هديل صدام حسين(1)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هديل صدام حسين(1)

منتدى فكري - ثقافي - سياسي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 (ثورات) ام ردات؟ 2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صلاح المختار




عدد المساهمات : 60
تاريخ التسجيل : 25/12/2011

(ثورات) ام ردات؟ 2 Empty
مُساهمةموضوع: (ثورات) ام ردات؟ 2   (ثورات) ام ردات؟ 2 Icon_minitimeالخميس يناير 05, 2012 1:17 pm

(ثورات) ام ردات؟ 2 552657368
(ثورات) ام ردات؟ 2 927403809
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(ثورات) ام ردات؟ 2
منتدى هديل صدام حسين
صلاح المختار

اجلس حيث يُؤْخَذُ بيدك وَتُبَرُّ ولا تجلس حيث يؤخذ برجلك وتُجَرُّ
مثل عربي

اذا اكتفينا بهذه الاعمال الاستعمارية والاجرامية التي قامت بها امريكا في الوطن العربي وثمة غيرها كثير فان الحقيقة التي تفرض نفسها بقوة وبلا ادنى غموض هي ان امريكا دولة استعمارية هي الاكثر قسوة وشراسة واهانة للانسانية وللقانون الدولي ولم تسبقها في هذا المجال اي دولة حديثة اخرى. لذلك فان هذه الطبيعة لامريكا لا تسمح لها بان تدعم حركات تحرر او انتفاضات وطنية او ثورات حقيقية، بل هي مصممة (جينيا)، اي ان نظاامها الاقتصادي – الاجتماعي الراسمالي يحدد خياراتها وليس حكامها او نوازعهم، لتكون دولة غزو واستعمار ومعاداة الحرية والتحرر. في ضوء ما تقدم ينبغي فهم الوضع العربي الحالي.
تكتيكات امريكا الاستخبارية
ربما يتساءل البعض اذا كانت امريكا هي من اقام الانظمة او دعمها وضمن بقاءها لم تريد اسقاطها الان وتنظم حملات مدروسة لتحقيق ذلك؟ للاجابة لابد من تذكر ما يلي :
ان الانظمة العربية بغالبيتها قامت على الفساد والديكتاتورية والاستغلال ومارست كل ذلك لمدد وصلت اربعة عقود كانت مزدحمة بالقهر والبطش والنهب وافقار الشعب، لذلك تراكمت احقاد متجذرة وغضب عميق عليها وعزلت عن الشعب ولم يعد لديها اي صلة حقيقية بابناء الشعب وصار اسقاطها امنية كبيرة لملايين الناس.
هذه الانظمة قامت بغاليتها على دعم غربي امريكي او اوربي او كلاهما، فكان فسادها واستغلالها للجماهير مدعوما مباشرا من امريكا. لذلك فان عصر هذه الانظمة كان بحق عصر مناهضة امريكا للديمقراطية ودعم انظمة مستبدة بعضها ينتمي للقرون الوسطى وفاسدة بلا حدود، ولولا الدعم الغربي لها لتمكنت الجماهير من اسقاطها منذ ان كشفت طبيعتها الفاسدة والمستبدة.
كانت امريكا هي التي تشجع الاستبداد والديكتاتورية في الوطن العربي وتحارب كل اتجاه ديمقراطي لانه كان احد ضمانات لوصول فئات وطنية للسطة تضع حدا للاستعمار ونهبه للثروات العربية.
