صلاح المختار
عدد المساهمات : 60 تاريخ التسجيل : 25/12/2011
| موضوع: اذا تكلم عزة ابراهيم فانصتوا ( ١ ) الخميس أبريل 12, 2012 12:10 am | |
| اذا تكلم عزة ابراهيم فانصتوا ( ١ ) ( الحلقة الاولى ) منتدى/ هديل صدام حسين صلاح المختار لا يغرنك ارتقاء السهل إذا كان المنحدر وعراً مثل أثار موضوع ( الانسحاب ) الامريكي من العراق الكثير من النقاش حوله فذهب البعض الى انه انسحاب كامل بينما قال البعض الاخر بانه لم ينسحب ، فاين تكمن الحقيقة ؟ الجواب نجده واضحا في كلمة الرفيق عزة ابراهيم القائد الاعلى للجهاد والتحرير والخلاص الوطني في خطابة الذي القاه يوم ( 11كانون الثاني 2012) أثناء لقاء خاص مع قادة فصائل المقاومة المسلحة لمناسبة ذكرى تأسيس الجيش العراقي بحضور عدد من الكادر المتقدم للحزب في محافظة ذي قار في جنوب العراق . ماذا قال الرفيق عزة ابراهيم ؟ وهنا لابد من تناول عدة محاور اساسية تتناول ما ورد في الكلمة ، وربما تكون البداية في المحور الستراتيجي افضل لانها تسلط الاضواء على المحاور الاخرى . حينما تناول الرفيق عزة ابراهيم دور المقاومة العراقية فانه ركز على ما هو ابعد من تأثيراتها على العراق والامة العربية بتأكيده انها كانت القوة التي غيرت التوازن الستراتيجي العالمي وليس اي قوة دولية عظمى او كبرى كروسيا والصين مثلا ، يقول : (لقد كانت المقاومة العراقية المسلحة هي الصاعقة التي قسمت ظهر الغول المنفلت ، وكانت السهم الخارق الذي أصاب من الغزاة مقتلاً في وقت مبكر من الصراع ، وكانت هي لعنة الله المدمرة على الغزاة والطغاة والبغاة ، وكانت هي القوة التاريخية التي حطمت الأسطورة التي لا تقهر وأنهت وفجرت منظومة القطب الواحد في موازنة القوة الدولية الى الأبد ، فشظتها الى أقطاب اغلبها يلفظ اليوم أنفاسه الأخيرة ، وأقول لهذه الأقطاب المترنحة مع كبيرهم الذي علمهم السحر الإمبريالية الأمريكية الغاشمة ستبقى هذه المقاومة القوة الجهادية الإيمانية المسلحة تتابع استكمال النصر في ميادينه الأخرى ، حتى تعود بالعراق كله الى دوره الوطني القومي الإسلامي التاريخي الرسالي ، وحتى يعود العراق طليعةً رائدةً ومبدعةً في مسيرة الامة الكفاحية الجهادية لتحقيق أهدافها واستعادة دورها الطليعي المبدع في مسيرة الإنسانية ) . ويضيف متسائلا موجها كلامه لاوباما : ( الم تسال نفسك عن تكاليف غزوكم للعراق ، من إثر على اقتصادكم وعلى حياة شعبكم وحتى على مستقبل وجود دولتكم ، أنا أجيبك بمثل واحد لضيق الوقت ولسعة الموضوع ، وأنبأك بان المقاومة الوطنية الباسلة مقاومة شعب العراق هي التي قتلتهم وان عددهم الحقيقي الذي تسترتم عليه هو اكثر من (57٫000) سبعة وخمسون الف قتيل ، ومن العيب كل العيب على دولتكم العظمى ومن المهانة والمذلة كل المهانة والمذلة أن تتنكروا وتتستروا على قتلاكم ) . وينبه الرفيق ابراهيم الى حقائق الوضع الستراتيجي الجديد في العالم فيقول : ( أننا اليوم نقف بفضل الله على رأس منعطف تاريخي هائل قد غير كل الموازين والمعادلات والحسابات والاستراتيجيات التي كانت سائدة قبله والذي كان يقوم عليه الكيان الدولي ويتحرك على أساسها وبها . وأقول لمن يستثقل هذا الكلام ويستكثره علينا أو لمن لا يفهمه ويعي معانيه ، فليذهب الى مسيرة الكفاح المسلح ، الى مسيرة الجهاد ومقاومة الشعب الأسطورية فيدرس مسارها وأدائها وعطائها بعمق مع الغزاة الطغاة لكي يستطيع أن يرى النتائج التي غيرت مجرى التاريخ برمته ، وليدرس وليدقق في حجم المقاومة ونوعها وقدراتها المادية والعسكرية والبشرية مع ظروفها