الدكتور مهند العزاوي لمجلة الإسلام الخليجية - نشهد نظام سياسي هش يسوده الجهل السياسي والتعصب الطائفي والارتباط الخارجي
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
عدد المساهمات : 547 تاريخ التسجيل : 08/07/2011
موضوع: الدكتور مهند العزاوي لمجلة الإسلام الخليجية - نشهد نظام سياسي هش يسوده الجهل السياسي والتعصب الطائفي والارتباط الخارجي الخميس يناير 19, 2012 7:33 am
الدكتور مهند العزاوي لمجلة الإسلام الخليجية - نشهد نظام سياسي هش يسوده الجهل السياسي والتعصب الطائفي والارتباط الخارجي أجرت الصحفية أسراء البدير تحقيق صحفي لمجلة الإسلام اليوم مع الدكتور مهند العزاوي عن إشكالية العلاقة بين السلطة والمثقف سواء أكان هذا المثقف معارضا للسلطة أو مؤيدا لها • في العراق كيف ترى العلاقة بين المثقف والسلطة الحاكمة وهل تخشى السلطة الحاكمة أفكار المثقفين ؟ العراق اليوم خليط سياسي غير متجانس خصوصا أن العملية السياسية شكلت كحاجة تتخطى بها الولايات المتحدة الأمريكية الإحراج الدولي وأمام الرأي العام وبنفس الوقت استخدمت القوالب الجاهزة وليس بالضرورة تلك القوالب تحظى بالنجاح في ظل ثلاثية الأبعاد الطائفية التي شكلت وفقها, وحشر تجارة الطوائف والأديان بالعمل السياسي , وبنفس الوقت شهدنا مزيج من المليشيا والسياسة يتناوب بعضهما الأخر على السلطة , وهم يشكلون زعانف لأجندات خارجية تبتعد عن القيم الوطنية وبذلك عملت تلك الجهات على تجهيل السلطة والحكومة والبرلمان وفتحت مسارح الإقصاء والاجتثاث ألنخبي والفكري والمهني بسيف التكفير الطائفي والمهني والسياسي ورسخت مقوماته قانونيا وبالتالي نشهد نظام سياسي هش يسوده الجهل السياسي والتعصب الطائفي والارتباط الخارجي وفي ثناياه كم هائل من الجهلة والمزورين والمليشيات وهم يتسلمون زمام السلطة ومؤسسات الدولة وقد أغرقوها بالفساد والقتل وتلفيق الاتهامات ضمن حرب المذكرات القانونية مما جعل العقلنة السياسية غائبة والتعايش السياسي مفقود والتعددية السياسية أمرا مستحيلا في ظل احتكار السلطة طائفيا وتسييس القضاء والقوة معا وبذلك المثقف لا دور له في ظل هوس السلطة والتمترس الطائفي كما ان الأفكار العقلانية والموضوعية تخشاها السلطة لأنها ستضع الكوابح الصارمة لانفلات السلطة مما يحدد عملية النهب الحر الذي يمارسه الطائفيون الجدد وشهد العراق تجريف منظم لقدراته الفكرية والعلمية والنخبوية بغية تجهيل الدولة والسلطة وصولا إلى الفوضى الشاملة التي يتعايش معها المتحولون الطائفيون دعاة الهدم الوطني. • يوجد في العراق الكثير من المثقفين المؤيدين للسلطة الحاكمة , هل ذلك بدافع حبهم للشخص الحاكم أو خوفا منه وعلى مصالحهم يختلف المثقف في توجهاته والمثقف يتحمل مسئولية كبيرة أمام الله والتاريخ والشعب وإذا اختار تطويع قدراته لصالح حاكم او طائفة لغرض انتفاع مادي او رضا حكومي فقد هذه الخاصية وتحول من مثقف إلى ببغاء ناطق بالمصطلحات وبالتأكيد لا يحضا بقيمة علمية وطنية أو أكاديمية نخبيه لأنه تخلى عن القيم والاعتبارات التي تقود سفينة إلى العراق إلى مرسى امن وبالتأكيد الإغداق المالي والترويع يجعل من البعض مستسلما ليدور في فلك الحاكم وحاشيته ويخترع منظومة دعاية تبرر الفوضى والفساد والقمع وبذلك يتحول إلى شاهد زور على الوقائع ويبرر للحاكم طغيانه وفساده • لماذا تكبل بعض الحكومات والسلطات أراء المثقفين , ولماذا لا تترك المثقف يعبر عن رأيه بصراحة ؟ مع الأسف أن غالبية الدول العربية ودول عام الثالث تنظر للمثقف بعين الريبة بل وتمارس الضغط والتأثير لإسكاته على عكس الدول الراشدة تطوع المثقفين والنخب في منظومات صنع القرار ويمنحون امتيازات واسعة ويعدون قيم اعتبارية كبيرة يتغنى بها الإعلام ويستأنس بارئهم وخياراتهم التي تضع أمام صانع القرار وهناك أخطاء في السلوك لدى مؤسسات الدول الأمنية ونشهدها على المستوى الشخصي في المرافي الجوية وصالات الدخول وطلب التأشيرة حيث يعامل المثقف والمفكر العربي بشكل لا يليق بقدراتهم على العكس تجد المثقف الغربي يحضا باحترام وتقدير وهاجس خوف لدى المسئول المعني ومع الأسف تلك حقيقة مرة وهذا ما يجعلنا متخلفين وننتظر الضربات الواحدة تلو الأخرى بعد أن فقدنا معايير المواطنة والمواطنة العربية وأصبحنا نستورد حلولنا من الخارج وتتغنى حكومتنا بها على حساب المثقف العربي • نرى في كثير من الدول العربية التي حدثت فيها ثورات كثير من المؤيدين انقلبوا إلى معارضين ما السبب وراء ذلك ولماذا يحدث هذا التغيير الثورات العربية هي محصلة لتفاقم مظاهر عسكرة المجتمع وارهبه مكوناته حيث مارست حكومات الظل من الأجهزة الأمنية والمخابراتية مسالك مهينة مع المواطن وامتهنت حقوقه وتعدت الخيارات الأمنية إلى السلوكيات الشخصية الحاطة بالكرامة ناهيك عن العجز الاقتصادي والبطالة وفقدان الدور والمكانة والانهيار الإيديولوجي وأضحت الحواشي المنتفعة توظف موارد البلد لمصلحتها وأثرت على حساب الجميع وكذلك ابتعد الحكام عن قواعدهم الجماهيرية ولكن بنفس الوقت خرجت الشعوب بدون بوصلة لما بعد التغيير وشهدنا فوضى واستهداف لمنظومة الدولة لان أي تغير وإصلاح لابد أن يبدأ في ظل وجود الدولة مع أجراء تغيرات محورية للإصلاح وعزل المفسدين والجلادين وهذا مفقود ناهيك عن التدخلات الإقليمية المقيتة وتوظيف الانتفاضات طائفيا أشبه بالوضع العراقي وبالتأكيد أن نتاج العراق الفوضوي والطائفي قد ألقى بضلاله على المحيط العربي الذي وقف متفرجا بل ومساهما في تدمير العراق ودولته وفتح أبوابه للنفوذ الإقليمي المريب والذي يتغذى على المجتمع العراقي وثروات العراق ولذلك نجد هناك من مؤيد للتغير ورافض للفوضى وتختلف الآراء وهي دلالة على التنوع الفكري ويفترض أن الاختلاف لا يفسد الاستثمار السياسي ونظرية الدولة في ظل الأجندات الساعية لتفكيك العالم العربي وهذا ما يجري بالضبط د.مهند العزاوي
الدكتور مهند العزاوي لمجلة الإسلام الخليجية - نشهد نظام سياسي هش يسوده الجهل السياسي والتعصب الطائفي والارتباط الخارجي