هديل صدام حسين(1)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هديل صدام حسين(1)

منتدى فكري - ثقافي - سياسي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 السباق الى بغداد ترجمة لثلاثة فصول 7-9من كتاب : التأريخ السري لحرب العراق .ليوسف بودانسكي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشير الغزاوي




عدد المساهمات : 547
تاريخ التسجيل : 08/07/2011

السباق الى بغداد ترجمة لثلاثة فصول 7-9من كتاب : التأريخ السري لحرب العراق .ليوسف بودانسكي Empty
مُساهمةموضوع: السباق الى بغداد ترجمة لثلاثة فصول 7-9من كتاب : التأريخ السري لحرب العراق .ليوسف بودانسكي   السباق الى بغداد ترجمة لثلاثة فصول 7-9من كتاب : التأريخ السري لحرب العراق .ليوسف بودانسكي Icon_minitimeالخميس ديسمبر 22, 2011 12:42 am

السباق الى بغداد ترجمة لثلاثة فصول 7-9من كتاب : التأريخ السري لحرب العراق .ليوسف بودانسكي Hh7.net_13038940551

السباق الى بغداد ترجمة لثلاثة فصول 7-9من كتاب : التأريخ السري لحرب العراق .ليوسف بودانسكي 927403809
السباق الى بغداد ترجمة لثلاثة فصول 7-9من كتاب : التأريخ السري لحرب العراق .ليوسف بودانسكي
الأحد, 02 كانون2/يناير 2011
منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي
ترجمة سليم الإمامي

تمنيت لو أني عرفت أو أقتنيت هذا الكتاب قبل سنوات وحين صدوره عام 2004م ؛لما حواه مما لم نسمع به من قبل أو ينشر في وسائل الأعلام ومذكرات من ساهموا بصنع حرب العراق أو حتى ساهموا فيها وقادوا قطعات وقاتلوا معها .والكتاب جدير بالقراءة وتشكل ترجمته كاملاً خدمة كبيرة للمعنيين بحرب العراق لولا قدمه ؛ومع ذلك سأتولى بإذن الله ترجمة الفصول الثلاثة 7-9؛وعنوانها ’السباق الى بغداد 1-3‘؛والفصل العاشر منه ’الحرب الحقيقية بدأت ‘ فهي وثائق جديرة بالدراسة.
تولى الكاتب رئاسة مجموعة العمل التي شكلها الكونكرس للبحث في ’الأرهاب والحروب غير التقليدية ‘ لأكثر من عقد من السنين ؛وهي وحدها وفرت له ما يحضى به غيره من الباحثين .وعمل أمداً طويلاً رئيساً للبحوث في معهد الدراسات الأستراتيجية الدولية ؛ ومحرر أقدم في مجموع ناشري الدفاع والشؤون الخارجية ؛وكأستاذ زائر في مدرسة الدراسات الدولية المتقدمة في جامعة جون هوبكنز؛وكمستشار أقدم لوزارتي الدفاع والخارجية U.S . وله عدة كتب رائجة في سوق المبيعات ككتابه عن بن لادن ’ الرجل الذي أعلن الحرب على أميركا‘.قام برحلات عديدة الى الشرق الأوسط ودول العالم الأخرى .
الكاتب –ولعله روسي أو من أوربا الشرقية – كما يبدو ذو خبرة ومصداقية موثقتان فقد أستعان بشهادات عيانية وتقارير للأستخبارات الروسية والأيرانية عدى عن كم هائل من المصادر والبحوث والمقالات و المقابلات ووثائق مراكز البحث الأستراتيجية والدولية ومن يعرف حجم وأتساع مصادر مكتبة الكونكرس نفسها يعرف ما مقدار ما أستعان به من مصادر . أعانته والدته باللغة الفرنسية وزوجته باللغة الروسية .
نحن بحاجة لمعرفة ما جرى وليس من السهل تجاهل دراسة كهذه ولكن يجب وبالمقابل ألا ننسى أن تأريخ الحرب يكتبه المنتصرون –أي وكما يشاءون -؛وأن من الصعب على مؤرخ أو حفنة من العسكريين الأحاطة بالصورة الشاملة والحقيقية للحرب بشكل عام ولواحدة أو أكثر من الحملات والمعارك حتى ؛ومع ذلك ليس أمامنا سوى قبول الصورة التي يقدمها المؤرخ ومحاولة تقويمها وفق خبرة القارئ من جهة وربما بمقارنتها بروايات أخرى إن وجدت. ومع ذلك فالفصل التالي يحتوي على معلومات لا يستغنى عنها أبداً .
(الفصل السابع السباق الى بغداد )
وكما يحدث في أفلام الأثارة والرعب .إذ يدخل مدير CIA؛ مكتب وزير الدفاع في البنتاكون حاملاً معه مادة أستخبارات طرية وصلت للتو. وبعد مشاورات قصيرة وأتصال تلفوني مع المكتب البيضاوي [في البيت الأبيض ] أندفع المسؤولان الى البيت الأبيض للأنظمام لأجتماع طارئ مع الرئيس الذي كان بالأنتظار . كانت أحدى النتائج المباشرة لهذا الأجتماع ؛هي تغيير الخطط الطارئة المعدة لأفتتاح الحرب مع العراق في الدقائق الأخيرة وسرعان ما غيرت وجهات سير طائرات الشبح وصواريخ كروز لشن ضربة ’حاسمة Decapitating‘على بغداد في – أفتاحية شجاعة أثبتت في النهاية أنها فاشلة .
ولكن ما الذي حدث بالضبط يوم 19آذار/مارت 2003.
ذهب الرئيس بوش الى غرفة الموقف ليتلقى أيجازاً بأخر مستجدات خطط الحرب –المعروفة بـ ’ خطة عملياتOPLAN 1003V ‘ وتشمل جميع الخطط الرئيسية والفرعية والتي ستنفذ حال دخول U.S؛ الحرب مع العراق . كانت هذه مجرد تغطية شكلية وواهية للحرب الحقيقية– الدائرة فعلاً وغير المعلنة والتي لا يعترف بها أحد- ولكن المعدة للعراق والتي بدأت منذ أسبوعين من الأن فعلاً .وفي حوالي الساعة 10:00 صباحاً صادق بوش على خطة العمليات آنفة الذكر ؛وأمر بوضعها موضع التنفيذ .ستظل تلك الخطة سالمة ( دون تغيير ) لمدة ست ساعات فقط بعد .[قال سيد فن الحرب فون مولتكة الكبير تتغير خطط العمليات فور أنطلاق نيران القتال].