4- وبعد ان مارست هذه الانظمة ابشع انواع الاستغلال والقهر والديكتاتورية والتبعية للاستعمار عزلت عن الشعب كليا واصبحت مكروهة بلا حدود، ومع ذلك واصلت امريكا دعمها، ولكن حينما بدأت امريكا تنفذ صفحة جديدة من الستراتيجية التي تقوم على فكرة مضللة وهي (نشر الديمقراطية وحماية حقوق الانسان) في العالم عقب انهيار النظم الشيوعية في اوربا الشرقية، وجدت امريكا انها امام تناقض فاضح لا يسمح لها بمواصلة ادعاء العمل من اجل الديمقراطية وحماية حقوق الانسان في حين انها تدعم انظمة ديكتاتورية وفاسدة، فتحولت الانظمة العربية المقصودة الى عبء على امريكا يقلل من قدرتها على نشر نفوذها بعد ان كانت رصيدا لها يخدمها بحماية الكيان الصهيوني ومنع قيام حكم شعبي تقدمي ووطني. بالاضافة لذلك تبلورت ظاهرة اخذت تضعف الغرب عموما وهي ما سمي ب(ازدواجية المعايير) الغربية عامة والامريكية خاصة، ولاجل حل هذه الاشكالية حاولت امريكا في العشر سنوات الماضية اجراء اصلاحات في النظم العربية تخفف من فسادها واستبدادها لكن هذه النظم نشأت وعاشت على الاستبداد والفساد لذلك لم تستطيع تحقيق اي اصلاح حتى ولو كان ثانويا، فقررت امريكا القاء هذه الانظمة في سلة الزبالة والقيام بعمليات تغيير درامي مرسوم يضمن تحقيق ما يلي :
أ - التخلص من الفكرة السلبية عن دعم امريكا لانظمة فاسدة ومستبدة وتحميلها كل اثام امريكا وسياساتها.
ب- تنفيس الغضب الشعبي المتراكم لمدة تزيد على اربعة عقود، عبر اطلاق موجات تغيير تستغل حقد ورفض الجماهير للنظم، وبذلك تتخلص امريكا من المتراكم من الغضب الخطير عليها والذي احتاج لعقود ليتشكل مما يجعل اعادة الغضب للتراكم تحتاج لعقود اخرى، وتلك هي فرصة امريكا لممارسة واحدا من اهم اساليبها وهو المسمى ب (سرقة الوقت). في هذه الحالة فان امريكا تكون قد نجحت في تحقيق هدفين خطيرين : الهدف الاول هو استبعاد التغيير الحقيقي الذي كان ممكنا ان يقوم ليس فقط باسقاط الانظمة بل ايضا باقامة انظمة حكم وطنية حقيقية بديلة تمثل تطلعات الجماهير بعد القضاء على النظم الفاسدة واقتلاعها جذريا الامر الذي يهدد بالقضاء على المصالح الاستعمارية في الوطن العربي، والهدف الثاني هو استبعاد اعادة انتاج الانتفاضات لفترة طويلة بعد تنفيس الغضب لان تراكم الغضب مجددا يحتاج لعقود طويلة وفي هذه الفترة يتم تنصيب انظمة ليست مختلفة جذريا عن النظام الذي اسقط وتحتاج لفترة لكشفها واثبات انها تشبه النظام السابق، وهذه الفترة هي التي تحتاجها امريكا والكيان الصهيوني لتنفيذ مخططاتهما، وذلك هو مفهوم سرقة الوقت.
ماذا يقتضي ذلك من امريكا؟ كانت الضرورة تفرض تحقيق انسجام ولو شكلي بين شعاراتها وممارساتها وانهاء الازدواجية، على الاقل في موضوع الديمقراطية وحقوق الانسان، وتلك الضرورة تفرض عليها القيام بضربات استباقية للنظم العربية تتمثل في اسقاط تلك النظم ليس بانقلابات عسكرية مكشوفة تتناقض مع مفهوم الديمقراطية بل بتبني شعارات حبيبة على قلوب الجماهير مثل انتفاضات شعبية حقيقية تقوم ضد النظم لاجل ضمان الاستفادة القصوى من الرفض الجماهيري لتلك النظم وركوب موجة التغيير وتحريك الجماهير في اطار مسيطر عليه من قبل المخابرات الامريكية بواسطة عناصر دربتها واعدتها للقيام بتحركات شعبية تقوم على رفض الانظمة والدعوة لاسقاطها.