المحلية والعربية والدولية ، ثم يدرس حجم العدوان وما يملك من مستلزمات الصراع والقتال عسكرياً وسياسياً وإعلامياً وامنياً واقتصادياً وعلمياً وفنياً ، على أن لا ينسى الكذب والخداع والتضليل والتشويش والتزوير الذي جاءت به إدارة الغزاة كعامل قوة هائل مضاف الى قواه الأخرى ، من يذهب الى هذا البعد ويعتمد الوسائل الصحيحة في التدقيق والتقييم سيجد اكبر أعجوبة من عجائب التاريخ وسيجد اكبر أسطورة من أساطير التاريخ هي مقاومة الشعب العراقي العظيم ، وسيجد اكبر معجزة كرم بها القوي العزيز شعب العراق ومقاومته ، وسيجد قطعاً أن أمريكا هزمت مع حلفائها الكُثر شر هزيمة وخرجت من العراق ليس بماء الوجه الذي عرضناه على أوباما وإنما خرجت بسواد الوجه ، وسيلاحقها شعب العراق جيلاً بعد جيل الى يوم القيامة أن لم تنصفه وتؤدي حقه كاملاً ، ومن اهم حقوقه أن تعيده الى أهله ، اي أن تعيد العراق الى شعب العراق وتعتذر لشعب العراق وتبدي اسفها الشديد لغزوه ) . هل في ذلك مبالغة حماسية ؟ طبعا كلا فقط انظروا الى الستراتيجية الاصلية لامريكا واهداف تلك الستراتيجية التي غزت العراق بموجبها وكيف اجبرتها المقاومة العراقية على التخلي عنها واللجوء لستراتيجية اخرى مختلفة ، وفيما يلي نبذة مختصرة عن تلك التبدلات القسرية - الستراتيجية وليس التكتيكية - التي فرضت على امريكا : 1 - كانت ستراتيجية امريكا عندما قررت غزو العراق ستراتيجية كونية تنطلق من السيطرة المنفردة على العالم كله ، ولذلك سمي القرن الجديد ب ( القرن الامريكي ) ، واعلنت خطط رسمية تدور حول كيفية السيطرة على العالم ونشر ما سمي ب ( القيم الامريكية ) ، وكانت نقطة الانطلاق هي تأسيس اهم قواعد امريكا الستراتيجية في العراق ، ومن قاعدة العراق كان يجب ان تنطلق لفرض سيطرتها على كل دول المنطقة واعادة تنظيم سيطرتها السابقة على دول في المنطقة ، ثم بدء عملية ابتزاز العالم بقوة النفط التي لا تقهر . وبناء على هذه الستراتيجية ، التي اقترنت بنظرة استعلائية امريكية تجاه جميع القوى بما في ذلك الاتحاد الاوربي حليفها الاول وروسيا والصين ، لم تحاول اثناء الاعداد لغزو العراق استمالة احد لانها كانت واثقة من انها سيرحب بها بالورود والرز في العراق ! اما بعد ان جرتها المقاومة العراقية الى مستنقع مميت ونجحت في تفجير كل التناقضات الكامنة في النظام الاقتصادي الاجتماعي الامريكي فان امريكا اخذت تستجدي ( اوربا العجوز ) بل انها اخذت تستجدي حتى الانظمة العميلة لها مثل النظام المصري وغيره ، لانها ادركت انها تورطت فيما اسمته مادلين اولبرايت وزيرة خارجية امريكا السابقة ب ( اكبر كارثة ستراتيجية في التاريخ الامريكي ) ، واصبح الخروج من المأزق العراقي هو الهدف الاول وليس غزو العالم وتاسيس امبراطورية كونية امريكية . لقد كشفت المقاومة العراقية كل عيوب امريكا البنيوية ومكنت العالم من رؤيتها بوضوح كامل فشجع ذلك دولا كثيرة كبرى وصغرى على تحدي امريكا والسخرية منها . 2 - وفقا لتلك الستراتيجية الامريكية كان يجب تحطيم العراق واعادة بناءه ليكون كما تريدا مريكا ان نجحت في السيطرة عليه ، او تقسيمه الى دويلات ان فشلت في السيطرة عليه عسكريا . وتلك الستراتيجية الاصلية كانت تقوم على حكم امريكا للعراق مباشرة ولمدة لاتقل عن نصف قرن ، ورفض جعل ابناء العراق يحكمونه حتى ولو تحت توجيه امريكي مباشر ، وكان يجب تعيين مستشارين امريكيين لكل وزارة يتحكمون في قراراتها واستبعد تشكيل وزارة عراقية حتى من العملاء ، ولذلك لم تشكل امريكا بعد الاحتلال اي حكومة