فقبيل الثالثة مساءً بقليل (11:00مساءً توقيت بغداد )توقف سير برامج عمل مدير الـ CIA؛ جورج تينيت بوصول معلومات حية وطازجة من بغداد .فقد حدد مصدر أستخباري هناك
ومنذ الأن موقع الهنكر (قاعة واسعة ومسقوفة وتستخدم لأغراض شتى ؛كوكر للطائرات أو رحبة للدبابات..ألخ ألخ )الذي يفترض أن يقضي فيه صدام وولديه تلك الليلة ؛ويقع هذا الهنكر في مجمع سكني في مزرعة الدورة [العائدة لزوجة صدام أو أحد أفراد عائلته ].عرًف المصدر بالموثوقية التامة ؛كما سبق وأن تم تفحص المعلومات التي جاء بها هذا المصدر وثبتت صحتها بعد مقارنتها بمعلومات جاءت أو طلبت من مصادر أخرى للتأكد – بينها وبشكل خاص تلك المعطيات data؛التي جمعتها مصادر أميركية أخرى بوسائل ألكترونية . استنتج جورج تينيت أن هذا الأنذار الأستخباري جدير بأخذه بنظر الأعتبار .فأندفع تينيت هذا الى البنتاكون بالساعة 3:30 ؛ودخل للتو مكتب وزير الدفاع رامزفيلد؛الذي كان يناقش الحرب الجوية الوشيكة مع وكيل الوزارة بول وولفتز .كان موعد الصفحة الأفتتاحية للحرب الجوية- اي ساعة أندلاع الحرب - قد تقرر في الليلة التالية[ ليلة 20آذار/مارت] .والأن وبعد أن قدم جورج تينيت أخر الأستخبارات القادمة من بغداد بأمكانية أنهاء الحرب بـ’’ ضربة قاضية وحيدة ‘‘- أي بقتل صدام وأقرب خلصاءه (حلقة مقربيه الأدنون )قبل بدء المعارك الكبرى . أقر رامزفيلد ذلك ؛ فأتصل جورج تينيت بالبيت الأبيض مقترحاً أجتماعاً طارئاً مع الرئيس .
حوالي الساعة 4 مساءً ؛دخل رامزفيلد وتينيت المكتب البيضاوي وأبلغا بوش بأن CIA؛ ثبتوا مكان مبيت صدام هذه اللليلة وأن البنتاكون قادرة على شن ضربة ماحقة .وهم بحاجة فقط لمصادقة الرئيس لتنفيذ ذلك . ولم يكن هذا بالطلب السهل ؛إذ يعني ذلك تغيير مسار و توقيتات الكثير من الترتيبات لاسيما خطة OPLAN 1003V ؛- التي أعدت وتفاصيلها بعناية فائقة ؛وقضت القيادة المركزية (الوسطى) في ترتيبها أشهراً. أستدعى بوش أعضاءً أخرين من مجموعة الأمن الوطني – كنائب الرئيس شيني ؛ووزير الخارجية باول ورئيس أركان البيت الأبيض أندرو كارد جنيور ؛وجنرال الجو ريشارد ماييرز رئيس هيئة رؤوساء الأركان المشتركة .ثم طلب من تينيت ورامزفيلد أعادة شرح مقترحهم .شارك جنرال تومي فرانكس بالأجتماع عبر شبكة فيديو أمينة من مقره .ثم بدأت مناقشة حول المضامين [والنتائج ] السياسية والقانونية لشن ضربة ماحقة .
وبحلول الـ 6:30 (18:30) مساءً ؛وحال تأكيد العسكريين قدرتهم على تعديل التوقيتات وبدء الحرب وفق الترتيب الجديد وقع بوش أمر شن الضربة مخولاً بها أجراء الترتيبات الضرورية للضربة الفورية .أنطلقت طائرتا شبح مسلحة بقنبلتين زنة 2000رطل من قاعدة’ العيد يد ‘في قطر .وأدخلت معطيات الأهداف الجديدة على حوالي 40صاروخ توما هوك كانت محملة على عدد من السفن الحربية والغواصات .بينما أستمرت آنذاك المناقشة في المكتب البيضاوي حول تنفيذ الخطط الجديدة آخذين بالحسبان الوقت النهائي deadline؛ لبدء الضربات الذي حدده جنرال تومي فرانكس بالساعة 7:15مساءً .وفي الساعة 7:12؛مساءً ؛أصدر بوش الأمر بشن الضربة Let,s go؛وبعد دقائق دخلت طائرتا الشبح F-117؛الأجواء العراقية دون أن يرصدها أحد وأتجهت نحو بغداد.وبعد الـ 9 مساءً ؛ افاد جاسوس لـ CIA؛ في الموقع بوجود صدام في الملجأ .وفي 9:30مساءً -5:30 توقيت بغداد –ألقت طائرتا الشبح قنابليهما على المبنى
الرئيسي لمزرعة الدورة .تلاها وبعد دقائق تساقط حوالي 40 صاروخ كروزعلى كامل المنطقة وقال بوش في خطاب متلفز أذيع أواخر تلك الليلة ؛’’بدأت قوات الأئتلاف قصف أهداف عسكرية أنتخبت لأهميتها في أضعاف قدرات صدام لخوض الحرب ‘‘؛مضيفاً ’’ بدأنا الصفحات الأفتتاحية لحملة واسعة ومنتظمة ‘.
في بغداد كانت المفاجئة كاملة.وأستغرق الأمر نصف ساعة تقريباً – أي حتى 6:00صباحاً ؛ توقيت بغداد الـ 10؛مساء توقيت واشنطن – [كي يستوعب النظام ماحدث و] لتنطلق بعدها صفارات الأنذار ؛سوية مع موجة القصف الجوي الثقيل الثاني على بغداد وتكريت . أنقطع بث راديو بغداد . بعد ذلك وبقليل توالت غارات قاصفات B-52؛من بريطانيا ومن مختلف القاصفات الأخرى من قواعد في الخليج ومن على حاملات طائرات لضرب بضعة أهداف اضافية أخرى . جرى القصف على شكل ثلاث موجات ملفتة للنظر لأبعاد الأنظار عن - الغارة الكبرى على مزرعة الدورة –و/أو الهدف أو المهمة الحقيقية .مرت قاصفات B-52؛عبر أجواء أسرائيل وصولاً الى العراق من الغرب .عادت أذاعة بغداد للبث في الساعة 6:30صباحاً توقيت بغداد (10:30؛مساءً بتوقيت واشنطن ) -رغم تواصل القصف .قرأ المذيع رسالة مو جزة ’يا أبناء العراق العظيم ؛أبناء القائد الكبير صدام حسين المنتصر بإذن الله....المجد للرجال الشجعان ؛ أسود عراق الأمة ؛عراق صدام حسين ؛القائد البطل المنتصر وعنوان الجهاد ....المجد لكم ؛يا أبناء القوات المسلحة العظيمة والبطلة ؛ وياجنود القائد المنقذ صدام حسين ‘.
في 20آذار/مارت قوطع البثين الأذاعي والتلفزيوني مرات عدة لتوجيه نداءات جديدة الى العسكريين للقتال لأجل صدام حسين .وبعد ساعات قليلة من الضربة ظهر صدام حسين بصورة المتحدي الشجاع .كان أشعث الشعر ؛وقد خطت بدايات الشيب شاربيه ( لعله لم يصبغهما ) وواضعاً نظارتي قراءة واسعتين على عينيه (عوضاً عن العدسات اللأصقة ). وتلى خطابه من ورقة مكتوبة ؛دون مواجهة الكاميرا .أكدت تلك الفروقات الملحوظة في مظهر صدام فكرة التعجل وارتجال الخطاب -كرد فعل سريع على الضربة الفاشلة لتصفيته -ولأقناع العراقيين بأنه مازال حياً ويسيطر على الأمور .لقد دعى كل العراقيين للقتال .’ سلوا سيوفكم ‘ قال صدام ؛و مستنتجاً ’ فلن ينتصر الا الرجل الشجاع ‘ ؛ومنهياً خطابه بالدعوة الى الجهاد بأسم جميع قضايانا التقليدية [المبدأية ].’’ عاش العراق؛عاش الجهاد وعاشت فلسطين ‘‘. ورغم ذلك ظلت ’ مصادر أستخبارية‘؛ ومسؤولون كبار في واشنطن ولندن يلمحون لعدة ايام لاحقة بأمكانية موت أو أصابة صدام بجراح في ’ الضربة الماحقة ‘؛ أما صناع القرار فلم ياسرهم هذا الوهم . لقد أخطأت الأطلاقة الفضية هدفها . وأكثر من ذلك ؛فقد تقرر تأجيل تطبيق منهج ’الصدمة والرعب shock and awe‘؛والضربات الجوية والصاروخية المكثفة لحين زوال معظم تأثير المباغتة لبغداد التي كانت بانتظار المزيد من الأعمال العدائية .