لقد ركبت امريكا موجة الرغبة في التغيير واستغلتها وحددت شعاراتها واعدت قيادات لها، عن طريق تربية نفسية وثقافية استمرت اكثر من 10 اعوام عبر الانترنيت وشبكاته المتعددة مثل الفيس بوك وتويتر وغيرهما ومارست تأثيرات نفسيا كبيرا عبر استغلال فشل الاحزاب السياسية العربية، سواء نتيجة غياب الهوية العقائدية والنظرة الستراتيجية لها او نتيجة التعجيز المنظم لها عن طريق احاطتها بتحديات ومشاكل كبيرة وكثيرة تمنعها من تحقيق انجازات حقيقية في مجالي الاقتصاد والديمقراطية وهما اهم ما يتعلق بمطاليب الجماهير، فكان طبيعيا ان تتراجع الاحزاب العربية خصوصا الوطنية وتعزل عن الكثير من جماهيرها، كما كان طبيعيا وكتحصيل حاصل ان تبدأ العناصر الشابة التي خضعت لتأثيرات ليبرالية متعمدة بالبحث عن بديل للقوى السياسية التقليدية ثورية ووطنية او عميلة.
تغيير عفوي ناقض وملغوم
وهكذا برفض جماهيري ثابت وكامل للانظمة مصحوب بتبديل امريكا لمواقفها من تلك الانظمة وبدء حملاتها عليها باسم خرقها لحقوق الانسان توفرت عناصر تغيير لكنه تغيير خطير جدا لانه عفوي وناقص وملغوم، ففي حين ان التغيير ضروري وحتمي من وجهة نظر الجماهير فان اداة التغيير المؤهلة والفاعلة غائبة او عاجزة وهي احزاب او قوى منظمة وقوية وقادرة على اسقاط النظام وفرض البديل المطلوب ومنع تسلل قوى الردة او المخابرات الاستعمارية، فحصل فراغ قيادي واضح في ظرف ازداد فيه بؤس الجماهير الاقتصادي والسياسي وبصورة متعمدة فتضاعفت اهمية وضرورات التغيير. وهذه المعادلة المختلة، وهي معادلة وجود بيئة تسمح باسقاط الانظمة مع غياب الاداة الثورية او ضعفها، مهدت الطريق لطرح بديل ناقص وهو شباب لديهم القدرة على احداث انتفاضات عارمة واسعة النطاق لكنهم عاجزين عن مواصلة الامساك بانتفاضاتهم ودفعها في مسار ستراتيجي ومدروس وواضح تتحدد فيه الاهداف واحدا بعد الاخر وبما يضمن تحقيق تغيير جذري في الدولة والمجتمع.
احد اهم اساليب امريكا في الوصول الى وضع يخدمها كان التالي : جعل الازمات العربية المركبة والمتعددة الاسباب متجذرة ومستمرة ومدمرة للمجتمع ومنظومته القيمية لاجل ايصال القهر حدا خطيرا لا يستطيع الانسان البسيط ان يتحمله اكثر فتنمو وتتفاقم لديه ظاهرة تقديم التغيير على التفكير لاجل التخلص من القهر والظلم والاستغلال والديكتاتورية التي وصلت درجة لم يعد بالامكان تحملها مهما كان الثمن، فتولدت رغما عن الشباب وبتأثير التفكير البراغماتي الذي روجته شبكات الانترنيت نزعة عفوية اختلطت بها ميول فوضوية بدائية تدفع باتجاه التغيير، مع تجنب التفكير باي هدف اخر غير اسقاط النظام، وتلك كانت فرصة امريكا لتلغيم الانتفاضات باكثر من قنبلة عبر تحويل الانتفاضات من انتفاضات وطنية الى ممهدات لاقامة انظمة بديلة جديدة تتخلص من اثام وجرائم النظم السابقة وتحقق اصلاحات بسيطة وغير جذرية في مجالي الديمقراطية والوضع الاقتصادي لتسهيل عملية تكريس النظم البديلة ومنع قيام نظم وطنية حقيقية، بالاضافة لجعل هذه الالغام تتفجر بصورة دورية من اجل تحقيق نوع من الفوضى المسيطر عليها امريكيا والتي تكفل اعادة ترتيب ليس البيت العربي فقط بل الشخصية العربية في الوسط الشبابي تحت ضغط اليأس من التغيير حتى بعد اسقاط النظام.
