موضوع: التعافي من آثار الربيع الليبي ... في الأردن الأربعاء مايو 16, 2012 11:49 am
التعافي من آثار الربيع الليبي ... في الأردن بقلم منى العلمي/وكالة إنتر بريس سيرفس منتدى/ ملاك صدام حسين عمان, مايو توافد مئات الليبيين المرضى والمصابين والفارين من بلادهم إلى الأردن، حيث تسبب إرتفاع أعدادهم في ضغط شديد على المستشفيات الأردنية، فضلا عن تعطيل مسار حياة المرضى الليبيين والأردنيين على حد سواء. وصرح عوني البشير، وزير التنمية الاجتماعية السابق ومدير مستشفى الشميساني ورئيس الجمعية الأردنية للمستشفيات الخاصة، لوكالة إنتر بريس سيرفس، "لقد توقفت المستشفيات عن إستقبال المرضى الليبيين، باستثناء الحالات الطارئة، وأولئك الذين يمكنهم أن يدفعوا نقداً وبشكل مباشر. فالوضع صعب للغاية بالنسبة للمرضى، وبخاصة أولئك الذين يحصلون على علاج السرطان أو التخصيب في المختبر". في الأشهر الستة الماضية وحدها سعى نحو 52,000 مريض ليبي للعلاج في الأردن، واليوم بقي حوالي 15,000 مريض منهم. وأدى هذا الضغط الشديد وإدخال أعداد لا تتحملها طاقة المستشفيات إلي حدوث تصرفات مذهلة من جانب أهل المرضى، حيث قاموا بالاعتداء على الطواقم الطبية. ويقول البشير، "إن عدد الهجمات لا تزال في حدها الأدنى، فهي تتراوح بين 10 إلى 12 حالة سجلت هذا العام". لكنه يبدو أن هناك أزمة أخرى تلوح في أفق الأردن، والذي هو موطن حالي لما يقارب 100,000 لاجئ سوري. ويوضح البشير، "لقد بدأ المرضى السوريون في التقاطر على خدماتنا، ونحن قلقون من أننا قد نواجه في الأشهر القليلة المقبلة وضعاً مماثلاً لما حدث مع الليبيين". هذا ومن المعروف أن الإنتفاضة الشعبية في ليبيا العام الماضي قد أنهت ديكتاتورية معمر القذافي التي دامت 40 عاماً، لكنها أودت بحياة آلاف الاشخاص وإصابة عدد لا يحصى من الليبيين. فبينما كان فرج فخري، المقاتل المتمرد، يقود سيارته من إجدابيا إلى بنغازي خلال الثورة الليبية، تعرض موكبه لنيران كثيفة. وبالطبع تحطمت سيارته وإمتلأ جسده بوابل من الرصاص. وفخري موجود الآن في مستشفى الشميساني بعمان، وقد اجريت له عمليتين، وينتظر أن يخضع لثلاث عمليات أخرى. ويقول فخري وهو ينظر إلى ساقه الممزقة، "بفضل الله سبحانه وتعالى يمكنني أن أحرك ساقي الآن. جئت إلى الأردن لاجراء عمليات لأن ليبيا تفتقر لهذه التسهيلات الطبية، وخصوصا في ظل الوضع الراهن". ويتقاسم فخري الغرفة مع الحاج عمر وهو مريض في السبعينات من العمر خضع أيضا لعملية في ساقه. ويقول عمر، "لقد أجرى الطبيب لي عملية جراحية بشكل تطوعي لأنني كنت أتألم بشدة وكانت المستشفيات ترفض علاج الليبيين مثلي لأننا لا يمكننا تحمل دفع تكاليف معالجتنا". ويذكر أن الأردن، منذ عام 2006، تخصص في السياحة العلاجية، والجراحة التجميلية لعشرات الآلاف من الناس، والجراحة العصبية، ورعاية العظام، وزرع الأعضاء، وعلاج العقم وعلاجات السرطان. وتساهم صناعة السياحة العلاجية بأربعة في المئة من الناتج القومي المحلي الإجمالي، وتحقق دخلاً يصل لحوالي مليار دولار سنوياً، وفقا لمجموعة أوكسفورد. لكن طوفان ضحايا الثورة الليبية قد عاث فساداً في هذا القطاع. فيوضح ذلك أحمد رجائي الحياري، مدير مديرية السياحة الطبية، بقوله، "كانت هناك 18 طائرة تصل للأردن كل أسبوع، ومعظم الليبيين كانوا يتوجهون مباشرة الى مستشفياتنا، مما يضع ضغطاً كبيراً على قطاعنا الطبي". وأدى التشابه في الثقافة واللغة والتقاليد، وعدم وجود قيود على منح تأشيرات الدخول لليبيين، والرحلات الجوية المباشرة بين عمان وطرابلس، إلى وصول أعداد كبيرة من المرضى الليبيين. والآن يوجد نقص حاد في الأسرة للمرضى الأردنيين، مما اضطر المستشفيات الخاصة إلي الإحتفاظ بنسبة 10 في المئة من أسرة الطوارئ للمواطنين. والقطاع الطبي لديه نحو 4000 سريراً في المستشفيات الخاصة، و8000 سريراً في المؤسسات العامة. ولا تقتصر المشكلة على المستشفيات، فالمرضى الليبيين يستخدمون أيضاً المرافق السياحية مثل الفنادق والمطاعم وخدمات تأجير السيارات. ووفقاً لمصدر من الرعاية الصحية، "بعض الفنادق ترفض إستضافة الليبيين حتى يتم الدفع". وطالبت فنادق أخرى من الضيوف الليبيين إخلاء غرفهم في نهاية الأسبوع، ما لم يتمكنوا من تسوية فواتيرهم نقداً. ويتسبب هذا الوضع في عبئ مالي ثقيل على المملكة الأردنية الهاشمية. وتخوض عمان وطرابلس الآن نزاعاً بشأن الديون المالية المستحقة على ليبيا والبالغة قيمتها 200 مليون دولاراً "للفواتير الطبية، فضلا عن نفقات السكن" غير المدفوعة. وقد قامت الحكومة الليبية الجديدة بدفع 65 مليون دولاراً لمستشفيات وفنادق المملكة في الشهر الماضي. وفي وقت سابق هذا الأسبوع قامت ليبيا بتحويل 60 مليون دولاراً إضافية إلى الأردن. في هذه الأثناء، تعاني المستشفيات من نقص الأموال وصعوبات في التدفق النقدي، وقد أثر ذلك بدوره على سلسلة التوريد الطبية. ونتيجة لذلك، فالمستشفيات الأردنية مدينة الآن بأكثر من 65 مليون دولاراً لموردي المعدات الطبية. وكان نحو 20 في المئة من جميع المرضى الليبيين الذين يعالجون في الأردن أصيبوا خلال حرب العام الماضي، في حين يسعى البعض الآخر للحصول على علاج للمشاكل المتصلة بالأعصاب، والسرطان، والنظر، أو العقم.( 2012) منتدى/ ملاك صدام حسين sahmod.2012@hotmail.com المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في منتدنا لا تعبر عن راي المنتدى بل عن راي الكاتب فقط