أستمرت دوائر أستخبارات U.S؛بتسلم فيضاً من المعطيات data. وأفاد جاسوس لـ CIA؛ كان قريباً من أو خارج مبنى مزرعة الدورة : بأن صدام وولديه كانوا وبـ’التأكيد ‘ داخل أحدى بنايات مزرعة الدورة الثلاث وقت الضربة .وقد أرسل هذا العميل الكثير من التقارير من موقع عمال الأنقاذ الذين واصلوا الحفر بسرعة جنونية في الأنقاض [وكأنهم يبحثون عن شيئ محدد ] وقال مجدداً أن صدام جريح . كما ألتقطت [قاطعت] مراصد تنصت في U.S؛مكالمات تلفونية هستيرية كثيرة بطلب عجلات الأسعاف والخدمات الطبية والخدمات الطارئة الأخرى .أكدت التقارير الأولية التي وصلت CIA؛من وكلاء زعموا أنهم كانوا في الموقع وقت الضربة أن صدام حسين أما قتل أو نقل على نقالة ووجهه مغطى بقناع كبير للأوكسجين . وحتى بعد ظهور صدام ؛واصلت مصادر CIA؛ التأكيد على أن ’طبلتي أذني صدام ‘قد تمزقتا بفعل الأنفجار؛وانه ’يعاني تأثير الصدمة ‘؛ فهو’ظل شارد الذهن وبحالة ...وفي حالة ذهول ‘‘؛ حالياً. وبعد ظهور صدام التلفزيوني أ؛دعى رسميوا CIA؛أنه تسجيل سابق.كما واصل رسميوا U.S؛ و U.K؛و لعدة أيام بعد ؛تأكيد موت صدام أو أصابته بجروح في الضربة الجوية .
وعلى العكس من ذلك ؛لم يصدق الكرملين أية أوهام قيلت عن نتائج الضربة الأميركية.وقد أشارت خلاصة للأستخبارات الروسية GRU؛يوم 20آذار/مارت عن تلك النتائج أرسلت الى الكرملين جاء فيها ’وفقاً لمعلومات وردت من بغداد ؛لم تحقق الضربة الموجهة للقيادة العراقية أهدافها .فصدام حسين وجميع المهمين من أعضاء وزارته أحياء وقد توزعوا على مواقع مختلفة ‘. وتوقعت GRU؛أن تٌفعلً القيادة العراقية سياقات عمل الطوارئ ؛ومضيفة ....’’من المرجح أن القيادتين السياسية والعسكرية قد نٌظمتا وفق قاعدة محددة ؛ ’شبكة network‘؛ المسؤولين ‘ ؛ومضيفة ’’ بأن عناصر هاتين القيادتين يتنقلون وبأستمرار عبر شبكة ملاجئ وغيرها من المقرات الأمينة ومقتصرين في أتصالاتهم على الخطوط الأمينة فقط ؛ولن يتواجد في أي وقت معين أكثر من عنصرين مهمين في موقع واحد‘‘.وستظل الشبكة الحمايوية هذه فعالة حتى بعد سقوط بغداد .
توالت التقارير ومن مصادر أستخبارية عالية فيما بعد التأكيد بعدم وجود صدام وولديه في أية مواقع قريبة من مزرعة الدورة وقت الضربة .وقد أكد لنا مسؤول أستخباراتي كبير قائلاً ’’ساد شعور عام بين أجهزة أستخبارات U.S؛ بأن صدام ما زال حياً؛ وكلما قيل وأذيع خلاف ذلك تمنيات وأوهام ‘‘.في الحقيقة ؛لم تعثر زمر الجيش الأميركي التي كلفت بالبحث في موقع الضربة على أي شيئ يؤكد تواجد صدام . وقد صرح رئيس الزمرة العقيد ’ تيم ماديري ‘لشبكة CBS؛ ’’ لم يزد ما رأته زمر الحفر في الأساس سوى عدة حفرة كبيرة ؛ولم تجد أية أنفاق أو مبانٍ تحت الأرض ؛ولا جثث ‘‘. مضيفاً بأن من أختبئوا في المبنى الرئيسي في الدورة قد’ سلموا ‘ من الضربة .ولكن ظل هناك الكثير عن الحادث :فقد أكد بعض كبارالمعارضة العراقية الموثوقين ’’ مقتل خمسة مسؤولين عراقيين كبار كانوا بانتظار صدام حسين لأجتماع معد مسبقاً ‘‘ .وأكدت تلك المصادر عدم ’وصول لا صدام ولا أي من ولديه ‘. كانت هذه نقطة مهمة ولكنها لم تحض بأنتباه كاف أبان الفوضى التي سادت بعد الضربة المكثفة . عدم حضور صدام في اللحظة الأخيرة لا يعني فقط عدم صحة أوعدم دقة المعطيات التي أرسلت الى CIA؛ ؛بل وتوكد بعد أن هذه المعطيات قد أوصلت أو’ زرعت‘ عن عمد disinformation؛لتظليل وأرباك واشنطن . وما كان لحقيقة مقتل مسؤولين عراقيين أن تعني شيئاً لمحللي أستخبارات U.S؛ لو تذكرنا قسوة صدام وتكرار تصفياته لكبار مساعديه طوال عقود من حكمه ؛وما كان صدام سيتأثر قليلاً أو كثيراً ؛أو يابه للتضحية بكبار مسؤوليه كطعم أو لخدع خصومه أو ليؤكد مرة أخرى نجاحه في تظليل أعداءه .قاد هذا الأدراك لبروز مناقشة هامة الى السطح حول مصداقية الأستخبارت الخام Raw؛ في صياغة سياسات وأستراتيجيات U.S؛ أتجاه العراق .
أكد مسؤول استخباراتي رفيع في عمان في نيسان/أبريل ؛ ومعني بالعراق لفترة طويلة بأن مصادره داخل بغداد أكدت أ نه وقبل يومين من الضربة الجوية أنتقل صدام الى أحد المخابئ غيرالمعروفة حتى الى أي من عناصر أقرب حلقات القيادة اليه .ومنذ ذلك الوقت ؛ واصلت مصادر بغداد التأكيد أن صدام لم يلتقي أوحتى تكلم مع أي مسؤول عراقي كبير مباشرة أو تلفونياً .وحتى 3 نيسان/أبريل واصل صدام أرسال أوامره كتابة أو على كاسيتات أو فيديو عبر قلة من السعاة الموثوقين. تعتقد مصادر بغداد أن قصي كان الوحيد الذي يعرف بالضبط أين يتواجد صدام في أية لحظة بعينها .
جاءت نتفة المعلومة التي أثارت أوعجلت بشن ضربة 20آذار/مارت الجوية الماحقة وقدمت موعد الحرب من جاسوس واحد من قلب بغداد ؛وكان قد تطوع من تلقاء نفسه Walk-in ؛ وحديث عهد نسبياً . فمنذ أوائل عام 2003م ؛ نظمت U.S؛ وأدامت مجموعة صغيرة مؤلفة من عناصر من CIA؛وديلتا فورس [قوة ديلتا؛وهي قوات خاصة في غاية السرية ] أما داخل أو حوالي بغداد مباشرة - للبحث ؛ وبالنص الحرفي للأستخبارات الأميركية عن طرق ’ لأختراق الحلقة الداخلية لصدام ‘. وفي عشية الحرب أتصل مسؤول رسمي عراقي رفيع بـ CIA؛وأدعى أن موقعه يؤهله معرفة مواعيد وأماكن تواجد ’المخابئ ‘ التي يستخدمها صدام حسين كل ليلة .وأدعى هذا المسؤول لراعيه (موجهه handler؛ ) من CIA؛ أنه وازن بين مخاطر كشف صدام لخيانته من جهة وبين مخاطر المحاكمة التي سيتعرض لها على أيدي عساكر U.S؛بعد وصولهم بغداد ؛ فاثر تجربة حظه مع الأميركان ؛وسلمه بعدها الكثير من المعلومات المهمة و المثيرة عن أعمال الحلقة المقربة لصدام . بعدها وبوقت قصير؛أخبر راعيه عن خطط صدام و ولديه ليلة 19- 20 آذار/مارت . وقتها كان الكثير مما أدلى به العميل الجديد من معلومات قد فحصت وقورنت مع مصادر مستقلة ؛ كانت هي الأخرى نتيجة وبفعل أنجازات كبيرة لزمرة صغيرة من’ قوة دلتا ‘نجحت بأختراق مركز شبكة fiber-optic؛كيبل للأتصالات في بغداد .و بمراقبة هذه الشبكة تمكنت U.S؛ من ألتقاط العديد من المكالمات التي أكدت صحة معلومات الجاسوس العراقي ( تعتقد CIA؛أن لم يكن بوسعه معرفة مراقبتنا لكيبل الأتصالت ذاك) ؛أما أمر كون عمل هذا الجاسوس والمكالمات التي روقبت كانا جزءً من عملية مخادعة متقنة فلم يرد على بال أحد ولا CIA؛حتى .
كان لتداعيات وأحداث مابعد خمود وزوال أثار الضربة الجوية الماحقة أن تثير سيلاً من النذر والتنبيهات في واشنطن .فقد ألقي القبض فوراً على ثلاثة عملاء عراقيين ساعدوا CIA؛في العملية وأعدموا . فقد أطلقت عناصر من المخابرات النارعلى أثنين منهم وقطعوا لسان الثالث ت- وتركوه لينزف حتى الموت . كان لسرعة وكفاءة شبكات مكافحة التجسس العراقية ؛أن تقارن مع الحرية والأمان اللتين تمتع بهما عناصر CIA؛والقوات الخاصة ’ دلتا ‘؛طوال الشهور الماضية . ومالم تحدد CIA؛ سبب واضح ومقنع للأعتقال السريع والمفاجئ لعملاءها العراقيين الثلاثة ؛فكان عليها الأفتراض أن السلطات العراقية أثرت عدم أعتقال الأميركيين الناشطين في العراق [ ماداموا تحت الرقابة والسيطرة] .وبكلمة أخرى فأن معظم ما جمع من أستخبارات تعوزه الد قة أو حتى كأنه من زرع مؤوسسات الأمن والمخابرات العراقية وعن عمد ولغاية محددة مسبقاً ومنذ البداية . لكن وخلاصة القول فقد عوملت نتائج عمل شبكات التجسس الأميركية في العراق بثقة ومصداقية عاليتين؛كما لم يفكر أحد بالحاجة لتغيير أستنتاجات الأستخبارات التي وضعت أستناداً للمعطيات [المهلهلة] التي جاءت من العراق أوحتى أعيد النظر فيها أوبدلت .وهكذا ذهبت أدارة بوش للحرب وهي واثقة من صحة قراءتها للعراق !!!.
مع بدء القتال كانت U.S !؛منهمكة ومنذ أمد بعيد بنشاط أستخباري شامل ومحموم لتجنيد و أفساد ذمم عدد من القادة العراقيين .سعت دوائر أستخبارات U.S؛لأستغلال أية فرص تسنح لها بملاقات كبار المسؤولين والضباط العراقيين مسلحة بما تلقته سابقاً وما عززته وتعزز قوته وباستمرار قناعات البنتاغون الراسخة من جهة ولدى أصدقاءها في المعارضة العراقية من جهة أخرى بوجود وتنامي معارضة قوية وواسعة لصدام بين صفوف الضباط .وكانت هناك أيضاً قناعات في واشنطن بأنه وبسبب أضطهاد صدام لقادته العسكريين وماتعرضوا له من ظلم فسيعملون على أسقاطه أو المساهمة في ذلك .وفي أواخر 2002 م؛أقتنع رسميون كبار في البنتاكون ؛وبشكل خاص رامزفيلد و مساعديه المدنيين المقربين بأن معارضة كبار القادة العسكريين العراقيين وصلت حد العصيان إن توفرت لهم فرصة مناسبة - فرصة كان الغزو الأميركي سيوفرها .
تعززت دوافع دوائر الأستخبارات هذه بأعتبارات عسكرية .وكانت أحدى سبل العلاج المناسبة لكل الأمراض والمشاكل ؛ ما عرف بـ ’’ combat multiplier؛ القتال المتعدد ‘‘؛ أو المضاعف وهي أحدى الوصفات الناجعة ؛والمصممة لتمكين U.S؛من أخذ العراق بأقل مايمكن من القطعات مما سيقنع الجيش العراقي - أي كبار ضباطه - بالبقاء بعيداً عن الحرب !؟. في مطلع 2003؛ بدأت U.S؛حملة أتصالات جديدة تهدف بمجملها لأقناع أكبر عدد ممكن من أعضاء الحلقة الداخلية لصدام للبقاء بعيداً عن الحرب ؛وشملت الحملة جهود عناصر من القوات الخاصة و CIA؛برشوة عدد من كبار الضباط بملايين الدولارات لكل منهم للأمتناع وتشكيلاتهم عن التصدي لقوات U.S؛و U.K.
كانت جهود وعلاقات الأميركان السابقة بكبار العسكريين العراقيين ؛وكذلك مع مختلف مجموعات المعارضة قد سهلت الطريق لمعظم المعنيين الأميركان بالأتصال بمعطم أعضاءها!؛ ولكن وبعد جهود مضنية في أحسن الأحوال ؛وبحلول عام 2002؛ تركزت تلك الجهود وعلى أحسن تقدير عند محاولة تفسير وفهم أحداث 1996 . فقد أدعى إياد علاوي في عمان وهو رئيس حركة الوفاق ؛والذي كان يمول منذ زمن من CIA؛ قدرته على تدبير إنقلاب عسكري ضد صدام .وأدعى علاوي أيضاً ؛ أنه يقود شبكة [ حركة]من ضباط عراقيين مازالوا في الخدمة حالياً وأخرين متقاعدين و بعض المسؤولين البعثيين ؛ وتدعى حركته هذه بـ ( الوفاق)- وتعني الثقة trust ؛والتي يسعى الأن لتفعيلها ضد صدام . فشلت المحاولة فشلاً ذريعاً وتولت المخابرات العراقية أعدام ( ذبح) العديد من الضباط العراقيين وعوائلهم . كان أحمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني – المدعوم من قبل CIA؛هو الأخر!! - قد حذر بأن عملاء صدام أخترقوا مؤامرة الوفاق وأن مصيرها الفشل الأكيد .لم تغفر CIA؛ وعناصر أخرى في واشنطن للجلبي أنه كان محقاً في تحذيراته .وما تلى ذلك هو الأمتناع طوال عهد الرئيس كلنتون عن تدبير عمليات سرية داخل العراق؛والى حين تحسن قدرات CIA؛فيه .
