هديل صدام حسين(1)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هديل صدام حسين(1)

منتدى فكري - ثقافي - سياسي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 السباق الى بغداد ترجمة من كتاب التاريخ السري لحرب العراق الحلقة (12)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشير الغزاوي




عدد المساهمات : 547
تاريخ التسجيل : 08/07/2011

السباق الى بغداد ترجمة من كتاب التاريخ السري لحرب العراق  الحلقة (12)  Empty
مُساهمةموضوع: السباق الى بغداد ترجمة من كتاب التاريخ السري لحرب العراق الحلقة (12)    السباق الى بغداد ترجمة من كتاب التاريخ السري لحرب العراق  الحلقة (12)  Icon_minitimeالخميس ديسمبر 22, 2011 2:51 am


السباق الى بغداد ترجمة من كتاب التاريخ السري لحرب العراق  الحلقة (12)  Hh7.net_13038940551
السباق الى بغداد ترجمة من كتاب التاريخ السري لحرب العراق  الحلقة (12)  927403809
السباق الى بغداد ترجمة من كتاب التاريخ السري لحرب العراق الحلقة (12)
منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي
يوسف بودانسكي
تاريخ النشر 19/09/2011
ترجمة : الناس

لقد جرت العادة أن تعمل قوات المحتل على حرمان أبناء الشعب من التسلح ، لكن المحتل الاميركي فتح بوابات مخازن السلاح والعتاد وترك معسكرات بكاملها بين يدي اللصوص وتجار السلاح والسوق السوداء . كيف نفسر هذا؟ إن هذا السلوك رافقه حل الجيش العراقي، ما يعني أن مشروع بناء جيش عراقي سيكون مكلفا . هذه الحلقة والحلقات القادمة تتحدث عن مأزق بناء جيش عراقي جديد بكل مشاكله التسليحية والتدريبية .
تدريب العراقيين بدأ ثانية
بعد عام تقريباً من التخبط والعشوائية وبعد انهيار برامج تدريب قوات الأمن العراقية [جيش وشرطة] تولى الجنرال ديفيد بتريوس مسؤولية التدريب تلك منتصف 2004م . استهدفت خطة اميركا في الأساس فرض هيمنة كاملة على العراق حتى الوقت الذي تتم فيه اعادة بناء قوات عراقية قادرة على خوض القتال . وعن ذلك يقول أحد ضباط الجيش الاميركي من الذين تطوعوا للقتال في العراق في 2003م "عند مجيء جنرال بتريوس كان واضحاً أنه ممتلئ نشاطاً وحيوية، وسرعان ما يتزايد الضغط علينا للأهتمام بالتدريب". وأكثر ما يلفت النظر هو أن بتريوس أعاد توجيه تدريب الجيش العراقي . كانت الفكرة الأساسية في تدريب القوات العراقية العائدة للجنرال جورج كيسي هي: انشاء قوة آلية/مدرعة قادرة على ردع ايران ؛ عدو العراق التقليدي . لكن بتريوس رأى أن هناك عدواً ماثلاً للعيان – أي المقاومة العراقية – لذا ركز بدلاً عن ذلك على انشاء قوة خفيفة قادرة على القتال.
ومع ذلك ارتكز تدريب العراقيين على أساس واهن قياساً بأسس وقواعد التدريب المعتمدة بحجة أن العراقيين لم يصلوا بعد الى درجة تولي دور قيادي في مجابهة المقاومة. وعند وصول باحثي معهد راند الى بغداد نهاية 2004م وجدواً فروقاً كبيرة في أعداد المجندين تصل الى( 60 ألفاً ) وبين الأعداد التي يعلنها الرسميون الاميركان.
تمرّد يطال الأميركيين والعراقيين
مع بداية عام 2004 تضاءل الأمل بالحكومة المؤقتة الفتية .ففي ايلول/سبتمبر أجرى عراقيون عملية مسح/استبيان دفعت الحكومة الاميركية تكاليفه وجه فيه العراقيون اللوم وبالتساوي على قوات المحتلين بقيادة اميركا وعلى الارهابيين الأجانب. كان السؤال الرئيس للاستبيان هو : لوفكرت بالموقف الصعب في العراق حالياً سواء حول الأمن والأقتصاد أو ظروف العيش فمن هو –برأيك –الملوم الأكبر؟ خص 33% من المشاركين قوات الاحتلال باللوم و32% صبوا اللوم على الارهابيين الأجانب . قال 45%منهم أن الأوضاع في العراق تنحدر باتجاه خاطئ ، وما نسبتهم 31% طلبوا تحويل مسؤولية حفظ الامن للعراقيين مع بقاء المحتل الأميركي كأقوى مركز للقوة في العراق .واستشهد معظم من قالوا ينحدر العراق باتجاه [نحو الهاوية] بالوضع الأمني المتدهور .