لقد صار الوضع العربي يتميز باشكالية خطيرة : الاحزاب والقوى التقليدية عاجزة او ضعيفة، مع انها تملك تجارب وامكانية الحكم، بينما الشباب الذي بادر لبدء عملية التغيير يفتقر للخبرة والتجارب التي تجعله قادرا على الحكم، بالاضافة لافتقاره للقوة الشعبية والعسكرية المنظمتين اللتان لابد منهما للامساك بالسلطة وعدم السماح لطرف ثان بالسيطرة عليها كالجيش او عناصر النظام السابق غير المدانة وغير المحروقة.
والاخطر ان الشباب لم يكونوا كتلة واحدة منسجمة فكريا وسياسيا بل كانوا عبارة عن كتل مختلفة الهوية، ففيهم الاسلاموي والقومي العربي والليبرالي والماركسي والبعثي والمستقل وفيهم الجاسوس والتابع...الخ، وكل هذه الكتل ترفض النظام وتريد تغييره لكنها تختلف ايديولوجيا وسياسيا بل وتتناقض بحدة وشدة حينما يتجاوز الامر اسقاط النظام، وتلك هي الفرصة الكامنة والكاملة للتسلل الى صفوف الشباب الوطنيين الذين كانوا القوة الضاربة للانتفاضة وابعادهم تدريجيا عن واجهة الاحداث واحلال شباب اخرين مسيسين محلهم جرى اعدادهم من قبل المخابرات الامريكية في ما سمي ب (معاهد الديمقراطية) و(جمعيات حقوق الانسان).
ان الطابع الشبحي للقيادات الشابة للانتفاضات – اي عدم معرفتها بدقة وغموض هويتها - وتناقضاتها كان الثغرة الاكبر التي استغلتها امريكا لممارسة تأثيرات خطيرة على مسار الانتفاضات، فلا احد يعرف على وجه الدقة من هي القيادة التي تقود، ولا احد عرفها سابقا لانها بلا ماض سياسي. كما ان تنوعها واختلافاتها وحداثة ظهورها جعلت بالامكان ان تتغيير الوجوه الشابة دون ان ينتبه احد الى ذلك التغيير، فنرى اليوم كتلة تقودها مجموعة وغدا نرى نفس الكتلة تقاد من قبل اخرين. وهذه الطبيعة الشبحية للقيادات الشابة كانت الثغرة التي نفذت منها المؤثرات الخارجية والداخلية، فراينا بقايا النظام الذي اسقط في تونس ومصر تحتوي بعض الشباب بتحقيق خطوات غير جذرية فيتركون الانتفاضة، ورأينا الاجهزة الاعلامية الامريكية والغربية وتوابعها العربية تبرز شبابا من نوعية خاصة وتقدمهم على انهم قادة الانتفاضة بينما يرد اخرين بانهم هم القادة. ونتيجة لهذه الحالة فان تحديد من هي القيادة الفعلية والحقيقية تصبح مسألة جدلية وغامضة ومعقدة جدا، مما يسمح باستبدال اي شخص بسهولة وتثبيت من يريدون وتسليط الاضواء عليه مثل اعداد وتقديم الشاب المغمور حتى الانتفاضة المصرية وائل غنيم. بعد التغيير في مصر مثلا ماذا نلاحظ؟ اشتداد الفتنة الطائفية وزيادة البؤس الاجتماعي وتفاقم الازمة الاقتصادية وعدم ضرب جوهر الفساد والاكتفاء باعتقال ومحاكمة بعض رموزه الكبيرة فقط وعدم محاكمة سياسات النظام السابق الخيانية او التي دمرت اقتصاد مصر وشوهت مجتمعها وخلقت اخطر ازمة انسانية في تاريخ مصر الحديث!