عراقية وعينت مسؤولين امريكيين على كل وزارة . ولكن تصاعد المقاومة العراقية التي ابتدات من ام قصر في جنوب العراق مباشرة في اول ايام الاحتلال ، وليس من المساجد كما ادعى اكثر من جاهل بحقيقة ما جرى او مغرض حاقد يريد تغطية الشمس بغربال ، فاجبرت امريكا على تشكيل ( مجلس الحكم ) ولم يكن وزارة بل كان عبارة عن هيئة مؤقتة تدير العراق تحت اشراف وتوجيه المندوب السامي الامريكي . والبقاء نصف قرن او اكثر في العراق ورد في تصريحات لكبار المسؤولين الامريكيين منهم الجنرال جون ابي زيد قائد القوات الامريكية في الشرق الاوسط ، كما ان اقامة اكبر سفارة امريكية في العالم في بغداد بطاقم بلغ 15 الف امريكي ، واعلان عن وجود اكثر من خمسين قاعدة ستراتيجية امريكية في العراق من بين اهم مؤشرات ما سمي ب( البقاء الامريكي الطويل جدا في العراق ) . وهذه الحقيقة اكدتها ايضا صحيفة لوس انجليس تايمس ووكالة الاسوشيتد بريس الامريكيتين يوم 13/5/2007 فذكرت ان بوش يريد وجودا طويل الامد في العراق على غرار الوجود العسكري الامريكي في كوريا الجنوبية وغيرها حيث تتمركز تلك القوات منذ اكثر من نصف قرن .صصصص 3 - ومرة اخرى استمر تصاعد المقاومة المسلحة وتوسعت وتحولت الى اكبر تحد لامريكا مما اضطرها لتشكيل حكومة من العملاء لتخفيف ضغط المقاومة بجعل عراقيين يبدون كحكومة رغم ان كل شيء كان بيد بول بريمير شخصيا . 4 - اما بعد ذلك واعتبارا من عام 2005 فقد تغيرت ستراتيجية امريكا وتحولت من الهجوم الى الدفاع ، وكانت الخطة الاصلية تقوم على توالي عمليات الغزو الامريكي سواء بالحرب او بالضغط لتشمل كل الاقطار العربية واحدا اثر اخر ، لكن هذه الستراتيجية تبدلت منذ عام 2005 فاعلنت ادارة بوش في عام 2008 بان حل مشكلة العراق لن يتم بالطرق العسكرية فقط بل يجب اتباع وسائل سياسية ومن بينها كما قال ضرورة اشراك ايران وسوريا وتركيا في حل ازمة العراق ، وهذا هو التغيير الاخر في ستراتيجية امريكا التي كانت اصلا تستهدف كل الاقطار العربية واحتقرت ادراة بوش حتى اوربا حينما رفضت فرنسا والمانيا مشاركة امريكا في غزو العراق فوصفها وزير خارجية امريكا وقتها كولن باول ب( القارة العجوز ) وقال اننا لانحتاج اليها . 5 – بعد الاصرار على البقاء في العراق لنصف قرن على الاقل فان ادراة بوش اكدت انها ستنسحب في نهاية عام 2011 من العراق ووقعت اتفاقية مع المالكي حول هذا الامر في عام 2008 ، لان امريكا وهي تواجه احتمال انهيارها الداخلي بسبب اعباء الحرب وجدت ان بقاء كيانها كدولة رهن بايجاد حل يوقف النزيف الخطير الذي تواجهه في العراق ، لذلك تحول التعاون الامريكي – الايراني من خطة امريكية تستغل نفوذ ايران لنشر التشرذم الطائفي في العراق والمنطقة الى سعي مباشر لتسليم العراق لايران في اطار صفقة كبرى تشمل المنطقة كلها . وكان من ابرز مظاهر وصول امريكا الى حافة الانهيار من الداخل تفجر الازمة المالية الامريكية في عام 2008 على نحو مدمر ، وبروزها كصاعق مرشح ليشعل حريق انهيار امريكا . ويكفي هنا لمعرفة دور المقاومة العراقية في تحقيق ذلك الانهيار التذكير بحقيقة بارزة وهي ان الدين العام الامريكي كان قبل غزو العراق في عام 2002 لا يتجاوز 4 تريليون دولار ، اما بعد غزو العراق فقد اصبح في عام 2008 حوالي 10 تريليون دولار ، اما في وقت الانسحاب فقد اصبح اكثر من 11 ترليون بعد ان رفع الكونغرس الامريكية سقف الدين العام وسمح بصعوده لتجنب كارثة انهيار امريكا . بهذا المعنى فان الانسحاب الامريكي غير الكامل من العراق كان نتاج هزيمة امريكا العسكرية والستراتيجية ونجاح المقاومة العراقية في تفجير ازمات امريكا الكامنة او التي جمدتها امريكا باجراءات طارئة . 