تشتتت اهتمامات الرأي العام الأميركي بكل اتجاه، ولكن العنف ظل يتزايد صيف وأواخر عام 2004. ودارت معارك ضارية في بعض المدن مرة واثنتين وثلاثا. وخاضت مليشيا الصدر في النجف معارك كبيرة، ولم يحظ ذلك سوى باهتمام عابر للرأي العام الاميركي . قتل 148جندياً ذلك الصيف أي بزيادة عشرة قتلى عن مجموع ما تكبدته القوات الاميركية حين غزت العراق في 2003م .أفاد العميد ديفيد فاستباند بأن أحدى الفرق الأميركية (فرقة الفرسان/الأولى) خسرت لوحدها 70 دبابة خلال توليها مهاماً قتالية في بغداد طوال عام واحد في بغداد (كان أحد جنود الفرقة الذين تعرضوا لضربات المقاومة العراقية القوية هو ابن الجنرال أوديرنو الذي ضربت عجلته بمقذوف RBG في بغداد في آب/أوغست 2004 فقد معها معظم ذراعه الأيسر). قال الفريق جون ساتللر قائد المارينز غربي العراق انه وبحلول أيلول/سبتمبر2004 فإن كل عجلة مرت قرب الفلوجة تعرضت لنيران المتمردين . كما ورد في احصائية رسمية أجريت أواخر صيف 2004م أفاد 76%من الجنود الذين شملهم السؤال بتعرضهم لنيران الهاونات أو الصواريخ خلال عملهم في العراق بينما كانت نسبتهم قبل عام واحد 57%فقط .
وبعد أكثر من عام من الاحتلال لم تعد القطعات الاميركية تتفاجأ اذا ما خاضت قتالاً ضارياً . فقد تحول الموقف في العراق الى حرب حقيقية ستدخل مساحة اضافية في الكتب التأريخية عن الحرب بما يفوق وعلى سبيل المثال حرب الخليج الثانية 1991والتي عدًت انتصاراً كبيراً في حينه والتي تبدو الأن كمجرد قتالات هامشية لحرب طويلة جداً . وفي مايس/مايو 2004 أوقعت حرب العراق حتى آنذاك خسائر بشرية لـلاميركان فاقت مجموع خسائرها في الحربين الأمرو-أسبانية عام 1812م ؛والمكسيكية .
في 24حزيران/يونيو 2004 أوقعت المقاومة العراقية جنود رعيل من الحرس الوطني الاميركي في كمين أثناء قيامه بدورية في بعقوبة . كان المقاومون قد سيطروا على مجموعة من المباني الحكومية في مركز المدينة وقتلوا عدداً من رجال الشرطة العراقيين . تولى الملازم الثاني نيل براكاش قيادة مجموعة الأنقاذ . "جاء كابتن فاولير راكضاً بأسرع ما يستطيع قائلاً :حسناً ستذهب كل السرية الى بعقوبة، ولقد أصدرت أوامري بذلك تواً . ثم واصل ذكرياته قائلاً: حوصرت بعقوبة – مركز الشرطة ومركز العمليات العسكرية المدنية المشتركة – فقد هوجمت جميع المراكز في المدينة لذا سنذهب الى هناك. كان ملازم ثاني براكاش في الدبابة الأمامية فوقع في كمين امتد على طول كيلومتر واحد؛ فأصيبت دبابته بسبعة صواريخ RBG وعبوات لاصقة جانبية ونيران رشاشات .طيرت أحدى الضربات منظومة الملاحة من الدبابة ، وضربة حطمت مؤخرة الدبابة ولوت أحد قضبانها الى الأعلى فمنع حركة برج الدبابة من الدوران ما أجبر براكاش على تغيير اتجاه الدبابة بكاملها ليطلق نيرانه على المقاومة.
يوم سقط صدام حسين نال شعب العراق حريته. ولكن ما لم ينله شعب العراق هو الأمن والنظام العام. فقد بدأت عمليات السلب والنهب على الفور،وعند توقفها ظهرت علامات أو بدايات الاستعداد لمقاومة مسلحة . بعد أربعة أشهر من الاحتلال انفجرت أول قنبلة فقتلت أكثر من انسان واحد ، وبعد عامين وخلال صيف 2005م نفذ الكثير من عمليات القصف والتفجير وبمعدل واحد يومياً . لم تقتصر أهداف التفجير على قطعات اميركية بل شملت حتى سكان العراق المدنيين أيضاً، وأهم من ذلك شملت عناصر عراقية كان يفترض فيها بناء النظام في العراق (رجال الشرطة). وقع أول هجوم كبير على رجال الشرطة العراقيين في تشرين1/أكتوبر 2003م؛ حين تسببت سيارة مفخخة بقتل (10) منهم قرب مركز شرطة عراقي .وفي منتصف 2005م باتت معدلات القتلى بين الجنود و الشرطة العراقيين 10 يومياً.
السؤال الكبير
في الحقيقة وكما يوضح المسؤولون الاميركان ينحصر العنف في 4 محافظات من 18 . ولكن تلك المحافظات الأربع تضم عاصمة العراق أي أقل قليلاً من نصف سكان العراق .
فالحاجة الماسة الى فرض النظام وتحسين الأمن وضعتا اميركا في وضع مستحيل . فهي لا تستطيع الانسحاب بشرف من العراق واستحالة تنفيذ انسحاب بسيط كما أخلت سايكون [عام 1973] مادام قد فرض على قواتها توفير جميع الموارد البشرية ومنظومات الأسلحة والأستخبارات والاستراتيجيات المستخدمة ضد التمرد . ولكنها لا تستطيع مواصلة البقاء والعمل في الاحياء حين أصبح بقاء قواتها عامل ارهاب وتدمير لشعب العراق ونقطة حشد وتركيز لتوحد خصومها في العراق .
كان هناك سؤال يعلو ما سواه عن السياسة الأميركية في العراق وهو: هل تستطيع اميركا تكوين وتطوير قوى الأمن العراقية في الجيش والشرطة لتوفير الأمن والنظام في العراق الجديد.
استندت سياسة أدارة بوش على قاعدة أو مقدمة تفيد بأمكانية أنجاز ذلك العمل – وانجازه في وقت مبكر، وبما يكفي لتخفيف الضغوط التي خلقها الوجود الضخم لها في العراق . تشتمل تلك الضغوط أيضا على الوجود الطويل لقواتها في الخارج ( فيما وراء البحار) وتنامي المعارضة السياسية داخل اميركا نفسها بسبب الأعباء الاقتصادية وخسائر الحرب، والاستياء في العراق بسبب بقاء القوات متعددة الجنسيات لأمد غير محدد . وهذا يفسر تكرار الرئيس بوش وكبار مسؤولي أدارته القول "كلما تقدم العراق انسحبنا نحن" .وانقسم الرأي العام بين متطرفين متوسعين أو أقصويين Maximalists يريدون تحويل العراق الى [جنة] ديمقراطية ، وتقليصيين ( Minimalist) يريدون سحب القوات بأسرع ما يمكن، وفئة ثالثة تقف في الوسط وتطالب بانشاء قوات عسكرية عراقية خاصة وجيدة .
فلو نجحت الولايات المتحدة بخلق وتنمية نظام سياسي كفء ومستقر في العراق، ولو نجحت بتدريب وتجهيز ودعم قوات مسلحة وشرطة للدفاع عن ذلك النظام فستحظى السياسة الأميركية بفرصة للنجاح، و ستتمكن من سحب قواتها من العراق وهي تدرك أنها تركت وراءها شيئا قادرا على الثبات والبقاء. لكن ومالم يتحقق أحد تلك الأهداف، وبات حقيقة وواقعاً ، أي إذا استمر تخبط [ العملية] السياسة العراقية وظلت قواته العسكرية دون مستوى فصائل المتمردين وتعاني ثقل تهديداتهم – فسيعني ذلك أن الاستراتيجية الاميركية ككل فاشلة .
تصرف قادة الاحتلال الأميركي ومنذ البداية وكأن تكامل وتطور القوات العراقية عملية طبيعية . صرح وزير الدفاع دونالد رامسفيلد في تشرين الاول/أكتوبر 2003م بـأننا و"خلال الستة أشهر الأولى تقدمنا في أمر تولي العراقيين توفير الأمن لوطنهم من الصفر الى تشكيل قوة تضم ما يقرب من مئة ألف عراقي" ومضيفاً "في الحقيقة كانت العملية سريعة للغاية، وقبل أن يمضي الكثير من الوقت ستتفوق قوات الأمن العراقية عددياً على مثيلتها في اميركا، وبعدها وقبل مرور وقت طويل ستتفوق وعددياً على قوات الاتلاف مجتمعة". ومع نهاية 2005م فاق تعداد قوات الأمن العراقية فعلاً مجموع القوات الأميركية والبريطانية وبعض قوات الائتلاف الأخرى في العراق . إذ بلغ تعداد ضباط الشرطة التابعين لوزارة الداخلية 145ألفاً اضافة الى ذلك 85 ألف جندي في الجيش العراقي زائداً قوة صغيرة من القوتين البحرية والجوية ويجب أن تكون هذه القوات جاهزة للعمل وتحت سيطرة وزارة الدفاع العراقية . ومنذ أوئل تلك السنة [ 2003م ] خاضت القوات العراقية وفي معظم الحالات معارك الى جانب القطعات الأميركية.
الحقيقة
ولكن معظم التقديرات التي ظهرت في الخارج وبعيداً عن مؤسسات الادارة الأميركية لا تتفق و تقديرات رامسفيلد شديدة التفاؤل . ومرة بعد أخرى ومنذ بدء تدريب القطعات العراقية توصلت هيئات التفتيش التي أرسلها الكونغرس وديوان المحاسبات الحكومية ومراكز البحث ( Think Tanks)، فضلا عن بعض العسكريين ممن زاروا العراق الى الاستنتاج الاتي : حالة الاستعداد لدى الكثير من الوحدات العراقية متدنية، أما درجة الولاء والمعـنويات فمشكوك فيهما، والانقسام العرقي والمناطقي حادان وواضحان كذلك، وما يرد عن أعداد وكفاءة تلك القطعات والأفراد فمبالغ فيهما كثيراً .
العدد وعلى أحسن الافتراضات معيار ناقص ولا يعتمد عليه . وفي مطلع عام 2003 توقف المقر الأميركي المسؤول عن تدريب العراقيين عن الاكتفاء البسيط بعدّ رؤوس منتسبي الوحدات العراقية وعدل الى تقويم حالة الاستعداد استناداً الى معيار تصنيفي من أربعة مستويات :
المستوى الأول : وهو الأعلى لتمييز القوات بـ "قدرات كاملة" أي القادرة على تخطيط وتنفيذ ومواصلة العمليات ضد العصابات دون أية مساعدات مهما كان نوعها . وفي صيف 2004م قال رسميون في البنتاغون أن لدى العراق( 115) فوج جيش وشرطة منها ( 3) أفواج فقط وصلت هذا المستوى. و في أيلول/ سبتمبر 2005 خفض القائد الأميركي الأعلى في العراق جنرال جون كيسي هذا العدد الى فوج واحد فقط .
المستوى الثاني : وهو لتمييز الوحدات "القادرة Capable على مقاتلة المتمردين /العصابات طالما توفر القطعات الاميركية الاسناد العملياتي كـ (الاسناد الجوي الاداري، اللوجستي والاتصالات، وغيرها ). وفي صيف 2004قال جنرال المارينز بيتر بيس رئيس هيئة رئاسة الأركان المشتركة ( الجيرمان) أيامها بأن أقل من ثلث وحدات الجيش العراق فقط وصلت هذا المستوى . وحققت وحدات قليلة أخرى هذا المستوى الثاني في نهاية العام .
المستوى الثالث: وهو للوحدات بـ "قدرات جزئية" وتشمل تلك القادرة على تأمين عناصر بشرية اضافية للجهد المخطط له، يقاد ويُمون ويجهز من قبل الأميركان . ويعد باقي ثلثي وحدات الجيش العراقي ونصف وحدات الشرطة من هذا المستوى .
المستوى الرابع : الوحدات العاجزة عن المشاركة أو تقديم أية مساعدة ومهما كانت في مقاتلة المتمردين . وضع نصف وحدات الشرطة بهذا المستوى .
الخلاصة لو اختفت القوات الأميركية غداً فلن يتبقى للعراق من حيث الأساس قوات أمنية مستقلة . فنصف قوات الشرطة لا قيمة له ويعتمد النصف الأخر على الدعم الخارجي تنظيمياً وتوجيهياً وللاسناد .وكان ثلثا الجيش يعتمد على مصادر الدعم الخارجي تلك، بل وحتى ثلث الجيش الآخر جيد الأعداد سيعاني الكثير من العوز والتهديدات والتحديدات دون دعم خارجي .
إن اللحظة التى سيرفع فيها العراقيون العبء عن كاهل القطعات الأميركية لا تلوح في الأفق .ولكي نفهم مدى وامكانية تحسن تلك المواقف فلابد أولاً من تفهم طبيعة المشاكل القائمة حتى الأن .
تحسن التدريب
خلال صيف وأواخر عام 2005؛سألت كثيراً من الناس عن حقيقة عدم أمتلاك العراق لجيش وماهية الحقائق التي ستتوقعها الولايات المتحدة فعلياً في المستقبل .كان معظم من سألت من الأميركان، ولكني سألت كذلك خبراء عراقيين وبريطانيين واسرائيليين وفرنسيين ومن أقطار أخرى .لقد خدم معظم من سألت في مهام عسكرية سابقاً، وعين عدد كبير منهم مؤخراً لتولي مهام عسكرية فعلية في العراق كما قاتل الكثير منهم في فيتنام . أصر معظم المستمرين في الخدمة على عدم ذكر أسمائهم .ورتب لي المكتب الصحفي للجيش لأتحدث الى الفريق ديفيد بتريوس الذي أنهى للتو عامه الأول كقائد للمهام التدريبية في العراق قبيل استبداله بجنرال آخر من الجيش هو اللواء مارتن ديمبسي .ولكنهم رفضوا السماح بمقابلة الجنرال بول أيتون أو غيرهم ممن شاركوا في برامج التدريب خلال الشهور الأول من الاحتلال أو مع صغار الرتب من الضباط وضباط الصف الذين رغب كثيرون منهم على أية حال بالتحدث معي أو الكتابة الي .
وما سمعته يرقى الى ما ياتي : توصلت الولايات المتحدة الى مقترب أفضل لتدريب القطعات العراقية . وفي أوائل 2005م بدأت بضخ المزيد من الأموال ومزيد من أفضل عناصرها لمهام التدريب المطروحة فكانت النتيجة هي : زيادة في عدد الوحدات الكفء في العمليات وفشل وتفكك وهرب قليل من الوحدات . في عام 2004 وأبان معارك المقاومة الكبرى في الفلوجة والموصل ومناطق أخرى فإن نسبة كبيرة من الجنود والشرطة العراقيين ممن كان يفترض خوضهم القتال الى جانب القوات الاميركية فروا من الميدان حال بدء القتال . لكن ومنذ انتخابات كانون الثاني /يناير2005م وكما أخبرني جنرال بتريوس "لم تتفتت أية وحدة عراقية كما لم تسجل حالة هروب واحدة من مراكز الشرطة"، وواصل طالبو التجنيد من العراقيين مراجعة مراكز التطوع للجيش والشرطة رغم أن الخدمة في هاتين القوتين باتت أشد خطورة .
مشاكل جديدة
لكن ومع تحسن التدريب وتزايد أعداد [المتطوعين] تصاعدت من جهة أخرى المشاكل التي تسببها المقاومة العراقية – بل وتفاقم هذا التردي بسرع وبنسب فاقت نسب ومعدلات التحسن في القوات العراقية. ولو قسنا الحال بمعيار : ما المطلوب كي يتولى العراقيون المسؤولية الأمنية الكاملة في بلادهم فستخسر اميركا والحكومة العراقية الرهان في الظروف الحالية . فبدون تحولات دراماتيكية وجذرية في أنشطة المقاومة وفي الجهد الأميركي، وحل الخلافات السياسية في العراق ، فستتدنى خيارات اميركا للأسوأ . و اليكم جرعة عما يثير القلق :
"لن يسمح الموقف الحالي أبداً بانشاء قوات أمنية عراقية" هذا ما كتبه لي ضابط شاب من سلاح المارينز ولم يسمح لي بذكر اسمه في بريد الكتروني بعد عودته من العراق هذا الصيف ، قال ايضا "نحن وبكل بساطة لا نملك مايكفي من الناس لتدريب القطعات العراقية . ولو نقلنا بعض العناصر من القوات المقاتلة الأمنية الى مهام التدريب فسنزود القوات الأمنية العراقية بمزيد من المجندين الجدد في موقف تتفاقم فيه الأحوال من سيئ الى أشد سوءا" .
عبرت أعداد متزايدة من ضباط وعساكر الجيش الاميركي الذين عادوا من المنطقة عن قلقها من أن الجيش العراقي الوليد سيتفتت لو انسحبت القوات في المستقبل المنظور- قالت أيلين كروسمان ممثلة احدى شبكات الأنباء جيدة الصلات داخل البنتاغون في أيلول/سبتمبر. كما أخبرني أحمد .أس .هاشم في رسالة الكترونية بأن "الطاقم الاميركي التدريبي بذل جهداً بطولياً وحقق بعض النجاحات مع بعض الوحدات" مضيفا "ولكن القوات العراقية تشبه ثقبا فضائيا أسود . فأنت تضع الكثير ولكن لا تحصل الا على القليل" .
وأرسل أحد المدنيين من بغداد رسالة هو الآخر قال فيها "علي اخبارك بأن الفساد يقرض هذا الجهد المبذول في التصدي/ للمتمردين" . وكان المال المخصص لتدريب عناصر جديدة يتسرب الى المتمردين ، مؤكداً بأن "الضباط العراقيين الذين يعرفون بذلك عاجزون عن ايقافه بسبب فساد وارتشاء الوزراء ومساعديهم".
قال لي ضابط أميركي برتبة مقدم يخدم أيامها في العراق مفضلاً عدم ذكر اسمه: "في الموقف و المسارين الحاضرين أمامنا خياران ، الأول أن نخسر ويندحر جيشنا، والثاني أن نخسر فقط " وواصل الحديث قائلاً : بأن كلا الخيارين غير مقبولين، الأمر الذي يؤكد - و حسب اعتقاده - الحاجة الملحة لتغيير سريع . وقصد بـ "اندحار جيشنا" أن اميركا كما بعد حربيها في كوريا وفيتنام ستحتاج لسنوات للتخلص من الضغوط والمعاناة في :العـنصر البشري والمعدات ، وأهم من كل ذلك بعد معنويات ومعاناة من بقوا في العراق . وما من شك بأن جنرال الجيش المتقاعد باري ماكفّراي تذكر تلك المخاطر عند تحدثه لمجلة تايمزأوائل 2005 قائلا أن "جيش U.S سيفقد توازنه في الـ 24 شهراً القادمة" لو بقي في العراق" . والـ ( خسارة Losing) في العراق تعني : الفشل بدحر المقاومة العنيفة ، ويعني استمرار التمرد . وبنظر محدثي المقدم عاجلاً أو آجلاً يتشظى العراق ويتعرض لحرب أهلية دامية ما سيؤدي وبالمقابل الى نظام يكون أشد عداءً من الناحية العملية لأميركا مما كان عليه صدام حسين بكثير ، كما قد تتحول في العقد القادم الى ما تمثله طالبان في تسعينيات القرن الماضي في أفغانستان، أي حاضنة وملاذا للقاعدة ومن معها من ارهابيين". "في فيتنام خسرنا فقط" يواصل المقدم الأميركي قائلاً "أما في العراق فالخسارة ستؤدي الى ما بعدها [اي كوارث الشرق الأوسط اللاحقة وهو احتمال ما زال قائماً ولكن وفق مخططات معدة باتقان] .
أما قصة تطور الأحداث في العراق وكيف سارت أو كيف خطط لها فلن تعرف أو تتضح تفاصيلها الا بعد سنوات. لكن استناداً الى ما بات معروفاً حتى الآن فإن الوضع البائس والكئيب اليوم هو صورة ما تجمع في الأعمال الثلاثة الأولى من تراجيديا سنوات الاحتلال الثلاث الأولى . كان العمل الأول Act: ورطة تجاهل الحقائق والوهم .وسيحتاج الأميركان والعراقيون الى سنوات للاستفاقة من اثار قرارات أتخذت [ونفٌذت] و قرارات أخرى أهملت أو لم تتخذ قبل وبعد انطلاق التمرد، وخلال عام الاحتلال الأول .
العمل الثاني : ويشمل ما بين المقترب (النهج) التجريبي والتحدي القوي والتردي البالغ السوء و السريع خلال العام الثاني للاحتلال. ونعيش الآن ( 2006م) مرحلة العمل الثالث : حيث بدأ الأميركان والعراقيون بإصلاح أخطائهم الأولى ولكن ببطء وبعد فوات الآوان .
أما عن العمل الرابع : فيجب أن تزال فيه ومن خلاله جميع الضغوط والتوترات التي خلقت في الأعمال الثلاثة السابقة
منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السباق الى بغداد ترجمة من كتاب التاريخ السري لحرب العراق الحلقة (12)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
هديل صدام حسين(1) :: شؤون دولية-
انتقل الى: