موضوع: الصراع في سوريا يصل للقرى اللبنانية الأربعاء مايو 16, 2012 11:29 am
الصراع في سوريا يصل للقرى اللبنانية بقلم منى العلمي/وكالة إنتر بريس سيرفس عائلة من اللاجئين السوريين في قرية عرسال الحدودية اللبنانية.
منتدى/ ملاك صدام حسين قرية القاع، لبنان, أبريل تقع قريتا عرسال والقاع اللبنانيتين على بعد بضعة كيلومترات من الحدود السورية، وإنجرفتا بالرغم منهما إلى دوامة العنف الناتجة عن الإنتفاضة السورية. فقد تصاعدت الإضطرابات في هذه المنطقة في الأسابيع الأخيرة مما أدى لتعرض هاتين القريتين مؤخراً لإطلاق النار المتقطع من جانب الجيش السوري. وما زال الوضع متوتراً بالرغم من وقف إطلاق النار الهش الجديد. ووفقاً لتقارير المصادر الرسمية، يتوغل الجيش السوري حاليا في منطقة مشاريع القاع التي تقع على الحدود، وتتكون من عرسال وهي قرية سنية، والقاع وهي قرية غالبيتها مسيحية. وتدعم قرية عرسال المقاتلين من المعارضة السورية الذين ينظر اليهم سكان القاع بإرتياب كبير. وأدى تزايد المناوشات العنيفة، بالإضافة لقرب هذه المنطقة من منطقة الصراع في سوريا، إلى تحويلها لمركز للتهريب، وإلى ملجأ للسوريين المحاصرين والجرحى الفارين من القتال المتصاعد في بلدهم، مما تسبب في إضطرابات خطيرة في النسيج الإجتماعي للقريتين. وكانت منطقة الحدود الشمالية اللبنانية قد تعرضت في الأسبوعين الماضيين لهجمات بقذائف الهاون والرصاص من الجيش السوري. وشهدت بداية الأسبوع الماضي مقتل علي شعبان، وهو مصور محطة التلفزيون المحلية "الجديد" في وادي خالد. ويقول سعادة التوم، رئيس بلدية القاع السابق مرددا أن سكان عرسال يؤون عناصر من الجيش السوري الحر في المنطقة، "الناس في عرسال يدخلوننا في مشاكل من خلال دعمهم للإرهابيين السوريين". لكن أهالي قرية عرسال القريبة ينفون أي دور لهم في الصراع. فيقول أبو وادي، الناشط السوري الذي يدير عيادة تحت الأرض على الجانب الآخر من الحدود، "لا يوجد أعضاء من الجيش السوري الحر في المنطقة. والدعم الوحيد الذي نقدمه للمعارضة هو معدات الإسعافات الأولية والأدوية بالإضافة إلى المواد الغذائية. ومنذ الأسبوع الماضي، أصبحنا غير قادرين على تهريب أي شيء داخل أو خارج الحدود". أضاف، "هناك … على الجناح الشرقي من الجبل، على بعد بضعة كيلومترات من مدينة حمص التي تتعرض للقصف المستمر، أقام المسلحون السوريون مقارهم في ورشة لإصلاح أجهزة الكمبيوتر تبدو كأنها مكتب إحدى المنظمات غير الحكومية. وتدخل النساء السوريات ويخرجن طلباً للمجموعة التالية من كراتين المساعدات". وقبل الشهر الماضي، كانت شاحنة محملة ب 200 رغيف خبز تغادر كل يومين إلى جهة سرية: بابا عمرو في حمص. فيقول أحد السكان المحليين، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة إنتر بريس سيرفس، "كنا نزود ضباط الجيش السوري الحر بحصتهم اليومية من الخبز". "منذ بداية الإنتفاضة في سوريا، تحولت مشاريع القاع إلى ملاذ للمهربين، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية"، كما أوضح ضابط في الجيش اللبناني، من الذين شاركوا قبل أسبوعين في القبض على عشرة مسلحين بوادي البقاع، كانوا يقودون سيارتين محملتين بالأسلحة وقذائف الهاون والقذائف الصاروخية إلى سوريا”. هذا وينتظر المقيمون في عرسال واللاجئين السوريين ذوبان القمم الجليدية على سلسلة الجبال التي تفصل بين البلدين. ووفقاً لأحمد، أحد المقيميين، "حتى الآن، كان اتصالنا مع سوريا محصور فقط في مشاريع القاع، وهي مطوقة تماما الآن من قبل القوات السورية واللبنانية. وبمجرد أن يذوب الثلج، فسوف نستعيد قدرتنا على الوصول إلى ريف دمشق. وسيكون من المستحيل على الجيش السيطرة على هذه الرقعة الشاسعة من الأراضي". يوضح التوتر بين سكان القاع وجيرانهم في عرسال الموالين لسوريا - في المنطقة التي تقع إلى حد كبير ضمن سيطرة حزب الله -يوضح أيضاً الإنفصال الواضح للقرى عن الحكومة المركزية. ووفقا لمحمد عز الدين، وهو عضو في بلدية عرسال، فالمنظمات التي تقوم حاليا بتوزيع المساعدات في المنطقة هي فقط منظمات الإغاثة الإسلامية التي تمولها قطر والمملكة العربية السعودية. أما الهيئة اللبنانية العليا للإغاثة، وهي المسؤولة عن اللاجئين، فهي غير موجودة في هذه المشاريع، على الرغم من أنها تنشط في منطقة الحدود الشمالية من وادي خالد. أما الناشط اللبناني، أبو محمد علي عويد، فيقول، "لقد لجأت نحو 185 عائلة سورية حالياً لقرية عرسال. ويضيف، "معظمهم يقيمون مع عائلات محلية، ولكنهم تجاوزوا المدة المعقولة لإستضافتهم لطول الأزمة ... وليس لدينا حل آخر غير أن ننصب الخيام في ممتلكاتنا الخاصة لأن الحكومة رفضت إنشاء مخيمات رسمية للاجئين". ونتيجة لإجراءات الحكومة غير اللائقة، يقول نبيل الحلبي الناشط الحقوقي، أن النقص الحاد في الغذاء والمأوى قد تفاقم مع محاولات الإختطاف التي يقوم بها مسلحون موالين لسوريا، لسيارات الاسعاف التي تنقل الجرحى من اللاجئين السوريين لمستشفيات المدينة. وفي عرسال نفسها، التي تشكل جزءاً من منطقة لديها أعلى معدلات الفقر في لبنان، تتزايد التوترات الداخلية بينما يبدأ اللاجئون السوريون في ملء وظائف الزراعة والبناء التي عادة ما يقوم بها السكان المحليون. فيشرح عويد أن السوريين "على استعداد للعمل بنصف أجرنا، وهذا يزيد التوترات، بل إنه مصدر ضغط إضافي على هذه المنطقة المتوترة جدا”.( 2012) منتدى/ هديل صدام حسين sahmod.2012@hotmail.com المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في منتدنا لا تعبر عن راي المنتدى بل عن راي الكاتب فقط