السباق الى بغداد ترجمة لثلاثة فصول 7-9من كتاب : التأريخ السري لحرب العراق .ليوسف بودانسكي
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
عدد المساهمات : 547 تاريخ التسجيل : 08/07/2011
موضوع: السباق الى بغداد ترجمة لثلاثة فصول 7-9من كتاب : التأريخ السري لحرب العراق .ليوسف بودانسكي الخميس ديسمبر 22, 2011 12:50 am
السباق الى بغداد ترجمة لثلاثة فصول 7-9من كتاب : التأريخ السري لحرب العراق .ليوسف بودانسكي الأحد, 02 كانون2/يناير 2011 منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي ترجمة سليم الإمامي الأستخباري كان يتماشى ويناسب المصالح السياسية للقدمات العليا في أدارة بوش ؛مما جعله شديد الأغراء للتطبيق .وكقاعدة لا يميل أولا يريد السياسيون مناقضة أوتحدي أو حتى التشكيك بتحليل أستخباري يؤكد سياسات تقرر [قرروا مسبقاً]الألتزام بها . لذلك صيغت خطط العمليات الأميركية مع تأكيد على أستخدام أد نى حد ممكن من أعداد وحجوم القطعات البرية ؛كانت حالة الجيش العراقي عامل رئيسي في أعداد وتبرير هذه القرارات السياسية بالأساس . وعن ذلك قال ريتشارد بيرل أحد أكثر مستشاري البنتاغون نفوذاً وتاثيراًوأبرزهم في دعم الحرب :’’ أنا لا أعتقد بأن علينا دحر جيش صدام ؛وأرى ان جيش صدام سيدحر [سيخذل ]صداماً ‘‘. طبق نفس هذا المنطق على الحاجة الى منظومة شاملة للسيطرة على عراق مابعد الحرب والقضاء على عمليات الفوضى والأرهاب والتخريب .إذ قادت المعارضة العراقية واشنطن للأعتقاد بأن العراق الجديد والمحرر سيكون شديد الأمتنان للقوات الأميركية ولن يشكل تهديداً أمنيا ً . ’’ستجابه قواتنا بفرح طاغ ومتفجر ‘‘؛ قال وكيل وزير الدفاع بول وولفتز. وحتى مع تدفق التقارير من الأستخبارات وبعضها الأخر من القوات الخاصة الأميركية داخل العراق؛حول الأستعدادات الفعالة للجيش العراقي ؛ كان هناك رفض منظم للتخلي عن الفكرة [ التي ترسخت في أذهان بعض كبار مسؤولي U.S] بوجود عوامل وقوى تدمير ذاتية ستؤدي لأنهيار منظومات الجيش العراقي من الداخل . وقال ريتشارد بيرل في شباط/فبراير [2003] ‘‘ قد تظهر هناك بعض جيوب للمقاومة ؛ولكن فئة قليلة من العراقيين ستقاتل دفاعاً عن صدام ’’ . هذه القناعة القائلة بان الموقف في العراق سيتحكم في النهاية بخطط الحرب الأميركية ؛أثرت في حجم وتأليف القطعات التي أنفتحت وفي ترتيبات التعامل مع عراق مابعد الحرب .وفي 13آذار/مارت؛ أجمل كلاً من : رامزفيلد والجنرالان ريتشارد مييرزوبيتر بيس [رئيس هيئة الأركان ومعاونه ثم خليفته] تفكير أدارة بوش عن الحرب أمام مجموعة من كبار الضباط المتقاعدين ؛ومجموعة من مفكرين أستراتيجيين واخرى من خبراء الأستخبارات .تحددت رؤية البنتاغون بأستخدام حجم محدود من القوة بحدود 70ألف جندي تندفع بـ’حملة صاعقة Lightining drive‘ الى بغداد؛متخطية المدن العراقية الأخرى . سيتم تسهيل هذا السباق الى بغداد بحملة قصف ’ غيرمألوفة ولكن دقيقة ‘ لزرع الرعب والدمار’ Shock and Awe‘-أي بتفتيت وربما القضاء على القيادة العراقية. وأدعى رامزفيلد قائلاً ‘ ’يمكن الأطاحة بنظام بغيض–مكروه – دونما حاجة لشن حرب على البلاد كلها ‘. وتوقع البنتاغون أن القوات العراقية ستترك صدام ؛وأن’ شعب العراق ‘؛سيثور ضد نظام البعث . وبهذه الطريقة أصر البنتاكون على أن الحرب ستنتهي سريعاً ’ باسابيع وربما بأيام‘؛ ومع سفك القليل من الدماء الأميركية أوالعراقية . أما الجنرال المتقاعد باري مككافري؛الذي قائد فرقة المشاة الألية /24؛ في حرب الخليج 1991؛والذي حضر أيجاز /13آذارهذا ؛ فقد حذر من تجاهل مخططي الحرب لـ ’كارثة سياسية/عسكرية ‘؛إن ثبت خطل ما بنيت عليه خطط البنتاكون من أفتراضات ؛ ومضيفاً ’’ لقد أختاروا خوض المعركة بقوات برية وبقدرات غير كافية مالم تثبت صحة ودقة أفتراضاتهم ’’. جرت وفي الوقت نفسه محاولات وساطة يائسة في الدقائق الأخيرة لضمان فهم واستعاب صدام لجسامة الموقف وما يحيط به .وقد ساهم أشخاص كثيرون –معظمهم من العرب - ممن سبقى لهم وأن أقاموا علاقات شخصية مع صدام ؛في تلك المبادرات والجهود .بما فيهم رجال أعمال أردنيون وشركاء لأبناء صدام ؛ورجال أعمال مصريين ؛وتجار نفط وأخرين ’ممن أستفادوا من الحصار ‘؛و وزراء أردنيون . ووفقاً لمسؤولين أردنيين تابعوا وراقبوا بعض تلك الأتصالات ؛فقد وأد الكثير من تلك المحاولات لـ ’’أصرار أدارة بوش على شرط واحد لأنهاء [تجنب] الحرب ؛هو : تنازل صدام عن السلطة وتركه العراق .رفضت بغداد الشرط باصرار مطلق ؛وعرضت وبالعكس ترتيبات أخرى‘‘ . ولكن مصادر عراقية في بيروت والقاهرة واصلت التأكيد على أحتمال التوصل الى ترتيب معين ؛بل وسربت أجزاءً من تسوية سيسر بغداد قبولها .لقد أستند حل بغداد على فكرة ’’ بقاء صدام رئيساً لجمهورية العراق ولكن ضمن نظام وصيغة برلمانية ؛يمسك رئيس الوزراء فيه بالسلطة التنفيذية الحقيقية ويتحول صدام الى هيكل فخري بدون سلطة حقيقية ‘‘.وتصر المصادر العراقية على قناعتها وعثورها على طريقة لأقناع واشنطن بقبول ودعم المقترح .وأوضحت تلك المصار العراقية بـ أن تلك التسوية ’’ إذ ستعطى الولايات المتحدة نفوذاً ومكانة خاصتين وغير معلنتين في مسألتي النفط وفي تشكيل المؤسسة العسكرية العراقية ؛وكذلك بحل جميع الخلافات السياسية التي أثارها صدام اقليمياً ودولياً وتحت مظلة فخرية أو شكلية للأمم المتحدة ‘‘ . كان الجهد أو المحاولة الأخيرة والفريدة لتجنب الحرب والتي حضيت بمكانة خاصة ًهي التي تولاها رئيس جمهورية لبنان الأسبق والصديق المقرب لصدام منذ ثمانينيات القرن الماضي 1980s؛ أمين جميل والذي أقنع بدوره صدام حسين بمقابلة مسؤول [أميركي] جاء معه في 8آذار/مارت-وهو عقيد كبير السن كان وراء الدعم الأميركي والسري للمجهود الحربي خلال الحرب العراقية الأيرانية في الثمانينيات والذي حضي بصداقة صدام أيامها .قابلهما صدام بود وصداقة حقيقيةحين قدم له جميل رفيقه العقيد الأميركي . ومع ذلك توتر الموقف والمناقشة حين أكد العقيد لصدام بأن U.S؛ ستعمل على أغتياله بعد نفاذ مهلة الأنذار في19أذار/مارت.والسبيل الوحيد لتجنب محاولة الأغتيال هذه هو بقبول صدام المنفى وترك العراق الى مصرأوالسودان أو سوريا أو أي بلد يرضى بأستضافته . أحتد صدام ورد بشدة ’سأموت ولن أستسلم ‘. كرر العقيد تلميحاته ؛عندها هدد صدام بقطع راس العقيد وأرساله داخل صندوق الى بوش .فأكد العقيد لصدام بأن أمراً كهذا سيعجل بأندلاع الحرب و فوراً . فرد صدام قائلاً ’ أنا لا أخاف الموت أبداً ‘. واصل العقيد محاولته أقناع صدام بعدم قدرته على البقاء الى مالانهاية لا قابعاً في ملجأه ولا حتى بين بين أبناء شعبه حال بدء القصف .لم يزد صدام وهو في قمة أنزعاجه عن تحريك يديه لأظهار معارضته وأستياءه .ثم مد يديه مودعاً العقيد وأمين جميل بالكثير من الود الدافئ ؛بعد إن سأل جميل ليمكث فترة أطول في العراق .وبقي هذا فعلاً حتى 12آذار/مارت. خلص كلاً من أمين جميل والعقيد الى أن صدام حسين قد حسم أمره وأنه قرر القتال . في 14آذار/مارت ؛أبرقت الأستخبارات العسكرية الروسية (GRU)؛الى الكرملين أن القوات الأميركية في الخليج العربي دخلت حالة أستعداد قتالي عالية وأنها جاهزة لشن حملة عسكرية خلال 3-4 ساعات وفور تسلمها الأمر بذلك . بل وأكدت (GRU)؛بأن جميع أوامر وخطط القتال قد وصلت جميع المستويات ذات العلاقة في قيادة القطعات وحتى مستوى أمري الأفواج نازلاً . جاءت تقارير الأستخبارات [الروسية ] لتؤكد الأنطباع السياسي لدى الكرملين بان أدارة بوش ستذهب الى الحرب دون أنتظار لتخويل مسبق من مجلس أمن الأمم المتحدة بذلك .لذلك قررت روسيا القيام بمحاولة أخيرة لمنع الحرب .وفي 17آذار/مارت أوفد الرئيس بوتين ؛بريماكوف ثانية الى العراق لمقابلة صدام ومحاولة أقناعه بالتنحي .وفي بغداد أبلغ بريماكوف صداماً بأنه جاء بغداد حاملاً رسالة شفوية من بوتين .وأضاف بريماكوف بان ’’ الرسالة هي أن عليه[ صدام ]التنحي لمنع [أو لإيقاف] معاناة الشعب العراقي ؛والتي ستكون وخيمة إن أندلعت الحرب ‘‘.في البداية أقتصر اللقاء على بريماكوف وصدام فقط وحيث دارت بينهما مناقشة شخصية وطويلة رواغ صدام طويلاً حول سبب زيارة بريماكوف .بعدها أصر صدام على ضرورة أعادة بريماكزف رسالة بوتين الشفوية بحضور طارق عزيز .ولاحظ بريماكوف فيما بعد أن صداماً لم يرد ولم يعلق على الرسالة .ويتذكر بريماكوف أن ’’ صدام ربت على كتفي ثم غادر الغرفة ‘‘. خطط بضعة وزراء خارجية عرب للذهاب الى بغداد لأقناع صدام بمغادرة العراق ألا أنهم لم يسمح لهم بزيارة العراق .فصدام الذي تجاوز ونجى من صدمات وعثرات كثيرة ظل مقتنعاً بقدرته هذه المرة على المراهنة على الزمن والظروف ومرواغة جميع أعداءة مجدداً . وصدام الأن بأنتظار تنامي غضب العرب الى الحد الذي يفرض معه بقاءه –أي صدام –في السلطة وان يضغط العرب على واشنطن لأيقاف الحرب قبل أن تلتهب المنطقة بكاملها بلهيب [الثورة والفوضى ] .’’ أرسل صدام أشارات عن أستعداده لمناقشة تخليه عن السلطة ‘‘ قال ذلك مصدر أستخباراتي غربي رفيع لـ ’ستيف رودان ؛من MENL's .’’ وكل ذلك وحتى الأن تكتيك ومحاولات .حتى أذا أندلعت الحرب سيكون بوسع صدام القول لحلفاءه العرب بانه رغب بانهاء الحرب وتجنب أية هجمات باسلحة الدمار الشامل في مقابل ممر أمن له ليترك العراق . كانت تحركات قطعاته العسكرية تهدف وأكثر من اي شيئ أخرلأعطاء الضغط الدولي وقتاً كافياً ليفعل فعله على واشنطن لوقف الحرب ‘‘. لكن كان لدى واشنطن هذه خططاً أخرى . في 17آذار/مارت ؛ألقى بوش خطاباً متلفزاً منح خلاله صدام حسين وولديه 48ساعة فقط لترك العراق دون أية حصانة أو حماية .قال بوش :’’ رفضهم تنفيذ ذلك سيشعل نيران حربٍ دموية ؛ ستبدأ حين نريد ‘‘. وكرر الرئيس بوش عرضه للقوات العراقية المسلحة عدم أبداء أية مقاومة نظير توفير ما سيحتاجوه من مواد تموينية وأدوية ؛ ومهدداً في الوقت نفسه بمجابهة أية مقاومة عراقية برد مدمر ‘‘ . ثم كرر بوش تأكيده للقوات وللمؤوسسات الأمنية العراقيتين بضرورة تعاونهما مع القوات البريطانية والأميركية لأجل مصلحتيهما هما ولمستقبل العراق مؤكدا ً ’’ أدعو جميع منتسبي القوات العسكرية وخدمات الأستخبارات ؛أن عليهم إن أندلعت الحرب عدم الدفاع عن نظام ميت [متهاوي] ولايستحق تضحياتهم بحياتهم من أجله ‘‘. رفض صدام أنذار بوش الأخير كلية –فلم يترك من خيار أخر سوى الخرب . بغض النظر عن أنذار بوش [وتوقيته ]؛ فقد كانت U.S؛قد بدأت حربها مع العراق فعلاً . ففي 7آذار/مارت أكدت أصرت مصادر كويتية على أن الحرب قد نشبت فعلاً . لقد شن الطيران البريطاني والأميركي غارات قصف أستراتيجي على المسالك الجنوبية!الى بغداد ؛بحجة خرق الطيران العراقي أومر الحضر الجوي ومنعه من التحليق فوقها No-fly-zone. ومع ذلك لاحظت تلك المصادر الكويتية أن بعض تلك الغارات الجوية شنت ضد أهداف أستراتيجية شمال مناطق حضر الطيران .وفي 9آذار/مارت ؛ بدأ المارين الأميركي بإزاحة السواتر الترابية على طول الحدود الكويتية –العراقية .لقد أزيلت تلك السواتر في 33قاطع (موقع )؛وبالشكل الذي سيسمح بأندفاع الوحدات المدرعة سريعاً نحو جنوب العراق .تزايدت وفي الوقت نفسه أعداد دوريات الطائرات المقاتلة في سمائي الكويت والعراق . وفي اليوم التالي [20آذار/مارت]شنت الطائرات البريطانية والأميركية سلسلة غارات جويةعلى خمسة مراكز أتصالات في جنوب و وسط العراق - كان بعضها ضمن منطقة بغداد . كانت جميع الأهداف مجهزة بسيطرات طوعيةً (أوتوماتيكية) لأتصالات ’ألياف بصرية fibre-optic‘؛ والتي تراقب سابلة الرسائل و تعيد توجيه الرسائل الأتية عبر خطوط أعطبت الى خطوط سالمة .ألقت الطائرات كذلك منشورات تحذر القطعات العراقية من الأقتراب عن المدن ؛وعلى الأخص بغداد ؛وإلأ ستتعرض لقصف جوي مدمر . يوم 11آذار/مارت ؛قدرت القيادة الوسطى CENTCOM؛أن U.S؛قد دمرت جميع بطريات مدفعية ضد الجو المنفتحة جنوب وشمال العراق .وتولت الطلعات الجوية الأخيرة رصد وتحديد ما نشر(أنفتح) قرب الحدود الأردنية والسورية من أسلحة ومعدات - وبالذات من منظومات الدفاع الجوي التي لا علاقة لها بموضوعة No-fly-zone؛ ولكنها قد تعرقل العمليات الجوية للطيران البريطاني والأميركي خلال الحرب .لم تعد U.S؛ معنية حتى بالتظاهر بأن لعملياتها الجوية أية علاقة بقرارات الأمم المتحدة بعد . وقال الجنرال مييرز موضحاً ذلك بأننا ’’ولمزيد من الضغط على النظام العراقي لنزع سلاحه فقد صعدنا عمليات المراقبة الجوية الجنوبية ‘‘؛ثم مضيفاً ’’لقد طيرنا عدة مئات من الطلعات الجوية يومياً؛منها 200 ؛أو300؛ فوق منطقة الحضر الجوي الجنوبية ‘‘. وفي ليلة 14آذار/مارت ؛أشركت U.S؛اقاصفتي B-1؛كجزء من تشكيل جوي قاصف كبير ضد أهداف غرب العراق ؛وبالذات ضد قاعدة H-3. ولكن هذه الغارة الجوية التي لم تجابه باية مقاومة فعالة فشلت بتدمير منظومة ومعدات صواريخ سكود المنفتحة في المنطقة و/أولأستخدامها ضد أسرائيل . كان رد فعل العراقيين وفي الوقت نفسه لتصعيد هجمات التحالف محيراً ومثيراً؛إذ وفي 15آذار/مارت ؛أمرت بغداد فرقة الحرس الجمهوري’ توكلنا على الله ‘بترك مواقعها جنوب العراق وأعادة أنفتاحها في محيط بغداد !؟. لاحظت أستخبارات U.S؛واسرائيل وفي وقت واحد ظهور ’طبعات Image‘ صواريخ بالستيقية غرب العراق ؛ولكن دون تحديد موقع معين لها كما لم تؤكد المعلومة أو تحدد من مصادر أخرى . في 16آذار/مارت ؛تولى صدام حسين بنفسه القيادة المباشرة للقوات الجوية وقوات الدفاع الجوي وقوات الصواريخ .ولم تقدم بغداد تفسيراً لهذا القرار.في ليلة 17آذار/مارت لاحظت أستخبارات U.S؛وأسرائيل ظهور’ طبعة ألكترونية Electronicsignature‘ – وهي نمط متميز ويمكن ملاحقته من الأتصالات الألكترونية – ما يشير الى توزيع رؤوس وقنابل كيمياوية وبايولوجية الى تشكيلات قتالية في جنوب وغرب العراق . ترك العراقيون[تعمداً ] ظهور هذه الصورة كعلامة تهديد وردع للأميركان . وبدءً من منتصف آذار/مارت عبرت الحدود العراقية وفي كل ليلة مجموعات متزايدة من القوات الخاصة وزمرCIA ؛ لتنفيذ مهام أستخبارية محددة ؛و/أو للبحث عن صواريخ بالستيقية؛ و اسلحة دمار شامل وأهداف حيوية أخرى.شنت عدة عمليات مركزة بحثاً عن صواريخ سكود في مجمع وقاعدة (شعب الحيري) غرب العراق ؛وهي منطقة مفضلة لعمل وحدات الصواريخ البالستيقية .تولت القوات الخاصة مراقبة ودراسة الطرق المحتملة لمرور قوات الغزو البرية عبرها للتأكد من عدم وجود أية مباغتات.وفي ليلة 19آذار/مارت وحدها؛ دفعت U.S؛ (31 ) مجموعة قوات خاصة – تضم أكثر من 300 رجل – مع عدد قليل من وحدات قوات خاصة SAS؛ بريطانية وأسترالية داخل العراق . كان هذا أرسال أو تسلل رئيسي ؛رافقته عدة مفارز تسللت هي الأخرى من الأردن والسعودية ؛بينما تسللت عناصر الأخرى بسمتيات (هاليكوبترات ) مطورة حطت عميقاً وخلف الخطوط العراقية . تولت بعض هذه المجموعات الأتصال مع وتعزيز بعض مجموعات صغيرة من قوات خاصة وزمر CIA ؛ العاملة داخل العراق .بينما أنطلقت مجموعات أخرى لأداء ما عهد اليها من مهام .وخلال الليلتين التاليتين ؛هبطت مجموعات قوات خاصة أضافية أخرى من - U.S؛وبريطانيا و أستراليا- في العمق العراقي؛وعلى الأخص في مناطق كردستان البعيدة ؛وقرب الحدود السورية . رغم ما يفترض بأن تسلل القوات الخاصة وعملياتها داخل العراق كان سرياً ؛فقد كان وجودها معروفاً للروس منذ البداية .وأورد تقرير للأستخبارات العسكرية الروسية GRU؛الى الكرملين في 19آذار/مارت بوجود ’ حوالي (30 )وحدة أستطلاع وأخرى لشن عمليات و هجمات تضليل قد تسللت أوأسقطت (أنزلت) في العراق من قبل بريطانيا وU.S. كانت المهمة الرئيسية لهذه الوحدات هي جمع معلومات عن الأهداف المقبلة لأسراب وموجات الطائرات الرئيسية لشن الضربات الجوية ‘. وأكثر من ذلك ففي تلك الليلة ( بتوقيت العراق) ؛أمرت القيادة العليا لقاطع الناصرية السكان بالبحث عن ’عناصر قوات خاصة لـ U.S؛والتي تسللت في منطقة الحدود في اقصى جنوب العراق ‘‘. وحذرت الرسالة بأن خلاف ذلك ؛ومالم يتم أيقاف تلك القوات الخاصة فـ ’’ستستغل الأراضي العراقية لشن عمليات قتالية برية ‘‘ .لكن ورغم غارات البحث الواسعة النطاق التي تولتها القوات العراقية ؛ودوريات قوات الأمن المحلية الكثيفة لم تكتشف أية مفارز قوات خاصة لـ U.S؛ولا لحلفاءها وبالتالي لم تفشل أياً منها في أداء مهامها . خلال يوم 19آذار/مارت ؛ورغم العواصف الرملية الكثيفة ؛بدأت القوات الأميركية والبريطانية تصعيد حملتيهما البريتين على طو ل الحدود الكويتية . فسيطرت القوات الأميركية الأمامية ’Advanced forces‘على جميع الأرض الحرام ؛أي’ المنطقة العازلة no-man,s land ‘ بعرض ( 10)أميال بين العراق والكويت بما فيهاحقل الرميلة الكبير جداً .عبرت مفارز صغيرة من قوات U.S؛ خط الحدود العراقي قرب القاعدة البحرية العراقية الوحيدة في أم قصر. متذرعة بحجة وقوع أشتباك بين زوارق تهريب عراقية وأخرى كويتية لمحاولة العراقيين زرع ألغام في الليلة السابقة . نفذت بحرية U.S؛خلال النهار عمليات صيد في الخليج العربي ومدخل شط العرب بحثاً عن وزارق أنتحارية نٌشرت هناك لمهاجمة سفن وبوارج أميركية وبريطانية . و بوقت ىمبكر من اليوم نفسه تقدمت قوات كبيرة من مارين بريطانيا و U.S؛نحو الجزء الشرقي من المنطقة ثم عبرت بكاملها تقريباً . ثم وخلال اليوم نفسه أخترقت عناصر من قوات U.S؛و بريطانيا الى عمق( 10-15)ميلاً داخل العراق وأندفعت شمالاً رغم العواصف الرملية الكثيفة . تقدمت تلك القوات عبر محورين متمايزين – الأول نحو البصرة [بريطانيا] والثاني بأتجاه الناصرية[مارين U.S] .وفرت حاملة طائرات الأميركية ؛ ’لنكلن USS lincoln‘ أسناداً جوياً متقطعاً من طائراتها .كانت تلك بداية طيبة؛ فقد أستسلمت عناصر فوجي مشاة عراقيين كانا شمال الشريط منزوع السلاح حالما رأوا القوات المتقدمة نحوهم .قصفت وفي الوقت نفسه طائرات F-18s؛ القطعات والمنشئات العراقية قرب الحدود الأردنية غرب العراق . وقع ذلك المساء أول أشتباك بري على الطريق نحو البصرة .فقد هاجمت قوة من مارين U.S؛ قوة دفاعية بحجم فوج أحتلت نطاقاً دفاعياً لحماية الطريق العام على مبعدة 12ميلاً تقريباً شمال الحدود الكويتية .ضمت القوة العراقية حوالي( 40)دبابة وحوالي (25)قطعة مدفعية ثقيلة !؟. هاجم المارين الخط الدفاعي الأول ؛بينما تولت طائرات أميركية وبريطانية قصف قطع المدفعية الساندة . وحسمت المعركة باشتباك حاسم وشديد بعد الظلام تفوق فيه التدريب الأميركي الرائع على العمليات الليلية وفي أستخدام معدات القتال الليلي ومنظومات تقريب ميدان المعركة ’Battle-awareness‘؛التي أثبتت أهميتها الحاسمة بدحر قوة عراقية متخندقة بشكل جيد .بعدها أنحرفت قوات التحالف شرقا ًوبدأت بتعزيز جبهة دفاعية!!؟ بأتجاه أم قصر و البصرة . كانوا يدفعون قوات الدفاع العراقية الرئيسية الى الخلف بأتجاه المدن وبعيداً عن الساحل وعن تسهيلات الميناء تمهيدا ًلتسهيل عمليات أنزال التحالف للتعزيزات في الميناء . مازالت تشكيلات المدفعية العراقية الكبيرة والموزعة على خطوط ومواضع متعاقبة ؛ تشكل التهديد الرئيسي . أشارات تقارير أستخبارات U.S؛الى أن بعض بطريات المدفعية تلك قد جهزت بقنابل كيمياوية .وخلال الليل ؛واصلت طائرات بريطانيا وU.S؛ قصف مواضع المدفعية العراقية دون جدوى فلم تكن الغارات الجوية مؤثرة كثيراً بسبب العواصف الرملية . لم يكن أستخدام السمتيات ممكنا على الأطلاق خلال العاصفة . خلال تلك اللية جاء ممثلوا فرقة المشاة/11؛(فق مش/11) ؛وفق آلية/51؛الى مواضع القوات الأميركية المتقدمة عارضين التفاوض للأستسلام .كان واجب تلك الفرقتين هو : حماية المقتربات الجنوبية لحقول نفط الجنوب .ثم وكما أتضح بعد أيام من ذلك ؛ان العملية برمتها كانت جزءً من خطة مخادعة عراقية صيغت لتأكيد قناعات مسبقة لأستخبارت U.S؛من أن القوات العراقية سوف لن تقاتل . رغم أن الضربات الأميركية الجوية الكثيفة والمدمرة صباح 20آذار/مارت (توقيت بغداد) قد بدأت الحرب على العراق رسمياً ؛ألا أن العمليات البرية تواصلت بأستمرار وفق الخطط و التوقيتات المقرة؛ والتي نصت على ان : تبدأ الحرب ليلة الـ20 منه. وفي الكويت صرحت مصادر دفاعية أميركية بأن ’’ من المتوقع بدء هجوم كثيف ٍعلى العراق أواخر يوم الخميس ( 20آذار/مارت)؛ أو مبكراً يوم الجمعة 21/منه ‘‘و أن ذلك ’ الهجوم سيتألف من ضربات جوية وبرية وبحرية لأهداف عراقية ‘‘ ألا أن قادة ميدانيين محليين أميركان وبريطانيين لم يكونوا على علم بضربات بغداد ؛ وأنهم شرعوا وعلى الفور بتسريع قفزات تقدمهم . جوبهت موجة الهجوم الأولى بنيران مدفعية عراقية كثيفة ؛ مما أوجب أستدعاء الأسناد الجوي لمعالجة هذا الصد/التصدي .لكن وعلى العكس من هذا الراي أوالتحليل فأن ردود فعل العراق الأولى كانت سيئة ونذير شؤم . إذ ووفقاً لمصادر رفيعة في دول الخليج ؛فقد ’’ دعى عدي صدام حسين فدائيي صدام للتهيوء للأستشهاد ‘‘. وستتضح أهمية هذا الأمر في الأيام القليلة القادمة ومع تواصل أندفاع القوات الأميركية والبريطانية داخل العراق . في مابعد ظهيرة ذلك اليوم ؛أطلقت القوات العراقية خمس أوستة من صواريخ أرض -ارض الصمود وصواريخ سكود في ثلاث صليات (ضربات) بأتجاه مواضع الجيش الأميركي شمال الكويت . اىأطلقت تلك الصواريخ من موضعين – أ .في شبه جزيرة الفاو وب .من جنوب بلدة (سوك الشيوخ). أطلقت صواريخ باتريوت للتصدي للصواريخ العراقية ؛ولكنها لم تسقط سوى صاروخ صمود واحد؛ ورغم عدم أصابة أي شخص بسبب صوارخ العراق ؛ألا أن السلطات الكويتية أمرت بأطلاق صفارات أنذار الدفاع المدني لمدينة الكويت خوفاً من هجوم أو ضربة بايولوجية .دعت تلك السلطات الكويتية السكان لأرتداء أقنعة الغاز . بعد دقائق أهتزت المدينة بفعل أنفجار مدوي سببته موجة صواريخ عراقية ثانية فشلت صواريخ باتريوت بالتصدي لها أو أسقاط أي منها . ورغم ذلك لم تقع أية خسائر بالأرواح هذه المرة أيضاً. مع ذلك رأى معظم المراقبين أن هجمات الصواريخ العراقية بداية لحملة [عراقية] أشد كثافة .عكس رأي مسؤول أيراني دفاعي [عسكري] رفيع جداً دلالات التحليل السائد للموقف إذ قال هذا المسؤول الأيراني ’ نظراً لتمتع U.S؛ بفائقية كبيرة في الحرب الألكترونية/فقد أخفى العراق مواضع صواريخه ليتعذرعلى U.S؛كشفها. لذا بدى الأمر لبعض الوقت وكأنها ستطلق صواريخها ضد أهداف U.S؛ بما فيها أسرائيل ‘‘؛مضيفاً ’’والعراق لابد وسيقصف أسرائيل ‘‘.[ يا له من تحليل جبار] . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ترجمة بتصرف لهامش أو ملحق بالفصل أعلاه وبعنوان : ’ ملاحظات :السجل التأريخي ‘ ص531-7. أثرت أمكانية تنفيذ العراق لمخادعة أستراتيجية على حجم ونوعية دعم U.S؛للمعارضة ضد صدام حسين ؛والى الحد الذي الأضرار بها والى حد الأسهام بتدميرها؛ سيما أذا أخذنا سجل السوفييت التأريخي في هذا النوع من العمليات . فبين 1917وحتى منتصف الخمسينيات 1950s؛واجه النظام السوفيتي مقاومة مسلحة ومعارضة داخلية شعبية واسعتين .وللتعامل معها أستنبط السوفيت أستراتيجية(نهج وأسلوب) خاص بخلق ويالتالي تدمير تلك الحركات والمجموعات المعادية من جهة ؛وبأختراق وخداع دوائر الأستخبارات الغربية التي خططت للتدخل لمساعدة تلك المجموعات المعادية للسوفيت ومساعدات وبالتالي تسيير تلك الحركات بمايخدم أهداف السوفييت من جهة وللأستيلاء على المساعدات الغربية السخية من جهة أخرى. ووفقاً لهذا النهج فقد نجحت دوائر مكافحة التجسس السوفيتية بدءً من الجيكا Cheka ؛والى KGB؛ بتحويل المساعدات الغربية بعيداً عن المعارضة الحقيقية للشيوعية والمجاهدين من أجل الحرية وتوجيهها الى منظمات وجبهات من صنع السوفييت .وفي معظم الحالات تقريباً حضيت تلك التنظيمات الكاذبة بنجاح غير متوقع مدها بزخم وأندفاع لم يدع أية فرصة لكشف الخداع السوفيتي . يثير السجل السوفيتي في الحقيقة الدهشة والأعجاب :فبعد أمد قليل من ثورة 1917؛قررت دائرة الأستخبارات السوفيتية Cheka؛ شلً ومحاصرة الشبكات المعادية والعديدة لخصومها والتي تمحورت حول المهاجرين واللأجئين الروس في الغرب والتي تدعمها أجهزة المخابرات ( الخدمات السرية) الأوربية ؛وذلك بتوجيه أنظار أجهزة المخابرات الغربية تلك نحو تنظيمات المعارضة الكاذبة التي صنعتها المخابرات السوفيتية وتعرف – الثقة The Trust- على أنها منظمات معادية حقيقية للنظام البولشفيكي .ويوم قررت موسكو أنهاء عمليات الخداع ؛كانت الـ Cheka ؛قد قضت نهائياً على جميع قوى المعارضة الوطنية الداخلية . كان جميع قادة ومدبري تلك المعارضة المهمين بما فيهم جنرال ’سافنكوف ‘وعميل الخدمة السرية البريطانية السرية سدني رايلي ؛ في شراك السوفييت ليواجهوا الموت أخيراً على أيدي الـ Cheka.وأكثر من ذلك ؛فأقتصادياً وعبر السياسة الأقتصادية الجديدة NEP ؛ وبمتابعة القسم الأقتصادي في – الثقة The Trust- أنتهى الغرب بتمويل الأقتصاد الروسي الذي كان يستعيد عافيته وبتعزيز سيطرة البولشفيك . ولم يكن السوفييت أقل نجاحاً في مخادعته الكبرى بالقضاء على ثورة ’بيسماشي‘ في وسط أسيا والقوزاق والتي قادها أحفاد ’شامل Shamil‘(الثائر الأسطورة في منتصف القرن التاسع عشر ).في هذه المرة أنشأ السوفييت مجموعات خاصة تظاهرت بأنها من جماعة’البيسماشي‘ وبدأت هذه [المنظمات العميلة للسوفييت ]العمل قرب المناطق الحدودية ولفتت أنتباه قطعات كثيرة من الجيش الأحمر؛وبدأت تتصل بالأستخبارات البريطانية والتركية /ونجحت في النهاية بالحصول على مساندتيهما الكاملة .وخلال تنقلها أواسط أسيا ؛نجحت بكسب وتنظيم قوات حقيقية من البيسماشي في مفارز [خولت بـ]مهاجمة وحدات الجيش الأحمر .وفي النهاية قاد ذلك الى أغتيال جنرال أنورباشا في 4آب/ أوكست1922 ؛من جهة والى أنهيار حركة البيسماشي . ومابين 1925و1930 ؛أغارت القوات السوفيتية العاملة في أفغانستان على بقايا مجموعات البيسماشي ودمرتها ؛منهية بذلك جميع قوى العارضة والمقاومة داخل الأتحاد السوفييتي . وبعد الحرب العالمية/2؛بقليل أنتشرت موجات من المعارضة الواسعة من القوى القومية المتحمسة ضد الشيوعية في أوربا الشرقية .إذ تحركت عناصر أثنية معينة في البلطيق و أوكرينيا وبولندا وحتى ألبانيا لمقاومة الشيوعية . تشكل تحالف من مخابرات غربية تقوده CIA؛والمخابرات البريطانية SIS؛ لتوفير مساعدات عسكرية ضخمة ومالية لتلك الشعوب مع تركيز خاص على تدريب بعض المهاجرين واللأجئين ليتولوا قيادة تلك المنظمات والقوات وأسقاط بعضهم بالمظلات الى بلدانهم السابقة ليتولوا قيادة الثورات القومية التي أشتد أوارها سريعاً . فتحركت NKVDs؛ ’الأستخبارات السوفيتية ‘بسرعة للقضاء عليها وابادتها . تمثل أحد الأجزاء المهمة لمكافحة الأستخبارات (الأستخبارات المضادة)السوفيتية بالعمل على تحويل الدعم والمساعدات الغربية بعيداً عن حركات التحرير الحقيقية .أرسل العديد من عناصر NKVDs؛وكذلك من بعض القادة الوطنيين الحقيقين ممن أخضعوا كرهاً أو أبتزازاً لأختراق الحركات القومية في أوربا الغربية وفي بلدانهم الأصلية . كما أخترقت NKVDs؛ أو أنشأت العديد من المنظمات المعارضة الشكلية (الشبحية ) وسمحت لها بمهاجمة بعض وحدات محلية من المليشيات السوفيتية ومهاجمة أهداف حكومية أخرى لضمان بعض المصداقية لعملها ؛ وكي يسهل على قادتها – من عناصر متقدمة في NKVDs- التسلل الى الغرب كممثلين حقيقيين لشعوبهم ولتقديم شروح وأيجازات عن الموقف في بلدانهم .وأكثر من ذلك تسلم هؤلاء المساعدات العسكرية ومعدات جمع الأستخبارات .وهكذا ظهرت أو بدأت دورة أو حلقة كاملة ومفرغة تتولىNKVD ؛تمرير معلوما ت كاذبة عن حركات تحرير صورية وتتلقى بالمقابل مساعدات مالية وعسكرية . وبعد فترة وجيزة أصبح الغرب رهين خداع NKVD ؛ ومن وضعتهم في طريقه من صنائعها وعملاءها؛ في الوقت الذي غدرت فيه بقادة وعناصر المقاومة الحقيقية وسلموا الى السوفييت بفضل جهود NKVD ؛ و[غباء ولامبالاة] CIA؛و SIS؛ اللتان كانتا تلحان على تلك العناصر [الأسلامية ]الوطنية بالأتصال بعناصر المقاومة المدعومة [المصنوعة من قبل]الـ NKVD .أما عناصر المقاومة المحلية والحقيقية التي رفضت السير في المخطط الغربي الكبير !!؟ فقد حرمت من أية مساعدات غربية. لذا بات قضاء السوفييت النهائي على [المقاومة الأسلامية والثورة القومية] مسألة وقت لا أكثر .وفي منتصف الخمسينيات 1950s؛ كانت NKVD ؛ قد دمرت وبنجاح تحسد عليه جميع قوى المعارضة الداخلية ودمرت كذلك جميع الجماعات المسلحة الفاعلة على طول الأتحاد السوفيتي .بعدها قررت NKVD ؛ أنهاء العملية مؤكدة ضحالة وغباء الجماعات التي دعمتها CIA؛ و SIS. تناول ’ توم باور‘ في دراسته الهامة ’ Red Web The الشبكة الحمراء ‘؛ تفاصيل مثيرة عن عن كيفية مداولة الـ’ KGB ‘ للمقاومة الوطنية المدعومة من SIS؛ مابين 1944-55 ؛محدداً المصادر الرئيسية للفشل الماساوي لكلا الطرفين SIS؛ وثوارالبلطيق الذين ساندتهم قائلاً ’’ لقد صدقت SIS؛ خدعتها التي صنعتها بنفسها وبرضاها ؛ثم صدقت نجاحها [الوهمي] ‘‘. لجأت المخابرات السوفيتية الى نفس الطريقة خلال حربها في أفغانستان حالما عرفت بأن الولايات المتحدة تحشد طلائع جهد دولي لدعم المجاهدين الأفغان .ونظراً لأن أكبر عملاء ومدلل ISI؛ (المخابرات الباكستانية )والمتلقي الرئيسي لمساعدات CIA؛والسعودية ؛أي قلب الدين حكمتيار وقادته يعملون جميعاً للأتحاد السوفييتي بدرجة كبيرة ومنذ ثمانينيات القرن الماضي 1980s. كانت القيادات العليا لحزب أسلامي والذي يتولى قيادته وكماهو معروف قلب الدين حكمتيارنفسه؛ تشكل عنصراً مهماً وحاسماً في عملية المخادعة السوفيتية الكبرى ضد U.S؛ وتهدف الى شل وتدمير المقاومة الأفغانية .وعلى سبيل المثال ؛ فمذ تصعيد القتال داخل أفغانستان عام 1979؛كان القتال الرئيسي الذي تولاه حزبي أسلامي موجهاً وبالأساس ضد فصائل مقاومة أفغانية أخرى .وقال المرحوم القائد عبد الحق بأن ’مشكلة قلب الدين حكمتيار هي أنه قتل من المجاهدين [ الأفغان] أكثر مما قتل من السوفييت ‘.وعام 1989؛ تولى رجال حكمتيار80%من عمليات أقتال المقاومة داخل أفغانستان .ولم يهدف هذا القتال للسيطرة المحلية أو للأستحواذ على الموارد وحسب بل لتحجيم وأحتواء تطور قوات المقاومة المسلحة الى الحد الذي قد يضر الحكومة المحلية (حكومة جمهورية أفغانستان الديمقراطية )فيما بعد . كان أحد أنجح القادة/عملاء KGB ‘هو عميل ’ KGB ‘العريق’ Shirgol‘ ؛ المعروف بـ ’ الدرويش‘ ؛مابين 1984-7؛وكان من كبار قادة ’حزبي –أسلامي ISI‘ في منطقة ’بارافان ‘. و في أوائل الثمانينيات 1980s؛ تطوع شيركول في المخابرات الأفغانية ’ KhAD‘؛ ثم بدأ يتسلق المراتب فيها حتى رفع أمره الـ KGB. تولى شيركوف في البداية مقاتلة فصائل مقاومة أفغانية أخرى في منطقته وبأمر من KhAD‘؛ومبرراً ذلك أمام الحزب الأسلامي ’ISI ‘بتعزيز سيطرة ’’ قلب الدين حكمت يار ‘على المنطقة ‘‘. ولأنجاح حملته هذه تلقى المزيد من الأسلحة بما في ذلك صواريخ أرض-أرض ؛وأرض –جو .وخلال العامين القادمين شكل نواة قوة من 50مجاهداً مخلصين له شخصياً ؛وقد تبعوه في النهاية الى ’كابل‘أوائل 1987؛ فيما عرف بأكبر أنقلاب دعائي للنظام الشيوعي . كان أعظم أنجازات شيركول (الدرويش)؛هي المخادعة الأستراتيجية الكبرى بدعم فعال من قلب الدين حكمتيار ضد CIA؛ و ISI ‘. فخلال منتصف 1980s؛ كانت CIA؛و ISI‘ يخططان لضربة أستراتيجية شجاعة بأستخدام أفغانستان كنقطة أنطلاق لأختراق وربما لتحريك وتثوير وسط أسيا السوفيتية . أدعى حكمتيار أن لديه أنصار من لاجئي وسط أسيا في أقليم بارفان ؛ثم أقنع CIA؛ بتعيين شيركول قائداً للـ ’’الجيش الأسلامي ‘‘ المعد لتحرير بخارى وجميع وسط أسيا السوفيتية .وبعد حصوله على مساعدات ضخمة تولى أتباعه في أقصى شمال غرب أفغانستان أقناع السكان المحليين ؛والكثير منهم من أبناء عائلات (بيسماشي) التي فرت من الأتحاد السوفيتي في 1920s,و 1930s ؛ لينظموا للحزب الأسلامي لتشكيل جيش تحرير أسلامي ؛وعين حكمت يار أحد أبناء عمومة أخر أمراء بخارى والذي أسقطه السوفييت ؛ في 1922؛ كأمير جديد لبخارى .تبرعت دول ومؤسسات عربية عدة بمبالغ ضخمة وأسلحة لأنشاءه . بدأ تدريب جيش تحرير بخارى الأسلامي أواخر 1984؛ في بارفان وتحت قيادة شيركول المباشرة . ألحق العديد من المسلمين ممن فروا من وسط أسيا السوفيتية ووصلوا باكستان بهذا الجيش . أبقي كلا من KGB؛و KhAD؛على أطلاع تام بكلما مجريات التدريب . لذا وفي أوائل 1987 ؛ وبعد أسبوع من عودة شيركول الى كابل تولى الطيران السوفيتي محق جيش بخارى بشكل يتعذر معه عودته للعمل . (تعليــــــــــــــــــــــــق) 1.تتخذ الحرب السرية التي تشنها قوات المحتل والمستعمر بشكل عام أشكال عديدة مثل : أ .مقرات لدوائر مخابرات المحتل وحلفاءه ؛للمهام العديدة المحتملة وعلى رأسها ب. أدارة شبكات التجسس القديمة والجديدة . ج. مهام عسكرية سرية لتصفية أعداء المحتل وقادة وعناصر المقاومة الوطنية ومعارضي المحتل . 2. صدرت كتب عديدة عن عمليات القوات الخاصة العلنية والسرية لعل من بين أهمها كتاب ’قوة الواجب :أسود ‘؛ للصحفي الشهير مارك أوربان ؛المحرر الدبلوماسي والدفاعي في ’أنباء المساء‘ في الـ BBC. والذي يؤيد ماجاء في كتاب يوسف بودانسكي عن دخول عناصر الأستخبارات والقوات الخاصة الى مدن عراقية عديدة كالبصرة وبغداد ومدن أخرى غرب وشمال العراق قبيل الحرب لتولي المهام المشار اليها أعلاه .الى جانب كتب عديدة لبعض مقاتلي القوات الخاصة ولدي منها الكثير ومعظمها تستحق الترجمة لما فيها من حقائق ووقائع عسكرية وأمنية وتأريخية لا يجوز أغفالها للمعنيين بمستقبل وأنقاذ العراق . كان من بين أهداف المخابرات والقوات الخاصة البريطانية : أ .مساعدة MI6؛في أعادة فتح أو تأسيس محطة/محطات جديدة في مدن العراق _ص10. و ب. يمكن أعتبار ’’ بغداد مصباح أو كهف علاء الدين لأجهزة المخابرات من الوثائق والأدلة على ’أسلحة الدمار الشامل‘لصدام وعن علاقاته وأرتباطاته المحتملة مع حملة الأرهاب العالمية –ص 11‘ . ومع ذلك يظل كتابي ثوماس ركس عن الحرب القذرة والذي قد يلخص التطبيق الأميركي الجديد في مواجهة حروب العصابات وحركات التحرر الوطني التي وضعها الجنرال كين ونفذها جنرال بتريوس ؛الذي نقل بعد أنجاز مهمته في العراق الى أفغانستا لأستنباط وتطبيق معالجات أخرى. تطرق ثوماس ريكس الى بعض ماجرى في العراق بهذا الخصوص بالكثير من التفصيل ولاسيما كتابه ’المقامرة ‘ الذي ترجمنا عنه عدة فصول تحت عنوان ’بتريوس1-5‘. 3 . أما عن الحرب وسير المعارك فمن أفضل ماتوفر لدي هو كتاب ’ الزحف ‘ ؛لمولفيه جنرال المارين راي سميث ؛وبيست وبنك الذي خدم هو الأخر في المارين كما كان وكيل وزارة دفاع U.S؛أيام الرئيس رونالد ريكن ؛ورئيساً للبحوث في كلية البحرية .لقد رافق المؤلفان قطعات المارين الأميركي على محور الفرات ’بصرة –ناصرية ‘ وحتى بغداد كالمراسلين الحربيين أذ لم يذكرا أنهما تدخلا في عمل القطعات .ولقد حضي هذا الكتاب بتقريض جيد جداً من الجنرال زيني وجيمس شلليزنجير ’وزير الدفاع والـ CIA؛ ‘ الأسبق ومن المرشح الأخير عن الحزب الجمهوري جين ماكين .وقال عنه شلليزنجير ’’سيعد هذا الكتاب توصيفاً دقيقاً لسير وطبيعة المعارك البرية مع دخولنا القرن 21؛وعرض أمين ومحكم للحرب بقلم مقاتلين متميزين جداً. منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي الفصل الثامن الزحف الى بغـــــــــــداد -2
السباق الى بغداد ترجمة لثلاثة فصول 7-9من كتاب : التأريخ السري لحرب العراق .ليوسف بودانسكي