موضوع: وماذا فعل العرب بالتقرير أصلا؟! الأحد ديسمبر 25, 2011 1:55 am
. وماذا فعل العرب بالتقرير أصلا؟! منتدىملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي السيد زهره ثار في الايام الماضية، جدل واسع حول ما قاله القاضي جولدستون الذي ترأس لجنة التحقيق الدولية في العدوان الاسرائيلي على غزة، والتي اصدرت تقريرها الشهير الذي اصبح معروفا باسم " تقرير جولدستون". وفي اطار هذا الجدل، وجه الكثيرون في العالم العربي انتقادات واسعة لاذعة لجولدستون وما قاله. والذي حدث ان جولدستون كتب قبل ايام مقالا في صحيفة " واشنطون بوست" الأمريكية، قال فيه انه لو كانت لديه المعلومات التي لديه اليوم، لربما كان التقرير " وثيقة مختلفة". ويتحدث هنا اساسا عن ان الاسرائيليين اجروا تحقيقات عن الجرائم التي تضمنها التقرير تقدم معلومات وصورة مختلفة عما تضمنه. هذا في حين ان حركة حماس لم تجر أي تحقيق جدى. بعبارة اخرى، يريد جولدستون ان يقول ان بعض الاتهامات للاسرائيليين بارتكاب جرائم حرب في غزة والتي تضمنها التقرير لم تكن دقيقة. وبعد ما كتبه جولدستون، طالب العدو الاسرائيلي الامم المتحدة بسحب التقرير والغائه نهائيا. السؤال هنا: ما الذي دفع جولدستون الى ان يقول هذا الكلام الآن، وبعد مرور عامين كاملين على صدور التقرير؟ الاجابة المباشرة بالطبع، والتي اشار اليها الكثيرون من الساسة والكتاب في العالم العرب، هي انه تعرض لضغوط هائلة من اليهود والجماعات الصهيونية. ولا شك ان هذا صحيح. وليس هذا سرا خافيا اصلا. فمنذ صدور التقرير، وجولدستون يتعرض علنا لهذه الضغوط اليهودية والصهيونية. لكن المؤكد ايضا ان هذا ليس هو السبب الوحيد. اغلب الظن ان احد الاسباب الجوهرية التي دفعت جولدستون الى اتخاذ هذا الموقف الآن، هو انه فكر بمنطق، ان العرب لا يستحقون هذا التقرير اساسا. ولا شك ان هذا الاعتقاد له ما يبرره تماما. لنا فقط ان نسأل : ماذا فعل العرب بالتقرير اصلا منذ صدوره وحتى يومنا هذا؟ الذي حدث ان هذا تقرير دولي صدر واقرته الامم المتحدة والعالم كله.. تقرير يوثق لجرائم الحرب التي ارتكبها العدو الاسرائيلي في غزة وفي كل الاراضي الفلسطينية. وهو لم يوثق هذه الجرائم وحسب، وانما اوصى بتقديم مجرمي الحرب الى العدالة الدولية، والى المحكمة الجنائية الدولية. وغير هذا، تضمن التقرير توصيات كثيرة اخرى منها مثلا الزام العدو الاسرائيلي باعادة بناء ما دمره وتعويض الضحايا.. الخ. لكن الذي حدث بعد ذلك ان العرب، وبعد الترحيب بالتقرير وما جاء به، تجاهلوه تماما. لم يتخذ العرب أي خطوة لمطالبة المحكمة الجنائية بمحاكمة المجرمين الاسرائيليين، ولا هم لجأوا الى مجلس الامن للمطالبة بتطبيق ما اوصى به التقرير. العرب هم الذين دفنوا التقرير، وهم الذين وضعوه عمليا في ادراج الامم المتحدة. حتى الجامعة العربية التي اعلنت انها شكلت لجانا لمتابعة قضية محاكمة مجرمي الحرب الاسرائيليين بناء على ما جاء في التقرير، سرعان ما نسيت الموضوع برمته. بالطبع، ليس معنى ان العرب تجاهلوا التقرير انه لم يعد له قيمة. ولهذا، بالنسبة لمطالبة العدو الاسرائيلي بسحب التقرير والغائه بعد ما كتبه جولدستون، فهى كلام فارغ لا معنى ولا قيمة له. هذا تقرير اعدته الامم المتحدة، واقره مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان، ثم اقرته الجمعية العامة. وتقرير دولي مثل هذا لا يمكن سحبه او الغاؤه بسبب مقال نشر، او فقط لأن العدو الاسرائيلي يريد ذلك. ثم ان جولدستون حين المح في مقاله الى خطأ بعض ما جاء في التقرير لم يكن امينا ولا نزيها. هو برر رايه هذا بأن الاسرائيليين اجروا تحقيقات تقدم معلومات مختلفة لو كانت قد اتيحت وقتها لربما كانت الصورة قد تغيرت. لكنه تجاهل حقيقة ان لجنة التحقيق التي اعدت التقرير لم تعده فقط بناء على المعلومات التي قدمها او اعلنها الفلسطينيون او الاسرائيليين، وانما اجرت هي بنفسها تحقيقات ميدانية، وبناء عليها توصلت الى ارتكاب جرائم الحرب الاسرائيليلة التي تضمنها التقرير تفصيلا. وعلى اية حال، تبقى القضية الجوهرية كما ذكرت ليس ما يقوله جولدستون اليوم، وليس ما يقوله العدو الاسرائيلي وما يريده، وانما، أي موقف عملي يتخذه العرب انفسهم دفاعا عن قضية الشعب الفلسطيني، فيما يتعلق بهذا التقرير وغيره؟!. منتدىملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي
الرئيسية 
الأحد ديسمبر 25, 2011 1:55 am
.