كتاب - لتأريخ السري للحرب على العراق الجزء كتاب الطريق الى بغداد

عدد المساهمات : 547 تاريخ التسجيل : 08/07/2011

كتاب - لتأريخ السري للحرب على العراق الجزء كتاب الطريق الى بغداد
العامل الشيعي وأعلان الجهاد [1]
كلمة لابد منها
منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي
15/12/2011
كان السبب الرئيسي وراء ترجمتي هذه الفصول الخمسة ومابعدها؛بل وهدفي الأولي من ذلك هو : تقديم صورة كاملة لماحدث قبيل وإبان غزو العراق عام 2003؛وقلت أن هذه الصورة التي يقدمها كتاب يوسف بودانسكي للتأريخ السري لحرب العراق أنما تعكس وجهة نظر اليمين الجديد في الولايات المتحدة والمصمم - لا المتطلع أو الساعي فقط –على حكم وترويض العالم أجمع وكل ثرواته في خدمة الولايات المتحدة أعضم وأكبر قوة في التأريخ .و هذا لايعني تعاطفي أو تأييدي لكل ماورد فيه وفي موضوع الطائفية في العراق بوجه خاص ؛ فلست هنا أكثر من ناقل كفر؛لأني أؤمن ومن أعماق قلبي أن الطائفية طاعون أو سرطان سيلتهم كل العراق ؛مالم يتنبه جميع العراقيين لذلك وأن الأقتراب أو التعاطف مع هذه المأساة لاينسجم وروح العصر ولا وحب العراق وخدمته حتى النفس الأخير .وأعتقد أننا سنعثر على أجابات لبعض التساؤلات التي تجمعت منذ بدء الغزو الأميركي للعراق وحتى الأن عما جرى؟ ، ولماذا ؟وكيف جرى ؟،ومن وراء كل ذلك ؟.ولعل أكبر وأهم الأسئلة هو :لماذا تكبد شعب العراق كل هذه الخسائر البشرية والمادية والأجتماعية في سابقة لا مثيل لها لا في تأريخ الأستعمار ولا حتى أسوء الأحتلالات .ولعل من نافلة القول أن مسؤولية العنف والخسائر لا يمكن أن تنحصر في طرف واحد ،فأعداء العراق وثراءه كثيرون والحمد لله، والطامعون أكثر ولكن يظل أصحاب الثارات والثارات المقابلة كانوا الأشد فتكاً، فأهل الثأر يردوا الصاع لا صاعين وحسب ،بل أكثر وأكثر :وحتى تقول الهامة أسقوني .
ولنبدأ الفصل /11 من التأريخ السري لحرب العراق .
*** *** ***
لم تكن أيران وسورية وحدهما من يريدان فشل الولايات المتحدة في العراق .ومع تعزيز القوات الأميركية لمواقعها في بغداد ؛لاحظت الدول الأوربية؛ وبالأخص المانيا وفرنسا تحولاً في أدارة بوش .وفي جميع العواصم الأوربية وخصوصاً باريس وبرلين كان هناك تطلع قوي للمشاركة في مشاريع أعادة أعمار العراق؛ .أدركت فرنسا أن المطالبة بحصة من ذلك وبشكل مباشر ليست مجدية إذ كانت الولايات المتحدة تتميز غضباً من معارضة أوربا للحرب على العراق وما رافق ذلك من ضجيج .؛كما أن الأقتصاد الأميركي ضعيف بدرجة تمنعها وبشكل جاد من تسليم العراق الغني للأوربيين . لذلك قررت فرنسا على أرغام واشنطن على مشاركة فرنسا لها عن طريق جعل العراق بلد لايسهل حكمه و/أوالسيطرة عليه ؛ومن ثم تعرض فرنسا مساعدتها مقابل حصولها على دور كبير في أعادة أعمار العراق .
في 14/نيسان-أبريل ؛شنت فرنسا ‘هجوماً ذكياً ’ بهدف جر أنتباه واشنطن .ووعدً مسؤولون فرنسيون كبار أن يكونوا (pragmatic) - واقعيون ؛ [تغطية لتعبير نفعيين أو مصلحيين[2]] – حول عراق مابعد الحرب ودعو للتهدئة والتسوية مع الولايات المتحدة من خلال الرعاية الجيدة لللأم المتحدة . ودعى مسؤولون أوربيون أخرون بضرورة أعطاء الأمم المتحدة دوراً قيادياً في أقرار مستقبل العراق وبالتوافق مع الولايات المتحدة ؟ . وقال وزير خارجية فرنسا دومنيك دي فيلبان في 14/نيسان ‘‘ لنكن واقعيين pragmatic ؛ ولنبدأ من تفهم واقع المشاكل ........ وسنجد أن الجميع سيعثرون على أماكن وأدوار لهم ’’ ؛وقال ‘‘ من الواضح أن للأدارة الأميركية دوراً تلعبه ’’. ثم ؛ومضيفاً ‘‘ من غير المفيد أن نعود الى مافرقنا .... ...ولننظر جميعاً الى المستقبل ’’ .
وخلال ألقاء دي فيلبان خطابه أعلاه في اللوكمبرج ؛كانت طائرة أيرباص غير معلًمة وتابعة للحكومة الفرنسية في طريقها الى طهران .وخلال اليومين التاليين -14؛15/ نيسان كان وفد فرنسي عالي المستوى من الأستخبارات والخارجية وكبار الصناعيين يعقد أجتماعات مع قادة مهمين أيرانيين وقادة مهمين من المعارضة العراقية .ألتقى الفرنسيون أولاً مع القيادة الأيرانية وأكدوا لهم أن باريس تشاطرهم مخاوفهم حول تشعب وعواقب الأحتلال الأميركي .و أكدوا للأيرانيين أن باريس تطمح وعلى أستعداد لحشد الأتحاد الأوربي لتوفير مساعدة كبيرة وواسعة لأيران ولعراق صديق .أقتنعت طهران بحسن نواياهم ؛فرتبت للفرنسيين مقابلة أية الله محمد باقر الحكيم وشيعة عراقيين أخرين ممن تسيطر عليهم أيران .
عرضت فرنسا على العراقيين مساعدة سخية منها ومن الأتحاد الأوربي -بما فيها مساعدات عسكرية وأقتصادية وسياسية – مقابل أدوار في أعادة أعمارعراق يسيطر عليه الشيعة . وقد أكدت فرنسا ؛أن مساهماتها هذه ستبدأ بعد طرد الأميركان . تقبل أية الله الحكيم العرض الفرنسي جذلاً.وأكثر من ذلك فقد سارع جلال طلباني زعيم الأتحاد الوطني الكردستاني ( PUK )؛بالسفر الى طهران في 16/نيسان للقاء غير مرتب مسبقاًمع الفرنسيين ليضمن عدم أستبعاد الأكراد من الصفقة .سارعت طهران وفي الوقت نفسه للأستفسار من أصدقاءها في برلين للتأكد من صحة تعهد فرنسا بألتزامها بسياسة جريئة كهذه ، فتلقت تأكيد طناناً بتصديق الألمان وتأكيدهم لوعود فرنسا.ووفقاً لمصادر من أستخبارات أسرائيل وتركيا ؛وبعد سلسلة أجتماعات دورية و متعددة مع مسؤولين فرنسيين كبار،وثقت طهران بالدعمين الأوربي و الفرنسي الواسعين ؛وأن بوسع أيران الأن دعم دور الشيعة المتزايد وسعيهم المتنامي للسيطرة على السلطة في العراق .
ألتزمت طهران وفي الوقت نفسه ؛ بمجابهة مع الولايات المتحدة حول دور الشيعة في عراق مابعد صدام .وبينما واصل ساسة عراقيون الحذر بل وحتى والتصريح علانية أحياناً عن عدم وجود علاقة للقوى النشاطة حالياً بالعراق بطهران ؛بل وحتى الأدعاء ؛وحسب كلمات هاشمي رفسنجاني اللاذعة [3]؛بأننا وعند أعادة تفحص ومراجعة العلاقات بين أيران والولايات المتحدة فلدى أيران الكثير مما تقوله وصوتها هو الأعلى .وفي العراق بدأ مقتدى الصدر الممثل الأعلى لأية الله للحائري أرسال مبعوثيه المحملين بـرسائل وتوجيهات موقعة ومعها رزم من الأوراق المالية الى رجال دين في عدة مدن عراقية . أستندت تلك التوجيهات الى فتوى آية الله الحائري[!!؟] والتي خولت رجال الدين أؤلئك ممارسة النفوذ والسلطة و السيطرة على مختلف المؤوسسات العامة لنصرة قضية الشيعة . أطلقت أيران وفي الوقت نفسه ؛ سيلاً من الحملات الدعائية والأثارات عبر الأذاعات والمحطات الفضائية .كانت فضائية الأستقامة Istiqama؛أو قف شامخاً[4] ( Stand Tall) ؛ و محطة أذاعة ‘صوت المجاهدين ’ المحطتين الأهم في تلك الحملة الدعائية -و كلتاهما كانتا تداران ولو ظاهرياً من قبل شيعة عراقيين[أما الحقيقة فهما أيرانيتان بالكامل] . دعى الأعلام المدعوم أيرانياً الى طرد الغزاة وأقامة نظام شيعي (ولو ليس بالضبط بشكل جمهورية أسلامية ) .
بدأ الشيعة أيضاً بأرساء وجود علني لهم ؛ومراقبين خلال ذلك صبر الولايات المتحدة أزاء أستخفافهم بها وتحديهم لها وأعمالهم العدائية ضدها .وفي نيسان/أبريل سار( 20 )ألف شيعي في الناصرية صارخين ‘‘ ليست أميركا من يقرر [مصير العراق!!؟] بل الحوزة ؛و( تعني الحوزة مؤسسة أكاديمية أو مجمع ديني ) .وفي بغداد ؛قاد رجال دين شيعة مظاهرة ضمت أكثر من (10) الاًف رجل يهتفون ‘‘ نعم ؛ نعم ؛ أسلام : لا أميركا ؛لا صدام ’’؛ أحتجاجاً ضد أعلان أميركا ؛ ألتزامها بأنشاء حكومة عراقية ’’ .وأعلن حشد من الطلبة الشيعة أن ‘‘ ليس من المعقول تجاهل غالبية تضم ثلاثة أرباع العراق ’’ .
وأبلغ نائب رئيس المجلس الأعلى للثورة الأسلامية SCIRI's[5]؛ عبد العزيز الحكيم العائد حديثاً الى العراق ؛لتلفزيون الأيراني بالقول ؛رغم رغبة الشيعة بالتواضع والتساهل في مطالبهم الأساسية ؛فما من شك حول الطبيعة النهائية لعراق مابعد صدام . وقال ‘‘نحن نطمح أولاً لبناء نظام سياسي وطني ؛ولكن وبطبيعة الحال سيختار الشعب العراقي وفي النهاية جمهورية أسلامية ’’. وسرعان ما تردد صدى هذا المفهوم في خطبة هامة لأية الله محمد باقر الحكيم الذي مازال في أيران .
في 20/نيسان ؛سيطره الشيخ الشيعي السيد عباس على الحكومة المحلية التي أقيمت في مدينة الكوت (محافظة واسط )؛ونصب نفسه محافظاً .فأندفعت جماهير الى المحافظة لمباركة هذه الخطوة الشجاعة .أستند سيد عباس الى قوة المليشيا المدعومة من أيران والتي أكدت وجودها في مدينة الكوت ،وأقامت حواجز طريق ونقاط سيطرة على طول المنطقة .وأعلن سيد عباس في أول خطبة جمعة له أمام الجماهير المبتهجة ‘‘ [سوف ] لن يتوحد العراق حتى يحكم من قبل أبناءه .وسنضحي بأنفسنا لتحقيق هذا الهدف ’’ .وصل عدد من [قادة] الشيعة العراقيين ؛وعدد من كبار رجال الأستخبارات الأيرانية ؛والقوات الخاصة للباسدران ؛ الى الكوت ونظموا خلايا محلية لحزب الله وفيلق بدر؛ولناشطي حزب الدعوى؛لتوسيع ومد الثورة الأسلامية الى أقسام أخرى من الجنوب الشيعي والأحياء الفقيرة في ضواحي بغداد . كانت ردود الفعل الأميركية لما يجري في الكوت بطيئة ؛وفي الوقت الذي حاولوا فيه طرد السيد عباس من مبنى المحافظة ؛أتضح لهم أن سلطاته وشرعية منصبه ليست موضع نقاش بغض النظر عن أحتفاظه بمجلس [للمحافظة]
في الوقت نفسه أدخلت أيران مجموعتي قوات رئيسية الى العراق ؛ويتبع كلاهما وأسمياً فيلق بدر؛ولكنهما في الحقيقة تضمان وحدات منتخبة من(IRGC [6]؛ الحرس الثوري الأيراني ) والأستخبارات الأيرانية .وتحركت قوة من (3)ألاف جندي الى بعقوبة؛مركز محافظة ديالى؛ حوالي (30) ميلاً شمال شرق بغداد؛ومن هناك أرسلت أيران مجموعات أخرى الى مناطق شيعية في بغداد والأعظمية ومدينة الصدر .تولت تلك المجموعات الأيرانية وعلى الفور أمن المناطق المجاورة – وفي الحقيقة تولت تلك الجماعات مهام الشرطة المحلية .في الوقت نفسه ؛أرتدت تلك الوحدات في بعقوبة بدلات مشابهة للزي الأيراني وأستخدمت عدة عجلات عسكرية أيرانية ومن عجلات البسيج Bassej، الأيراني . دخلت قوة أيرانية أخرى من حوالي (4)ألاف جندي الى العراق قرب العمارة [محافظة ميسان]؛وأقامت مقراً أمامياً في الكوت ؛ التي كان يحكمها سيد عباس آنذاك . أرسل الأيرانيون من هناك ؛ثلاث وحدات من حوال (3)ألاف لكل منها الى كل من الناصرية ؛والنجف وكربلاء .ولتجنب أي توتر مع الأميركان ؛ أرتدت تلك القوات الملابس المدنية .كانت تلك الوحدات تمتلك هي الأخرى عجلات وعربات Vans؛بحالة جيدة ( مجهزة بأسلحة ثقيلة و معدات أخرى )وموهت هي الأخرى بألوان مدنية . وفي الوقت نفسه ؛تفاخرت جماعة الصدر الثاني بقيادة مقتدى الصدر-والمتورطة حالياً بحركات أستفزازية خطرة نيابة عن أيران- بحشد أكثر من (5)ألاف رجل .أنتشرت تلك الخلايا – وتضم كلاً منها ناشطين من الباسدران ؛والقوات الخاصة ،كما تضم مجموعة من المقاتلين المجندين محلياً – في جميع المناطق وأراض الشيعية .
