مهمة الولايات الامريكية في احتلال كل من افغانستان والعراق , وقد سهلت مهمة اعوانها من الاحزاب العراقية الموالية لنظام ولاية الفقيه في دخول الاراضي العراقية اثناء الغزو الامريكي للعراق عام 2003 , وسكتت على سياسة بول بريمر التقسيمية وفق المنهج الطائفي الذي قاد البلد الى الاقتتال الطائفي , وذهب ضحيته الوف القتلى والمعوقين وملايين المهجرين . وكل ذلك ليسهل على ايران بسط سيطرتها على العراق , او على الاقل بسط سيطرتها على المحافظات الجنوبية ذات المذهب الواحد مع ايران . ومن خلال هذه السيطرة تتمدد باتجاه دول الخليج العربي , وبالذات الكويت والبحرين والسعودية .
عندما هبت الجماهير العربية ضد الانظمة المتسلطة وطالبت بالاصلاحات السياسية والاقتصادية , وقفت ايران موقفا مزدوجا , ونظرت للانتفاضات العربية بمكيالين , تارة تؤيد الانتفاضة في مصر وتونس والبحرين ضد الانظمة الحاكمة فيها , ومن جانب اخر تؤيد الانظمة في سوريه العراق ضد انتفاضة الشعب فيهما . هذا الموقف الذي يكيل بمكيالين وتلك النظرة المزدوجة تؤشر النوايا والتوجهات الطائفية والتوسعية لنظام الملالي ازاء الاقطار العربية .
اننا لا ندافع عن الانظمة المتسلطة , بل نطالبها بمنح الشعب حقوقه التي نادت بها رسالات السماء والحقوق المدنية الخاصة بالانسان وكرامته وحقة بالراي والتعبير والمشاركة السياسية وفق الدستور الذي يحكم اي قطر . ولكن الامن الوطني والسلامة الوطنية والسيادة والاستقلال مبادئ اساسية لا يمكن التنازل عنها او التهاون بالدفاع عنها تحت يافطة الديمقراطية . من حق شعب البحرين ان ينال حقه في الحرية والراي والمشاركة السياسية عندما تكون اللحمة الوطنية قادرة على افشال المخططات الخارجية الطامعة في الارض وخارقة للسيادة الوطنية .
قد يقول قائل ان الاسطول الخامس يرابط في البحرين منذ زمن طويل وهو الذي سيحمي النظام في البحرين من اي اعتداء , هذا قد يكون صحيحا في الزمن الماضي , ولكن التجربة ومسيرة الادارات الامريكية مع حلفاءها او مع عملائها تثبت ان هذه الادارة لا تراعى هؤلاء الحلفاء الا اذا اقتضت مصالحها ذلك , وهي مستعدة للتنازل عن حمايتهم اذا انتهت تلك المصالح , كما حصل في ايران ذاتها عندما تنازلت عن الشاه , وعندما تنازلت عن ماركوس في الفلبين , وعن زين العابدين في تونس وعن حسني مبارك في مصر . الولايات المتحدة لا تسمح باحتلال البحرين عسكريا , ولكنها لن تقف مع نظام البحرين اذا حصل اصلاح سياسي يتهاون في منح الديمقراطية على حساب مسألة الامن الوطني والسيادة الوطنية .
ان النظام في البحرين كما هو الحال في باقي دول الخليج العربي التي فتحت ابوابها منذ سبعينات القرن الماضي امام الايرانيين الذين قدموا للعمل فيها , ومن ثم منحهم جنسية بلدان الخليج , وهؤلاء يحملون الجنسية البحرينية والقطرية والاماراتية , ولكن ولائهم القومي ظل لايران , ويرتبطون معها مذهبيا , واليوم يرتبطون معها من خلال وزارة اطلاعات ومن خلال قوات القدس التي اخترقت العديد من الدول , وصارت هذه القوات مشهورة في اعمال الارهاب المنظم , وتصريحات قائد هذه القوات قاسم سلماني بشأن العراق وجنوب لبنان تؤشر مقدار نفوذ هذه القوات في هذه الدول . والمؤشرات الامنية في البحرين تؤكد ضلوع قوات القدس في النسيج البحريني المنتمي لايران قوميا ومذهبيا , بحيث صارت هذه العناصر تعلن عن نواياها الانقسامية بدون وجل , وتطالب باسقاط النظام رغم ما قدمه من مقترحات للاصلاح السياسي , ولكن هذه العناصر تتناغم مع التوجهات الصادرة من طهران المنادية بالحاق البحرين بايران .