وعندما تسلم بوش الأبن الرئاسة وجدت دوائر أستخبارات U.S؛ أن أعتمادها يتزايد على أسرائيل والأردن لأمتلاكهما مصادر أستخبارات بشرية مكثفة داخل العراق .وفي أوائل 2001؛حدث تصادم قوي مع العراق وتردى الموقف سريعاً فأصبح [العراق]من بين الأهداف الرئيسية لأدارة بوش الوليدة ؛وبالتالي أندفعت CIA؛بقوة لتحسين وتطوير أداءها في القدرات والمصادر .كان لهذا التعجيل ؛ولغياب أوللنقص الشديد في المهارات المتميزة في مدوالة الجواسيس (الأستخبارات البشرية) ؛تأثير مباشر على نوعية ومصداقية المصادر التي جندت من قبل CIA. وقال د ؛’ريشارد سيل ‘من وكالة أنباء UPI؛ أن أحد مسؤولي أدارة بوش أبلغه بأن ’’ CIA؛ عملت لأشهر لأصطياد بعض ( dissident in -country)المنشقين/الهاربين/ اللأجئين في U.S ‘‘. وفي الحقيقة لعبت المعارضة العراقية المشتتة والمتهالكة دوراً في رسم الكثير من مسارات وأنطباعات CIA ؛عن حقيقة الأوضاع في العراق ؛كما زودتها بأسماء الكثيرين ممن تتصل بهم من كبار جنرالات العراق . كان الهدف الأول والرئيسي لأي فصيل معارض هو :تفعيل أجندتهاوضمان مكاسبها في واشنطن - بنشر معلومات ملفقة كثيرة تدعم أنشطتها تارة وبالتغطية على فشلها وأخطاءها تارة أخرى – لا بتأكيد وخدمة أهداف واشنطن أوتزويدها بمعرفة شاملة وبفهم واضح لما يدور في العراق .وبحلول عام 2002 ؛أعتاد الكثير من قادة المعارضة المعروفين على أسماع واشنطن ما يعتقدون أنها تريد سماعه . لكن وبغياب مؤسسة أستخبارات محلية وقادرة داخل العراق ؛ومع العداء المتأصل في CIA؛ بعدم ثقتها بما توفره لها أسرائيل من أستخبارات ( لخشية مؤيدوا العرب فيها Arabists؛من تلفيقات أسرائيل بما يخدم سياساتها وأهدافها ) ؛لم يتيسر لأدارة بوش مصدر معرفي مستقل وموثوق حول العراق والقادرعلى تفحص سيول الدعاوى الواردة من فصائل المعارضة العراقية وعبر أتصالاتهم داخل العراق .
أواخر عام 2002؛كثفت U.S ؛جهودها وأستعداداتها لصدام واسع [حرب] مع العراق وأمرت CIA؛ والقوات الخاصة بدخول العراق ؛ فسارعت فصائل المعارضة العراقية بتقديم العديد من الأراء والتوصيات وعرض الكثير من قادتها قدرتهم على السيطرة على بعض القطعات العراقية قبل أو خلال الصفحات الأولى للحرب .وقال الحسين ( al-Hussein) من المؤتمر الوطني العراقي [لعله يقصد الشريف علي بن الحسين] ؛ ’’ لن يدافع أحد عن النظام في العراق ؛بما في ذلك العسكريين في الجيش النظامي والحرس الجمهوري ولا في الدوائر الأمنية وجميع السكان‘‘؛ومضيفاً ‘‘ فكل العراق قاسى سنوات طويلة من ظلم وجور نظام صدام حسين ؛ولن يقاتل ولا فرد عراقي واحد للدفاع عنه‘‘ .وأصرت أغلبية قادة المعارضة والضباط السابقين على أن معظم القوات العراقية - بما فيها الحرس الجمهوري والحرس الجمهوري الخاص - سوف لن تقاتل لأجل صدام وقال [العميد الركن المتقاعد] ؛نجيب الصالحي ’’ لا أعتقد أنهم سيقاتلون بضراوة لصدام ؛ وحتى أولئك المقربون منه - ونحن نعرفهم جيداً - ساخطون .؛عدى بضعة مئات من المعزولين عما يجري في العالم الخارجي فسيقاتلون لليومين الأوليين فقط ‘‘ . وأشار جميع أؤلئك الضباط السابقين والهاربين من العراق الى علاقاتهم المكثفة بزملائهم و بأصدقائهم السابقين داخل العراق كمصادر لمعرفتهم الفريدة والدقيقة وقدراتهم بعد على تنفيذ خططهم و مشاريعهم .لقد طلبوا؛ونالوا ما أرادوا من أموال وفيرة Lavish؛وبسخاء من U.S؛ لتطوير وتوسيع أتصالاتهم مع مصادرهم في الداخل .
ركزت بغداد أنتباهاً شديداً على تلك الأنشطة الحيوية .وكانت المخابرات العراقية تراقب وتتابع وبشدة جميع الأتصالات مع المسؤولين الغربيين عند زيارة هؤلاء لدول الجوارالعراقي ؛و مراقبة ومتابعة أية مظاهر لثراء مفاجئ . مكنت هذه المراقبة والمتابعة المركزيتين بغداد وبسرعة من تحديد الجهد الأميركي المتصاعد لتحقيق أتصالات مع كبار الضباط .وبدءً من أيلول/سبتمبر2002؛ بدأ عشرات إن لم يكن مئات - وخصوصاً من عناصر فدائيي صدام - بأختراق وتخريب تلك الجهود المعادية . وبدأت عناصر المخابرات تلك التقرب والأحتكاك بالقادة والضباط العراقيين مدعين بأنهم من عناصر المعارضة المدعومة أميركياً .ثم يعرضون عليهم مبالغاً كبيرة من المال ؛ في وقت اشتدت فيه الحاجة اليها لتوفير الطعام والدواء لأفراد عوائلهم ؛كما عرضوا عليهم تسهيل حصولهم على اللجوء في الغرب مقابل الموافقة على التعاون مع U.S ؛و/أوالأمتناع عن القتال عند بدء الحرب . تلت ذلك عمليات أعدام علانية في المعسكرات والحاميات الرئيسية في وسط العراق لأي عراقي أظهر ولو أدنى أمارات الرضا بالتعاون مع U.S . لقد تأكد تنفيذ 35 عملية أعدام على الأقل خلال أول أسبوعين من أيلول/ سبتمبرهذا .وجهت أجراءات مكافحة التجسس البالغة القسوة تلك ضربة قاصمة لجهود المعارضة التقليدية لأختراق المؤوسسات العراقية .
واصلت دوائر الأستخبارات العراقية توسيع عمليات أختراقها وتسللها لمختلف الأشخاص و لفصائل المعارضة المتعاونة مع CIA؛بتفعيل الكثير ممن زرعتهم في الغرب .وعلى سبيل المثال سمح للكثير من الطلبة وطالبي اللجوء بالسفر مقابل تعاونهم مستقبلاً مع الأستخبارات العراقية عند أبلاغهم بذلك ؛مع التذكرة بأن من بقي من عوائل هؤلاء يعدون رهائن لدى النظام لضمان حسن تصرف المعنيين .ولتأكيد جدية التهديدات لمعارضي تخطيط المخابرات أعتقل أفراد عوائل أوائل رافضي التعاون ؛وعذبوا وأعدموا . ففهمت رسالة بغداد .وفي العديد من الحالات ؛ أستغلت المخابرات الأتصالات التي قامت حديثاً بين الضباط الهاربين وأصدقائهم في العراق للضغط على هؤلاء المعارضين بالتعاون مع بغداد .أظهرت وثائق المخابرات التي ضبطت ؛بعد الحرب حجم تسلل وتخريب المخابرات العراقية لمثل هذه الأنشطة المعادية.وعلى سبيل المثال ففي 29 ت1/أكتوبر2002؛ ورد في مذكرة لا يشك بصحتها أبداً؛ صادرة عن المديرية /14 ( المسؤولة عن العمليات الخاصة في U.S) : أن لدى CIA؛ وما يعرف بالمعارضة خطة بإدخال ’’ خونة ’ Quislings‘ الى العراق من الشمال والجنوب لجمع المعلومات وأنتظار مهام مستقبلية .سيكون مخبرنا أحدهم ‘‘.وفي النهاية ؛فقد أستخدم العراق شبكات عناصره الأمنية الواسعة كجواسيس أولاً ولزرع وأيصال المعلومات الكاذبة الى U.S.سبب الدور /الواجب الأخير الكثير من الأذى البالغ والمتواصل لواشنطن .
كان على راس جهود المخابرات العراقية ما عرف بـ ’’ التجمع al-Tajammua ‘‘ ؛أو ’ المجموعة the Grouping‘‘.والتي أعدت ونظمت وفقاً لتقاليد مؤسسات الأستخبارات السوفيتية – التي كانت ولربع قرن مصدر المعرفة والخبرات والدعم للأستخبارات العراقية – بخلق وأفساد وبالتالي تدمير بعض قوى المعارضة المحلية الحقيقية عن طريق خلق منظمات وحركات معادية وهمية ؛والسيطرة عليها لمعرفة نواياها وتوجهاتها وتفويت الفرصة على دوائر الأستخبارات الخارجية .لقد فٌصلً أو أعد ’التجمع ‘ على غرار ما عرف بأم المخادعات – التي نظمتها الأستخبارات السوفيتية NKVDs؛في أوائل عشرينيات s0192؛القرن الماضي وحققت نجاحاً هائلاً ؟ ( راجع ’الملف التأريخي في الملحق ص-517 ).
في نهاية 2002م؛ومع توجه CIA؛ لتشجيع كل من تستطيع [من عناصر المعارضة] القادرين على الأتصال ببعض أقرباءوأصدقاءه في العراق لتحويلهم ضد صدام ؛ثم وفجأة بدأ توافد المرسلين Emissaries ؛من العراق الى أوربا الغربية والساعين للأتصال بـ CIA.أدعى
هؤلاء أنهم يمثلون جماعة جديدة تطمح لتولي السلطة بعد الحرب وأن جميع منتسبيها عراقيون كبار مازالوا داخل العراق . كما أدعوا أن التجمع يضم وزراء وضباط وشيوخ عشائر واساتذة جامعيين وشخصيات مهمة أخرى سنية وشيعية وفئات كردية وقد أتحدوا جميعاً في معاداة صدام وحزب البعث وتعهدوا بأقامة حكومة تعددية موالٍية للغرب . وفي مقابل الدعم الأميركي قال الموفدون أن العناصر العسكرية في التنظيم ستسرح عناصر الحرس الجمهوري قبل أن يتسنى له التصدي للقوات الغازية؛ ثم وبعد الحرب مباشرة ستسلم جميع اسلحة الدمار الشامل الى السلطات الأميركية .جرت عدة أتصالات متقطعة لبضعة أشهر أخرى مع التجمع وفرت أستخبارات مهمة لتأكيد وجود عناصر التجمع في قدمات الدولة العليا . لكن وفي الوقت نفسه رفض الموفدون كشف أسماء وهويات العناصرالمهمة لتنظيمهم ؛مذكرين بأساليب القمع الرهيبة لأجهزة مكافحة التجسس وتواجدها في كل مكان .
بحلول الشتاء ؛كان للموفدين طلب واحد من عناصر أرتباطهم بـ CIA. فبعد تكثيف المخابرات العراقية لجهودها ضد أية أنشطة للمعارضة بما يفوق تمادي U.S ؛في عداءها للعراق واجه قادة التجمع يالتالي الكثير من المخاطر على حياتهم . كانوا خائفين بل مرعوبون من أنشطة عمليات مكافحة التجسس في المخابرات العراقية والتي ستؤدي الى سقوطهم وتدميرهم . لذلك بدأ موفديوا المعارضة الألحاح على عناصرأرتباطهم بـ CIA ؛بضرورة تأمين بعض التنسيق بينهم وبين ممثلي تنظيمات المعارضة الأخرى [ في العراق] ليتسنى لهما معاً مساعدة بعض ممثلي المعارضة أولئك ؛والأهم بعد لتجنب أختراقهم من قبل أعد ائهم الخطرين . حثت U.S!؟؛ مختلف فصائل المعارضة على التعاون ومساعدة التجمع حتى تدخل قواتها بغداد.
في بداية 2003 ؛ قدم ’التجمع ‘والأشخاص العاملين معه خدمات مفيدة جداً بتسهيل وصول عناصر من القوات الخاصة و CIA؛والتعاون معهم في محيط بغداد الكبرى .فهم – أي ممثلوا التجمع -ومن ناحية قدموا حقاً مساعدات ضخمة وملاذات أمينة إذ لم يقتل أويعتقل أي متسلل أميركي في تلك المرحلة. وقد نجح المتسللون الأميركان بنصب أجهزة أتصالات ومعدات أستراتيجية أخرى مكنتهم من تحديد الأهداف الحيوية لحملة القصف المقبلة .وفي الوقت نفسه أطلع العراقيين على ما كان يفعله المتسللون الأميركان وما يسعون اليه ؛وكانوا قادرين وفي العديد من الحالات على تحذيرهم من القيام بافعال وتحركات قد تعرضهم ومشاريعهم بجملتها للخطر. ونجح جواسيس U.S؛ بتحديد موقع تواجد صدام حسين وولديه ليلة 19-20 آذار/مارت فسارعوا لأبلاغ العاملين الأميركان بذلك فأحدثوا نقلة وأنجازاً كبيرين بتغيير توقيت الصفحة الأفتتاحية للغزو.
