طهران تجري إتصالات مع لجنة التنسيق الوطنية هل تراهن إيران الآن علي ورقة المعارضة السورية؟
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
عدد المساهمات : 547 تاريخ التسجيل : 08/07/2011
موضوع: طهران تجري إتصالات مع لجنة التنسيق الوطنية هل تراهن إيران الآن علي ورقة المعارضة السورية؟ الخميس ديسمبر 22, 2011 12:06 am
طهران تجري إتصالات مع لجنة التنسيق الوطنية هل تراهن إيران الآن علي ورقة المعارضة السورية؟ 22/12/2011 واشنطن, ديسمبر( 2011) شرعت إيران في التواصل مع الحركات المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد، سعيا منها للحفاظ على تحالف تعده حاسما لها في المنطقة لدي سقوط النظام الحالي في سوريا. فقد إجتمع مسؤولون إيرانيون مرتين على الأقل مع أعضاء في لجنة التنسيق الوطنية التي تعارض التدخل الاجنبي في سوريا وتدعو لإجراء إصلاحات من أجل حل الأزمة السورية التي إندلعت منذ تسعة أشهر. وأفادت رندا سليم، الخبيرة في الشؤون السورية والحركات الديمقراطية العربية والمتعاملة مع مؤسسة "نيو أميركا" ومعهد الشرق الأوسط، أن إيران قد تواصلت أيضا مع أعضاء في المجلس الوطني السوري الذي يعتبر جماعة المعارضة الرئيسية الموجودة خارج سوريا، وذلك عن طريق الزعيم الإسلامي التونسي رشيد الغنوشي. وصرحت سليم لوكالة إنتر بريس سيرفس "حتى الآن ، رفض المجلس الوطني السوري محاولات إيران" للتواصل معه. والمعروف هو أن الثورة الشعبية الجارية ضد نظام الأسد تشكل أزمة خطيرة بالنسبة لإيران، فقد كانت سوريا هي الدولة العربية الوحيدة المتحالفة مع إيران منذ الثورة الإسلامية في عام 1979. كما تعتبر سوريا بمثابة القناة التي توفر إيران من خلالها الإمدادات إلي حزب الله في لبنان، وفقا لما تردد، بإعتباره عضوا رئيسيا في المسمي "محور المقاومة". فعلقت منى يعقوبيان، الخبيرة في شؤون لبنان وسوريا في مركز ستيمسون في واشنطن خلال نقاش أجري مؤخرا في مجلس الاطلسي، قائلة ان سوريا تلعب دورا هاما ليس فقط كجسر جغرافي بل وفكري أيضا باعتبارها البلد العربي الوحيد في المحور. ومن جانبها، إختارت حركة حماس أن تنأى بنفسها عن حكومة الأسد تفاديا لأن ينظر إليها على أنها تدعم نظاما ينهال بوحشية أيضا على الناشطين الإسلاميين المنخرطين في صفوف الشعب السوري وثورتة علي النظام. فمن دون حماس والأسد، تتقلص "جبهة المقاومة" لتقتصر علي كيانين شيعيين : إيران وحزب الله. وفي غضون ذلك، وفي محاولة أخري لإنقاذ علاقتها مع سوريا، لعبت إيران مؤخرا لعبة متعددة الأوجه: التواصل مع المعارضة وبالتالي إنتقاد الأسد، وفي نفس الوقت مد نظامه بالسلاح والمال والخبرة في مجال رصد أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة. وصرح مسؤول إيراني لوكالة إنتر بريس سيرفس شريطة عدم الكشف عن هويته، أن طهران تشجع أيضا الحجاج الشيعة في إيران والعراق علي زيارة دمشق التي تأوي أكبر مزار شيعي، وذلك لتعويض الانخفاض الحاد في السياحة الأوروبية إلى سوريا. وأيا كان الحال، فالواقع أن هناك شكوك قوية حول ما إذا كان يمكن للأسد الإستمرار في الحكم وسط الصراع الدموي المتنامي والنزعة الطائفية التي تهدد بالتصاعد. فبالفعل قدرت الأمم المتحدة عدد القتلى بأكثر من 5000، فيما تتوالي الأنباء عن مذابح السنة علي أيدي العلويين، والعكس بالعكس. هذا وتأتي المساعي الإيرانية المشار إليها في وقت تعاني فيه من عزلة متزايدة في مواجهة تصاعد العقوبات الاقتصادية وغيرها، وتأهب الرئيس الامريكي باراك اوباما للتوقيع على مشروع قانون من شأنه أن يمنع المؤسسات المالية الأجنبية التي تتعامل مع البنك المركزي الايراني من التعامل مع المصارف الاميركية. وفي غضون ذلك، يجمع الخبراء في شؤون المنطقة علي أن نظام الأسد أصبح علي وشك الإنهيار تحت وطأة الإنتفاضة الشعبية وردود الفعل تجاه تصرفاته الوحشية وإختناق قطاع الأعمال السوري. لكن هذا الإنهيار المتوقع قد أثار أيضا سلسلة من المخاوف من أن تعمد إيران وأطراف معنية أخرى، مثل المملكة العربية السعودية وتركيا، إلي دعم مختلف الفصائل المسلحة والجماعات الطائفية في سوريا. فعلق آرام نركيزيان، الخبير في شؤون جيوش بلاد الشام، قائلا أن الأمر يتعلق في نهاية المطاف بمسألة "الهيمنة الإقليمية"، وأنه من المرجح أن تصبح سوريا "ساحة للمنافسة بالوكالة" ولتغذية الصراع على غرار الحروب الأهلية التي سبق وأن هزت أرجاء لبنان والعراق.( 2011)
طهران تجري إتصالات مع لجنة التنسيق الوطنية هل تراهن إيران الآن علي ورقة المعارضة السورية؟