ان السؤال الذي اخذ يؤرق كل وطني من الشباب المنتفض هو : هل قمنا بالانتفاضة لاجل احلال حسني مبارك شاب وجديد غير معروف، نراه الان متجليا باستمرار التمسك بكامب ديفيد والتطبيع والفتنة الطائفية ومنظومة الفساد، محل حسني الذي تقبح وحهه باعماله؟ والسؤال الاخر الذي يؤرق الشباب الوطني في اليمن وليبيا وسوريا هو التالي : هل قمنا بالانتفاضة لاجل سفك الدماء وجعلها انهارا تجري وتجر القطر الى حرب اهلية لن يكون فيها منتصر ومهزوم؟ ام اننا اردنا الاصلاح والتغيير الديمقراطي دون مجازر وانهر دم؟ وهل ثمن الديمقراطية انهر دم وتمزيق المجتمع بلا رحمة؟ ولصالح من سفك الدماء والتعرض لتقسيم الاقطار العربية كما هو حال اليمن وليبيا؟ وهل لدينا ضمانة حقيقة بان سفك الدماء العربية سوف يفضي لقيام بديل وطني وديمقراطي حقيقي مع ان من يمسك بزمام الامور ليس حركة ثورية منظمة وقوية بل الجهاز العسكري للنظام من جهة، والمخابرات الامريكية التي تلعب دورا مباشرا ورئيسا فيما يحدث من جهة ثانية؟ وهل يمكن لمن لديه ذرة وعي او عقل ان لا يرى ان ما يجري عبارة عن خطط تنفذ لسحق العرب، نظما وكتلا جماهيرية، وتمزيق الوحدة الوطنية بيد العرب انفسهم وتقسيم اقطارهم بينما تتفرج امريكا والكيان الصهيوني بانتظار توقف سفك الدماء بعد ان تفرغ الاجساد منه فتتقدم امريكا لترتيب الوضع لصالحها ولصالح الكيان الصهيوني؟
صديقي هنا اعود لفكرة (اننا يجب ان نحترم ارداة الجماهير ونسير وراءها وبغض النظر عما تختاره)، انا اشعر بالدهشة لانك اقتطفت فقرة صحيحة من سياقها العام، فبدت فقرة مربكة ومضلله لان الحزب الطليعي والنخب المثقفة هي التي تساعد الجماهير على تحديد طريق تحررها واستعادة حقوقها كما اثبتت كل التجارب التاريخية لكافة الشعوب، فالجماهير تعاني من الفقر والامية او ضعف الوعي لذلك ينشأ الحزب الطليعي ليقود الجماهير منطلقا من الالتزام بمصالحها، في استعادة ثرواتها من المغتصب الخارجي او الداخلي وتسخيرها لبناء مجتمع خال من الفقر والامية وتهديد المرض تسوده العدالة بمفهوميها القانوني والاجتماعي، وطرد الاستعمار ان وجد وبناء نظام ديمقراطي يوفر تمثيل الشعب وخضوع الحكم لارادته الحرة. ان الحزب الثوري هو الذي يقوم بذلك، اما فكرة اتباع الجماهير بكل ما تريده فيجب ان نتذكر بان الجماهير المصابة بامراض الامية وما تفرع عنها من امراض اخرى لا تستطيع اختيار الموقف المناسب والصحيح في ظرف معقد وغامض لانها ستقع تحت تاثير الاعلام والمال والجهل وتختار موقفا لا يخدم مصالحها الحقيقية وهنا يبرز دور الحزب الطلليعي في تحديد المسار الصحيح وقيادة الجماهير نحو الاهداف الحقيقية لها. هذا هو سبب نشوء حزبنا وقيام كل حزب.
لذلك لابد من التمييز بين مصالح الجماهير وبين ممارساتها السياسية في ظرف معين، ففي حين ان مصالح الجماهير هي البوصلة التي تحدد مسار اي حزب ثوري فان الممارسات السياسية للجماهير تقع تحت تأثيرات ظرفية قد لا تنسجم مع مصالحها وهنا يبرز دور الطليعة في اختيار المسار الصحيح المفضي لتحقيق مصالح الجماهير.
هل نحط من شأن الجماهير؟ كلا، فقط انظر يا صديقي للملايين – ستة او اثنين لا فرق - التي شاركت في الانتخابات العراقية في ظل الاحتلال، هل هي خائنة؟ طبعا كلا لكنها مضللة وقليلة الوعي لذلك جرتها الاحزاب العميلة الى تبني موقف خاطئ، لذلك فان الوعي الخام للجماهير قنبلة خطيرة يجب تجنبها بتذكر ان الحزب الثوري هو الطليعة الواعية التي تحدد اهداف النضال وطرق خوضه وليس الجماهير البسيطة. وقدر تعلق الامر بالانتفاضات العربية فان هذه الانتفاضات مشروعة ومطلوبة ولكن القول بان ما تقوله وما تفعله الجماهير في تظاهراتها هو معيارنا الوحيد لتحديد الموقف النهائي لنا خطأ فادح يجرد الطليعة من دورها ويلغيه ويحل محله الاندفاعات العاطفية للجماهير التي تحركها اوضاع مدانة ومرفوضة لكنها لاتعرف طريق تحررها وخلاصها، وتفتقر الى وسائل فرض ارادتها واهمها التنظيم الشعبي القوي والذراع العسكرية المقتدرة والوعي الستراتيجي الذي يسلط الضوء على الطريق. فهل تملك جماهير الانتفاضات هذه الاداوت الحتمية والتي تضمن عدم ركوب امريكا لموجة التغيير وسرقة الانتفاضات؟
اقرأ هذه السطور يا صديقي وفكر بما ورد فيها بتأن سترى اننا لسنا بصدد ثورات وطنية تحررية، رغم ان الجماهير خرجت تناضل ضد الانظمة الفاسدة والمستبدة، بل نحن نواجه انتفاضات وطنية الدافع لكنها تسيّر في طريق غير طريق الشعب ومصالحه واهدافه بعد ان خرجت الانتفاضات من يد الشباب وصارت ردات دموية تمهد لتقسيم الاقطار العربية دون ضمان الحصول على الفرج والديمقراطية. بعد اربعة شهور على بدء التظاهرات فكر بما يجري الان في ليبيا واليمن وسوريا ومصر، وما سيحدث في الجزائر وتم تأجيله من قبل امريكا، وسترى ان الدم العربي المتفجر بغزارة من اجساد عربية وحده يفسر لنا الغموض ويزيله ويؤكد بان ما يجري هو التطبيق الخلاق للفوضى التي بشرت بها كونداليزا رايس لتكون بديلا للغزو العسكري الذي افشلته المقاومة العراقية الباسلة.
الامثال في حياة الشعوب ليست ترفا ثقافيا بل هي حصيلة تجارب الامم، لذلك فانها تنطوي على الصواب، والمثال الذي استخدمته في بداية هذالمقال مهم في توضيح وضعنا في الوطن العربي وهو (اجلس حيث يُؤْخَذُ بيدك وَتُبَرُّ ولا تجلس حيث يؤخذ برجلك وتُجَرُّ)، وهو يدعونا للجلوس حيث نبر – اي ان نخوض صراعا محدد الاتجاه بوضوح ولدينا القدرة على تحديد مساره ومنع حرفه، ولا نجر، اي لا نصبح اداة بيد العدو فيجرنا للتهلكة الحتمية لان العدو ليس حريصا على التغيير والاصلاح الا اذا كان يخدمه واذا خدم العدو فيقينا انه ليس اصلاحا ولا ثورة بل هو ردة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وامريكا تريد جرنا نحو المزيد الكوارث تحت تسميات مضللة مثل (الثورات العربية الكبرى) او (ربيع العرب) ولهذا لابد من الانتباه والتفكير بعمق فيما نواجهه قبل النطق بلا او نعم.
17/5/2011
almukhtar44@gmail.com
Almukhtar44@gmail.com
منتدى هديل صدام حسين
الاربعاء 15 جماد الثاني 1432 / 18 آيار 2011
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
(ثورات) ام ردات؟ 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
هديل صدام حسين(1) :: شؤون عربية-
انتقل الى: