فيصل الشمري ابو فهد
عدد المساهمات : 57 تاريخ التسجيل : 08/07/2011
| موضوع: نبيل ابراهيم - المسيحيـة المتصهينـة ... اصولهـا و جذورها ( العهد القديـم والتلمـود ) / ج2 الأحد ديسمبر 25, 2011 6:12 pm | |
| المسيحيـة المتصهينـة ... اصولهـا و جذورها ( العهد القديـم والتلمـود ) ( الجزء الثاني )(1) نبيل ابراهيم السؤال المهم ما هي علاقة العهد الجديد بالعهد القديم وهل المسيحي ملزم بالعهد القديم؟ الحركة الصهيونية تعمل في السر والعلن على هدم الأديان الأخرى من أجل إيقاع العالم في الفوضى والتفكك الخلقي تنفيذاً لمخطط الصهيونية في السيطرة على العالم. وقد تجلى ذلك بشكل أساسي بتحريف الإنجيل وإصدار نسخة صهيونية لأسفار العهد الجديد طبعت في القدس العام 1970 وعملت الصهيونية على نشر هذه الطبعة في مختلف الكنائس ونظمت المؤتمرات ودعمت شيع وبدع مسيحية متصهينة هدفها إقناع الجماهير المسيحية في أوروبا وأميركا بمساعدة اليهود لإقامة الدويلة الصهيونية تمهيداً لعودة المسيح المنتظر. وهكذا يسهل إفساد الرأي العام المسيحي وتحوير رسالته من طريق الخلاص الإلهي في الملكوت السماوي إلى بناء مملكة عنصرية على أرض فلسطين.وقد توجت حركة التحريف والتزوير في وثيقة تبرئة اليهود من دم المسيح التي صدرت عن المجمع المسكوني العام 1963 وقد استهدفت الصهيونية أولاً المسيحية الشرقية لأن الكنائس الإنطاكية هي الأقرب إلى روح المسيحية الحقة وهي الأصلب والأقدر على مواجهة محاولات التحريف والتزوير التي تقوم بها الصهيونية; كما أن الصهيونية تستهدف أولاً المسيحيين الشرقيين لأنهم عنصر مقاومة لمشاريعها التهويدية لذلك سعت وتسعى الصهيونية إلى تهجير المسيحيين من مشرقهم خاصة في العراق وسوريا وفلسطين ولبنان حتى تكون الأرض مباحة لتوسع الكيان الصهيوني وتهويدها للمنطقة من أجل بناء إسرائيل الكبرى. إن الصهيونية تنظر إلى المسيحية الشرقية بعداء وكراهية لأن الكنيسة الأنطاكية أصيلة وصلبة في التزامها بعقيدتها المسيحية والمسيحيون الأنطاكيون متشبثون بإنتمائهم إلى أرضهم ومتعلقون بجذورهم ومتمسكون بأصولهم وتراثهم العريق. وصراع المسيحية الأنطاكية مع الصهيونية هو صراع وجود لأنه صراع حضاري يمتد إلى الجذور التاريخية إنه صراع بين العنصرية والإلغاء من جهة والتسامح والمحبة من جهة أخرى منذ ظهور المسيحية واليهود يكيدون للمسيحيين على مختلف انتماءاتهم المذهبية فمنذ أن ظهرت المسيحية في روما في القرن الثالث الميلادي دس اليهود أفكارهم التوراتية في كثير من تعاليم المسيحية الأوربية لكن الكنيسة الكاثوليكية تشددت تجاه اليهود واعتبرتهم الأكثر عداوة للمسيح وقد ظلت الكنيسة الكاثوليكية تحمل اليهود دم المسيح وتشيع بين أتباعها هذه المقولات حتى قامت حرب دموية ضد اليهود في كثير من بلدان أوربا وخلال ألف وسبعمائة عام ظل موقف الكنيسة من اليهود موقفاً معادياً حتى الاجتماع المسكوني الثاني في الفاتيكان عام 1964م، وعلى إثر الضغوطات المستمرة عبر مئات السنين اضطر بعض اليهود لاعتناق المسيحية ودخلت الكنيسة ذاتها معترك الحياة الدينية من عدة أبواب فمن ناحية همشت روما القدس وأصبحت روما مركز المرجعية الدينية المسيحية الكاثوليكية بعد عام 590م، وانبثق عن ذلك موقف كنيسي معاد للسامية أساسه جعل اليهود يتحملون وحدهم دم المسيح كما قلنا وترتب عليه أيضاً نظرة خاصة للتوراة العهد القديم هذه النظرة تقوم على تفسير التوراة ولا سيما نبوءات الأنبياء تفسيراً رمزياً وليس حرفياً واعتبرت الكنيسة أتباعها أرقى عرقاَ وأرقى إنسانية ما دعم بروز تيارات قومية غربية تدعي التفوق والواقع أنه استناداً على هذه النظرة برزت حروب دينية شنتها الكنيسة الأوربية على الكفار أي المسلمين واليهود على حد زعمهم ففي الحروب الصليبية شن الغربيون حرباَ دموية ضد المسلمين واليهود على السواء وبدأت منذ ذلك الوقت سلسلة من المجازر الدموية والعنصرية ضد كل ما هو غير كاثوليكي ففي بريطانيا وفرنسا وإسبانيا شنت حملات تصفية لليهود أو طرد وكذلك فعلت روسيا القيصرية فكانت مسرحاً لمذابح كبرى لليهود عام 1684م، على يد القوزاق كتب اليهود المقدسة التوراة تعني كلمة التوراة حرفيا (تعليم) ، أو تدريس وقد استعملت اللفظة في الكتاب المقدس بعض الأحيان بالمعنى العام كتعليم، لكنها تشير في التناخ إلى الوحي الذي نزل على بني إسرائيل بوساطة موسى في جبل سيناء (سفرالتثنية 4: 44) وهذه هي الشريعة التي وضعها أمام بني إسرائيل. وهذه هي الشروط والفرائض والأحكام التي خاطب بها موسى بني إسرائيل عند خروجهم من مصر. إن التوراة بهذا المعنى، وتسمى أحيانا توراة موسى )عبري: خوميش موشيه)، تشتمل فقط على الأسفار الخمسة الأولى سفر التكوين، سفرالخروج، سفر اللاويين، سفر العدد، وسفر التثنية. إن طول هذه الأسفار هو تقريبا كطول الإنجيل، وطول القرآن. وتسمى التوراة اليهودية الكاملة بالاسم العبري المختصر(تناخ.) وهذه اللفظة مركبة من الحروف الأولى للأجزاء الثلاثة المهمة: التوراة (الأسفار الخمسة الأولى)، الأنبياء (نفيئيم) ، والكتابات (كتوبيم: المزامير وسفرالأمثال، ونشيد الإنشاد)، وبقية أسفار الحكمة وغيرها. واليوم تشير لفظة التوراة ،أو سفر التوراة كذلك إلى المخطوطة اليدوية التي تضم أسفار التوراة الخمسة الأولى التي توضع في مكان خاص في كل معبد يهودي. ترتل هذه المخطوطة كل يوم سبت في الصباح في أثناء طقوس العبادة على مدار السنة كجزء من أداء شعائر الصلاة في المعبد. يرتل جزء مختلف كل أسبوع ابتداًء من أول آية من سفر التكوين وانتهاء بآخر آية من سفرالتثنية، بحيث تتم قراءة التوراة بالكامل (الأسفار الخمسة الأولى) كل سنة. ويعتبرالتناخ اليهودي مقدس بكامله لكن الأسفار الخمسة الأولى (أسفار موسى) أكثر قداسة لأنها تمثل الوحي الإلهي المباشر على بني إسرائيل في جبل سيناء. التوراة كتاب مقدس بالرغم من أن لفيقة التوراة نفسها لاتحتوي إلا على الأسفار الخمسة الأولى (البنتاتوخ كما يدعى في اليونانية وفي بعض لغات الغرب) فإن التناخ العبري بكامله يعد مقدساً. الأقدم والأقدس هو البنتا توخ (أسفار موسي) الذي يشتمل على 613 أمراً إلهياً تقليدي حول السلوك، علاوة على سرد تاريخ العالم وتكوينه وتاريخ البشرية وبني إسرائيل. تبدأ التوراة بالتكوين وتنتهيببني إسرائيل، وهم على أهبة العودة إلى بلاد إسرائيل بعد أن نزلت عليهم التوراة فيجبل سيناء، وبعد أن تاهوا أربعين سنة الأنبياء تعتبر الكتب التي يضمها سفر الأنبياء (نفيئيم(القسم الثاني من التناخ وهي تاريخية في طبيعتها، وتصف مراحل تاريخ إسرائيل منذ غزوأرضها تحت يشوع إلى فترة تدمير المعبـد الأول. يصف سفر يشوع الإسرائيليين عنددخولهم إلى أرض إسرائيل ويحتوي سفر القضاة (عبري: شوفتيم) على مواد تتعلق بقبائل إسرائيل الاثنى عشر التي تعيش في مناطقها المستقلة السفران المعروفان بسفر صموئيلالأول وسفر صموئيل الثاني يحتويان على تاريخ قيام وتعزيز المملكة الإسرائيلية ،أولا تحت حكم شاؤول وثانيا تحت حكم داود. السفران الأول والثاني من سفر الملوك يوردان خلافة سليمان وتمزيق المملكة بعد موته، والانقسام إلى مملكة يهودا ومملكةإسرائيل وتاريخهما خلال تدمير إسرائيل من قبل الأشوريين سنة 722 قبل العصر الحاليوتدمير يهودا من قبل بابل سنة 586 قبل العصر الحالي. وتشتمل بقية الأسفار من هذاالجزء المعروف بالأنبياء على أسفار الأنبياء الخاصة لكل من أشعياء وارميا وحزقيال،واثني عشر سفرا قصيرا للأنبياء الآخرين. الكتابات الجزء الثالث من التناخ المعروف بالكتابات (عبريكتوبيم) هو مجموعة متنوعة. الزبور وكتاب المراثي وهي أشعار شخصية وتعبدية. نشيدالإنشاد (تسمى أحيانا أغنية سليمان بالإنجليزية) هي مجموعة من قصائد الحب. وتتطرق سلسلة الأسفار التي يطلق عليها بعض الأحيان مجتمعة أدب الحكمة، إلى الأفكارالقديمة حول الأخلاق والآداب الاجتماعية ومكانة بني الإنسان على الأرض والموضوعاتالمتشابهة. وتشتمل هذه على سفر الأمثال، وسفر أيوب وسفر الجامعة. وتشتمل الكتاباتأيضا على أعمال تاريخية مثل سفر راعوث (ويلات) وسفر عزرا أو سفر نحميا أو سفرأستير، وسفري الأخبار الأول والثاني وهي الأخبار الرسمية لمملكة إسرائيل. وسفردانيال وهو ربما يكون آخر الأسفار التي أضيفت إلى التناخ العبري وهو مزيج مـنالتاريخ والرؤي يسمى تناخ باللغة الإنجليزية Bible ويسميه اليهود التوراة العبري Hebrew Bible لكن المسيحيين يطلقون عامة على التناخ العهد القديم Old Testament هذه اللفظة الأخيرة تعكس عنصرا أساسيا في الديانة المسيحية لأنها تصف التناخ كممثل لعهد قديم لا يكون له معنى منذ ظهور المسيح إلا في العلاقة بالعهد الجديد New Testament وبحسب هذا المعتقد، فإن العهد القديم مع اليهود لم يعد وظيفيا بينما العهد الجديد ينطبق فقط على المسيحيين أولئك الذين يؤمنون بقوة الخلاص لدي المسيح. تذهب المسيحية إلى الاعتقاد أنه، منذ ظهور المسيح، لا يمكن أن تكون هناك علاقة إلهية أخرى حقيقية إلا عن طريق المسيح. لقد تحقق العهد القديم من خلال الالتزام بالأوامر الإلهية، لكن هذه الأوامر القديمة ألغيت منذ ظهور المسيح. وبما أن العهد القديم لا يشير بشكل واضح إلى المسيح، لكن بالأحرى يشير إلى ميثاق مبنى على أوامر إلهية، فإنه لم يعد ملزما في حد ذاته. فالعهد القديم، بالنسبة للمسيحية لا معنى له إلا في حدود ارتباطه بولادة المسيح، ورسالته، وإيمانه. أما اليهود، من جهة أخرى، فإنهم لا يؤمنون بالولادة العذرية للمسيح، ولا يؤمنون بأن المسيح ابن الله، أو أنه المخلص المنتظر فبالنسبة إليهم فإن قدوم المسيح سيأتي بخلاص العالم بأسره. وبما أن عيسى لم يأت بخلاص العالم فإنه لايمكن أن يكون هو المسيح بحسب الديانة اليهودية. فإن كان بعض اليهود يلتزمون أكثرمن الآخرين بالأوامر الموجودة في التوراة، فإنه لا يوجد يهودي يعتقد أن قوة الخلاص للمسيح يمكن أن تقود إلى النجاة الخاصة. وبسبب كون العهد الجديد يتحدث بكامله عن قصة المسيح كمنقذ، وهذا شيء بعيد عن الاعتقاد اليهودي، كما أشير إليه سابقا ـ فإن اليهود لا يقبلون العهد الجديد كجزء من كتابهم المقدس. والتناخ الكامل هو عبارة عن مجموعه كبيرة جدا من الكتب (الأسفار) التي تمتد على طول ألف عام تقريبا. يعتبر كله مقدسا، لكن بحسب التقليد ، فإن التوراة فقط هي التي تعتبر من الوحي الإلهي المباشر على جبلسيناء. وتعتبر بقية أقسام التناخ موجهة من الله إلى أنبياء التناخ، أو أنها من وحيإلهي بشتى الطرق، لكن معظم أقسام التناخ، باستثناء التوراة، لا تعتبر من كلام اللهالمباشر. تشكل الكتب الموجودة في سفر الأنبياء وسفر النصوص جزءا من الأدب الوطنيالطويل والقديم للشعب اليهودي. وقد كتب كثير من المواد من قبل بني البشر الذينقاموا بهذا العمل تلبية لما فهموا أنه استجابة لإرادة الله وأوامره التلمــود لقد تطور تقليد موازٍ من الحكمةاليهودية منذ نزول التوراة في جبل سيناء، ويشار إليه عادة بالقانون الشفوي أو التوراة الشفاهية. إن هذا التقليد بحر من المعرفة الشفاهية التي نقلها جيل إلى جيل عبر قرون عديدة. لم يدون هذا التقليد كتابة عدة مئات من السنين، لكنه انتقل بطريقة الخطابة من حكيم إلى تلميذ ، ومن والد إلى طفل. تشتمل هذه المدونة الكبيرة من الحكمة على قصص وأساطير وعلى مناقشات الحكماء حول الأدب والأخلاق، وعلى الأحاديث بين الحاخامات حول القضايا القانونية، وتشتمل على الأمثال والدروس والقصص الأخلاقية، وعلى البراهين القانونية التي تحلل مسائل دقيقة في القانون الإلهي. ولقد تم في النهاية جمع هذا التقليد الشفاهي وتمت كتابته وتدوينه عبر عدد من القرون ابتداء من 200ـ600 تقريبا ، في العراق (معروف لدى اليهود ببابل) الذي كان يعيش فيه اليهود المسبيون ولقد تم جمع التقليد الشفاهي الذي يعتبر أكثر سلطة وإلزامية في مجموعتين تسميان المشناة والجمارا التي يكلف عليها التلمود مجتمعة. ويسمى التلمود التوراة الشفوية لسببين أولا، لأن محتواه قديم يصل إلى العهود الأولى للذاكرة اليهودية، وثانيا، لأن لديه سلطة لا يعلو عليها إلا سلطة التوراة أوالبنتاتوخ نفسه (الأسفار الخمسة الأولى من التوراة). أخذ التلمود اسمه من كلمة لامود بمعنى علّم وتعني التعاليم أي الكتاب الذي يحتوي التعاليم وهو الكتاب الوحيد الذي يعرض معارف وتعاليم ومبادئ اليهود بشكل شامل وجامع مانع ، أما بالنسبة لأصل التلمود فيزعم الحاخامات أن النبي موسى هو أول مؤلف له وأنه عندما استلم الألواح من ربه على جبل سيناء تسلم تعاليم التلمود معها وهذا هو سبب تأخره في الجبل ولو كان الأمر يقتصر على تسليم الألواح لما استغرق ذلك أكثر من يوم ، ويزعم اليهود أن النبي موسى نقل هذا القانون الشفهي إلى يوشع الذي نقلها بدوره إلى الحكماء السبعين الذين نقلوها بدورهم إلى أنبياء إسرائيل وهؤلاء نقلوها إلى الكنيس الأعظم (الكنيس هو مكان العبادة لدى اليهود) وفيما بعد انتقلت التعاليم الشفهية إلى بعض الحاخامات حتى لم يعد بالإمكان الحفاظ عليها شفهيا فتم تدوينها وأصبح اسمها (التلمود) ، ومهما كان الرأي بقصة الحاخامات هذه فنحن نعرف أنه قبل ولادة السيد المسيح كان ثمة مدارس في فلسطين كانت تدرس نصوصا دينية، وأن تعليقات كبار الحاخامات كانت مدونة على قوائم لتعزيز وتقوية ذاكرة الطلبة وكانت عملية جمع تلك التعليقات هي بدايات التلمود ، في القرن الثاني بعد الميلاد ظهر الحاخام يهودا وبسبب عزلته وتنسكه سمي (القديس) و(الأمير) وقد لاحظ أن تعاليم اليهود تختفي تدريجيا مع اختفاء قانونهم الشفاهي وأنهم تشتتوا في العالم ولذلك كان أول من فكر بطريقة للحفاظ على قانونهم المتداول شفهيا فجمع كافة النصوص المتوفرة ووضعها في كتاب اسمه (سفر مشنايوح) أو (المشنا) وقسّمه إلى ستة أقسام كل قسم من عدة فصول ، وهكذا فالمشنا هو الأساس واللبنة الأولى في التلمود وقد قبل اليهود حول العالم بالمشنا واعترفوا به قانونا أساسيا وأصليا لهم وكانت مدارسهم في بابل تدرسه في مدن سورا وبومبادينا ونيهارديا وكذلك في أكاديمياتهم في فلسطين وخاصة في طبريا واللد ، ومع مضي الزمن وتزايد التفاسير تمت كتابة خلافات وقرارات (اجتهادات) فقهاء القانون بشأن المشنا وهذه الكتابات تشكل جزءا آخر من التلمود اسمه (الجيمارا) ، وهذان الجزءان بمثابة نصوص القانون الشفهي (المشنا) وتحليلها وسرد مختلف الآراء التي تؤدي إلى القرار (الاجتهاد) النهائي (الجيمارا) مثبوتان في كل أجزاء التلمود ، وفي تفسيرها لمشنا الحاخام يهودا اتبعت مدارس فلسطين وبابل طرقهما الخاصة وهو ما أدى إلى شرحين من الجيمارا أحدهما مقدسي (أورشليمي) والثاني بابلي، وكان الحاخام يوحانا هو مؤلف النص المقدسي وكان يرأس كنيس القدس طيلة 80 عاما وهو الذي كتب 83 فصلا من التعليقات على المشنا أنجزها عام 230م أما الجيمارا البابلية فلم ينجزها شخص واحد ولا زمن واحد لقد بدأ فيها الحاخام آشي سنة 327م وعمل فيها أكثر من ستين سنة ثم تبعه في ذلك الحاخام ماريمار سنة 427م وأكملها الحاخام أبينا عام 500 تقريبا وتحتوي الجيمارا البابلية 36 فصلا من التفاسير كان من شأن هذين النوعين من الجيمارا اللذين أضيفا إلى المشنا أن ظهر تلمودان: التلمود الأورشليمي نادر الاستعمال بسبب أسلوبه الغامض نسبيا والتلمود البابلي الذي أجله اليهود واحترموه عبر تاريخهم ، والجيمارا متبوعة عادة بإضافات تسمى (توسيفوت وتعني بالعبربة الإضافة) وكان الحاخام ( ويسميه اليهود رابي) حيايا أول من سجل آراءه على المشنا وكان يعلم مع الحاخام قزحيا مضمون وتعاليم المشنا في المدارس ، أما التعليقات على المشنا التي قام بها فقهاء من خارج المدارس فكانت تسمى باريتوث ( أي آراء أو تعاليم خارجية ) وكان ثمة تعليقات مكملة (تكميلية) أخذت من اجتهادات ( فتاوى ) أخرى تسمى (بيسكي توسيفوت) وهي عبارة عن قواعد وأحكام مختصرة ومبادئ بسيطة ، وبعد إكمال التلمود البابلي بخمسمائة سنة تراجعت دراسة التلمود وتضاءلت نتيجة الكوارث العامة من جهة والخلافات الحادة بين الفقهاء من جهة أخرى لكنه في القرن الحادي عشر ظهر حاخامات وكتبوا إضافات جديدة إلى التلمود ومنهم الحاخام اشيد الذي كتب توسيفوت عرف باسمه وإلى جانب ذلك ظهر (بيروش) موسى بن ميمون الذي يسميه اليهود رامام بينما يسميه المسيحيون (ميمونايدز) كذلك ظهر الحاخامات شلومو وايارحي أو راسمي , وهكذا تم جمع المشنا والجيمارا والتوسيفوت والملاحظات الهامشية التي كتبها الحاخام أشير والبيسكي توسيفوث والبيروش الذي كتبه ابن ميمون في مجلد واحد وهو التلمود والتلمود ليس بكتاب سماوى ولا كتاب انزل الله به من سلطان وانما هو حصيلة فكرية لـ 70 حاخام يهودى منذ زمن قاموا بكتابته من عقولهم الشيطانيه وجعلوه كتاب شرع ودين يتحكم فى الفكر اليهودى على مر العصور.. ولكن يقولون ان التلمود تنزلت على موسى شفهياً وان التوراة تنزلت عليه مدونة..!! وأنهم يضعون هذه الروايات الشفهية فى منزلة وأسمى بمراحل من التوراه التى تنزلت على سيدنا موسى.. والدليل على ذلك أنه ذكر فى التلمود ((...من احتقر أقوال الحاخامات استحق الموت أكثر ممن احتقر أقوال التوراة, ولا خلاص لمن ترك تعاليم التلمود واشتغل بالتوراة فقط, لأن أقوال علماء التلمود أفضل مما جاء في شريعة موسى...)), وقال الحاخام روسكي المشهور((...التفت يا بني إلى أقوال الحاخامات أكثر من التفاتك إلى شريعة موسى...)) وقد جاء ايضاً بالتلمود ((...إذا خالف أحد اليهود أقوال الحاخامات يعاقب أشد العقاب, لأن الذي يخالف شريعة موسى خطيئته مغفورة, أما من يخالف التلمود فيعاقب بالقتل...)). المدراش بالرغم من أن التلمود لم ينحرف عن المبادئ العامة التي وضعتها التوراة المكتوبة من الكتاب المقدس، إلا أنه منظم بشكل مستقل. فلهذا،لا يمكن اعتباره تعليقاً مباشرا على التناخ نفسه. ولكن الديانة اليهودية تعتبرمرتبطة جدا بالتوراة المكتوبة من الكتاب المقدس إلى درجة أنه منذ القدم قد تطورتتعليقات مباشرة على أجزاء الكتاب المقدس، وانتقل كثير منها شفاهيا من جيل إلى جيل. ولقد تم جمع أقدم التعليقات في أعمال تسمى مجتمعة ( المدراش) وهذه اللفظة المدراش مشتقة من ذات المصدر الذي اشتق منه فعل درس في اللغة العربية. والمدراش، حقيقة، هوسلسلة مجموعة من التعليقات القديمة على كل أجزاء التناخ بتنظيم وتقسيم مختلفين منمجموعة إلى أخرى. فكل جزء من كتاب في المدراش يمكن أن يكون قصيرا جدا وبعضه يصل في القصر إلى كلمات قليلة أو جملة واحدة . ويجمع عدد من هذه الأجزاء، غالبا، لتشكل فقرات طويلة، وتنظم هذه الفقرات، فيما بعد، على شكل فصول وكتب كاملة. إن كثيرا من هذه الأجزاء القصيرة من المدراش، مدون تحت إشراف حاخام أو حكيم بينما ظل مدوِّن بعضها مجهولا. إنهم يعلقون على التناخ من وجهات نظر واسعة ومتباينة ، ويخوضون في كل شيء من الأساطير القديمة إلى القوانين، والأشعار والدروس الأخلاقية. وبالرغم من أن المدراش نشأ في ذات الفترة التي نشأ فيها التلمود، إلا أن عملية المدراش لم تتوقف نهائيا إلى درجة أن عملية تجميع المدراش وكتابته ما تزال مستمرة من كتابات العصور الوسطى وحتى كتابات العصر الحديث. وبالرغم من كون المدراش يحظى باهتمامبالغ وله قيمة أخلاقية ودينية عميقة إلا أنه لم يحقق المستوى العالي نفسه الذي حققه التلمود في نظر اليهود هالاخاة وأجاداة يحوي كل من التناخ والتلمود والمدراش على مادة واسعة ومختلفة. وتنقسم هذه المادة ، تقريبا، إلى