أختارت أيران يوم عاشوراء (اليوم الأكثر قدسيةعند المسلمين الشيعة ؛والذي صادف في 22/ نيسان لأستعراض قوة الشيعة .كان مثالاً مثيراً للمشاعر الجياشة؛ نظراً لكبح صدام مراسيم عاشوراً منذ عقود .وطوال الأيام التي سبقت؛تظاهر ملايين الشيعة حاملين الرايات الشيعية ؛وهم يرددون شعاراتهم ؛ومجرحين أجسامهم بالسلاسل المعدنية (الزناجيل )والسيوف ؛في بداية مسيرة أمتدت من جميع أنحاء العراق الى النجف وكربلاء . ومع سيطرة الحماس و الهياج عليهم ؛أخذت تعلو المشاركين علامات هستيرية عند وصولهم نهاية الرحلة .ومن وجهة نظر منطقية ؛كانت تلك ضربة معلم :فايران باتت ترعى وبشكل مباشر؛ومن خلال شبكات شيعية محلية ؛منظمات صارت تضم حوالي مليوني مواطن خرجوا في مسيرة الى كربلاء لأقامة [شعائر]عاشوراء . وأنضمت اليهم ملايين أخرى من المدن والقرى و الدساكر على الطريق .جهزت كل تلك الجموع المحتشدة ومسراتها بأدلاء وحمايات ومياه الشرب والأطعمة وكل المستلزمات الدينية من[التشابيه ؛وشخوص ورايات ولافتات وبعض اسلحة أيام واقعة الطف] .وهكذا أستثمر الأيرانيون وأنصارهم في العراق وبفاعلية وقائع يوم عاشوراء بفاعلية قصوى وكآداة لأستعراض القوى ؛ولتكريس الحدث ؛وتفعيل (تحريك) عزم ومشاعر الشيعة . وتعالت هتافات حشود الشيعة في كربلاء ‘‘ نعم ؛نعم ؛ للأسلام ؛كلا ..كلا أميركا ؛كلا..كلا أسرائيل ؛كلا ..كلا أستعمار كلا ..كلا أحتلال ’’ .وقد أوضح شاب شيعي مغطى بدماءه [التي سفحها حباً بالأمام الحسين ع.]كل ذلك بقوله ‘‘ نحن ضد الأستعمار والأحتلال . وقد تخلصنا للتو من نظام طاغٍ ولانريد نظاماً أخراً مثله ’’ ؛مشيراً الى المساعي المبذولة والى أمكانية فرض البعض نظاماً جديداً ومماثلاًعلى العراق .
خلال مراسيم عاشوراء هذه ؛أستعرضت جماعات الشيعة الموالية لأيران أحكام سيطرتها على المناطق الشيعية في العراق .وقد وفرت هذه الجماعات الأمن والحماية والسيطرة على السابلة لملايين الناس ؛وقد لاحظ جميع السكان قوة ومدى سيطرة أيران في المناطق الشيعية .والأمر الملفت بعد أن القوى المدعومة من أيران كانت تتحدى القدرة العسكرية لـ U.S؛وذلك بالمرور حول حواجز الطريق التي أقامتها تلك القوات-المقامة ولوظاهرياً للحفاظ على سلامة المواكب والشعائر الحسينية .أستخدم الأيرانيون وحلفائهم المحليين المواكب ‘المسيرات’ من والى كربلاء لنقل مبعوثين [أيرانيين ]؛وأموال ومتفجرات وأسلحة عبر البلاد وكذلك كستار لنقل ناشطين أيرانيين ؛أولاً الى النجف وكربلاء ،ولكي يستقروا أخيراً في المدن والقرى التي أنطلقت منها المواكب . (وعلى سبيل المثال فقد تسلل popped؛عبد العزيز الحكيم و بعض أعضاء القيادة العليا للمجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق SCIRI ).
سرعان ما بدأ الشيعة مطالبتهم بأنتخابات سريعة – هاتفين؛‘‘رجل واحد ؛صوت واحد’’ ؛ بما يذكرنا بالهتافات التي أستخدمها أنصار‘ آل كور’ إبان هيجانهم في أنتخابات عام 2000؛[ التي فاز بها بوش الأبن بطريقة ملتوية ] للقرار على نوع الحكومة والطبيعة الأساسية للعراق الجديد مدركين تماماً بأن أغلبية طاغية ستدعم تشكيل حكومة شيعية الشكل .أعلنت U.S؛بأنها سوف لن تسمح بأقامة جمهورية أسلامية على النمط الأيراني بما يسخرأو يضر بألتزامات الأدارة ،والتي كررتها مراراً وتكراراً بأدخال الديمقراطية والحرية الى العراق .ولم يفاجئ أحد بتجاهل طهران الواضح والأكيد لرسالة أميركية دعت الى سحب فيلق بدر وكل التنظيمات الأيرانية الأخرى من العراق . وبدلاً عن ذلك بات رجال الدين الشيعة يتنافسون بالدعوة وصراحة الى ملئ فراغ السلطة الناجم عن سقوط نظام صدام ؛مع غياب أوعدم وجود ؛أوعدم تقديم بديل واضح ومعروف .
وعلى العكس ،فالنتيجة الأكثر أهمية لمراسم وتقاليد عاشوراء هي التأثيرالجرئ والضخم على السكان الشيعة. فبعد عقود من القهر والأضطهاد والتمييز؛أنفجروا فجأة وفي العلن وأدركوا قوتهم الفعلية. وكنتيجة لذلك ؛كان الشيعة وفي أوائل مايس/2003،واثقون من حقهم وقدرتهم للسيطرة على وتصريف شؤونهم الخاصة؛وكذلك التحكم و/أو تقرير مستقبل العراق .وخلف هذا المشهد وفي ماوراء الكواليس كانت المساعدات الأيرانية الكثيفة والخبراء والمتخصصين جعلت من السهل ظهور قيادات شيعية محلية وجماعات ناشطة ومؤهلة لمتابعة العمليات .وتولى رجال دين محليين فعلياً السيطرة على وأشغال جميع مراكز السلطة والأدارة التي كان بوسعهم الحصول عليها ؛وتوجيه السكان المحليين للسيطرة على مساجد بعينها كقنوات لسيطرة منظمة وشاملة على الخدمات الأجتماعية ؛وتوزيع المساعدات الغذائية الطارئة ؛والعناية الطبية ؛والتعليم . بدأ الشيعة أدارة وتسيير المستشفيات والأسواق والمدارس ومراكز الشرطة المراكز الثقافية والعامة فعلاً و في كل بلدة وناحية و(دائرة أنتخابية) ومدينة في العراق .قال رجل الدين الشيعي الشيخ تحسين الكعبي ،مدير مستشفى القادسية في مدينة الصدر وكالة لصحيفة الكارديان اللندنية ؛فــ‘‘ حين غزت U.S؛كان هناك فراغ سلطة. فوفرنا الأمن ،وتولى رجال الدين معظم الدوريات في الشوارع لأن الشعب يطيع رجال الدين أكثر من إطاعته الأجانب ’’.
وعلى منوال ذلك ،قررت النخبة الشيعية أقامة جمهورية أسلامية .لذا وأنسجاماً مع التوصيات الأيرانية ؛كان القادة الشيعة حكماء في [عدم]مجابهة قوات U.S؛وقرروا بدلاً عن ذلك تفعيل و زيادة قوة ودور السلطات المحلية لبناء قوتهم السياسية وأرساءها على ذلك المنحى القوي . وأ صبحت الحوزة [العلمية] وهي أكبر محفل علمي في النجف الأن مصدراً رسمياً للسلطة في عراق تحت سيطرة الشيعة . وقال الشيخ محمد اليعقوبي؛أحد فقهاء الحوزة للكارديان اللندنية ‘‘ أن 98%،من أهل العراق مسلمون . فلايجوز للدستور العراقي أن يتضمن أية مخالفة ومن أية شكل للشريعة [القوانين الأسلامية ] ’’.
تعتبر الحوزة في النجف مصدراً في الدين ؛العدالة ؛الطب ،التعليم والبرامج الأجتماعية ، و بالأضافة الى خدمات الأمن المحلي لأكثر من ثلاثة أرباع سكان ؛والعراق ،كما تؤمن الدعم الأساسي للمساجد التي تشكل قاعدة ومقراً للحكومات المحلية والتي أستخدمت- أي المساجد والحسينيات - بكثافة لبناء قوة سياسية .كما ألتزم كبار وعلية رجال الحوزة بتقديم منهاج عمل (مبرمجة) على المستوى الوطني ؛وأعلنوا عزمهم الأكيد والنهاءي على بناء دولة أسلامية و حتى لو أقتضى ذلك مقاتلة الشيعة للولايات المتحدة .وابلغ قيادي شيعي أخر هو قيس الخزعلي ، الكارديان اللندنية بأن ‘‘ القرار الصحيح هو بناء دولة أـسلامية .وأذا حاصرت U.S؛تلك الدولة ؛ وارادها الشعب ،فسيقود ذلك الى العديد من المشاكل مع U.S. بدأت فعلاً مجموعات عسكرية شيعية مدعومة من أيران نشاطات عديدة لمواجهة أحتمال كهذا .
في نيان/أبريل ؛بدأت القوات العسكرية الأميركية مراقبة الأنشطة العسكرية المتنامية والمدعومة من أيران ؛وفي بغداد بشكل خاص .وخاضت قوات U.S؛وعلى الأخص التي وصلت حديثاً كفرقة المشاة/4؛ ‘‘ قتالات شبحية [7]’’ قرب الحدودالعراقية –الأيرانية .وبين عشية وضحاها بدأت مدفعية U.S؛ توجيه رشقات من قنابر التنوير لأضاءة طرق تسلل محتملة من أيران بأتجاه بعقوبة [محافظة ديالى ] .وغالباً ما تعرضت مواقع للجيش[ !!؟]؛ ودوريات [من أين هذه هي الأخرى !؟] ،لنيران أسلحة خفيفة وورشقات عشوائية ومتباعدة من قنابر الهاون .ولقلة قوات U.S؛كانت قوة الرد السريع من المشاة الآلي لفرقة المشاة/4؛ تظهر في مواقع الصدام ولكن بعد وقوع الهجمات بعدة ساعات لتبدأ بمطا ردات لاجدوى منها للمهاجمين . ظل المواطنون عدائيون ،ورفضوا تقديم أية مساعدة للقوات الأميركية ؛وغالباً ماكانت الدوريات الأميركية تتعرض الى رشقات بالحجارة خلال محاولتها تحديد المهاجمين . وجابهت قوات U.S؛ كذلك في بغداد أرهابيين مدعومين من حزب الله ؛ومجموعات غارات ظلت مختبئة خلف الخطوط [الأميركية] بعد سقوط بغداد .
عملت سلسلة من كمائن القوات الخاصة [الأميركية ]قرب الحدود السورية على الحد من تدفق المزيد من المتطوعين ،وحتى مايس/أيار 2003،كانت القوات الخاصة الأميركية قد أعتقلت حوالي 700،من مقاتلي حزب الله !!؟ ومجاهدين أخرين ،بما فيهم أثني عشر زوجاً (درزنين )من أرهابي الشيشان ،الذين حاولوا بدورهم التسلل الى العراق من سوريا مع أسلحة ومتفجرات .ومع ذلك ؛ وآخذين بنظر الأعتبار معدل المتسللين الكلي الى العراق ؛فليس عدد من أعتقلوا فعلاً بالشيئ الذي يذكر . وأخيراً رأت دوائر الأستخبارات الأميركية أن قراءتها للنفوذ الأيران من جهة وقدرتها – أي الأستخبارات الأميركية -على أعتراض وعرقلة العمليات من جهة أخرى كانت خاطئة بدرجة مرعبة !!. وفي 28/نيسان ،أوجز مسؤولوا أستخبارات بعض مراسلين الصحف عن ‘‘ وجود خطر متصاعد من أحتمال تسلل الأصولييون الشيعة الى العراق من أيران المجاورة’’ . ثم أضاف مسؤلوا الأستخبارات أولئك بالقول ‘‘مع ذلك والى هذا الحد ، فما من علامة على بدء التسلل ’’ .وبينما كان أولئك المسؤولن يديرون أيجازهم ؛بلغت أعداد الشيعة المدعومين من أيران مابين (25)الى (30) ألف مسلح .
تعزز النجاح الشيعي الأولي بحقيقة أن سلطات U.S؛ بوغتت وهي غير مستعدة بعد لهذا التدفق الشيعي المتزايد .وفي 23/نيسان2003؛أعترف مسؤولون في أدارة بوش لصحيفة واشنطن بوست بأنهم ‘‘أستهانوا بالقوى الشيعية المنظمة لم يقدروها حق قدرها ،ولم (يكونوا) متهيئين لمنع وجود وتنامي حكومة أسلامية متطرفة في عداءها لأميركا ’’ .وأكثر من ذلك فقد أعترف أؤلئك المسؤولون بأن واشنطن الأن ‘‘في مرحلة أستخلاص تقويم كامل لدوافع ومصادر القوة الشيعية ، كما(باتوا) قلقين الأن من أن تلك الدوافع والعواطف الجياشة يمكن أن تحول الحكومة الى حكومة تطرف أصولي أشد ’’.
يمكن أرجاع المشكلة الى عاملين رئيسيين وأساسيين :الأول :كانت الولايات المتحدة تفتقر لأستخبارات [حقائق وخلاصات ]عن الموقف العام والشامل في العراق ، ولنقص كبير وبشكل خاص في قراءة وفهم العوامل السياسية والأجتماعية للعراقيين (وذلك للأعتماد الكلي تقريباً على قوى المعارضة العراقية المختلفة في المنفى ؛والتي كان لكل منها أجندتها[أجنداتها ] الخاصة وقراءات متعددة ومتباينة ؛وبالتالي لم تقدم خدمة لـ U.S) ،يضاف لذلك أن أدارة بوش كانت مهووسة بالأطاحة بصدام حداً لم تعط معه أهتماماً كافياً لتحديات ‘‘اليوم التالي ’’، لمابعد صدام . وقال مسؤول في خارجية U.S؛لمراسل الواشنطن بوست ‘‘ كانت معادلة معقدة ؛كما لم تحسن حكومة U.S؛ أعداد تصور متكامل لكيفية تحول ومسار الأحداث ولا كيف ستنتهي ’’ ومضيفاً بعد ‘‘ لا أعتقد أن أي واحد منهم ؛حاول أستعادة وفهم ماحدث؟ ،أو تساءل ‘ ما الذي نبحث عنه ؟ ’’. فقد أنصب التركيز كله على أسقاط صدام حسين ’’.
مع حلول شهر نيسان/أبريل ؛كانت مراسيم وزيارات عاشوراء هي التي شكلت الصورة الأكبر والأوسع للعراق الجديد ؛لا صورة أسقاط تمثال صدام حسين في ساحة الفردوس. و ماكان من السهل أن نخطأ قراءة رسالة هذا العراق الجديد والمعادية لأميركا ؛و‘‘ شكراً لكم لتحررينا من صدام ؛والأن عودوا الى بيوتكم ’’ قال ذلك كثير من العراقيين المثقفين و المتعلمين على الطراز الغربي لمسؤولين أميركان .
وبدورها أصبحت طهران بدورها ،أشد عزماً وتصميماً في مجابهة كلاً من الوجود الأميركي في العراق من جهة ،و وبالتصدي للأتهام الأميركي لأيران بالتدخل بين المجموعات الشيعية العراقية من جهة أخرى،وأستغلت طهران الزيارة الرسمية لوزير الخارجية الفرنسية في 24نيسان لأثارة وتصعيد المعارضة للأميركان . وصل الوزير الفرنسي دومنيك فيلبان طهران لتوثيق أتفاقية العمل حول العراق التي تم التوصل اليها قبل أيام قليلة .وهكذا عرف الأيرانيون ،بأن الوزير الفرنسي سوف لن يعترض على تحديهم وتوبيخهم العلنيان للأميركان .وفي مؤتمر صحفي مشترك مع فيليبان ، قال وزير خارجية أيران كمال خرازي أن ‘‘ من المثير للسخرية ؛أن الأميركان وبعد أحتلالهم العراق يتهمون جيران العراق بالتدخل في شؤونه ’’، ومضيفاً بعد ‘‘وبدلاً عن توجيه الأتهامات على الولايات المتحدة التنسيق مع طهران .وأكثر من ذلك ينبغي على الولايات المتحدة الترحيب بالدور الأيجابي لأيران ’’ . وبدوره ،كرر فيلبان أصداء رسالة كمال خرازي ؛مؤكداً على قدرة فرنسا وأيران ‘‘ الأسهام معاً بأعادة أعمار العراق سياسياً وأقتصادياً وأجتماعياً ’’.
عرف خبراء في طهران ،وفي الوقت نفسه ،أن على الشيعة ولينتصروا نهائياً ،تصعيد الكفاح المسلح ضد الولايات المتحدة .ومع أن الشيعة قد خطوا أولى الخطوات في مظاهراتهم بعد أيام عاشوراء ؛فما زال الأيرانيون يعرفون أن الولايات المتحدة مازالت قوة عظمى ،و عليهم أن يتعاملوا معها وفقاً لذلك .وبالنسبة لطهران فقد جاءت اللحظة الحاسمة في 24/ نيسان ؛حين توصلت U.S؛ لأتفاقية وقف أطلاق نار مع منظمة مجاهدي خلق في العراق– وهي كتلة معارضة أيرانية متراصة وكأنها فرقة شبه دينية تحت سيطرة المخابرات العراقية وتعتبر رسمياً وحتى من قبل الولايات المتحدة كمنظمة أرهابية .سمح وقف أطلاق النار لقوة مجاهدي خلق (4)ألاف مقاتل بالأحتفاظ بأسلحتهم ؛بما فيها الدبابات والمدفعية شرط ألتزامهم البقاء ضمن قواعدهم قرب الحدود الأيرانية .أستخلصت أيران ؛ولأسباب معقولة ؛أن الولايات المتحدة تفكر بأستخدام مجاهدي خلق ضد أيران –وربما للتصدي لتسلل مقاتلي فيلق بدر المتواصل . لذا قرر قادة أيرانيين ؛ أن أوان أطلاق غضب الأرهاب الأسلامي قد حان .
في لبنان ؛بدأ حزب الله الأستعداد لحماية الأخوة مقاتلي أيران .لقد تولى أية الله محمد حسين فضل الله الزعيم الروحي لحزب الله وخريج بعض أرفع مدارس حوزتي النجف وكربلاء ، صياغة نصائح وتوجيهات العمل لشيعة العراق في خطبته ليوم الجمعة 2/مايس/مايو ؛محيياً ذكرى وفاة الرسول الأعظم ‘صلعم ’قائلاً : ‘‘ في العراق ؛يقتل الأميركان المتظاهرين من المدنيين بحجة الدفاع عن النفس وكما يفعل الأسرائيلون .ويجب أن يتعلم العراقيون هذا الدرس الموضوعي وأن يعلموا بأن الأميركيين ؛وبعدما أنتهوا من عميلهم ‘صدام ’؛ أنما جاءوا لنهب وأستغلال العراق لا لتحريره .ونحن لاندعوهم للمخاطرة بأنفسهم ؛ولكن كي يتعلموا كيف يقاتلون قوات المحتل الباغي . لنتوحد في مطالبتنا بأنسحاب الأميركان من العراق وليتركوا للعراقيين حكم أنفسهم ،فهم يمتلكون جميع الموارد والطاقات حين تتوفر الأجواءً حرة ’’ .
عبرت طهران عن مشاعرها كذلك في 2/مايس ،في خطبة ألقاها أية الله أحمد جناتي ؛ السكرتير العام لمجلس الأمناء والمناصر القوي للحملة الأسلامية ؛قال جناتي ‘‘ لقد تفهم الشعب العراقي أخيراً أن الحل هو : الثورة ؛فما من من خيار أخر ألا النهوض والثورة وشن العمليات الأستشهادية ’’. ومضيفاً ‘‘هذا هو الحل الوحيد ؛وهم يتعلمون من تجاربهم في فلسطين ’’. واصل جناتي القول ؛بأن طهرانً سوف لن تتوانى ،وستقدم دعماً مكثفاً للعراقيين شرط تعاونهم مع أيران ،وقال ‘‘ما مانريده منهم ،هو توحدهم ؛والأعتكاف في المساجد ؛و أطاعة طريق مرشديهم ومواصلة الجهاد لأخراج العدو من العراق’’.وهاجم الشيخ جناتي كذلك وقف أطلاق النار مع مجاهدي خلق معتبراً ذلك دليلاً على أزدواجية ونفاق وعدوانية حكومة U.S؛. مضيفاً ‘‘ قادة أميركا مخادعون ....أنهم يتحدثون عن محاربة الأرهاب ولكنهم يعقدون صفقات مع جماعة ارهابية من أجل أخضاع العراقيين ’’.وبرأي جناتي ؛فما من بديل عن مقاتلة القوات الأميركية ؛وتذكير سامعيه بكفاح ايران الماضي مع U.S؛ ملاحظاً بعد ‘‘ أذا كان الأميركان يخافون الموت ؛فعليهم الأستسلام ’’. ودعى جميع العراقيين ليتعلموا ليس فقط تراث الكفاح الأسلامي ضد الولايات المتحدة ؛ولكن كذلك من دروس الكفاح اللبناني و الفلسطيني ضد أسرائيل . فقد دحر الجهاد الأسلامي مرة ؛وسيدحر مرة أخرى قوى عظمى ؛ ومؤكداً بأن التجربة العراقية لن تكون مختلفة . ‘‘وسيصل العراقيون في النهاية للأستناج بأن الطريق الوحيد لأخراج الأميركان هي الأنتفاضة ’’.وتدرك طهران ألا تراجع الى الخلف أبداً.
في 1/مايس ؛طار بوش الى البارجة الأميركية أبراهام لنكلن حيث أعلن من على ظهرها الأنتصار في الحرب في العراق ؛ولكن محذراً في الوقت نفسه من أن الحرب على الأرهاب لم تنتهي بعد .وأبلغ بوش مايقرب من (5)ألاف بحار على سطح السفينة ‘‘ كانت المعركة في العراق نصراً واحداً في حرب على الأرهاب بدأت في 11سبتمبر 2001؛ ومازالت مستمرة ’’. وأكد بوش بأن النصر في العراق كان ‘‘ تقدماً حاسماً’’ ،في الحرب على الأرهاب العالمي وقال ‘‘لقد أسقطنا حليفاً للقاعدة ؛وقطعنا أحد مصادر تمويل الأرهاب ’’.ونتيجة لأسقاط أميركا لصدام حسين ‘‘ فما من شبكة أرهابية ستحضى بعد بأسلحة دمار شامل من النظام العراقي ؛لأن ذلك النظام لم يعد قائماً ’’ .
دعى بوش الدول الأخرى الراعية للأرهاب ؛وكذلك المنظمات الأرهابيية لتتعلم من مصير العراق ’’ .وحذر بوش ‘‘كل شخص متورط بعمل أو تخطيط لهجمات أرهابية ضد الشعب الأميركي فهو عدو لهذا البلد؛وهو كذلك هدفاً للعدالة الأميركية .وكل شخص ؛ومنظمة أو حكومة تدعم ؛تحمي ؛وتؤوي أرهابيين فهم شركاء بقتل أبرياء ؛ومدانين بنفس جرائم الأرهلب ’’. وكرر بوش تحذيره وأعلانه بأن الولايات المتحدة سوف لن تتوانى عن أستخدام القوة ضد التهديدات الأرهابية الأخرى . مضيفاً ‘‘ كان أستخدام القوة وسيظل خيارنا الأخير . رغم أن جميع الأصدقاء والأعداء يعرفون بأن لدى أمتنا مهمة .وسنرد على الأرهاب على أمننا وسندافع عن السلام ’’ .
ومع أن تأكيدات بوش أنصبت على الصفحة التالية من الحرب على الأرهاب ؛لم يدعي بوش أن الأزمة في العراق قد أنتهت . وقال ‘‘ فـأمانا بعد عمل صعب لأنجازه في العراق . لقد أعدنا النظام الى أجزاء ظلت خطرة من تلك البلاد .ولاحقنا حثيثاً ووجدنا(أعتقلنا) بعضاً من قيادات من النظام القديم ؛وممن يستحقون الحساب على جرائمهم ’’ .ولكن حتى تلك العمليات جرت ضمن سياق وأجواء الأنتصار في العراق : وأعلن بوش في النهاية‘‘أنه تقدم كبير حينما يكون لدى المذنبين الكثير مما يخشونه من الحرب أكثر من الأبرياء ’’.
في عيد ميلاده السادس والستين (28نيسان/أبريل2003)؛وجه صدام حسين أولى رسائله الى الشعب العراقي . والملفت للنظر أن نسخاً عديدة من الرسالة وصلت الى الغرب ،بما فيها التي وصلت صحيفة القدس العربي في لندن وعبر نفس القنوات التي أوصلت قبلها رسائل أسامة بن لادن .توخى صدام في رسالته ،توضيح ما أحاط بسقوط بغداد وبصراحة ،وحدد صدام كذلك مسار الكفاح المقبل ضد قوات المحتل . ثم أكدً صدام على أن العراق لم يندحر؛بل وخلاف ذلك فقد غدر به .وخاطب العراقيين قائلاً ‘‘ لم ينتصروا عليكم ؛أنتم يا من رفضتم الأحتلال و الهوان ؛وأنتم يامن تحتضون العروبة والأسلام في قلوبكم ؛وبلا غدر’’.وحث صدام جميع العراقيين للأرتفاع فوق الأنقسامات الدينية والطائفية والتوحد في مقاتلة قوات المحتل .و أضاف صدام في رسالته ‘‘ أنهضوا ضد المحتل ولاتثقوا بمن يتكلموا عن السنة والشيعة ؛لأن الموضوع الوحيد هو الوطن ؛لأن عراقكم العظيم يواجه المحتلين اليوم. وليس من أمر أخر يعلو على طرد الكفرة والمجرمين والقتلة والمحتلين الجبناء الذين لم ولن يرض بهم مواطن شريف واحد ؛وعدى الخونة والعملاء ’’.والغريب أن صدام حسين أبلغ العراقيين بأن ‘‘جميع دول الجوار ضد مقاومتكم ؛ولكن الله معكم لأنكم تقاتلون الكفرة وتدافعون عن حقوقكم ’’. وأنهى صدام رسالته بنداءات وصرخات ودعوات عديدة للتجمع والتوحد بما فيها ‘‘ عاش العراق العظيم وشعبه ’’،و‘‘ عاشت فلسطين ،حرة وعربية من النهر الى البحر ’’ .
ومن المفارقات هنا ؛أنه وكما نسي الشعب فيما بعد ترنح الأنظمة القمعية الطاغية في الكتلة الشرقية ؛ نسي بعض الأسلاميين نظام صدام ،وفي أواخر نيسان وفي حملة مكثفة كانت تجري بين بعض المجموعات الأصولية حول العالم وتهدف الى أعادة تأهيل وتقبل صدام حسين ولتحديد الخطوط الدينية للجهاد لا في العراق وحسب بل عبر الشرق الأوسط كله.وفي 22/نيسان أصدرت جماعة الدعوة في باكستان ،وأفغانستان وكشمير – وهي الحليف القريب من أسامة بن لادن – بياناً ؛يعدٌ أحد أكثر البيانات وضوحاً وشفافية في توضيح التوجهات الحالية . إذ كانت النقطة الحاسمة في الحرب الحالية ؛بالنسبة للأسلاميين هي حذف الأميركان لكلمة ‘ الله أكبر’ من على العلم العراقي ،والتي كان صدام قدأضافها عام 1991،وفي ذروة حرب الخليج الأولى . أكدًت جماعة-الدعوة ،في بيانها ‘ بأن كل من يقول أنها ليست حرباً بين الأسلام والكفرة فهو أحمق ’. وأقر الييان بيسر بأن صدام كان قد أجترح الكثير من الأنتهاكات ضد أشقاءه العرب والمسلمين . وأكثر من ذلك ‘‘فصدام حسين ينتمي لحزب البعثي ،وهي منظمة عربية و علمانية ’’. ولكن تفحصاً دقيقاً لتأريخ صدام أقنع جماعة –الدعوة بأن ‘‘ صحيح أن صدام حسين قومي ،و لكنه مسلم كما أعتاد الهتاف بشعارات معادية لليهود .....صدام حسين مسلم عام في شخصه وكأي حاكم أخر، ولكنه يريد وحدة العرب وفق الأسس القومية ضد اسرائيل ’’.و خلال أو فوق ذلك كله كان يقرأ أيات من القرأن الكريم خلال الحرب وكان يدعو للجهاد ’’.
ومع ذلك فأن تعطش صدام للسلطة أسهم بدفع الأميركان لغزو العراق . كذلك كان على صدام أن يتفهم وأن يضحي بكرسي الرئاسة .......وبهذا الشكل كان سيجرد الولايات المتحدة من حجتها لشن عدوانها بحجة الطبيعة العدوانية لصدام حسين ؛وأنه يشكل خطراً على السلام العالمي ،ناهيك عن مهاجمته لأيران والكويت رغم أن الولايات المتحدة كانت وراء ذينيك الهجومين ’’ .
لذلك تجمعت أخطاء وظلالات صدام حسين كما تريد وعلى قياسات ومزاج أميركا .وأستنتج بيان جماعة – الدعوى أنه ‘‘ كان على العرب والمسلمين أن يتدبروا تحديد خط ومسار عمل للمستقبل ؛وألا... فالشيطان الأكبر ؛الولايات المتحدة،ستستهد فنا واحداً تلو الأخر .وقد آن للحكام المسلمين أ، يوقظوا الأمة الأسلامية ’’.وبعبارة أخرى ؛فالتهديد المخيف الذي تمثله الولايات المتحدة يستلزم التعاون والتنسيق بين الأسلاميين والبعثيين ؛وليس في العراق فقط بل على طول العالم الأسلامي .
في نيسان ؛نشر مركز الدراسات الأسلامية للقاعدة ؛دراسة عنوانها ‘‘ الحرب الصليبية ضد العراق ’’؛والتي أكدت على الدور الاًسلامي في العراق .وأعلنت القاعدة ؛بأن حرب أميركا ضد العراق وبغض النظر عما ستتمخض عنه معركة بغداد، ليست سوى مرحلة أو صفحة من صراع مميت بين الأسلام والولايات المتحدة و ‘‘ستأخذ المعركة [الصراع] أشكالاً عديدة و متنوعة ،ولكن الصفحة أو المرحلة التي وكما نعتقد ستستنزف العدو ،لم يحن وقتها بعد .لذلك فلابد لنا من التفكير عملياً وبجدية حول الطرق المتاحة لنا لخوض المعركة ودعم المقاومة العراقية التي أظهرت وحتى الأن كفاحاً مريراً؛سبب صدمة ورعباً وأرتباكاً بين صفوف العدو . و واجب الأمة اليوم العمل على أبقاء حالة الصدمة والخوف في العدو الذي غزى بلداناً أسلامية ’’ .لقد فصل ثابت بن قيس المنسق الجديد للأعلام للقاعدة هذا المفهوم في رسالة ألكترونية ( E-mail) ؛الى مكتب لندن للـ ‘المجلة ’’ السعودية .كتب ثابت بن قيس أن ‘‘ قيادة القاعدة تراقب أحداث العراق المتتالية عن كثب ’’ .وأعترف بأن القاعدة كانت وللتو قد أنهمكت في الحرب ،وأن ‘‘ أنشطتنا ترتبط بأحداث العراق ’’ ,أما باقي التفاصيل فـ‘‘ تخص زعيم القاعدة شيخ أسامة بن لادن وحده ،(و) ستعلن في الوقت المناسب ’’.
وبعد فترة قصيرة ،ظهر شريط فيديو جديد لأسامة بن لادن في باكستان .حدد فيه بن لادن سياقات الجهاد الأقليمية (المحلية ) ضد الأميركان وحاثـاً المؤمنين للذهاب الى أبعد من مجرد مقاتلة قوات الأحتلال الأميركي في العراق بل والثورة ضد الحكومات العربية التي تساعد الولايات المتحدة في هجماتها على العراق لأن أفعالهم تؤكد لاشرعيتهم وأنهم ليسوا من أمة الأسلام .أعلن بن لادن بأن حكامكم ‘‘قد فٌرضوا عليكم قسراً ،وأن الجهاد ضدهم فرض عليكم ’’. و تنبأ بأن الحرب في العراق لا أكثر من مؤشر ودليل على الهجوم الأميركي على باقي المنطقة . مضيفاً ‘‘ لقد غزت الولايات المتحدة العراق ؛وستهاجم كذلك وقريباً إيران ؛ و السعودية ؛و مصر والسودان ’’ .وللتصدي لهذا المخاطر ؛دعى بن لادن الى حرب شاملة ضد الولايات المتحدة . لقد دعوت النساء المسلمات للجهاد بتوفير الطعام للمجاهدين .والأكبر سناً من الناس بالدعاء لنا .أما العاجزون عن الأنظمام الى صفوف المجاهدين فعليهم التبرع بالمال لمساعدة أولئك المجاهدين الذين يقاتلون ضد المعتدين الأميركان ’’.ثم أحتفظ بن لادن بأكثر تعابيره عاطفية للمهاجمين الأنتحاريين ،قائلاً ‘‘ أنا فخور بأولئك الشهداء الذين ضحوا بحيواتهم لأجل نصرة الأسلام ’’.ومضيفاً بأن أفضل ماقدموه ومساهمتهم الأساسية أنهم قدموا مثلاً ،واستنوا سنة تقتديها بعدهم الأجيال المقبلة .وعند مخاطبته المجاهدين في العراق ؛أستهان بالتهديد الذي تمثله أسلحة التكنولوجيا الأميركية الحديثة .وقال بن لادن ‘‘ لا تخافوا دباباتهم وناقلات الأشخاص المدرعة .أنها أشياء مصنوعة ’’ومضيفاً و‘‘ أذا بدأتم هجماتكم الأنتحارية سنرى علامات الخوف تعلو وجوه الأميركان في العالم ’’ .
شخص بن لادن مصر والعربية السعودية كأهداف للحركات الأسلامية ؛مؤكداً معرفته المسبقة بالأنشطة والفعاليات التي جرت في ذينيك القطرين .ووفقاً لمصادر أسلامية عالية وموثوقة في بريطانيا صباح 8/نيسان ؛فقد ثارت وحدة عسكرية مصرية ضد نظام مبارك ؛ بتأثير أو بتحريض من ضباط وضباط صف وجنود أسلاميين في جيش مصر .بدأت تلك الوحدة المسير نحو القاهرة ؛وحين باتوا على مقربة 20كم من القصور الرئاسية في مصر الجديدة New Cairo، طوقتها وحدات من الحرس الجمهوري والشرطة العسكرية ووحدات من المدفعية والسمتيات المسلحة . حاول ضباط كبار في البداية مفاوضة الثوار؛الذين بادروا مقدماً بمحاولة أقناع القطعات التي طوقتهم بالأنضمام للثوار .وحين حاول بعض الجنود الأنضمام الى الثوار؛أمر الضباط ،المدفعية والسمتيات بقصف الثوار حتى تمت ابادتهم . بذلت القاهرة كلما بوسعها للتعتيم على أخبار المحاولة الأنقلابية ؛وأورد مسؤولون محليون في أواخر مساء ذلك اليوم لأذاعة القاهرة أن الأنفجارات والدخان المتصاعد كانا من جراء بعض الأعتدة شديدة الحساسة التي أستخدمت في تمارين عسكرية حية .
كان هناك ومنذ بداية الصراع تدفق للمتطوعين الأسلاميين للمشاركة في القتال ضد الأميركان .لقد جاء هؤلاء من الجزائر وتونس ومصر وسورية والمغرب واليمن والأردن و السعودية وأفغانستان وباكستان والشيشان .بعضهم جاء كجزءً من مجموعات متطوعين منظمة؛ وجاء أخرون كأفراد .وبينما كان بعض المتطوعين قليلي الخبرات وأنما جاءوا متأثرية بالدعوات والتجارب الدينية المتطرفة ،ألا أن أغلبيتهم كانوا من المتطوعين حسني التدريب وممن أكتسبوا خبرات الكفاح في ميادين ومعارك سابقة ؛بما فيها حرب أفغانستان والشيشان .وصور مسؤول بريطاني هؤلاء لصحيفة التايمز اللندنية بقوله ‘‘ لم يكن هؤلاء مجرد متحمسين ألتقطوا بندقية وأسرعوا الى جبهات القتال الأمامية .فهم يعرفون أستخدام تكتيكات حرب العصابات guerrila، لذا فلابد أن أحداً قد دربهم .وهم منظمون بالتأكيد ،ومالم يكونوا من رجال بن لادن ، فهم من القاعدة وإن بأسماء أخرى ’’.
وقالت التايمز في تقريرلها ‘‘ لقد أرعب [مقاتلوا] الفرقة الأجنبية[8] ؛القطعات البريطانية بقدراتهم[أين؟،ومتى؟] و مهاراتهم وحماسهم ’’. لم تعرف أعداد المتطوعين الحقيقية بالضبط ؛ لكن ووفقاً لأقوال‘ أمير حمزة ’،أحد القادة المركزيين لجماعة –الدعوة ،فقد ‘‘وصل 40ألف مجاهد الى العراق ’’.بينما كان قادة أسلاميون أخرون أكثر واقعية وتواضعاً فقدروا عدد من دخل العراق منهم بين 10-12ألف مجاهد أسلامي .
ومع ذلك ؛فما بين آذار/مارت ونيسان/أبريل –وحالما أتضح أن العراقيين يخسرون الحرب- بدأ تدفق سيل المجاهدين الأكبر والأهم .وسرعان مابدأت عدة مجموعات ترتبط جميعها بالقاعدة ترك مخابئها السرية في باكستان وأفغانستان في طريقها الى جنوب العراق عبر ايران ،وحملت جوازات سفر العديدين منهم سمات مرور visas،عراقية بصفة ‘جهادي’ ، كسبب لزيارة العراق . كان بين أفراد تلك المجموعات خبراء أرهاب عاليً الكفاءة والقدرات بمافيهم مسلمون ولدوا ونشأوا في بريطانيا ودول غربية أخرى وتميزوا بالقيام بعمليات خاصة .و لم تتضمن مهام هؤلاء المشاركة في الصفحات الأخيرة لمعركة بغداد ؛بل لأرساء أسس النضال الأرهابي الذي سيلي المعركة وسقوط بغداد . وفي 2/نيسان؛أبلغ قائد أسلامي في بغداد بأن العديدين من مجاهدي القاعدة وصلوا العراق فعلاً ؛ودخلوا بغداد رغم القصف الكثيف مستغليين حقيقة أنشغال الاميركان بمقاتلة الجيش العراقي .أكد القائد المذكوربأن ‘‘ مناضلي القاعدة لم يشاركوابالعمليات الجهادية الأولى التي استشهد فيها الكثيرمن المجاهدين وذلك لعدم ثقتهم بقادة الحرس الجمهوري وخوف الخيانة ’’. لكن وحين أقتربت معركة بغداد من نهايتها ؛كان رجال بن لادن جاهزين لممارسة أدواراً قيادية .
كان يوم 11/نيسان ،نقطة تحول :إذ عقد أجتماع سري في مكان آمن في بغداد ضم مبعوثين رئيسيين من المنظمات الأسلامية بما فيهم ممثل لأبن لادن وقادة كبار من فدائيي صدام .وقد تضمن التقرير الذي رفع الى القادة الأسلاميين توصيف المشاركين بانهم ‘‘ نخبة من اشهر المخططين الأستراتيجيين وكبار قادة عمليات فدائيي القاعدة وحماس والجهاد الأسلامي و حزب الله ’’،و‘‘قائد فدائيي صدام ’’ .
حدد الأجتماع ملامح وظروف الصفحة التالية للحرب في العراق .وأكد التقرير على أنه ‘‘ كان على رأس موضوعات النقاش [وضع]خططٍ جديدة للألاف الفدائيين ووضع أستراتيجيات للمجاهدين بعد سقوط بغداد . وبعد مناقشة طويلة ؛وآخذين أهمية الأمر لأختصاصي القاعدة وحماس بنظر الأعتبار؛ تقرر صياغة أستراتيجية حرب عصابات !!!؟’’ .وأكد التقريرعلى أنه ‘‘ورغم بقاء النقاط الأساسية لذلك الأجتماع سرية ؛ألا أن حضور مجاهدي القاعدة و حماس أوضح وبجلاء أن على الغزاة مواجهة كمائن دامية وفق أستراتيجية أضرب وأهرب ’’.
وافق المجتمعون على أن ‘‘ الفدائيين سيدعمون بألاف من المجاهدين العرب الموجودون حالياً ( في البلدان )المحيطة بالعراق’’، ولم يجتازوا الحدود بعد .وقرروا كذلك بأن ‘‘ المجاهدين الفلسطينين ’’ الذين يتمتعون بخبرات قتالية جمة ضد إسرائيل ‘‘سيحضون بفرصة لتطبيق خططهم الكفاحية في العراق لخلق مشاكل كثيرة لـ U.S؛ في مقبل الأيام ’’. و لاحظ التقرير كلذلك أنه وفي العديد من الأماكن التي خاضت فيها ‘‘ القطعات العسكرية والفدائيون العراقيون معاركاً فعليةً ’’،فقد جرت تلك المعارك ‘‘تحت قيادة مجاهدوا القاعدة العرب ’’ الذين أستخدموا فيها وسائلاً وفنون قتالات متطورة من حرب العصابات ضد الأميركان. وجرت تلك المعارك وفق الخبرات المشتركة؛ ولاحظ التقرير الأسلامي بأن القيادة العليا لفدائيي صدام تريد تعاوناً وتنسيقاً أشد مع الأسلاميين .
في نيسان ،أنشأ الأسلاميون منظمة ‘‘ مجاهدوا العراق ’’،تحت قيادة مجلس ضم خالد الشيخ ،وأبوإياد الفلسطيني ونزار الله الأفغاني وعينت القاعدة أبا إياد الفلسطيني ‘‘ أميراً للمجاهدين في بغداد ’’وقد أختير هذا وكما يبدو كقائد للمجموعة لتواجده في بغداد .وقد تضمن تقريره المطول الى قيادة [الجماعات ] الأسلامية العديد من خلفيات أتفاقية بغداد [!!؟]،وما دار من مناقشات حول الجهاد لـ‘‘عراق الأسلام ’’ .وفي أوائل نيسان أفاد الشيخ أبا إياد بأنه يقود حوالي ( ألاف مجاهد في العراق ‘‘ ممن تتطوعوا للقدوم والجهاد من سورية والسودان واليمن والجزائر وباكستان وبنغلاديش والملايو وألبانيا والبوسنة ..ألخ ’’.وكلهم مجاهدون جيدوا التدريب والتنظيم ؛كما أن عيونهم فاضت بالدموع ‘‘ بعد رؤيتهم أبناء الصليب في أرض الجهاد من دار الأسلام ،في بغداد ،وموطن الخليفة العباسي ’’،وقد دفعتهم تلك المشاهد للعمل .
أديرت (نفذت) صفحات الحرب الأخيرة ‘‘وفقاً للتشاور بين قيادات المجاهدين وقيادة القوات العراقية ’’ .وأدعى المجاهدون بأن التواجد الدائم للقوات العراقية النظامية في المدن قد تسبب بتعرض السكان المدنيين لقصف جوي ثقيل ،وكما جرى في أفغانستان ؛فقد طالب المجاهدون بسحب القوات النظامية من المدن ليجري بعدها شن حرب العصابات . وأوضح أبا إياد ‘‘ لقد قررنا أستخدام نفس الأساليب ؛وقد قبلت القوات العراقية والحمد لله شورى (مجلسنا )’’ ، وأظهر ذلك لنا دليلاً على تحمل المسؤولية وأنهم أدركوا عدم قدرتهم على مقاتلة U.S؛ كجيش نظامي .فأنت وعلى الأخص حين تعيش بين ابناء شعبك فأن الكفار سيدمرونك ويدمرون أبناء شعبك ؛لذا فلتنسحب وإن يعني ذلك خسارتك الحرب سياسياً ’’، ومضيفاً ‘‘وأتفقنا على أنسحاب جميع القوات العراقية بما فيها المدفعية ؛الجيش [تشكيلات المشاة ]،الأستخبارات/المخابرات ،المخبرين [عناصر الأمن ]،الحرس الجمهوري ،فدائيي صدام وجميع القطعات الأخرى ،من مواقعهم تاركين خلفهم جميع الأسلحة التي أنتجها العراق وأن يعودوا الى مواقعهم [وثكناتهم ] تاركين المدن مفتوحة ليدخلها الكفار ’’ .
ووفقاً لأبي إياد ؛فقد أنسحبت القوات العراقي الى منظومة كبيرة من الخنادق و