واخيرا هزم منطق التمنيات : ما يحصل ليس ثورات بل ردات
كاتب الموضوع
رسالة
صلاح المختار
عدد المساهمات : 60 تاريخ التسجيل : 25/12/2011
موضوع: واخيرا هزم منطق التمنيات : ما يحصل ليس ثورات بل ردات الإثنين فبراير 27, 2012 7:51 pm
واخيرا هزم منطق التمنيات : ما يحصل ليس ثورات بل ردات صلاح المختار ان الامور بخواتيمه مثل عربي العام الذي تصرم كان عاما حاسما في عدة نواح ومن بينها انه اسقط منطق التمنيات الذي استعاض به البعض عن واقع الهزائم العربية وحاول به معالجة ، او للدقة تغطية عقدة الهزيمة في نفوس الكثير من العرب باسقاط صورة رائعة وجميلة مرسومة في ذهنه على ما بدأ يحدث منذ مطلع العام الماضي والقول انها ( ثورات ) ، مع ان هذه الصورة ليس لها مقابل حقيقي الا في العراق حيث تقاتل المقاومة العراقية الاحتلالين الامريكي والايراني . وحينما تصديت في بداية العام الماضي لهذه الظاهرة بقوة وبحزم وبوضوح كامل وجدت نفسي شبه وحيد في مجال فهم ما يجري ، فقد كانت اغلب الاقلام ترى ان ما يحدث هو ( ثورات شعبية ) وان دور امريكا هو دور من يريد ركوب موجتها !!! وكان ذلك بحق اكبر خداع للذات بالنسبة لمن يعرفون ما يجري ، او كان تعبيرا مفجعا عن جهل من يجب ان يعلم . كانت دراستي الموسومة ب ( اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد نحن وامريكا وبيننا هولي وود ) والتي تحلل ما يجري وتفسر الغازه وتفجر الغامه ، والتي بدأ نشرها في الشهر الثالث من العام الماضي مازالت تنشر رغم مرور عام على بدء نشرها ووصل عدد صفحاتها الى اكثر من 600 صفحة وذلك يعادل ثلاثة كتب على الاقل ، غطت تفاصيل كل ما جرى وما يجري وتناولت كل شيء يتصل بالاحداث الكارثية في الوطن العربي ، معتمدا على فهم للستراتيجات الامريكية والصهيونية والايرانية ، ومتابعا بدقة لما جرى ويجري من تحركات واجتماعات وتطورات ،فوفقني الله لقول الصواب وكسر موجة الخوف من الوقوف بوجه تيار عاطفي كان جارفا ومتحديا ومن الصعب الوقوف امامه ، وقفت وقلت كلمتي وكررتها بصيغ وطرق عديدة ومن زوايا مختلفة كي تتوضح صورة المؤامرة الاكبر على امتنا وعلى هويتنا كعرب وعلى مستقبل الاجيال العربية القادمة . في دراستي هذه لم اترك اي زاوية مظلمة الا وسلطت عليها الاضواء الكاشفة ، وبمرور الوقت وتبلور الاوضاع وانكشاف الحقائق توفرت قناعات لدى اغلبية مثقفي الامة بان ما يجري ليس ثورات بل ردات كارثية بعد ان اخذوا يرون نتائج الاحداث ، وكانت كلها نتائج كارثية ، في مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا والسودان والبحرين وطبعا في العراق المحتل ، واكدت هذه النتيجة بصورة انموذجية صواب المثل العربي الذي يقول ( ان الامور بخواتيمها ) ، ففي الخواتيم نرى الكارثة والردة ولا نرى الثورة ولا الانتفاضة التي وأدت وهي طفلة قبل ان توضع في المهد . ولعل اول واشهر من قفز من قارب التحليل الخاطئ لما يجري كان محمد حسنين هيكل الذي بدأ بوصف ما يحدث بانه ثورات مثل بقية من جرفتهم الموجة ، لكنه قبل شهرين تقريبا تراجع واعترف بان ما يجري هو ( سايكس بيكو الثانية ) ، وهذا الوصف كنت اول من استخدمه في دراستي المذكورة وقبلها في كتاباتي الاخرى منذ غزو العراق . وبعد بضعة شهور على بدأ الاحداث توفرت وثائق امريكية وغير امريكية بالعشرات تؤكد بان ما يجري انما هو تطبيق لمخطط امريكي ، ولعبت كشوفات ويكيليكس دورا مهما في توفير ادلة على صواب ما كتبته ، وهكذا تحقق تغيير عميق وواسع في فهم الاغلبية الساحقة من المثقفين والساسة العرب وسقطت بقوة اسطورة ( الثورات العربية ) وحل محلها اسم واحد وهو ( المؤامرة ) . واليوم ونحن نواجه الاثار الكارثية للردات متمثلة في انهر الدم العربي التي تتدفق بلا توقف ليس لاجل اقامة بديل وطني ديمقراطي حقيقي بل لاجل أستبدال ديكتاتوريات فاسدة انتهت صلاحيتها وصارت عبئا على امريكا ، بانظمة ظلامية اشد تخلفا واستبدادا من الانظمة العربية التي سقطت وتلك التي شاركت في اسقاطها ، فنحن ندخل مرحلة الاعداد لاشنع الحروب في الوطن العربي ، وذلك ما ساكتب عنه لاحقا ، وهي حروب متعددة : حروب اهلية بين المسلمين انفسهم على اسس طائفية ، وحروب بين المسلمين وغير المسلمين ، وحروب بين دول المنطقة على اسس طائفية او عرقية او دينية ...