ما يسمى بالعبري هالاخاة (halakhah) أي الشريعة وأجاداة (aggadah) أي القصة. تشير الشريعة إلى المادة القانونية في كل هذه الأعمال وتشبه في المعنى الشريعة الإسلامية. ان اللفظتين لهما ذات المعنى الأساسي الشريعة تعني الطريق إلى مكان الماء أو الطريق إلى المنبع وتعني هالاخاة طريق للسلوك، أو شيء للمرور عليه و تطلق كلمة أجاداة (Aggadah) على المواد غير القانونية التي تشتمل على الأساطير، والحكم والقصص الأخلاقية، وتشتمل على الحوارات والمناقشات الدينية، والشعروالفولكلور وتشتمل حتى على الإرشادات الطبية وعلى معلومات أخرى أخذ التلمود اسمه من كلمة لامود بمعنى علّم وتعني التعاليم أي الكتاب الذي يحتوي التعاليم وهو الكتاب الوحيد الذي يعرض معارف وتعاليم ومبادئ اليهود بشكل شامل وجامع مانع ، أما بالنسبة لأصل التلمود فيزعم الحاخامات أن النبي موسى هو أول مؤلف له وأنه عندما استلم الألواح من ربه على جبل سيناء تسلم تعاليم التلمود معها وهذا هو سبب تأخره في الجبل ولو كان الأمر يقتصر على تسليم الألواح لما استغرق ذلك أكثر من يوم ، ويزعم اليهود أن النبي موسى نقل هذا القانون الشفهي إلى يوشع الذي نقلها بدوره إلى الحكماء السبعين الذين نقلوها بدورهم إلى أنبياء إسرائيل وهؤلاء نقلوها إلى الكنيس الأعظم (الكنيس هو مكان العبادة لدى اليهود) وفيما بعد انتقلت التعاليم الشفهية إلى بعض الحاخامات حتى لم يعد بالإمكان الحفاظ عليها شفهيا فتم تدوينها وأصبح اسمها (التلمود) ، ومهما كان الرأي بقصة الحاخامات هذه فنحن نعرف أنه قبل ولادة السيد المسيح كان ثمة مدارس في فلسطين كانت تدرس نصوصا دينية، وأن تعليقات كبار الحاخامات كانت مدونة على قوائم لتعزيز وتقوية ذاكرة الطلبة وكانت عملية جمع تلك التعليقات هي بدايات التلمود ، في القرن الثاني بعد الميلاد ظهر الحاخام يهودا وبسبب عزلته وتنسكه سمي (القديس) و(الأمير) وقد لاحظ أن تعاليم اليهود تختفي تدريجيا مع اختفاء قانونهم الشفاهي وأنهم تشتتوا في العالم ولذلك كان أول من فكر بطريقة للحفاظ على قانونهم المتداول شفهيا فجمع كافة النصوص المتوفرة ووضعها في كتاب اسمه (سفر مشنايوح) أو (المشنا) وقسّمه إلى ستة أقسام كل قسم من عدة فصول ، وهكذا فالمشنا هو الأساس واللبنة الأولى في التلمود وقد قبل اليهود حول العالم بالمشنا واعترفوا به قانونا أساسيا وأصليا لهم وكانت مدارسهم في بابل تدرسه في مدن سورا وبومبادينا ونيهارديا وكذلك في أكاديمياتهم في فلسطين وخاصة في طبريا واللد ، ومع مضي الزمن وتزايد التفاسير تمت كتابة خلافات وقرارات (اجتهادات) فقهاء القانون بشأن المشنا وهذه الكتابات تشكل جزءا آخر من التلمود اسمه (الجيمارا) ، وهذان الجزءان بمثابة نصوص القانون الشفهي (المشنا) وتحليلها وسرد مختلف الآراء التي تؤدي إلى القرار (الاجتهاد) النهائي (الجيمارا) مثبوتان في كل أجزاء التلمود ، وفي تفسيرها لمشنا الحاخام يهودا اتبعت مدارس فلسطين وبابل طرقهما الخاصة وهو ما أدى إلى شرحين من الجيمارا أحدهما مقدسي (أورشليمي) والثاني بابلي، وكان الحاخام يوحانا هو مؤلف النص المقدسي وكان يرأس كنيس القدس طيلة 80 عاما وهو الذي كتب 83 فصلا من التعليقات على المشنا أنجزها عام 230م أما الجيمارا البابلية فلم ينجزها شخص واحد ولا زمن واحد لقد بدأ فيها الحاخام آشي سنة 327م وعمل فيها أكثر من ستين سنة ثم تبعه في ذلك الحاخام ماريمار سنة 427م وأكملها الحاخام أبينا عام 500 تقريبا وتحتوي الجيمارا البابلية 36 فصلا من التفاسي ان الفرق الآساسى بين التلمود والتوارة هو ان التوارة وحى الهي والتلمود كتاب وضعه اليهود ..فالتوارة هي الخمسة اسفار الآولى من الكتاب المقدس (العهد القديم) التكوين - الخروج - اللاويون - العدد - التثنية ...وهى اول الوحي الالهي , وتسمى ايضا بأسفار موسى الخمسة , والناموس ...ويقسم اليهود كتاب العهد القديم الى الناموس , ثم الآنبياء , ثم الكتب.ويقسمه المسيحيون الى قسمين : الناموس , والآنبياء او الى ثلاثة اقسام موسى والانبياء والمزامير .وهى تقسيمات يهمنا منها انها تشير الى التسميات الآخرى للتوارة , وكذلك ترتيبها الذى لم يختلف عليه العهدان , أى وضعها دائما فى اول الكتاب .أما التلمود فهو :كتاب مقسم الى قسمين : المشنة أى الموضوع الجمارة أى التفسير .. المشنة: هى مجموعة من التقاليد المختلفة مع بعض ايات الكتاب المقدس , واليهود يزعمون ان هذه التقاليد اعطيت لموسى على الجبل , وتداولها من بعده هارون واليعازر ويشوع , وانتقلت بالتقليد الى من بعدهم من انبياء ثم اعضاء المجمع العظيم ...ولم تدون المشنة الا فى القرن الثانى بعد المسيح على يد الحاخام يهوذا , الذى اطلقوا عليه جامع المشنة ... الجمارة : هى مجموعة من المناظرات والتعاليم والتفاسير المتعلقة بالمشنة ..والجمارة نوعان تلمود اورشليم كتب مابين القرنين تلمود بابل كتب فى القرن الخامس. واطلاق كلمة تلمود على الجمارة ناتج عن احتوائها على التعاليم المستخدمة دائما فى الفرائض , كغسل الآيدى مثلا الذى ذكره السيد المسيح عند حديثه عن الفريسيين وانهم يبطلون كلام الله بتقليدهم والخلاصة ان التلمود ليس وحيا من الله , وكلمة تلمود بالعبرية ترجمتها هى : تعليم ... وهذا يبرز السبب فى وجوده اشترك في كتابة التلمود أقلام كثيرة، وتعددت مراحل كتابته، فاختلفت في كل مرحلة أساليب جمعه وتصنيفه وتبويبه وتدوينه. المرحلة الأولى تبدأ بمجيء عزرا الكاتب من بابل، وتمتد حتى عصر المكابين 450-100ق.م. خلال هذه الفترة، جرى جمع القسم الأكبر من الكتابات وتمّ إضافتها إلى التوراة لتغطية الأوضاع والنواحي الجديدة وتكييف بعض الشرائع التوراتية وفقاً لمتطلبات الحياة، ويطلق على هذه المرحلة مرحلة الكتبة الذين انحصر نشاطهم الرئيسي في حقل نشر التعليم الديني إلى جانب بعض التشريعات والمراسيم التي كان لها أثر في ترتيب التوراة وإثبات نصّها المعياري.المرحلة الثانية تبدأ فيما بين "المكابي والهيرودي"، وخلال هذه الفترة ظهر ما يعرف بالمعلمين الكبار الذين أطلقت عليهم تسمية "الأزواج" "زوجوت"، وقد غطّى هؤلاء خمسة أجيال، ويمثّل كل زوج منهم المنصبين التاليين: رئيس السنهدرين أو الأمير ولقبه النّاسي، ونائب الريس أو رئيس بيت الدين، وهم حسب التسلسل: منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي ـ يتبع ـ | |
|
فيصل الشمري ابو فهد
عدد المساهمات : 57 تاريخ التسجيل : 08/07/2011
| |