موضوع: السلام المفقود في الصحراء الليبية الأربعاء مايو 16, 2012 11:39 am
السلام المفقود في الصحراء الليبية بقلم ريبيكا موراي/وكالة إنتر بريس سيرفس منتدى/ ملاك صدام حسين
أعضاء ميليشيا الشباب في الكفرة الليبية. الكفرة، ليبيا, مايو (آي بي إس) - أدى إندلاع أعمال العنف مؤخراً بين قبائل الزوي والتبو في مدينة الكفرة الصحراوية إلى إنهيار حالة الهدوء الحذر الذي ساد منذ إشتباكات فبراير الماضي، والتي أسفرت عن مقتل ما يزيد على 100 شخصا، بل وليضيف تحديا جديدا لجهود بناء دولة جديدة في ليبيا. فقد أدى فراغ السلطة بعد الإطاحة بمعمر القذافي، والصراع الدائر على الحدود والحقوق في الكفرة -التي تبعد حوالي 1000 كيلومتراً عن سواحل ليبيا على الحدود مع مصر والسودان وتشاد وتعيش على عمليات التهريب المربح- إلى نتيجة عدم مشاركتها بشكل متساوي في إنتخابات يونيو، بما يهدد استقرار منطقة جنوب شرق ليبيا. وقبل أيام من تجدد أعمال العنف في الكفرة، تجمع الطلاب البالغين من كلا القبيلتين تحت شجرة بالمعهد المهني في وسط المدينة للتعبير عن مخاوفهم حول الأمن في المدينة، ومستقبلهم فيها. وتقول أوماساياد (26 عاما)، وهي طالبة طب من قبيلة الزوي، "من الصعب الحصول على وظيفة في الكفرة، فالمحسوبية تلعب دوراً واضحاً". وتضيف، "هناك أعدادا كبيرة من الناس تفوق بكثير فرص العمل المتوفرة. ومن وجهة النظر الأمنية، كان الوضع في ظل القذافي أفضل". وبدورها تقول زميلتها البالغة 25 عاماً كاديشا جاكي، وهي متزوجة وأم لأربعة أطفال، أن "الوضع الأمني أسوأ من ايام نظام القذافي... لكن الحياة بشكل عام أفضل". وتضيف إنه لابد من حصر الأولويات في السلام والأمن وحقوق الإنسان. أما كالترون توشي، 23 عاماً، وهي طالبة كمبيوتر من قبيلة التبو، فتقول من جانبها "إن الصراع القبلي هو قضية قديمة ومزمنة... أشعر بالأمن في المدرسة، ولكنني لا أشعر بالأمن في المدينة". ويبلغ عدد سكان الكفرة من قبيلة التبو 4000 نسمة فقط من أصل ما مجموعه 44,000 من غالبية السكان العرب من قبيلة الزوي. وقبيلة التبو، والتي هي من البدو شبه الرحل وذوي البشرة الداكنة، لديها علاقات مع سبها، وهي مركز تجاري غرب ليبيا، وكذلك مع تشاد والسودان والنيجر. وتنتشر قبيلة الزوي من الكفرة عبر الصحراء الليبية الغنية بالنفط إلى أجدابيا الساحلية. وقد عانت قبيلة التبو من التمييز الدائم في ظل نظام القذافي، والذي تفاقم بسبب حرب إقليمية عنيفة مع تشاد على الثروات المعدنية، والتي خسرتها ليبيا في الثمانينيات في النهاية. ووفقاً لتقرير يوليو 2010 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، فإن قبيلة التبو في الكفرة، التي إتهمها القذافي بكونها تشادية، تم تجريدها من الجنسية الليبية عام 2007، كما منعت لاحقاً من الحصول على الخدمات التعليمية والصحية، وكانت خاضعة للإعتقال وهدم المنازل. ولعبت قبيلة التبو دوراً حاسماً في الاطاحة بالقذافي العام الماضي، فقد تم تنشيط شبكات التبو عبر الحدود الجنوبية لمنع تدفق المرتزقة من جنوب الصحراء الكبرى لمساعدة النظام القديم. لذا قامت الحكومة الإنتقالية الجديدة في ليبيا بتعيين زعيم التبو عيسى عبد المجيد منصور للإشراف على منطقة الكفرة في الصحراء الشاسعة، وهي ذات المشاريع المدرة للدخل والتجارة المشروعة وغير المشروعة عبر الحدود للغذاء والوقود والأسلحة والمهاجرين والمخدرات. فكما يقول العقيد سليمان حامد حسان، رئيس مجلس الكفرة العسكري، "إننا قلقون أساسا من شبكة المتاجرين بالإشخاص، فعيسى عبد المجيد معهم وهم يسيطرون على نقاط الحدود. وكنا قد طلبنا منه أن يتوقف... لكنه لم يفعل ذلك، غهو يجني المال من وراء ذلك". ومن جانبه يؤكد بيل لورانس، مدير شمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، "إن قبيلة التبو قد جنت ثروات من ذلك الإتجار وكذلك قبيلة الزوي". وكانت وفاة سائق سيارة أجرة من قبيلة التبو قد أثارت أعمال العنف الحالية بين التبو والجهة التي يتهمونها بالجريمة، وهي لواء قوات درع ليبيا. فهذه الميليشيا المتحالفة مع المجلس العسكري، قد وجهتها وزارة الدفاع من بنغازي للحفاظ على السلام. وبحسب العقيد عبد الرامي كشبور، وهو مستشار للجيش أرسل إلى الكفرة، " فهذه المشكلة قديمة ومزمنة بين القبيلتين، وقد تزايدت عن ذي قبل بسبب توافر الأسلحة". ويضيف، "وأحد أسبابها هو الهوية. فكثير من أفراد التبو لديهم مشكلة مع الهوية، ويجب على الحكومة حل هذه المشكلة … ثم إننا نسيطر على الحدود، وكل الصراعات تحدث في المناطق الحدودية فقط، وذلك لأن كل طرف يريد السيطرة على الحدود". ويوافق لورانس على هذا التحليل بقوله، "إن الصراع بين التبو والزوي يدور جزئيا حول السيطرة على طرق التهريب، من جهة حول من هو ليبي، ومن جهة أخرى للإنتقام من العنف". ويؤكد أن "كل الصراعات في ليبيا الآن تنبع من مشاكل كانت موجودة طوال عهد القذافي، ولكنها كانت دون مجال الكشف والقمع من نظامه الإستبدادي". ويضيف، "وعندما يرفع الغطاء، تبدأ كل المشاكل في الظهور من جديد". والخطورة في ذلك أن العنف في الكفرة قد حول الإهتمام عن المهمة الصعبة المتمثلة في بناء مؤسسات ديمقراطية محلية من نقطة الصفر. وعلى عكس المدن التي دمرتها الحرب، مثل مصراتة التي صوتت بشكل سريع لبلديتها، فقد تم تعيين رئيس المجالس المحلية في الكفرة، مع عدم وجود انتخابات مقررة في وقت قريب. ويقول جميع الطلاب الذين قابلتهم وكالة إنتر بريس سيرفس، إنهم لا يعرفون سوى القليل عن الانتخابات الدستورية الوطنية في 19 يونيو. ولم يتم ابلاغهم عن التسجيل للتصويت والأحزاب السياسية والمرشحين أو القضايا الحرجة. ويشرح طالب الهندسة المعمارية فاتح حامد مبروك، 25 عاماً، "أعرف شيئا عن الإنتخابات الوطنية، لكن ما أعرفه لا يكفي". ويضيف، "لا أحد يخبرنا بما تعنيه هذه الإنتخابات. والمجلس المحلي لا يخبرنا شيئاً ... ومثل إخواننا في مدن أخرى .. فنحن نريد انتخابات على مستوى المجتمع المحلي". أما السنوسي سالم الجومي، وهو رئيس لجنة انتخابات الكفرة، فيقول إن حكومة طرابلس لم تقدم حتى الآن تفاصيل حول عملية تسجيل الناخبين. وقد أثر العنف في البلدة، كما يقول، على حملة التوعية الإنتخابية، وتم تأجيل التصويت لإنتخاب المجالس المحلية حتى يتم تشكيل حكومة جديدة ليبيا. وبحسب قوله، "بعض التبو هددوا بوقف العملية الانتخابية هنا إلى أن يقوموا بتسجيل المزيد من عائلاتهم ليصبحوا ليبيين. ولكنهم لا يملكون وثائق تثبت ذلك". "قضية المواطنة والوثائق التي تثبتها في حالة فوضى هائلة"، كما يقول فريد آبراهامز، مستشار هيومن رايتس ووتش، الذي يضيف "في جنوب ليبيا يوجد بعض التبو بدون وثائق وهم ليبيون ويستحقون الجنسية، وهناك البعض الذين يملكون الوثائق ولكن لا يستحقونها... وسيؤدي ذلك لحدوث مشاكل كبيرة في الإنتخابات المقبلة، لأن التبو يخافون من أن يحرموا من حق الانتخاب". ويرفض آبراهامز ما يقال عن تطلعات التبو لوطن إقليمي يغطي قاعدتهم القبلية بقوله، "بشأن هذه النقطة أعتقد أنهم لا يسيرون قدماً، بل إنهم منقسمون على أنفسهم ... وهذا ليس خياراً جدياً... والأمر الخطير هو التوتر الذي تخلقه تلك المطالبات. فهناك مستوى عال من عدم الثقة والشك، والآن تم سفك الدماء أيضاً"( 2012) منتدى/ ملاك صدام حسين sahmod.2012@hotmail.com المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في منتدنا لا تعبر عن راي المنتدى بل عن راي الكاتب فقط