الخ . ان ايصال التيار الظلامي الطائفي السني للحكم هو الخطوة التالية والمكملة لخطوة سبقتها وهي ايصال تيار التشيع الصفوي الى سدة الحكم في ايران ، والان تجري العدة لاستغلال كل ما نشر وكل ما روج من افكار زرعت في نفوس كثيرين عبر الاعلام والاحداث الكارثية ، من اجل بدء مرحلة حروب اخرى اشد هولا ، ونحن لا نرى الا مقدماتها في مصر وتونس وسوريا واليمن والعراق وليبيا وتركيا وايران وستجر بقية الاقطار العربية لهذه الحروب جرا ورغما عن الحكام . مع هذه المقالة ستجدون مقاطع من محاضرة للسيد طارق رمضان حفيد المرحوم حسن البنا مؤسس وقائد الاخوان المسلمين المصريين ، القاها في فرنسا مؤخرا وباللغة الفرنسية ولكنها هنا مترجمة للعربية ، ويتحدث فيها عما يجري ويؤكد ان الذي يجري ليس ثورات بل مؤامرة امريكية مرسومة ومنظمة ومعدة سلفا ، ويستخدم نفس الافكار والتعابير التي كتبتها منذ عام او اقل في دراستي ( اوهام ما قبل الامس في عصر ما بعد الغد ..) ، والمنشورة في الشبكات الوطنية خصوصا شبكة البصرة وشبكة المنصور المناضلتين وادعو كل من يريد التأكد من صواب ما اقوله ان يقرأها ان لم يكن قد قرأها . وهنا يجب ان اوضح نقطة مهمة وهي انه حينما يكرر اغلب ما قلت هذا الشخص او غيره فذلك ليس لانهم ينقلون عني ، فلربما قرا بعضهم ما كتبت ، ولكن الاحداث وما كشف عنه من حقائق بامكان كل مثقف واع ان يراها وان يفهمها كما فهمتها انا ، وفكرة مقالي هذا هي التالية : لقد حسم الامر وثبت ان ما يجري لم يكن ثورة ، رغم نوايا ملايين الناس الذين ضحوا من اجل ثورة كان يجب ان تحدث لكنها اغتيلت وهي في المهد وحلت محلها ردات جهنمية خطيرة ، والمطلوب الان من كل وطني وقومي عربي ان يحذر من كارثة الانا والتي يعبر عنها بالعناد الطفولي ورفض قبول الوقائع وانكارها ومواصلة الادعاء بنفس المنطق السابق الذي قاد الامة الى مأزق خطير هو مأزق خطأ فهم ما يجري ! انها دعوة مخلصة للتواضع والتراجع عن مواقف خاطئة قبل فوات الاوان ، فانتصار الامة العربية ما زال ممكنا وهزيمة امريكا ايضا ممكنة ، الم تهزم المقاومة العراقية امريكا ؟ اذن علينا جميعا ان نعيد النظر في المواقف كي نصل لارضية مشتركة تقوم على الفهم الصحيح كي نرد بصورة صحيحة ايضا . شاهدوا هذه الاجزاء من المحاضرة واقرأوا ما كتبه هيكل في بداية الاحداث ثم اقرأوا ما كتبه مؤخرا ، ودققوا فيما نشرته ويكيليكس من وثائق تثبت ان مايجري انما هو عمل اعد له من قبل المخابرات الامريكية ، والاهم انظروا لما جرى والى اين وصلت الاحداث ستقتنعون بان ما يجري هو مؤامرة تستغل فيها امريكا المطاليب المشروعة للجماهير من اجل فرض عصر جديد ميزته الاخطر انه عصر حروب الطوائف والامارات العربية فيما بينها ومع الجيران من غير العرب . تحية للشباب المناضل الذي ضحى بنفسه ودمه وعرقه في تونس ومصر من اجل التغيير الثوري لكن لصوص الثورات سرقوا منه الحلم . ونداء للشباب المتحمس والمندفع من اجل التغيير لكنه دخل دروبا مسدودة ان عليه ان يخرج منها ويعود للاصطفاف مع القوى الوطنية والقومية من اجل مواجهة المؤامرة الامريكية الصهيونية الايرانية على كل اقطارنا العربية . منتدى هديل صدام حسين sahmod.2012@hotmail.com
واخيرا هزم منطق التمنيات : ما يحصل ليس ثورات بل ردات