البعث حزب الجماهير العربية والمعبِّر عن طموحاتها في الوحدة والحرية والعدل والمساواة والتقدم
كاتب الموضوع
رسالة
ابو عصام العراقي
عدد المساهمات : 107 تاريخ التسجيل : 08/07/2011
موضوع: البعث حزب الجماهير العربية والمعبِّر عن طموحاتها في الوحدة والحرية والعدل والمساواة والتقدم الإثنين يوليو 11, 2011 2:10 pm
البعث حزب الجماهير العربية والمعبِّر عن طموحاتها في الوحدة والحرية والعدل والمساواة والتقدم أيها المناضلون البعثيون يا جماهير أمتنا العربية منذ ولادته في السابع من نيسان 1947 عبر البعث عن طموحات الجماهير العربية في مشروعه الوحدوي التحرري الاشتراكي الذي طرحه للأمة للتخلص من التجزئة والتخلف والاستعمار ، وكان الحزب ولا يزال دائماً في قلب حركة الجماهير في مطالبها المشروعة سواء بوجه الاستعمار والصهيونية أو في وجه الأنظمة القطرية المستبدة، وقدم من أجل ذلك أغلى التضحيات في مختلف الساحات العربية، ابتداء من فلسطين التي احتلت المركز في نضال الحزب، ووصولاً إلى ما يقدمه اليوم في ساحة العراق، حيث يقود الحزب أشرف معركة عربية ضد الاحتلال وعملائه وناهبي ثرواته، وحماية لمشروع الأمة الكبير وطموحات أبنائها التواقون للوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية. لا شك أن عقوداً طويلة مرت على انتهاء فترة الاستعمار المباشر في الوطن العربي وبدء مرحلة التحرر الوطني والاجتماعي، إلا أن تجارب البناء السياسي والديمقراطي والاقتصادي والاجتماعي التي شهدتها الأقطار العربية فشلت فشلاً ذريعاً في تلبية مطالب الجماهير في الديمقراطية الحقيقية والعدل والكرامة، بل رهن حكام العديد من تلك الأقطار إرادته بالقوى الكبرى التي حولت الدور القومي لتلك الأقطار إلى دور مناهض لمصالح الأمة، وخلقت فئات رأسمالية طفيلية، ترعرعت وازدهرت على حساب إفقار الجماهير ومصادرة حريتها وسلب كرامتها ومستقبلها. لقد فشلت الدولة القطرية في تلبية طموحات الأمة، وهو ما دفع الجماهير للتمرد والثورة على أنظمتها، وخرجت تطالب بالحرية والكرامة والعدالة والخبز. ومما لا شك فيه أن صمود واتساع نموذج المقاومة في فلسطين والعراق قد ألهم الجماهير العربية للثورة ضد الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتدهورة، والتي تتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى معظم الأنظمة العربية العاجزة التي أفلست بسبب القمع والبيروقراطية والفساد، ورهن إرادتها بالقوى الأجنبية والتخلي عن النضال القومي. نعم، لقد كان للتخلي عن القضية الفلسطينية، ومساعدة أمريكا وحلفاءها في احتلال العراق، وتدمير دولته وقتل شعبه واغتيال رموزه، وتمزيق الصومال، وفصل جنوب السودان وتعريض بقيته للتفتيت وإثارة النعرات الدينية والطائفية والقبلية والجهوية، كان لكل ذلك أثره البالغ في نفوس الجماهير العربية إلى جانب قضاياها المطلبية الداخلية المشروعة في إشعال فتيل الثورة في وجه هذه الأنظمة المفلسة، والتي كان أول ثمراتها إسقاط النظام البوليسي لابن علي في تونس، ونظام كامب ديفيد في مصر والحبل على الجرار، حتى الانقلاب الكامل على الواقع العربي الفاسد، الذي وصل مرحلة الانسداد. إن نهاية هذه الأنظمة العربية الفاسدة على أيدي الجماهير العربية الثائرة يمهد الطريق دون شك للأمة العربية للانتقال إلى مرحلة جديدة، حتماً ستكون أفضل من سابقاتها، إذا ما أدرك أحرار الأمة وفي مقدمتهم البعثيون والوطنيون والثوريون العرب، أهمية توجيهها والتخطيط المحكم لها حتى لا تتسلقها العناصر الانتهازية والمتخلفة أو تخترقها الدول الأجنبية. أيها المناضلون البعثيون يا جماهير أمتنا العربية أمام هذه الحالة الثورية العربية التي كان البعث دوماً يعمل من أجلها، تدعو قيادة الحزب القومية مناضليها في كافة الأقطار العربية وخارجها لتصعيد دورها في هذه الثورة وتجذيرها والمحافظة عليها حتى تحقق أهدافها النبيلة والمشروعة، وذلك بالتزامن مع تبني ورقة المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان والأحواز. ان الدرس البليغ الذي أبرزه فشل تجارب الدولة القطرية هو الترابط الجدلي بين انكفائها الداخلي من جهة والتخلي عن دورها في النضال القومي من جهة أخرى. لذلك فإن نجاح الثورات الوطنية التي نشهدها اليوم في تلبية مطالب الجماهير في العدل والمساواة والحرية والديمقراطية والكرامة مرهون باستعادة دور أقطارها في النضال القومي التحرري والديمقراطي والتنمية البشرية والمادية، والتكامل الاقتصادي العربي وبناء الوحدة القومية الكبرى. ومما يبعث على الارتياح ان الثمار القومية للانتفاضات العربية قد لاحت تباشيرها، فاتفاق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية قد تحقق بفضل انتفاضة شبابها ضد الانقسام، ثم تحت رعاية مصر ما بعد الثورة، وهو مطلب أساسي لقيام الوحدة الفلسطينية المقاتلة والرافضة للحلول الاستسلامية والمتصدية لغطرسة وإرهاب الكيان الصهيوني، وللتمسك بتحرير كامل التراب المحتل. كذلك فإن انتفاضة الجماهير العربية في ذكرى تقسيم فلسطين من الاحتلال ورفض كافة أشكال التطبيع معه هي بشارة أخرى لتلك الثمار. أيها الرفاق البعثيون يا أبناء أمتنا العربية المجيدة في الوقت الذي يحذر البعث من محاولة الدوائر الاستعمارية الغربية اليوم لاحتواء واختراق الثورات العربية، بالتعاون مع بقايا الأنظمة الساقطة المتوارية خلف الستار بهدف إجهاضها أولاً وإعادة ترتيب الأوضاع بما يخدم مصالح تلك الدوائر مستقبلاً ثانياً، فإن الحزب في الوقت نفسه يرفض رفضاً قاطعاً ويقاوم التدخلات الأجنبية في الشئون العربية كافة وشئون ثوراتها وانتفاضاتها المشروعة خاصة، كما يرفض استقواء بعض القوى السياسية التي ركبت موجة تلك الثورات والانتفاضات بالأجنبي ودعوته للتدخل العسكري كما هو حاصل اليوم في ليبيا، حيث تخلت جامعة الدول العربية عن أداء واجبها في إيجاد مخرج ديمقراطي سلمي للصراع في ليبيا وسلمت مقاليد الأمور للإمبريالية وحلف الناتو للعدوان على ليبيا، تحت ذريعة حماية المدنيين وهي ذات القوى المعادية للأمة العربية وللإنسانية والتي ارتكبت وترتكب بمشاركة الطغمة الحاكمة في إيران، جرائم غير مسبوقة في العراق حيث قتلت وهجرت الملايين من أبنائه وبناته فضلاً عن دعمها وتواطؤها مع العدو الصهيوني في اعتداءاته الوحشية على المدنيين داخل فلسطين وخارجه .. وإننا إذ نواصل دعوتنا لكل القوى الخيرة والمحبة للعدل والسلام في العالم لشجب العدوان على ليبيا، والمطالبة بإيقافه، خاصة بعد أن تجاوز المعتدون تفويض مجلس الأمن بحماية المدنيين، فإننا ندعو البعثيين والوطنيين والشرفاء كافة من أبناء شعبنا العربي الأصيل في ليبيا لفرز الخنادق وعزل قوى العمالة والتبعية والردة وتصعيد النضال للحيلولة دون سيطرة الغرب الاستعماري على مقدرات شعبنا ونهب ثرواته وتقسيمه والدفاع عن الثوابت الوطنية في الاستقلال ووحدة الأرض والشعب والحرية، والديمقراطية والتقدم، حتى يتمكن شعبنا في ليبيا من التحرر من الوصاية والتسلط وإنفاذ إرادته الحرة. إن العنف والقمع الذي تمارسه بعض الأنظمة العربية في مواجهة الانتفاضات العربية يفتح الباب أمام بعض القوى المشبوهة للمطالبة بالتدخل الأجنبي، وعليه يدعو البعث القوى الوطنية المنتفضة للاعتماد على إمكانياتها وإمكانيات شعبها وأمتها في تحقيق عمليات التغيير دون الاستقواء بالأجنبي أو مجلس الأمن أو غيرهما حفاظاً على أهداف الثورة العربية وصوناً لاستقلاليتها. التحية للمجاهدين والمناضلين في العراق وفلسطين والأحواز، التحية للمناضلين والثوار على امتداد الوطن العربي، التحية للأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال وأنظمة القهر والاستبداد. التحية للشهداء الذين هم أكرم منا جميعاً. والنصر لأمتنا العربية المجيدة. القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي ٢٠ / ٠٥ / ٢٠١١
البعث حزب الجماهير العربية والمعبِّر عن طموحاتها في الوحدة والحرية والعدل والمساواة والتقدم