المعارضة الايرانية من كلا الطائفتين لها الحق في المناداة بالاصلاح السياسي , ولكن لابد من توفر النية الصادقة للحفاظ على الامن الوطني وعلى الهوية الوطنية العربية . ومن المؤلم ان بعض فصائل المعارضة البحرينية وجدت في فكرة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي , كأنها كارثة , وقد تناغمت مع تصريحات عدد من المسؤلين الايرانيين الرافضة لفكرة الوحدة . ماذا يقول المسؤلون الايرانيون ؟ .
● علي لارجاني رئيس مجلس الشورى الايراني قال " البحرين ليس لقمة سائغة يمكن ابتلاعها بسهولة " واعتبر فكرة الاتحاد بين البحرين ودول مجلس التعاون بانها " سلوك بدوي ستكون له نتائج وتداعيات سيئة في الظروف الحالية " .
● اما النائب حسين علي شهرباري فيقول " البحرين هي المحافظة الرابعة عشرة لايران , ومن المفروض ان يحدث امر ما في البحرين , وهي من حق ايران وليس السعودية ." وطالب بضم البحرين الى ايران , وكأنه يدعو اعوانه بسرعة التحرك لاسقاط النظاغم في البحرين والحاقه بايران .
● وعلي لارجاني الذي يمثل الشعوب الايرانية يغازل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني فقد صرح قبل ايام من اجراء المباحثات مع الترويكة الاوروبية بشأن المفاعلات النووية قائلا " ايران لاتعادي اسرائيل , وان المفاعلات الايرانية لا تشكل تهديدا للامن الاسرائيلي " .
واذا كانت المفاعلات الايرانية لا تشكل اي تهديد لامن الكيان الصهيوني , فانها ستشكل تهديدا للبداوة التي يصف لارجاني بها العرب , اليس هذا هو الحقد الفارسي على العرب ؟ اليست تلك هي الاطماع الايرانية في اراضي العرب ؟ اليس هو الحقد على كل عربي ساهم في اخماد شعلة النار الفارسية ؟ .
من حق البحرين ان تحتج على مثل هذه التصريحات الاستفزازية من قبل المسؤلين في طهران , ومن حق السعودية ان تطالب نظام طهران بالكف عن التدخل في شؤون دول الخليج العربي . ولكن الواجب يقتضي التقدم خطوات جادة نحو الوحدة الخليجية سياسيا وعسكريا واقتصاديا , ولا يجوز التباطؤ ريثما تقع كارثة اخرى وتحتل ايران بلدا عربيا جديدا بعد ان احتلت العراق وصار منطلقا امامها للزحف على دول الخليج الاخرى .
ان من يقف ضد وحدة العرب فهو عدو للعرب كلهم , لان هدف الوحدة من اهم اهداف الامة العربية , ففي وحدتهم ضمانة لاستقرار امن المنطقة وسند للامن والسلام في العالم ايضا . كما ان الوحد تؤمن للعرب حياة حرة كريمة , ويتلاشى الفقر والجهل والبطالة . كما ان تصرفات المسؤلين الايرانيين وتصريحاتهم الاستفزازية ضد العرب تزيد من شحنة العداء ضد ايران , في حين ان المنطق هو ان تسود علاقات ودية بين الدول المتجاوره لضمان الامن والاستقرار . منتدى/ ملاك صدام حسين sahmod.2012@hotmail.com المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في منتدانا لا تعبر عن راي المنتدى بل عن راي الكاتب فقط | |
|