رسالة استر اتيجية خاطئة حول ايرات فورين بوليسي.كوم, 7 كانون الأول/ديسمبر 2011
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
عدد المساهمات : 547 تاريخ التسجيل : 08/07/2011
موضوع: رسالة استر اتيجية خاطئة حول ايرات فورين بوليسي.كوم, 7 كانون الأول/ديسمبر 2011 الخميس ديسمبر 22, 2011 12:02 am
رسالة استر اتيجية خاطئة حول ايرات فورين بوليسي.كوم, 7 كانون الأول/ديسمبر 2011 منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي 22-12-2011 بالنظر إلى التحذيرات التي دوَّت بشكل متزايد في الأشهر الأخيرة حول التقدم النووي الإيراني والغضب العارم من اكتشاف تخطيط الجمهورية الإسلامية لقتل السفير السعودي في واشنطن واقتحام السفارة البريطانية في طهران، ربما يعتقد المرء أن قادة إيران سيقلقون من احتمالية قيام هجوم من قبل الغرب على بلادهم. ومع ذلك، تؤكد تصريحاتهم العكس من ذلك تماماً. ففي الأيام الأخيرة تفاخر الزعيم الإيراني علي خامنئي بــ "تحطيم عزيمة" الغرب، كما أن قائد قوات "الباسيج" شبه العسكرية في إيران - التي كانت مسؤولة عن الطيش والشغب في السفارة - قد تنبأ بأن الولايات المتحدة ستكون ضعيفة جداً من أن تستطيع الرد حتى على هجوم إيراني. وربما كانت تلك مجرد غطرسة، لكن مع ذلك لم يفعل المسؤولون الأمريكيون شيئاً يذكر لتثبيط ثقة النظام المفرطة بنفسه ونزعته نحو التصعيد الذي يتوقد من خلال هذه الثقة. وبينما يواصل المسؤولون في إدارة أوباما تأكيدهم بأن الخيار العسكري بشأن بإيران لا يزال "مطروحاً على الطاولة"، إلا أن لديهم في ذات الوقت نزعة عكسية النتائج لتقويض تلك التأكيدات، وبالتالي تقويض جهود الولايات المتحدة الرامية إلى ردع إيران وحشد الدعم لفرض عقوبات أكثر صرامة. وقد جاءت آخر محاضرة طويلة عن عدم استحسان اتخاذ العمل العسكري من قبل وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الذي سرد في يوم الجمعة الثاني من كانون الأول/ديسمبر الحالي، خمسة أسباب لماذا لا ينبغي على الولايات المتحدة مهاجمة إيران، وكانت جميعها قابلة للنقاش. أولاً، ادعى بانيتا أن الهجوم على إيران ربما يعيد فقط نظام الملالي إلى الوراء "بعام وربما بعامين" لأنه "من الصعب جداً الوصول إلى بعض الأهداف (النووية)." وبغض النظر عن جدوى إظهار حدود القدرات العسكرية للولايات المتحدة أمام إيران وغيرها إلا أن هذا التحليل محل شك. وبافتراض أن بانيتا في وضع يمكنه معرفة ما إذا كان من الصعب بالفعل تدمير منشآت إيران النووية، على الرغم من أن التفجيرات الأخيرة غير المفسرة مثل تلك التي محت تقريباً مجمع صواريخ إيراني تؤكد أنها قابلة للاختراق. وعلى أية حال فمن الصعب على إيران حتى التعافي بسرعة من الضرر الجزئي. فتصنيع محطات الطرد المركزي على سبيل المثال، يعتمد بشكل حاسم على مكونات متخصصة يصعب الحصول عليها مما يجعل من الصعب إعادة تنصيب البرنامج في ظل تطبيق عقوبات صارمة. وثانياً، أكد بانيتا أن الهجوم على منشآت إيران النووية سيسفر عن قيام دعم متزايد للنظام في إيران والمنطقة. ومع ذلك، فإن المرجح جداً هو أن حلفاء الولايات المتحدة العرب - خاصة أولئك في الخليج الذين يرون أن إيران تشكل تهديداً رئيسياً لأمنهم - سوف يفرحون على الأقل سراً من شن هجوم ناجح. ومن بين السكان ذو الأغلبية المسلمة، وجد استطلاع قام به مركز "پيو" في منتصف 2010 أن هناك أغلبية - في باكستان فقط - تدعم البرنامج النووي الإيراني. وفي إيران نفسها قد يؤدي الهجوم إلى تقويض النظام أكثر من إمكانية تعزيزه. وقد أدرك خامنئي نفسه ذلك مؤخراً، حيث حذر في خطاب ألقاه أمام البحرية الإيرانية بأن نظامين إيرانيين سابقين - القاجاريين والبهلوي- قد أظهرا نقاط ضعف في وجه قوى أجنبية وتم اكتساحهما بسبب ذلك. إن ثالث ورابع وخامس تأكيدات بانيتا قد تعلقت جميعها برد فعل إيران الثأري، حيث أن الجمهورية الإسلامية ستستهدف السفن والقواعد الأمريكية، وستكون للهجوم تداعيات اقتصادية على افتراض أن إيران ستستهدف شحنات النفط أو تسعى لغلق "مضيق هرمز"، وأن الهجوم سوف يؤدي إلى تصعيد إيراني واندلاع صراع من شأنه أن "يلتهم الشرق الأوسط." إن كل عمل عسكري تصاحبه خطورة انتقام الخصم، لكن السؤال هو إلى أي مدى يتمكن الخصم من فعل ذلك. ففي حين ينبغي عدم تجاهل كل من التهديد الذي تشكله إيران وعدم اليقين الكامن في أي نزاع، إلا أنه ينبغي عدم المبالغة في أي منهما. إن أي هجوم على إيران تقوم به الولايات المتحدة وحلفائها سوف يصاحبه تحليل وتخطيط أكثر واقعية، ومن الصعب التصور بأن خلاصة هذه المشاورات ستكون عدم قدرة الولايات المتحدة على التعامل مع انتقام إيراني. وتستخلص معظم التقييمات العلانية للتهديد الإيراني للملاحة في الخليج الفارسي، على سبيل المثال، أن إيران لا يمكنها غلق المضايق لأكثر من فترة محدودة في وجه المقاومة الأمريكية. وأما عن التصعيد فهو يحدث بالفعل كما ظهر من خلال محاولة الاغتيال المذكورة أعلاه، واقتحام السفارة البريطانية. إن الإشارة بأن الولايات المتحدة عاجزة عن الرد تعني تشجيع قيام المزيد من الأعمال الاستفزازية. وعلى العكس من ذلك، لو رغبت الولايات المتحدة في منع المزيد من أعمال التصعيد أو إذا أرادت في أعقاب الهجوم أن تجعل القادة الإيرانيين يفكرون مرتين في كيفية الرد، فعليها أن توضح بأنها مستعدة وقادرة على مواجهة أي عمل عنيف أو انتقام إيراني. إن تفكير المسؤولين الأمريكيين بصورة غير علنية في القلق الذي أثاره الوزير بانيتا يعكس نظرة مسؤولة وضرورية على حد سواء. إلا أن تأمل هذه المخاوف بصورة علنية لا يعكس أي منهما بل هو خطأ استراتيجي. إن التقليل من مصداقية التهديد العسكري لا يطمئن طهران فحسب بل يزيد من إغراء حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بالتحوط في رهاناتهم وتخفيف الضغوط على دول مثل روسيا والصين لدعم عقوبات تستهدف "البنك المركزي الايراني" وعائدات النفط. ومن جانبه لم يستبعد بانيتا خيار القوة بل قال إنه ينبغي أن يكون الملاذ الأخير. وقليلون يختلفون مع ذلك، ولكن قد لا يكون التوقيت متروك لواشنطن - فمن المستبعد أن يقوم النظام الإيراني بمجاملة الولايات المتحدة عن طريق الانتظار حتى تستنفد واشنطن جميع العقوبات والدبلوماسية قبل أن يصبح النظام ذو قدرة نووية. إن أضمن طريقة لتأجيل ذلك الموعد واقتناص مجال للتنفس من أجل القيام باستراتيجية دبلوماسية هي إقناع قادة إيران أنه في الوقت الذي لا تتلهف فيه الولايات المتحدة [للدخول في] صراع إلا أنها مستعدة للقتال والفوز فيه إذا لزم الأمر. مايكل سينغ هو المدير الإداري لمعهد واشنطن. منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي المصدر فورين بوليسي 22-12-2011
رسالة استر اتيجية خاطئة حول ايرات فورين بوليسي.كوم, 7 كانون الأول/ديسمبر 2011