حوار مع العالم المصري النووي الدكتور علي عبد النبي
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
عدد المساهمات : 547 تاريخ التسجيل : 08/07/2011
موضوع: حوار مع العالم المصري النووي الدكتور علي عبد النبي الأربعاء يناير 18, 2012 2:43 pm
حوار مع العالم المصري النووي الدكتور علي عبد النبي حول البرنامج النووي المصري والحرب التي تعرضت لها مصر من امريكا والغرب نائب رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق: احذروا من الشخصيات التي أرسلتها أمريكا للسيطرة على حكم مصر الدكتور علي عبد النبي نائب رئيس هيئة المحطات النووية الأسبق، واحد من العقول المصرية الكبيرة التي قدمت لمصر الكثير وله دور بارز في المشروع النووي المصري، وهو من الخبراء في هذا المجال الذي تعرض للمؤامرات طوال العهود السابقة لمنع مصر من تطوير برنامجها النووي السلمي. حول البرنامج النووي المصري والحرب التي تعرضت لها مصر من امريكا والغرب أجرينا هذا الحوار مع العالم المصري النووي. **هل تعطينا نبذة عن المشروع النووي المصري وأهم المحطات التي مر بها؟ *المشروع النووي بدأ مع عبد الناصر عام 1954 فبدأ ذلك بهيئة الطاقة الذرية في أنشاص، وتم إنشاء معامل وتم إنشاء مفاعل أبحاث روسي، وكان المكان الأول الذي تدرب فيه علماء مصريون كان لهم باع، ومنهم الدكتور يحيى المشد والدكتور مصطفى علي حسن، ثم تشكلت لجنة لإنشاء مفاعل قوي لإنتاج الكهرباء ثم تحولت اللجنة إلى هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، وهذه الهيئة هي المسئولة عن بناء محططات نووية لتوليد الكهرباء في مصر وتحلية مياة البحر. وبداية عمل الهيئة كان في عام 1964 بعد عمل مناقصة علي مستوي الشركات الأمريكية وهذا المشروع لم يكتمل بسبب التدخل الأمريكي لإيقاف المشروع النووي المصري لأنك تحت المظلة الأمريكية فأنت تتعامل مع شركات أمريكية لإنشاء محطات نووية فإذن بيد أمريكا أن تقول نعم أم لا. وفي عام 1974 حدث نفس الأمر وجرت مناقصة على شركات أمريكية ورست المناقصة على شركة وستنجهاوس فتوقف المشروع ولم يكملوه. وجاء السادات وأسس الهيئة العربية للتصنيع وهي شيء مهم، ثم اتجه إلي فرنسا وعمل اتفاقية مع جيسكار ديستان على توريد مفاعلين نوويين لمصر بالأمر المباشر فقامت الدنيا، ولأن أمريكا هدفها تعطيل المشروع النووي المصري وقفت للمشروع عن طريق أعوانها في مصر حتى في مجلس الشعب وتحولت المناقصة من أمر مباشر مع فرنسا إلى مناقصة عالمية.. وتم إجراء المناقصة العالمية التي ضمت شركات من فرنسا وأمريكا وألمانيا وكان هناك شراكة مابين اليابان وشركات أمريكية وكانت 4 عروض، وفاز العرض الألماني بالمناقصة. لكن الضغوط الأمريكية أوقفت المشروع. **كيف نخرج من هذه الدائرة المغلقة؟ *لكي تقوم ببرنامج نووي مصري لابد أن تهرب من الرعاية والهيمنة الأمريكية وسيكون بذلك أمامك إما الصين وإما روسيا، وأرى أن هاتين الدولتين هما الدولتان اللتان سيمنحانك المحطة النووية دون ضغوط سياسية. لو أعطتك أمريكا محطة نووية – وهذا مستحيل- فستظل تضغط عليك سياسياً لتنفيذ مطالب معينة داخل بلدك، وهي في الحقيقة لن تعطيك. وأرى من وجهة نظري أن نبدأ بروسيا من خلال قرار بالأمر المباشر. نتذكر زيارة مبارك لروسيا، ثم زار بعدها الصين، وأذكر أنه عندما وصل مبارك لروسيا قال له الروس: نريد أن نعطيك محطات نووية، فرد مبارك وقال: لا، أنا سأقوم بمناقصة عالمية، وعندما وصل للصين عرض عليه الصينيون أيضاً مده بمحطات نووية، لكنه رد بنفس الإجابة. وللعلم فإن علاقتتا بروسيا طيبة جداً والروس مرحبون لأنهم يريدون أن يكون لهم تواجد في المنطقة، وذلك ما يريده أيضاً الصينيون، لذلك أرى أن الحل الوحيد هو صدور قرارات بالأمر المباشر وبعد أن تكون لديك محطات نووية تستطيع بعدها أن تشتري من أي مكان في العالم لأن القيد انكسر. القرار السياسي ** هذا الموضوع يحتاج إلى قرار سياسي *نعم هي مشكلة قرار سياسي، وكلنا نعلم أن مشروع السد العالي لم ينشأ بدعم أمريكي حيث وضعت أمريكا العراقيل والصعوبات، فاضطر عبد الناصر لتأميم قناة السويس والذهاب إلى روسيا من أجل تمويله. ** هل مصر لديها من الكفاءات مايجعلها قادرة علي إنشاء برنامج نووي حقيقي؟ * نعم في مصر وخارجها توجد كوادر مصرية سواء علماء أو مهندسين بوفرة وبإمكانهم إدارة محطات نووية علي مستوي المنطقة العربية وليس علي مستوي مصر وحدها، والدول العربية كلها تستغل الخبرات المصرية.. في أمريكا وكندا والوكالة الدولية والطاقة الذرية واليابان مشهود للمصريين بالكفاءة على مستوي العالم، وهنا في مصر لدينا كفاءات علمية راقية قادرة على إدارة المشروع النووي المصري سواء هيئة المحططات النووية أو هيئة الطاقة الذرية أو خريجي الجامعات، ولدينا مصانع في مصر يمكنها أن تعمل بدون أي تدريب أو زيادات في المشروع النووي.. وبعض المصانع ببعض التطوير يمكنها أن تشارك في المشروع، والمناخ في مصر مثالي، لإقامة محطة نووية بدون أي مجهود، ونحن لا ينقصنا إلا القرار السياسي ومعروف من أين يمكن الحصول عليه، وبسهولة والروس سيساعدوننا وعرضوا علينا المحطة بتمويلها وبذلك لايوجد مبرر للرفض عند من يتحدثون عن أزمة التمويل. لكن مشروع بهذه الضخامة لابد أن تكون له وزارة مستقلة، لأنك ستنشئ أكثر من محطة. ففي المرحلة الأولى ستنشئ أربع أو ست محطات ثم سيصل بك الأمر بعد ذلك إلي 50 أو ستين محطة، فأنت بحاجة إلي وزارة للطاقة النووية، مثلما كان لدينا وزارة عند إنشاء السد العالي، ويجب إبعاد المشروع النووي عن وزارة الكهرباء لأنه الآن مجرد مشروع ضمن مشروعات الوزارة. التخلص من التبعية لأمريكا **هل لو تخلص الحكم المصري من التبعية لأمريكا تنفك عقدة المشروع النووي؟ *طبعاً.. وما دمت في حضن أمريكا ستفعل ما تطلبه أمريكا. لذلك واجب عليك التحرر من هذه التبعية حتى يمكنك أن تبني بلدك، فأمريكا يسرها أن تكون إنسان مستهلك، تريدك أن تأكل شيبسي وكرانشي وتشرب سفن أب وياريت كمان تجلس علي ساحل البحر الأبيض المتوسط طول النهار تلعب علي البحر، لايريدون منك شيئاً وربما سيأكلوك كمان. نحن والهند ** من الأشياء الغريبة أن البرنامج النووي الهندي بدأ مع البرنامج النووي المصري، ولكن الهند تقدمت ونحن محلك سر، ألا يدعو هذا للحزن؟ * أنت ذكرتني بشئ، أنه عندما بدأ البرنامجان النوويان، المصري والهندي كان العلماء الهنود يأتون إلى مصر ليتعلموا. الطاقة الذرية الآن في الهند أفضل من أمريكا، فأين هم الآن وأين نحن؟ ** يبدو أن العلماء المصريين تم استهدافهم بالقتل وليس فقط وقف المشروع النووي، أليس كذلك؟؟ * المسألة فقط ليس في العلماء هناك أيضاً طائرة البطوطي التي كان بها صفوة العسكريين المصريين وضربت بصاروخ في أمريكا، وكان بها مجموعة طياريين مصريين تدربوا في أمريكا وهذا يعني أن المسألة ليست التخلص من العلماء فقط، ولكن التخلص من أى شخص يمكن أن يسبب نهضة لمصر، لأن نهضتنا تخيف أمريكا. والنهضة علي مستوي العالم تقوم علي برنامج نووي وأبحاث الفضاء ومجال تكنولوجيا السبائك فهذا مجال مهم جداً فأنت لكي تنشئ محطة نووية لابد من تكنولوجيا السبائك ولبناء محطة فضاء لابد من تكنولوجيا السبائك ولكي تصنع صاروخا لابد من تكنولوجيا السبائك. فتكنولوجيا السبائك مهمة جداً وحتى تدخل النهضة لابد أن تدخل بهؤلاء الثلاثة: صناعات نووية وأبحاث الفضاء وتكنولوجيا السبائك، والناس الذين يقولون إن البلد ليس به تمويل فإن الروس مستعدون لتقديم محطة ويقومون بتمويلها ثم تدفع من عوائد المحطة فهذه فرص وتضيع من أيدينا، وبقالنا سنين نضيّع الفرص. وآخر مرة سنة 1983 وقبل قيام الثورة منذ حوالى سنة كنا نعد مواصفة لنطرحها في مناقصة عالمية لأنه كما فشلت المناقصات الثلاث السابقة فهذه أيضاً ستفشل، لأن المتحكم أمريكان فسيقومون بإفشالها لك وستفشل لذلك نحن لا نريد مناقصة عالمية للمحطة النووية ولكننا نريد بالأمر المباشر، وهذا القرار سهل اتخاذه وأنا أرى أن المجلس العسكري يعلم جيداً أين مصلحة مصر وهو لديه من القدرة السياسية والتنفيذية ما يجعله قادراً على إدارة هذا المشروع وهو يعلم ما هي مصلحة مصر ويعلم من أين سيأتي بها. مشروع زويل **ما تعليقك على ما يطرحه البعض من أن مشروع مدينة زويل هو بداية للنهضة؟ * لدينا مراكز أبحاث وجامعات ومراكز الصناعات المصرية تستحق أن ندعمها، فالأفضل أن ننمي جامعاتنا ونرفع من شأنها ومستواها العلمي، فالنهضة تبدأ من هنا. وليس جمع الأموال لمدينة زويل التي ستكون بؤرة لوجود الأمريكان في مصر، ليتحكموا في القرار المصري. لقد كشف أحمد زويل عن ذلك، في ندوة بالجامعة الأمريكية حينما سئل عن المشاريع الضخمة مثل إنشاء محطة نووية، وخلافه قال عن مثل هذه المشاريع العلمية إن خبراء مدينة زويل العلمية هم من سيقولون مدى جداوها، تنفع أم لا. يعني المشاريع الضخمة التي ستتم في مصر هذه المشاريع التنموية والنهضوية سيكونون هم المسئولون عن الفصل في تحديد تنفيذها أم لا. وهذا يؤكد أن أمريكا ستكون هي المتحكمة فكيف نرضى نحن بذلك؟ فأين ستذهب جامعاتنا؟ إن جامعاتنا بحاجة لهذا الدعم المادي وتحتاج الدعم العلمي. مدينة زويل كيان عنصري سيكون تحت السيطرة الأمريكية، من أجل إدارة كل المشروعات الضخمة في مصر وليفصلوا فيها بنعم أو لا. وأنا أعلم رأي أحمد زويل بخصوص المشروع النووي، فهو لا يريد مشروعا نوويا في مصر، ونحن بذلك نعطي له الفرصة لتدمير المشروع النووي في مصر، الذي هو المشروع النهضوي الذي يعد قاطرة النهضة والتقدم. في كل البلدان التي سبقتنا كالهند والصين قامت فيها النهضة بفضل برنامجها النووي. أمريكا لن ترضى لك أن تقوم بنهضة صناعية، لذلك ستعمل على إيقاف المشروع النووي المصري.. وطبعاً أحمد زويل داخل بمشروع مدينته العلمية ليفتي فيها ويقول: هذا المشروع لسنا بحاجة إليه وهذا الكلام قاله زويل، فأنا رأيي أننا لسنا بحاجة لمدينة زويل ولكننا بحاجة إلي رفع مستوي جامعاتنا ومراكز أبحاثنا وتدعيمها، فالوضع بهذا الشكل خاطئ. دور البرادعي ** هل عندما كان البرادعي مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية أفاد المشروع المصري أم أضره؟ *البرادعي أضر مصر كدولة، وخاصة المشروع النووي المصري، فعندما يأتي علي هذا المشروع ويقول إنكم غير مؤهلين لإنشاء محطة نووية، لأنكم لا تملكون ثقافة الأمان. والتقارير التي كتبها وزعم فيها أن هناك نشاطا نوويا سريا في مصر وآثارًا لمواد مشعة عالية الإشعاع ليفتح الباب للمفتشين الغربيين ليتدفقوا على مصر، وبدأوا يبحثون عن الأبحاث المصرية القديمة، واقتحموا المعامل، واستجوبوا العلماء وهم يعلمون أن المشروع بحثي فقط. ما فعله البرادعي نوع من الشوشرة والتعطيل والضغط علي مصر، وصل الأمر أن مبارك سئل في يوم من الأيام عن إنشاء مصر لمحطة نووية قال: هل تريدون أن يحدث لنا مثلما حدث في العراق؟! وهذه الكلمة قيلت بسبب الضغوط والتقارير. والبرادعي فتح الباب واسعا، لمهاجمة البرنامج النووي المصري. فعندما يكون رجل في هذه المكانة ويقول مثل هذا الكلام فلابد أن يهاجمنا العالم كله. **ما تعليقك على من يرون ترشيح البرادعي لرئاسة مصر أو رئاسة وزرائها؟ *لا.. طبعاً.. فأنا عندما أرى شخصًا أتى من أمريكا ونزل كما يقولون بالبراشوت ولم يخدم مصر والمصريين في يوم من الأيام، بل طعن مصر بخنجر في ظهرها ويريد أن يمسك الحكم بدون انتخابات، وهو يريد أي منصب يدير من خلاله شئون مصر وهو يفتقد الشعبية. ** لكن ألا تلاحظ أن الإعلام المصري يسانده؟ * هذا الأعلام أمريكاني. أنا أتحدث عن المجموعة التي حوله. كم شخص؟ ألف، ألفان، ثلاثة آلاف، كم عددهم؟ ** ألا تلاحظ أن الكثير من الشخصيات المرتبطة بأمريكا بدأت تتوافد على مصر في الفترة الأخيرة؟ *طبعاً طبعاً.. لأن المناخ الحالي هو المناسب لهم، لأن الأمور لو استقرت في مصر لن يكون للنفوذ الأمريكي وجود. فهم يريدون في هذه الفترة السيطرة علي الحكم. ويكون الحاكم المصري مواليًا لأمريكا.. فهذه فرصتهم فهم اليوم ينزلون بالبرادعي.. والبرادعي ليس له شعبية فيبحثون عن أحد آخر فيقومون بالدفع بأحمد زويل وإذا لم يصلح أحمد زويل لأسباب قانونية ودستورية سيبحثون عن شخص آخر كفاروق الباز وغيره، والحمد لله بدأت هذه الأيام شعبية البرادعي تنتهي من الساحة. ونحن سنكون مخطئين إن تركنا لأحد الفرصة للتلاعب بمقدرات مصر. نحن نحتاج إنسانًا مصريًا يخاف الله من أجل إدارة شئون الدولة ولسنا بحاجه إلي مبعوثين من أمريكا. كفاية علينا كدة، وكفاية السنوات التي فاتت وضاعت على مصر، ونرجو من الله أن يفهم هؤلاء الناس أن مصر بلد بها شعب غلبان وشعب لديه طموح وشعب يمتلك عقلية. مصر فيها ناسها وعلماؤها وشبابها لسنا بحاجة إلى أحد يأتي من الخارج من أمريكا أو غيرها فأهلاً وسهلاً بمن سيقول حاجة مفيدة، لكن غير ذلك عليه أن يسكت.. أنا شاهدت الحلقة الخاصة بفاروق الباز في شهر فبراير 2011 مع منى الشاذلي وقالت له إنه كان من المفروض أن يأتي في مارس وليس في فبراير فأجابها بأنه أتى ليقول لشباب الثورة ماذا سيفعلون. وهذا الكلام مسجل ونحن لسنا بحاجة لأحد يفهمنا شيئًا والشعب المصري فاهم وحضارته تقول إنه قادر علي القيام بذاته، وليس بحاجة لأحد من الخارج، ونرجو أن يسكتوا و"ينقطونا بسكاتهم". فاروق الباز **مارأيك في مشروع فاروق الباز؟ *مشروع فاروق الباز حكاية أخرى فالرجل أمريكاني مثل زويل والبرادعي وهؤلاء الناس ولائهم لأمريكا أكثر من ولاؤهم لمصر وأنا دائماً أقول: حرّص ولا تخوّن فأنا أرى أن نتخذ الحيطة من هؤلاء الناس لكن لانخوّنهم، لأنهم في النهاية مصريون. بالنسبة لمشروع فاروق الباز فأنت رجل تعمل بأبحاث الفضاء والأقمار الصناعية أعطتك صورًا ونحن نعلم جيد جداً أن سيناء بحاجة إلي تنمية وأنها بحاجة لوجود كثافة سكانية بها لتكون مانعًا وعائقًا طبيعيًا أمام احتلالها مرة ثانية من الكيان الصهيوني فعندما تمتلئ سيناء بالكثافة السكانية ستكون بحاجة لجيش يحميها وبحاجة لشرطة ومصانع ومدارس وسيكون ذلك مانعًا طبيعيًا، ونحن نعلم أن إسرائيل تريد تنفيذ مشروع إسرائيل الكبري من النيل إلى الفرات وأنت يا فاروق الباز تريد عمل مشروع ممر التنمية غرب النيل لنقل الكثافة السكانية إلى هناك إذن سيكون شرق النيل بما فيه سيناء خاليًا وبذلك سيكون من السهل جداً أن تحتل إسرائيل سيناء وتحقق حلمها في إسرائيل الكبرى. نحن لسنا بحاجة لممر التنمية نحن بحاجة لتنمية وتعمير سيناء، وشرق النيل. إذن قدم لنا المشروع الخاص بك على سيناء وليس على غرب النيل. لابد أن نقرأ ما بين السطور. إن المنطقة العربية كلها بحاجة إلى قائد يقودها ولو شعرت في شخص ما بالوطنية ستجد الأمة كلها تلتف حوله. الضبعة والمؤامرة **أثار بعض رجال النظام السابق مشاكل حول الأراضي التي خصصت لإقامة المشروع النووي بالضبعة فما طبيعة هذا الخلاف الذي يبدو أنه تجدد مؤخرا؟ *أرض الضبعة مخصصة بقرار جمهوري من السادات عام 1980م بعدما صدر قرار بنقل المشروع النووي من منطقة سيدي كرير غرب الإسكندرية إلى منطقة الضبعة، ثم بدأت هيئة المساحة داخل محطة الطاقة النووية تحصر ممتلكات المواطنين المقيمين في هذه المنطقة داخل موقع المحطة النووية والتعويضات، وقامت هيئة الطاقة النووية بدفع التعويضات التي قدرتها هيئة المساحة للأهالي وبالفعل أخذ بعض الناس تعويضات وتركوا المنطقة وبعض الناس رفضوا الحصول عليها ولأن رجل أعمال من قادة الحزب الوطني المنحل، كان لديه قطعة أرض شرق موقع الضبعة وأسس عليها فندقا وقرية سياحية كبيرة وهو الذي شيد مطار العلمين الذي يقع جنوب الضبعة بـ 15 كم فهو كان يتمنى أن يأخذ أيضاً مكان موقع الضبعة ليقيم عليه مشروعا سياحيا على مستوى العالم يأتي إليه الطيران الشارتر مباشرة من أوروبا علي موقع الضبعة، وهو الذي اعترض على المشروع بقوة. لكن الحمد لله كانت هناك قوات تحمي الموقع تابعة لشرطة الكهرباء، لكن بعد قيام الثورة هاجم البلطجية الموقع وسرقوا الأجهزة وحطموا الكراسي والاستراحات، وبعد ذلك بدأت اعتصامات ومنذ عدة أيام كان هناك اعتصام لرفض المشروع النووي في المنطقة. **هل توجد شبهة تحريض على هذه الاعتصامات؟ *أكيد هناك شبهة تحريض، وهناك من يرسل للمعتصمين الوجبات الثلاث يومياً، وهناك أشخاص ينفقون المال على ذلك ولو سمعت للأشخاص والشيوخ الكبار في منطقة الضبعة فهم يرفضون هذا الوضع لكن البلطجية ومن يدعون أنهم ثوار والعناصر المأجورة هم من يحركون الاعتصام. وللأسف وأمام تدهور الوضع الأمني قرر العاملون بالموقع الرحيل وتركه لأنهم لايقدرون على الدخول هناك لأن ذلك سيؤدي إلى حدوث مشاكل. ما الوضع هناك حالياً؟* الوضع أن كل العاملين والفنيين خارج الموقع لأنه لا يمكنهم الدخول. **هل تم تدمير الموقع؟ *بعد انسحاب الشرطة خلال الثورة قاموا بأعمال تخريب وسرقوا أجهزة كمبيوتر وأشعلوا النار في أتوبيسات وسيارات ملاكي والوضع الحالي هو أن الموظفين خارج الموقع، والجيش يقوم بتأمين الموقع، والبلطجية يمنعون الناس من الدخول إليه. وماذا يريد هؤلاء الناس؟** *يريدون منع إقامة المشروع النووي وإعادة توزيع الأراضي عليهم ليفصلوا عليها المشروعات ويطالبوا بنقل المشروع النووي لمنطقة أخرى. الانتخابات **ما تقييمك للوضع السياسي الحالي؟ وكيف تستقر مصر بعد الثورة؟ * هذه الانتخابات هي أنزه انتخابات حدثت في تاريخ مصر، والحمد لله الشعب قال كلمته ولابد أن نحترم رأي الشعب ولا نسعى لتعطيل المسيرة ومجلس الشعب سيجتمع يوم 23 يناير إن شاء الله وانتخابات مجلس الشوري ستكون إن شاء الله نزيهة ومع حكومة الإنقاذ سيكون بذلك لدينا الجهة التشريعية والجهة التنفيذية ولن نكون بحاجة لأحد يفرض علينا شروطه و سيتبقى الرئيس المنتخب بعد لجنة وضع الدستور وإقرار الدستور، وبذلك لن نكون بحاجة لاعتصامات أو حكومات من التحرير. والشعب قال كلمته في الانتخابات. **مانصيحتك للإسلاميين والبرلمان الجديد؟ *فرصة للإسلاميين أن يظهروا أنفسهم في فترة مصر بحاجة إليهم، فمصر بحاجة لمن يأخذ بيدها وينهض بها وبحاجة إلى أمانة وضمير ورجولة وهؤلاء الناس لوثبتوا في مكانهم ووضعوا أمامهم الهدف مصر سيلتف حولهم الشعب كله المسلم أو المسيحي فالشعب يريد حرية وعدالة وكرامة ولقمة عيش. السيرة الذاتية للعالم المصري الدكتورعلي عبد النبي 1. نائب رئيس هيئة المحطات النووية للمشروعات (سابقا) 2. الآن يقوم بالتدريس بالجامعة 3. المؤهلات العلمية بكالوريوس هندسة اتصالات دبلوم هندسة شبكات دبلوم هندسة سنترالات ماجستير الإلكترونيات والاتصالات دكتوراه الفلسفة موضوعها "التحليل والتنبؤ بديناميكا محطة طاقة نووية". 4. المشاركة في أعمال تصميم مفاعل نووي من نوع الماء الثقل المضغوط (كاندو 3) بهيئة الطاقة الذرية الكندية. 5. المشاركة في الأنشطة الخاصة بمشروع إقامة المحطة النووية الأولى سنة 1983 بمواقع الزعفرانة وسيدي كرير والضبعة والتي تضمنت دراسات المواقع ودراسات الجدوى من إقامة المحطة النووية. 6. المشاركة في مراجعة مواصفات المحطة النووية سنة 1983 والمشاركة في أعمال التحليل الفني والاقتصادي للعطاءات المقدمة وتقييم عروض التمويل لبناء المحطة النووية بموقع الضبعة. 7. المشاركة في تطوير مماثل لمحطة نووية قدرة 900 ميجاوات لتوليد الكهرباء وتحلية المياه. 8. رئاسة لجنة إعداد المواصفات الفنية والشروط العامة والقانونية لاختيار مكتب استشاري عالمي لمشروع إقامة المحطة النووية الأولى سنة 2007، والمشاركة في أنشطة التحليل الفني للعطاءات المقدمة، ورئاسة لجنة التحليل المالي للعطاءات المقدمة، والمشاركة في المفاوضات 17 كانون الثاني 2012
حوار مع العالم المصري النووي الدكتور علي عبد النبي