6 – ولكي لا تهزم امريكا بصورة كاملة وشاملة غيرت موقفها من الانظمة العربية وغير العربية ، فبالاضافة لدعوة ايران وتركيا للمشاركة في حل ازمة العراق فان الادارة الامريكية في عهد بوش دعت مصر والسعودية ودول الخليج العربي وغيرها للتعاون في حل ازمة العراق ، وبناء على ادراك الادارة الامريكية ان الانظمة العربية عاجزة عن مساعدتها ، وانها اصبحت عبئا عليها ، وان عزلة امريكا عن الشعب العربي الذي يرفضها ويكرهها ناتجة في احد الاسباب عن دعمهها لانظمة فاسدة ومستبدة فان اوباما انتخب اصلا ليبدا تغييرات ستراتيجية كبرى تنقذ امريكا من السياسية التي كلفت ادراة بوش بتنفيذها ، ومن بين هذه التغييرات ما يلي : أ - بعد ان تاكدت الادارة الامريكية بان ايران اخذت تستغل بروز نقاط ضعف امريكا فتتجاوز الخطوط الحمر التي وضعتها امريكا لها وتحاول الانفراد في السيطرة على المنطقة والحلول محلها لجأت الى دعم تركيا لتكون الطرف الاقليمي الذي يحد من النفوذ الايراني ، وهذا الدعم اتخذ شكلا خطيرا وهو محاولة امريكا نقل الصراعات الطائفية من صراعات داخلية الى صراع اقليمي بين ايران ( الشيعية ) الصفوية وتركيا ( السنية الطائفية ) ، ويفضي ذلك التقسيم طبعا الا نتيجة اخرى تهمش العرب وهي جعل العرب منقسمين بين تركيا وايران وغياب اي دور عربي في شؤون المنطقة . وكانت زيارة اوباما الى تركيا ومصر في اول عهده مصممة لتحقيق حل لمشكلة العراق يقوم على مشاركة واسعة النطاق من دول المنطقة العربية وغير العربية بشرط ان يكون المحور هو تركيا وايران . ب – قررت الادارة الجديدة تبني خطة التخلص من العبء الستراتيجي العربي المتمثل في الانظمة العربية التي اصبحت التهديد الرئيس للهدف الستراتيجي الامريكي وهو تجديد وتوسيع سيطرة امريكا على المنطقة . فما الذي يفرضه هذا التغيير الستراتيجي ؟ طبعا ادخال ما سمي بخطة ( كسب القلوب ) في صلب الخطة الجديدة ، فبعد سياسة كسر الانوف وجرح القلوب التي اتبعتها ادراة بوش في العراق وغيره جاءت ادارة اوباما لتنفيذ خطة ( كسب القلوب في الوطن العربي من اجل نزع الكراهية العربية لامريكا ) ، عن طريق تحقيق خطوتين مترابطتين ، الخطوة الاولى هي تغيير الانظمة العربية وتشجيع القوى السياسية كافة الوطنية وغير الوطنية على المشاركة في التغيير المنتظر والتوقف عن قمع الانتفضات الشعبية العربية كما كان يحصل في السابق ، والخطوة الثانية كانت اسقاط السبب الثاني لكره العرب لامريكا وهو دعمها للكيان الصهيوني ومنع اقامة اي كيان فلسطيني ، فتقرر تطبيق خطة الدولتين دويلة فلسطينية قزمة ومقزمة مقابل اسرائيل القوية والتي لابد ان تستمر في تفوقها على كل الدول العربية عسكريا وتكنولوجيا . وبموجب هذه الخطة فان النظم العربية الجديدة تدعم امريكا قيامها مقابل تطبيع العلاقات مع اسرائيل من جهة واقامة افضل العلاقات مع امريكا من جهة ثانية . ج – لمعالجة عجز امريكا عن خوض حرب جديدة فانها اعتمدت على اوربا والمال العربي في غزو ليبيا وفي بدء الشتاء النووي العربي في عام 2011 والعمل على اسقاط بقية الانظمة العربية ، لذلك راينا النيتو والمال القطري يتقدمان الصفوف في عملية غزو الاستعمار لاقطارنا . هذه بعض اهم التغييرات الستراتيجية التي حصلت اجباريا بفضل المقاومة العراقية ةالتي اشار اليها الرفيق المناضل عزة ابراهيم في كلمته القيمة منتدى/ هديل صدام حسين . يتبع . Almukhtar44@gmail.com | |
|