وصل التعاون بين الأميركان والتجمع ذروته في شباط/فبروري 2003؛حين حقق التجمع لقاءً بين الجنرال المتقاعد أنتوني زيني و’’جنرالين عراقيين قريبين من صدام ‘‘.سهل وزير دفاع اليونان يانوس بابانديوس تنظيم اللقاء والسماح لزيني ليوضح للعراقيين صحة وعزم U.S؛ للتخلص من صدام .وكان يانوس بابنديوس مقتنع بأن كبارالقادة العسكريين وحال تأكدهم من قوة وتصميم U.S؛فأنهم سيعملون على أقناع صدام بالتنحي أو يقوموا بأنقلاب عسكري وبهذا يلغون الحاجة لنشوب حرب مدمرة. فجأة ألمح موفدوا ’التجمع‘ بأن هذين الجنرالين ومع أنهما يرتبطان مع التجمع بشكل ما؛ الأ نهما ليسا منه ولا يعرفان حتى بوجود التجمع؟. لذلك أوصوا؛ بأن على جنرال زيني أن يكون متفائلاً وأكثر لينة ؛ وأن ’ يشجع لا أن يهدد ‘. لذا وحين التقى زيني الجنرالين العراقيين في أثينا حثهم هذا على العمل معاً لمنع الحرب . فإن تعذر ذلك ؛طلب منهم زيني أيصال رسالته الى القيادة العليا العراقية لتبقى بعيداً عن الحرب وتحافظ على كيانها ووجودها . ولكن هذا الأنذار الأميركي المفترض أن يؤثر على العراقيين وعلى الحرب لم يسلم
أخيراً؛ وبعد أحتلال ( تحرير!!) بغداد ؛توقفت وفجأة جميع الأتصالات مع موفدي التجمع.كما لم يتقدم أي من رجال التجمع للأميركان للمساهمة في أقامة حكومة مابعد الحرب في العراق كما لم يكن هناك أي ممثل للتجمع لتسليم أسلحة الدمار الشامل العراقية. وفي الحقيقة لم يكشف أي من أعضاء التجمع عن نفسه للسلطات أبداً .وبعبارة أخرى بدى من المؤكد بأن التجمع كان شيئاً كبيراً وجريئاً وناجحاً للغاية لعرقلة مساعي وخطط U.S؛ضد العراق أعدته المخابرات العراقية بالكامل وبأتقان للعمل ضد الأميركان ؛والذي لم يحقق للعراق معلومات ومعطيات كثيرة ومهمة عن أنشطة CIA؛ داخل وضد العراق وحسب ؛بل وظلل رؤية ومشروعات أستخبارات U.S؛عن التحديات المحتملة لما بعد الحرب .
ولعل من بين أحدى النتائج والموضوعات الجانبية ذات العلاقة بفكرة أو تنظيم ’التجميع ‘؛ترد قضية الجنرال نزار الخزرجي ؛رئيس الأركان العامة العراقية الأسبق والذي فر من العراق في منتصف التسعينيات .ثم وفي تلك الفترة أرتبط اسمه بأستخدام الغازات السامة ضد الكرد أواخر الـ 1980s؛وأحتلال الكويت 1990 ؛والقضاء بقسوة وحشية على الأنتفاضة الشيعيةعام1991.وذكر حقاً أمر أستدعاء الخزرجي للمثول أمام محكمة مجرمي الحرب الدولية .ولكن وفي أواخر الـ1990s ؛ و كان الخزرجي يطوف بلدان أوربا – ثم أستقر أخيرا في بلدة دانماركية صغيرة ونائية - كانت CIA؛ تريد منه كلاعب رئيسي في عراق ما بعد صدام ؛متصورة أنه قادرعلى أستثمار تأثيره المستمر في صفوف العسكريين لترصين نظام الحكم العسكري لما بعد صدام والذي سكون قريباً جداً وبقوة [ وكما يفترض] من الأميركان .وافق جنرال الخزرجي على لعب الدور .ففي حديث له مع جريدة الحياةفي ك1/ديسمبر2002؛ قال الخزرجي ’’ أنا واثق بأن القطعات العراقية وحال دخولي العراق ستلتحق بي. وهناك أعداد كبيرة من الضباط والجنود المستعدين للعمل مع U.S؛لذا سنقاتل ونشق طريقنا الى بغداد ‘‘. كان نزار يوصف وبنظر العديد من خصومه بـ ’جنرال كرزاي الـ CIA‘ – كديكتاتور ألعوبة ومنضبط ويوجه من واشنطن .
في عام 2002؛وبتشجيع من CIA؛ بدأ الخزرجي يعيد وينٌشط أتصالاته باصدقاءه ومريديه من الضباط القدماء في العراق .وسرعان ما أبلغ عن وجود مجموعة سرية من كبار الضباط الشديدي الوطنية والعنودين جداً ضد صدام .وأن المجموعة أختارته – أي الخزرجي - كوسيط موثوق بينها وبين واشنطن . أما ما تريده هذه المجموعة من الضباط العراقيين في الحقيقة ؛فقد أبلغ الخزرجي الـ CIA؛ في شتاء 2002-3؛ بأنهم يريدون الكثير من الأموال والدعم السياسي ليسهل عليهم ترتيب وتسريع أنقلابهم [العسكري] ضد صدام .وحين رفضت U.S؛ألزام نفسها باية تعهدات خوفاً من أن الأنقلاب الموعود في بغداد قد يؤدي الى وقوع الكثير من التصفيات والأغتيالات ؛الأمر الذي لايحق أومنعت CIA؛قانونياً من دعمه .هنا بدأ الخزرجي يتحدث علانية ومحذراً من حرب رهيبة على العراق قد تشعل النار في هشيم المنطقة . و قال في لقاء له مع قناة الجزيرة في 19ك2/يناير 2003 ’’ أذا أندلعت الحرب ونشب القتال ؛ فسيستخدم التحالف كل جهوده لضمان ولتحقيق نجاح سريع مع ضمان عدم وقوع أية خسائر في صفوفه .ستستخدم تلك القوات أفضل ما لديها من معدات. ومن المحتمل أن تلك المعدات ستدمر وتلوث بيئة ومستقبل أجيال العراق المقبلة وكما حدث في حربي الخليج وأفغانستان . وأكثر من ذلك ؛فستمزق هذه الحرب وتقسم الشعب العراقي و تدمر بنياته التحتية وقواته المسلحة وستدخل في فوضى مدمرة.وهذا قد يقود بدوره الى حرب أهلية ‘‘.وبدلاً عن حرب أميركية ؛طالب جنرال خزرجي تزويده بالمساعدات الضرورية لعودته الى العراق لقيادة ثورة عسكرية ضد صدام حسين؛و قال في 21شباط/فبراير2003؛’’ أحس وكأنني أسد في قفص . يجب أن أكون في العراق لقيادة الشعب والعسكريين ضد صدام . أنا واثق أن وجودي في العراق سيقنع العسكريين بتغيير أتجاه أسلحتهم و مدافعهم ؛وسيشهرونها ضد صدام ‘‘. ثم ومتابعاً ’’ من الطبيعي جداً أن يتصدى الشعب لجيش الأحتلال الأميركي ؛الذي سيقصف البنيات التحتية والقوات المسلحة ؛وسيبقى [المحتل] طويلاً في العراق ؛وسينصب حكومة عميلة؛بينما ستسدد نفقات الحرب من نفط وثروات العراق ‘‘.
وبغض النظر عن كل هذا التبجح والتظاهر بالشجاعة وتأكيد جنرال خزرجي لأستقلاليته؛ فقد أبقى على أعتماده وتعاونه مع CIA.ألا أن قضيته أمام المحكمة الدولية أستمرت وتصاعدت ؛وفي أوائل 2003؛ حذرته (كوبنهاكن)؛أنه وحال صدور مذكرة أعتقال دولية بحقه فسيسحب منه اللجوء الدنماركي وسيرحلً الى المحكمة الدولية في ( لاهاي) . وفي 17آذار/ مارت –أي عشية الحرب –أختفى الخزرجي من داره في الدانمارك . فقد نقله أصدقاءه في CIA؛الى الخليج العربي عبر عدة محطات أوربية ؛وحال بدء العمليات العسكرية ظهر الخزرجي فجأة على رأس ما أسماه مسؤولون عرب كبار !! ؛بـ’ مجموعة التفاوض ‘- شاركت فيها عناصر من CIA- لأجراء حوار مباشر مع قادة ميدانيين في القوات العراقية المسلحة لعدم مقاتلة قوات التحالف الأمرو- بريطاني ‘‘. وأكثر من ذلك ؛ووفقاً لمصادر في المعارضة العراقية ’’ لقد جرت هذه الأتصالات مع قادة عراقيين ميدانيين؛ وباشراف CIA؛ وقوات خاصة لـ U.S؛ في العراق لأقناع أعداد كبيرة من القوات العراقية بالقاء أسلحتهم ؛وربما حتى مشاركة عناصر من القوات العراقية الخاصة بأعتقال صدام حسين حياً وتسليمه لقوات . U.S.
في عشية الحرب دخل جنرال الخزرجي ومجموعته العراق سراً لتفعيل وتسريع وساطاتهم مع نخبة الجنرالات العراقيين .أدعى الخزرجي أقامته صلات مع القليل من كبار الضباط الذين تربطه بهم صلات قوية وقديمة .وقد أوصل عروض واشنطن للتنسيق والتعاون خلال وبعد الحرب .وقد أوضح بعض كبار قادة المعارضة العراقية في بيروت أن الخزرجي طالب أصدقاءه بـ’السعي ومطالبة صدام لأظهار مواقف أكثر مرونة أزاء الوساطة المقترحة لتجنيب البلاد مخاطر الدمار؛ مع ضمان سلامته ‘‘ .وبالمقابل ؛أضافت المصادر ’’ وعد أولئك الجنرالات العراقيين بدور رئيسي في مرحلة ما بعد الحرب .وأنهم سيحتفظون بنفس الحضوة التي ينعمون بها حالياً ولهم بعد ؛خيار القيام بأنقلاب عسكري ضد صدام لأنهاء الحرب ‘‘. وحين رفض القادة العراقيون الألتزام بتنفيذ الأنقلاب العسكري؛أو تقديم مساعدة فعالة لقوات الغزو الأميركية ‘‘؛ عرض جنرال خزرجي خطته الخاصة لتجنب الحرب .ووفقاً لتلك المصادر في بيروت ؛شملت خطة الخزرجي ’’ توفير ملاذ آمن للرئيس صدام خارج البلاد بشرط عدم أستخدام الحرس الجمهوري الأسلحة الكيمياوية لأفشال أي أتفاق بين قيادة الجيش وقوات U.S. ومع ذلك ؛وأذا أصر صدام على القتال حتى بعد التوصل الى أتفاق كهذا ؛على القادة العراقيين التأكيد على عدم مشاركة أعداد كبيرة من القطعات في القتال لغرض أضعاف جبهة صدام كثيراً وتسهيل مسألة التعامل مع القوات العراقية ككل‘‘.واصل جنرال خزرجي أصراره طوال الوقت على دعم واشنطن له ؛وأنها خولته تقديم هذا العروض والصفقات
مع تصاعد القتال ؛وسعت مجموعة الخزرجي أتصالاتها عبر أجهزة التلفون النقال واللأسلكي و حتى عبر سعاة وحاملي رسائل .وجرت معظم تلك الأتصالات عبر طرف ثالث كان يلتقي بعض أعضاء مجموعة الخزرجي في أماكن بعيدة . وفي 24آذار/مارت ؛أبلغ أحد كبار مسؤولي CIA؛ الواشنطن بوست بـ ’أستمرار الأتصالات السرية مع القادة العراقيين بأمل ترتيب أستسلام القطعات العراقية ؛وفرار بعض الشخصيات الهامة والأمتناع عن استخدام الأسلحة الكيمياوية و البايولوجية وأخيراً أسقاط (صدام ) حسين ‘‘. ومرة أخرى أتصل موفدوا متحاوري العراق من العسكريين طالبين أظهار صدق وأخلاص U.S – بخطوات ستمكنهم من مواصلة الحوار دون أثارة شكوك المخابرات وأجهزة صدام الأمنية . لذا وأيفاءً بذلك أوقفت U.S؛ قصف مبنى وزارة الدفاع وحيث أكدت التقارير أن الضباط المتفاوضين مع جنرال نزارالخزرجي كانوا يختبئون في تلك الوزارة .و كانت النتيجة هي تمكن القيادة العليا العراقية من أدامة الأتصال مع قطعاتها المقاتلة عبر ومعظم وقت الحرب .[ في لعبة مخادعة عراقية ناجحة أخرى لـ U.S].
وكما حدث مع عناصر (التجمع) ؛لم يظهر معظم عناصر ومجموعة الخزرجي بعد أحتلال U.S؛ لبغداد ؛وبقي [ أي جنرال خزرجي] أحد أكبر ألغاز الـ CIA؛ وجهدها الدؤوب لأفساد عناصر الحلقات القريبة لصدام .ولم يتضح بعد وبجلاء أخلاص وولاء [جنرال خزرجي] الحقيقي . وبينما أتضح تماماً عدم ولاءه لصلاته بـ CIA؛فهناك جدل طويل حول حقيقة الخزرجي وهل هو طامع بالسلطة ؛أم أنه جنرال داهية حقق صفقات رائعة لترويج حساباته وأهدافه ؛الخاصة ؛ أو أنه ذرائعي (واقعي يتعامل مع الممكن ) توصل الى أتفاق مع صدام يضمن سلامته [أي الخزرجي ] مقابل مساعدته في الحرب العراقية السرية ضد U.S.
شكل الكرملين الأن صورة كاملة لاغبار عليها للموقف في بغداد .لاحظت الأستخبارات الـعسكرية الروسية GRU؛في نشرة لها في 20أذار/مارت ؛’’ شدة اخلاص ومعقولية وتحمل القيادة العراقية العليا مسؤولياتها ‘مقارنة ببما يقال عن فاعلية العمليات الأميركية السرية ؛ ومضيفة ’’ يتوقع الأميركان حدوث ’ تحول سياسي كبير وجذري وأخباراً من العراق ‘؛ في الـ 24ساعة القادمة ‘. ويعتقد محللون أن محاولة أنقلابية بدأتها CIA؛ من قبل عدة أشهر هي السبب وراء هذا التوقع . ومع ذلك أفاد عملاء روس أن أنقلاباً كهذا أما قد كشف في الوقت المناسب أو كان ومن البداية تحت سيطرة دوائر الأمن العراقية .تأكدت هذه المعلومات كذلك بما لاح من مظاهر عدم الأرتياح التي سادت مركز قيادةCIA ؛ في قطر؛وكما لو أن سقوط صدام حسين كان سيتم قبيل عدة أيام ‘‘ . وعلى العكس فقد أثبتت الوقائع أن قراءة وتحليل GRU,s؛ للموقف في العراق كانت صحيحة بل وبالغة الدقة جداً .
وأخيراً ؛فقد كانت المحصلة النهائية لهذه الأتصالات والعلاقات مع المعارضة العراقية؛بما فيها غالبية من هربوا الى الغرب هي : بروز فهم مرتجل ومتسرع وغائم للموقف في العراق .وذلك لأن هذا التحليل
منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السباق الى بغداد ترجمة لثلاثة فصول 7-9من كتاب : التأريخ السري لحرب العراق .ليوسف بودانسكي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السباق الى بغداد ترجمة لثلاثة فصول 7-9من كتاب : التأريخ السري لحرب العراق .ليوسف بودانسكي
» السباق الى بغداد ترجمة من كتاب التاريخ السري لحرب العراق
» السباق الى بغداد ترجمة من كتاب التاريخ السري لحرب العراق الحلقة (12)
» السباق الى بغداد ترجمة من كتاب التاريخ السري لحرب العراق الحلقة (12)
» كتاب التاريخ السري لحرب العراق يوسف بودانسكي - ترجمة السفير سليم الامامي ج11 (2)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
هديل صدام حسين(1) :: شؤون دولية-
انتقل الى: