الجيش العراقي وكوارث حله ؟؟ [1]. القسم الثانـــــــــي خريف 2003-خريف 2004.
كاتب الموضوع
رسالة
بشير الغزاوي
عدد المساهمات : 547 تاريخ التسجيل : 08/07/2011
موضوع: الجيش العراقي وكوارث حله ؟؟ [1]. القسم الثانـــــــــي خريف 2003-خريف 2004. الإثنين ديسمبر 19, 2011 7:30 pm
الجيش العراقي وكوارث حله ؟؟ [1]. لمـــاذا ليس للعراق جيش ؟. ترجمة من كتاب :عميان الى بغداد لـ’ جيمس فللاوز‘ . ’’ لا أعتقد أن علينا دحر جيش صدام ؛وأرى أن جيش صدام سيطيح بصدام ‘‘ .ريشارد بيرل .التاريخ السري لحرب العراق [2] . القســــم الأول خريف 2002-خريف 2003: الوقوع في مصيدة المباغتة ’’ كــان من الواضح جداً ما الذي سيحدث في مجتمع محكوم بنظام عسكري متسلط بقوة وحال سقوط النظام ‘‘ قــال أنتوني كروسمان من مركز الدراسات الأستراتيجية والدولية في واشنطن والذي أعد سلسلة من التقارير المحكمة الأعداد عن المؤسسة العسكرية العراقية الجديدة و المتيسرة على موقع المركز المذكور ( CSIS Web site [12])؛ ثم مضيفاً ’’ولكن U.S؛ أختارت تجاهل تلك الأشارات بكل عناد ‘‘ . ولإيضاح الفشل والتخبطات الأولى التي أجتاحت أو تلبست الأحتلال ؛ يعدد كروسمان العوامل المشتركة والتي باتت مألوفة وهي :- 1 .التوقع اللامعقول بطول فترة ترحيب العراقيين بالقوات الأجنبية . 2. القرار المتعمد بخفض أعداد جيش الغزو . 3 . قلة الأستعدادات والتدابير لتعقيدات مرحلة مابعد الحرب وغير ذلك من العوامل . نشر صدام حسين قبل الغزو نصف مليون جندي وشرطي على الأقل لكبح وضبط الأوضاع في العراق بينما غزت U.S ؛ العراق بثلث ذلك العدد من الجنود ؛وبسبب عدم قدرة قوات الغزو التحدث بالعربية لذا لم يدركوا الا نادراً أية تحولات في المزاج العراقي أو التمكن من ممارسة أية تأثيرات فيهم خارج نطاق القوة والعنف . قادت هذه التفسيرات لأولى مشكلات التدريب بدورها الى توجهات ونهايات غير مألوفة . تبنى أحمد جلبي زعيم المؤتمر الوطني العراقي ومن مناصري الحرب وبعض الأميركان المتنفذين مثل رئيس CIA؛ السابق جيمس ووسلي ؛ وريشارد بيرل ؛الرئيس السابق لمجلس السياسة الدفاعية [في البنتاغون] أحدى وجهات النظر عن سبب تردي الأمور سريعاً . وقال لي جيمس ووسلي ’ وجهة نظري صريحة للغاية ‘‘؛ مضيفاً ’’ لقد ضيعنا خمسة سنين؛بفضل [غباء وتعنت]الخارجية الأميركية و CIA ‘‘. يقصد السنوات من 1998؛يوم أقرالكونكرس قانون تحرير العراق ؛ووقعه الرئيس كلنتون ؛ بدعم تغيير النظام العراقي .والى عام 2003م؛حين دخلت قوات U.S ؛ بغداد .وفرً القانون آنف الذكر مبلغ 97$ ؛لتسليح وتدريب قوات من مهاجرين عراقيين .ويتابع وليم ووسلي القول ’’ كلما كنا نحتاجه ؛هو أستخدام بعض تلك الأموال لتدريب وحدات كرد ية وشيعية لتقاتل معنا ؛كما فعلت قوات فرنسا الحرة عام 1944‘‘. وأضاف وليم ووسلي بأن الحجة الرئيسية المضادة هي أن جيشاً غازياً من كرد وشيعة سيجعل التعامل مع السنة بعد سقوط صدام أكثر صعوبة . تبنى كثير من مؤيدي الحرب الأوائل على العراق ضمن أدارة بوش وبقوة وجهة نظر أخرى. ؛وقد أبلغوني خلال مناقشاتي لهم ؛بأنهم مستاءون حقاً لفشل أستخباري واحلد فقط . ولا يتعلق هذا الفشل بخزين ’’ أسلحة الدمار الشامل WMD [13]‘‘ في العراق بالذات ؛فوكالات أستخبارات العالم الأخرى تقع في أخطاء مماثلة أيضاً؛ كما قال لي من ناقشتهم بأن صداماً واصل على أية حال محاولاته لبناء أسلحة الدمار الشامل .ولكن الخطأ الذي ’’ أقلقهم هو عدم أدراكهم مسبقاً بأن صدام خطط وطوال الوقت لحل أو تذويب جيشه أي أن يتفكك ويختفي حال سيطرة الأميركان على بغداد ليعودوا من جديد لخوض حرب عصابات. وعلى ضوء ذلك فـ ’العواقب الوخيمة bitter enders‘ للحرب على صدام باقية و متواصلة سواء تطورت وتقدمت القوات العراقية الجديدة باسرع أو بأبطأ مايمكن وبقدر ما يستطيع أيا كان أن يتصور . أمـا وجهة النظر التي قبلت عموماً بين العسكريين فمفادها : أن مخططي الحرب من عسكرين ومدنيين قبلوا ودون نقاش ؛بأن تحولات مابعد الحرب مسائل بديهية ؛ثم وفجأة أتخذوا قراراً كارثياً بحل وصرف جميع عناصر الجيش العراقي ؛ثم لينشغلوا بعدها بأمور طارئة وملحة أخرى وحتى تقليدية وروتينية أبعدتهم عن التفكير بجدية حول [ تشكيل ] جيش عراقي جديد . تساءل الفريق جيم ماتيس [14]؛’’ هل كان علينا تهيئة زمر تدريب ؛تكون جاهزة لدخول العراق في نفس يوم أجتيازنا حدوده ‘‘ ؛ومتابعاً ’’للعسكريين بطبيعة الحال واجب واحد في موقف كهذا ؛وهو –أي الواجب – توفير الأمن للسكان المحليين . أنها الستار والحجة التي يمكن أن يجري ويحدث خلفها وبأسمها أي شيئ ‘‘ . لقد طالب جنرال ماتيس هذا ؛قبيل الحرب بضرورة تهيئة مجموعات أستشارية مدنية من أميركا الشمالية وأوربا ؟؟؛ لتتدفق على العراق كــ : رؤوساء أداريين Mayors؛ للعمل سوية لتأمين النظام والأنضباط .’’ولكنا لم نفعل ذلك ؛فكان أقسى ما عانينا منه جميعاً هو فقدان الأمن ‘‘ . أقترح كثيرون غيرهم ؛ تجاوز العديد من الأخطاء م في مرحلة الأستعدادات للحرب .ولكن أحد جوانب و خطوات التحول على الأقل قد حضي بما يستحقه من الأهتمام ؛ألا وهو : كيفية التعامل مع القوات المسلحة العراقية حال أستسلامها أو أندحارها .ولكنهم ولسوء الحظ ؛تجاهلوا هذا الأمر [ وعن عمد وتخطيط مسبق] أولعل ما خططوا له تعذر تنفيذه . فبعد سنوات من سوء أستخدامه تحت قيادةصدام حسين ؛عانى الجيش العراقي من مشكلات كبيرة؛ كانهيار المعنويات وتفشي الفساد ؛ والقسوة الوحشية وما تراكم لديه من معدات قديمة وبالية . بلغ تعداد الجيش النظامي 400ألف جندي ؛ فلو أمكن أستخدم أية نسبة منه لخفف ذلك الكثير عن كاهل القوات الأميركية . أواخر عام 2002م؛ خول الكونكرس بوش شن الحرب أذا أقتضت الضرورة ذلك ؛وبدأ جنرال الجيش المتقاعد جي كارنر؛الذي أختير ليكون أول نائب –ملك Viceroy؛ أميركي في العراق ؛ التفكير بكيفية أستخدام أعداد من الجنود العراقيين بعد الحرب ؛. كان كارنر هذا قد أشرف على برامج أنعاش و مساعدة المنطقة الكردية شمال العراق بعد حرب الخليج ( 1990-1) ؛وطالب بدمج أكبر عدد ممكن من ضباط صف وجنود الجيش العراقي لتكن بأمرة قوات الأحتلال .ألا أن أقصاء جميع عناصر القيادات العليا جعل الأمر أكثر تعقيداً مما كان عليه الحال سابقاً مع اليابانيين أوالألمان بعد الحرب العالمية الثانية ؛ إذ يوجد في العراق أكثر من 10ألف جنرال . ( يصل تعداد جيش U.S ؛نفس أعداد القوات العراقية لكن مع 300 جنرال فقط ) .ألا أن مسؤولاً كبيراً ممن ساهموا بقوة في أعداد الخطط قال لي ’’ كانت الفكرة الأكثر تقبلاً :هي أبقاء القطعات العراقية في مواقعها السابقة ثم محاولة أشراكهم لأنجاز الأشغال العامة ؛ وأعادة البناء لا التخلي عنهم نهائياً ‘‘ . وتابع المسؤول الكبير قائلاً ’’ أما مزايا أستخدام عناصر الجيش العراقي تلك فهي أنهم :منظمون .ولديهم أجهزة و معدات ؛وعلى الأخص وسائط النقل [عجلات صغيرة كالجيب والشاحنات ] والتي تمكنهم من التنقل من مكان الى أخر .كما لديهم منشأت جاهزة ؛ ولكن كانت هذه نقطة صغيرة تلاشت بسرعة أمام محاذير أبقاءهم ‘‘ . حاول جنرال كارنر تفعيل خطة الأستفادة من بعض عناصر الجيش العراقي حال وصوله بغداد في أبريل/نيسان 2003م. و لقد أخبرني مؤخراً أنه لم يجد سوى أشارات ودلا ئل قليلة عن[وتشكيلات ومؤسسات] الجيش العراقي القديم عند وصوله . ومتابعاً...’’ لكنا بدأنا بعمليات جس نبض وارسلنا بعضهم لهذا الغرض ؛ثم تلقينا الكثير من الأستجابات .وعثرنا على ضابطين عراقيين ؛جاءا الي وقالا ’ بوسعنا أعادة تلك الفرق للعمل ثانية ؟‘ . ثم بدأنا بحوارات ومناقشات ‘‘ . ثم وفي 23مايس/أيار ؛صدر القرار الذي سيظل يثير الكثير من الجدل لسنوات طويلة وهو: قرار سلطة الأئتلاف الرقم -2؛بحل الجيش العراقي وأرسال جميع منتسبيه وبكل بساطة الى بيوتهم دون صرف أية مستحقات أو تعويضات مالية . قال لي ( والتر سلوكومب) الذي سيتحمل فضل أو جريرة أبتكار فكرة حل الجيش العراقي صيف ذلك العام ’’ أستهل أقوالي دائماً بالتأكيد على ألا علاقة لهذه المناقشة بالموضوع !!!؟ ‘‘ . شغل سلوكومب هذا منصب وكيل وزير الدفاع للسياسة في عهد كلينتون . ثم وبعد شهر من سقوط بغداد ذهب سلوكومب هذا الى المنطقة الخضراء كمستشار دفاعي وأمني لبول ’جيري‘ برامر الثالث ؛الذي حل للتو مكان جنرال جي كارنر ؛نائباً للملك ؛أوكأعلى موظفي U.S ؛ المدنيين . تبنى (والتر سلوكومب ) عند وصوله بغداد فكرة :أن على سلطة الأئتلاف CPA [15]؛ مواجهة الواقع والأقرار بأن الجيش العراقي قد أختفى ( أو حلّ نفسه بنفسه ) . وقال ’ أذن فلا وجود فعلي لأية قوات عسكرية عراقية فعلاً كي’ تحل ‘ ‘. ثم ومتابعاً ’’فما من طريقة عملية أفضل و لاأسرع لأ عادة تشكيل قوات عراقية بالأعتماد على ماتبقى من الجيش العراقي مما جرى فعلاً . كانت جميع المعسكرات و المنشئات والمباني والدوائر العسكرية قد دمرت ؛ وذهب منتسبوا القوات المسلحة الى بيوتهم ولم يعودوا ‘‘.أما رسميوا أدارة بوش الذين أمروا جنرال كارنر أولاً بأعادة تشكيل الجيش ؛فقد وافقوا في النهاية والتر سلوكومب هذا على مشروعه : فمازالت الجوانب السلبية وما شاب سمعة القوات المسلحة [العراقية ] من فساد ووحشية حية بعد ؛ كما لم يتبقى لتلك القوات في البال أية محاسن و مزايا ؛فقد ذهبت هي الأخرى مع من ذهب من القطعات .ويتابع هذا المسؤول الكبير في وضع وتصميم الخطط القول ؛’’ ذهبت وذابت جميع المزايا والحسنات ؛ فلا وجود بعد لأي تشكيلات ؛ولا لروح الأنضباط Displine؛ وسرقت سائل النقل العسكرية ؛كلها أختفت مع الجنود الذن أختفوا ‘‘. تظل المناقشة حول ذلك القرار مريرة ؛ولكنها تتركز كما يدعي سلوكومب حول نقطتين ؛الأولى : ’ ما أذا كان الجيش العراقي قد حل نفسه وبطريقة تتعذر معها أعادته كما يدعي هو ومناصروه .والثانية هي : ما أذا كان بوسع المسؤولون الأميركان العثور على طريقة لتجنب تحول مئات الألوف من الجنود الى مجموعات (فصائل ) مقاومة مسلحة وحاقدة . وقال لي ( باراك سالموني ) من وحدة تدريب و تثقيف المارين ’’ أنا لا أصدق حجة عدم وجود جيش بجب أن ندفع له [مستحقات مالية]؛ ثم مضيفاً ؛ ’ لعلهم أختفوا فعلاً ؛ولم يتابعوا أعمالهم ؛لكني أؤكد لك بأنه كان سيعاودون الظهور لو عرفوا أنهم سيحصلون على دولارات . وحتى لو حل الجيش العراقي فعلاً فقد كان بوسعنا الا ندفعهم الى معاداتنا ‘‘- لأننا و بشكل خاص أوقفنا مخصصاتهم . وبعد أسابيع 4من ذلك أعلن الأميركان عن عزمهم بأعادة صرف بعض المعاشات والأعانات ؛ولكن جاء ذلك متأخراً وبعد فوات الآوان وبعد وقوع المحذور . فؤجئ جنرال كارنر بالقرار ؛وقد أوضح رأيه وبصراحة بأنه قرار خاطئ .ولقد سألته عما يتكرر تداوله عن عدم وجود مواقع ومعسكرات لأيواء القطعات العراقية بعد تدمير ونهب المباني والثكنات فقال ’’ كان بوسعنا أسكانهم في عنابر وقاعات [ وخيم]؛وكما كان حال قطعاتنا نفسها ‘‘ . أما أشد الأنتقادات للدمار الذي سببه القرار فقد جاءت من ’ بول هوجس‘ وكان أيامها عقيد مارين ويعمل ضمن أركان جنرال كارنر .ويتذكر هوجس هذا ’ أن أحداً لم يستشر جنرال كارنر؛أو يستشيره هو نفسه عن الحكمة وراء قرار حل الجيش ‘. كان العقيد هوجس الوحيد من أدارة جنرال كارنرالذي تحدث مع بعض عناص الجيش العراقي حول شروط وظروف أعادتهم الى الخدمة .وفي يوم صدور قرار الحل كان أكثر من 100ألف جندي عراقي قد سلموا طلبات عودتهم مقابل أعانة طوارئ شهرية قدرها(20؛عشرون $ ) أميركي شهرياً ؛تصرف لهم من مبلغ خاص ضبط من أحد حسابات صدام [16] . يؤكد عقيد هوج أن’’ جهده لم يتركز على أعادة تفعيل أو تأهيل الجيش العراقي ‘‘ومتابعاً ’’ وكلما سألني ضباط عراقيون إن كانوا يستطيعون أعادة تنظيم وحداتهم ؛كنت صريحاً ومباشراً معهم ؛وأنهم إن فعلوا ذلك فستهاجم قوات الأئتلاف تلك الوحدات وتدمرها .فما أردناه وعلى وجه الدقة ؛هي عملية تسجيل الـ 100 ألف جندي ؛وتسلم مخصصاتهم ؛ ولكن بعد أخبارنا بكلما يعرفونه فقط ؛ ثم الألتحاق بالمواقع التي سيخصصون لها .الا أن قرار سلطة المحتل الرقم -2 ؛أوقف كل تحرك الى الأمام وكأن لم يكن للقوات العراقية من وجود . ومازالت مقولة أو تعليق (والتر سلوكومب) حول صرف 20$ [ لكل مجند/ عامل ]؛ ترن في راسي فـقد قال سلوكومب ’ نحن لا ندفع للجيوش بل ندحرها ‘ .لقد أبلغني أصدقائي من العراقيين أن قرار حل الجيش هذا هو الذي أثار الحماس الوطني بين صفوفه للألتحاق بالمقاومة الوليدة .فقد بدأنا بالأعلان عن أنفسنا كمحررين ثم قلبنا لهذا الشعب ظهر المجن؛دون أي تدبر للعواقب . ستستمر المناقشات حول قرار حل الجيش العراقي طويلاً .أما بخصوص عواقب أو ما حدث بعدئذ فلا يختلف أثنان حوله . فبعد قضاءنا على قوى الأمن العراقية ؛ومع عدم تيسر سوى قوات أحتلال أقل حتى مما كان لدينا في عمليات أحتلال سابقة في البلقان ؛والمانيا واليابان فكل الشواهد تؤكد الحاجة الى حجم أكبر من القوات لأحتلال بلاد بهذه السعة كالعراق؛ الأ أن الأميركان اضاعوا الأشهر الـ6؛ الأولى فيما لاطائل وراءه . وحين بدأوا التفكير بجدية بأعادة تشكيل القوات المسلحة والشرطة العراقيتين؛ كانت المقاومة العراقية قد تجاوزت مراحلها الأولى كما تزايدت وبالمقابل مصاعب وتحديات تهدئة الأوضاع المتفجرة في العراق وخامةً . [ ’’كان بودي وأستكمالاً لمناقشة ؛أن أنقل كلما جاء في كتاب بول ’جيري‘برامر –عامي في العراق – عن موضوع حل القوات المسلحة والشرطة والأجهزة الأمنية ومن ص73- ص81؛من النص العربي ( Page 53-60 english version).ولكني سأنقل هنا ما يتركز على قرار حل الجيش العراقي والوزارات والمؤوسسات الأمنية؛ هذا القرار المدروس بعناية والكارثي فقط لا النص بكامله تجنباً للأطالة : يقول بول برامر ....’’ فـــ ..أية فكرة حول أستدعاء القوات السابقة أو جزءً منها ؛تتعارض مع قرار أوسياسة رئيسية ؛ناهيك عن العوائق الأخرى التي تحول دون ذلك . وكنت محظوظاً لوجود والتر سلوكومب الى جانبي ككبير مستشاريً للشؤون الدفاعية والأمنية ؛ ليتحمل عبئ حل تلك المعضلات .لقد تخرج من جامعة هارفرد كمحام ؛وعمل باحثاً في معهد برنستون ثم عمل في الأدارات (الحكومات ) الديمقراطية لعقود من الزمن وفي مسائل الأستراتيجية العليا والحد من التسلح؛كما عمل كوكيل لوزير الدفاع في السياسة أيام كلينتون ؛وأنقذه كونه ديمقراطياً معتدلاً كي لا يعدً من اليمين الجديد .التهمة التي شملت العديديين من مستشاري دونالد رامزفيلد .فسلوكومب هذا براغماتي( ذرائعي Pragmatist )وذو بصيرة نافذة وتأريخية في المنظور العالمي . وبعد مناقشات مع بعض كبار مسؤولي البنتاكون كـ ’بول وولفيتز ‘ بشأن النتائج المترتبة على تفكك وذوبان جيش صدام وتأثيراتها على المضامين السياسة .كان من الواضح أن العراق بحاجة الى جيش ؛فعلينا أن نجد مكانا ما لمنسبي الجيش السابق .والسؤال هو :كيف يتحقق ذلك ؟. في 9مايس/آيار 2003؛[يقول برامر]أرسلت مذكرة الى الوزير رامزفيلد مع نسخ منها الى معاونه بول وولفتز ؛ولمكتب السياسات في البنتاغون ؛ والنائب العام أوجزت لهم فيها المناقشات السابقة والنتيجة المنطقية بأن علينا حل جيش صدام وحل مؤوسسات الأمن والأستخبارات كمقدمة لأنشاء أجهزة أمن عراقية جديدة .أرفقت مذكرتي بمسودة قرار لتنفيذ ذلك ؛كما أبلغت رامزفيلد بأني ’ سأعرض هذه المسودة على القيادة الوسطى في نهاية هذا الأسبوع وسأعيد اليكم ما يجد من تغييرات ‘‘. ......... ’’ دعونا نحدد أهدافنا بوضوح .فمن الضروري أقناع العراقيين بأننا لن نسمح بعودة أدوات صدام القمعية – حزب البعث؛أجهزة المخابرات ؛جيش صدام .فلم نرسل قواتنا الى نصف العالم الأخر لكي نطيح بطاغية ونضع أخراً بمكانه ‘‘ . وعلينا أن ناخذ بالحسبان البنية الأثنية للبلد وتأريخه ؛ فتجميع جيش جديد ليس سهلاً ؛إذ يجب تمثيل الشعب العراقي بأكمله :الشيعة ؛الأكراد والعرب السنة. لم تكن الحال في جيش صدام هكذا؛ فغالبية ضباط الجيش كانوا من السنة العرب [ بلا شيعة ولا أكراد ولا تركمان]؛كذلك أشغل موالون لصدام جميع المناصب العليا تقريباً. تشكلت بقية الجيش من مجندي الشيعة الذين أجبروا على الأستمرار بالخدمة بالقوة والأكراه الوحشيين : ولايعاقب الفار من الجيش لوحده ؛بل وعائلته كذلك . لذا لم يلتحق سوى القليل جداً من ( المكلفين) للخدمة ؛ولا أحد من الشيعة أيضاً بأختياره وحريته . وقال والتر سلوكومب ’’ لأعادة هؤلاء الى الخدمة علينا جرهم من بيوتهم ‘‘ . أجبت قائلاً ’’ليس بموافقتي ‘‘. فقال سلوكومب ’’ أن أستدعاء الجيش القديم سيعني وفي أحسن الأحوال محاولة بناء وحدات جديدة بقيادة ضباط سنة ؛وسيسيطر على القدمات الدنيا فيه موالون لهم شخصياً ؛ أو ربما أصبحوا تحت سيطرة مجموعة جديدة من قادة المليشيات وأمراء الحرب .وأكثر من ذلك ؛فحتى لو وجدنا بعض الضباط السنة الذين نرتاح اليهم ؛فلن يرضى شيعة وأكراد العراق بالعمل تحت قيادتهم ؛وسيعتبرون ذلك محاولة من قبل الأئتلاف لأعادة الصدامية؛وإن دون صدام . تمتع الكرد بعد حرب الخليج/2باستقلال ذاتي واسع الأبعاد لأثني عشرة عاماً بحماية الطيران U.S . وفي أجتماعاتي الأولى بهم أوضح لي القائدان الكرديان جلال طلباني ومسعود برزاني بأن الكرد ’ لن ‘ يقبلوا ابداً باي صيغة تتضمن أعادة الجيش السابق ؛وأعادة تسليح وحداته . أما أنعدام ثقة الشيعة وقادتهم بالجيش القديم فهو أكثر عمقاً .فهم يتذكرون المذبحة التي أرتكبها جيش صدام بعد حرب الخليج/2؛وما زال الكثيرون منهم غاضبون لعدم تدخل U.S ؛ أنذاك لأيقاف المذابح .ومع ذلك ومنذ الأحتلال شجع قادة الشيعة ؛بما فيهم أية الله العظمى السيد علي السيستاني أتباعهم على التعاون مع المحتل ’ الأئتلاف ‘ .ولايسعنا المخاطرة بفقد هذا التعاون . حالت مصاعب عملية وهامة أخرى دون أستدعاء الجيش القديم .فالجيش يحتاج الى ثكنات ؛و مقرات ومؤوسسات تدريب ومعدات .فقد تفكك الجيش ودمرت الثكنات والمباني العسكرية وجردت ليس من جميع الأسلحة والمعدات والتجهيزات ؛بل وحتى من الأبواب والشبابيك والأسلاك ؛وحتى الطابوق . فقال مساعدي كلاي مكمنواي ’’لم تظل أية وحدة أو ثكنة سالمة وبلا دمار. فلم يعد الأمر مقتصراً على أعادة بعض الأفواج القديمة ‘‘. وحتى لو وجدنا طريقة لأعادة بعض الوحدات السنية كلية ؛فلا توجد أماكن لأسكانها .ولاتتوفر لدينا معدات و لا منشئات ولا أية تسهيلات أخرى تكفي للجيش القديم المعاد باسرع مما لو اردنا توفيرها لجيش جديد كلية . لاحظ والتر سلوكومب بأن البعض قد يرى بأن أعادة بعض من تم فحصهم والتأكد منهم من الضباط السنة ؛فقد يشجع ذلك ضباطاً قدماء بدعم الأئتلاف .ولكنه لاحظ كذلك أن هذه الحجة تتجاهل مشكلة ضخامة وثقل جيش صدام ؛فعلى قمة 400ألف جندي أغلبيتهم من الشيعة يقف ما يقرب من عدة مئات من الألاف من ضباط أغلبيتهم من السنة .يماثل حجم جيش صدام ؛حجم الجيش الأميركي تقريباً ؛ولكن سكان U.S ؛بحدود عشرة أضعاف سكان العراق ؛وبينما يوجد 11ألف جنرال في الجيش العراقي لا نجد أكثر من 300في جيش U.S . وحتى لو تجاهلنا الأعتراضات السياسية على أنشاء قوة كلها من السنة ؛وتغلبنا بطريقة ما على معضلات الأسكان والمعدات وغيرها فليس بوسعنا تخصيص سوى القليل من المراكز القيادية للضباط القدامى .وهذا سيثير سخط الأخرين ؛بأكثر مما هم عليه الأن ؛وربما بسبب رؤيتهم لعودة القليل من رفاقهم القدامى الى قمة الهرم . بعد وصولي بقليل الى العراق أبلغت الفريقين جون أبي زيد معاون جنرال تومي فرانكس ؛ وديفيد ماككيرمان قائد القوات البرية للأئتلاف بأن الرئيس بوش يريد قوة عراقية كافية للدفاع الوطني. ولكنا لا نشجع وجود جيش ضخم لا يتمثل فيه الجميع ليكبح العراقيين ويهدد جيرانه ثانية . وأي جيش يبدو أنه سيسلم السلطة الى مجموعة من الضباط السنة من الجيش القديم سيكون مرفوضاً من الشيعة والكرد الذين يشكلون حوالي 80% منسكان العراق .وجيش بهذا الشكل ؛وصفة لحرب أهلية . مع ذلك لابد من إيجاد مكان ما في المجتمع العراقي لمنتسبي الجيش القديم .لذا أقترح سلوكومب ترحيبنا بمن يتم أختباره بدقة من ضباد جيش صدام في الجيش الجديد المكون من المتطوعين فقط ؛ على أن يستثنى تلقائياً من أشغلوا مراكزاً قيادية في حزب البعث ؛ومن كانوا ضمن النخب والحلقة الداخلية للقوى الأمنية .أما الجنود السابقين فأهلاً بهم كمجندين جدد . وعدى ذلك سيتقرر البت بطلبات المتقدمين من الضباط على ضوء مهاراتهم الشخصية.ونعتقد بأن العديد من العراقيين سيفخرون بالخدمة في الجيش العراقي بعد تدريبهم وتوجيههم وتجهيزهم بشكل جيد .وقد أثبتت الأيام أنه الحل الأفضل ؛فجميع الضباط الذين أنضموا للخدمة في الجيش الجديد خلال العام التالي كانوا من منتسبي الجيش السابق ؛أو أحدى المليشيات المعادية لصدام . ................ .......... في يوم الجمعة 23مايس/أيار 2003م؛وقعت القرار الرقم/2؛والصادر عن سلطة الأئتلاف المؤقتة بـ ’’ حل كيانات ‘‘ ومؤوسسات شملت و زارة الدفاع وكافة الوزارات الأخرى ذات العلاقة بالشؤون الأمنية ودوائرها كافة ؛وجميع التشكيلات العسكرية بما فيها الحرس الجمهوري؛ والحرس الجمهوري الخاص ؛ومليشيات حزب البعث وفدائيي صدام .وأنهى القرار كذلك خدمة جميع منتسبي القوات المسلحة؛ مع ملاحظة دفع مستحقاتهم !!؟ ؛ وأوضح القرار بأن الأئتلاف يخطط لأنشاء جيش عراقي جديد ’ كخطوة أولى لأنشاء قوة دفاع وطني قادرة لعراق حر ‘؛وتحت سيطرة [قيادة/سلطة ] مدنية و ستكون هذه القوة الجديدة؛ مهنية ومحترفة لاسياسية ؛وقادرة عسكرياً؛وتمثل جميع العراقيين ‘‘ . ما أن أقرت واشنطن القرار ؛حتى بدأت سلطة الأئتلاف والقيادة الوسطى العمل بنهج من خطوتين لألحاق الجنود المسرحين ودمجهم في القوة الجديدة .بحثنا عن أؤلئك المجندين لاسيما في المناطق الشيعيةلأقناعهم بالخدمة في الأشغال العامة .بعدها أعلن سلوكومب نيتنا بأنشاء أول فرقة كاملة لجيش عراقي جديد قوامها 12ألف جندي سيتم تدريبها وتفعيلها للعمليات خلال عام واحد ؛ونلحقها بـ3؛ فرق أخرى بعد عام أخر .سنعيد الى الخدمة ضباطاً وضباط صف من منتسبي الجيش السابق ؛و كذلك من المليشيات الكردية والشيعية التي قاومت نظام صدام وذلك لقيادة الوحدات الجديدة . أضفت في أعلان الدمج رسالة ؛ شخصية قلت فيها ’ للجيش العراقي تراث طويل من العمل في سبيل الأمة ؛ويعتبر العديد من ضباطه وجنوده ؛بل وربما غالبيتهم ؛أنفسهم محترفون يخدمون الأمة لا نظام البعث .وقلنا على الدوام بأن العسكريين السابقين سيكونون - وبأستثناء من خدموا النظام بعمق –جزءً من عراق المستقبل . .......................... بعد عدة أشهر وفيما كنت أستعد لمغادرة العراق أبلغني السيد جلال طلباني بأن قرار ’حل‘ الجيش العراقي السابق كان أفضل قرار أتخذه الأئتلاف طوال الـ 14شهراً له في العراق . كنت وبعيد أصدار قرار الحل قد زرت السيد عبد العزيز الحكيم أحد قادة المجلس الأعلى للثورة الأسلامية .فقد كنا نأمل بأشراك بعض منتسبي فيلق بدر الـ ’10ألف مجند‘ للخدمة في الجيش الجديد .................. فقد أشتهر قادة المجلس الأعلى بين باقي القوى والفئات العراقية الأخرى بصعوبة التعامل معهم .إذ يتقنون جداً لعبة حافة الهاوية Bringmanship؛ وذلك باللجوء للتهديد بالخروج [من العملية السياسية مثلاً] في اللحظة الأخيرة .وسنرى الكثير من هذه الممارسات في الأشهر القادمة . ’’ قال ...؛ ايها السفير ‘‘ قال لي وهو يراقبني من وراء نظارتيه الملونتين ’’ قلت أن ضباطاً عراقيون سيقودون أفواج هذا الجيش الجديد .فمن هم هؤلاء الضباط؟‘‘ . ’’ أعدك يا سيد ‘‘ مستخدماً كنيته العربية ’’ سيكون قائد الفوج الأول منها شيعياً ‘‘. وقد بر الأئتلاف بوعده [17]......آه ‘‘ . لم نجد ولا تفسيراً واحداً وشاملاً لتحديد نوعية ومكان أو مكمن الخطأ .فبعد التوتر الذي قاد الى الحرب أولاً ؛ وبعد تحقيق نصر لامع وسريع ؛فقد القادة السياسيون بل وحتى العسكروين كما يبدو أهتمامهم ؛أو قل تركيزهم على الشأن العراقي على الأقل . قال لي فيكتور أوريللي الذي نشر الكثير من الكتابات عن العسكرية الأميركية ’’ حال سقوط بغداد ؛ترك الجنرال توم فرانكس العراق ؛وبدى أكثر أهتماماً بالكتاب الذي سيصدره عن غزو العراق من أشغاله بمهام ومسؤوليات منصبه الجسيمة[ رفض حتى ترقيته لمنصب رئيس أركان الجيش [18]]‘ . لقد أكد لي كثيرون ممن تطوعوا بالتحدث معي هذا الأنطباع عن جنرال تومي فرانكس [الذي قاد غزو العراق كقائد أعلى للقيادة المركزية المسؤولة عن قيادة وتنفيذ الحروب والحملات والعمليات في الشرق الأوسط وكل أسيا والساحل الأفريقي الشرقي ]. (و لم يوافق جنرال فرانكس هذا على اللقاء بي ولم يرد حتى على رسائلي التي بعثتها على بريده الألكتروني والى موقعه الذي خصصه لمراسلاته التجارية Tommy Franks.com) . وعلى العكس ستظل الفوضى العارمة وعمليات النهب المريعة التي عمت العراق هما أبرز مظاهر ومساوئ ما جاء
به المحتل وما عم وساد بعد الحرب و طوال الأشهر الستة الأولى . لقد أتلفت تلك العمليات الفضيعة جوانب ومعاني الحياة اليومية العادية للعراقيين لا سيما في بغداد ؛وجعلت مهمة أستعادة أو فرض النظام أمراً مستحيلاً على قوات U.S؛ والقوات الحليفة الأخرىأوعلى القوات العراقية التي ستتولى ذلك. ومن ناحية أخرى لم يأبه أي من القادة السياسيين أوالعسكريين لتلك المأسي أويولوها أية أهمية أو حتى يعدوها شيئاً عاجلاً وخطراً وتجب ملاحظته . ومرت أسابيع طويلة قبل أن تتدخل قوات U.S؛ لوقفها [تحجج عدد كبير من عساكر المحتل بعدم وجود أوامر أوسياقات عمل محددة بهذا الخصوص ؛وأكد عقيد من الجيش الأميركي قائلاً ..جئنا لمحاربة الأرهاب ؛لا للعمل كشرطة عسكرية لأيقاف الفوضى!!!] [19]. في يونيو/حزيران 2003؛وبعد توقف الفوضى وعمليات النهب ؛ ظهرت أولى بوادرالمقاومة العراقية ؛فارسل مركز الدراسات الأستراتيجية والدولية في واشنطن CSIS؛ مجموعة من الخبراء الذين سبق لهم العمل في حالات أحتلال سابقة [راجع الهامش 8أعلاه عن أحمد هاشم ] للتحري عن ذلك . لقد أرتعب هؤلاء مما رأوا. وجاء في تقاريرهم ’’ هناك أحساس عام بالتردي المتواصل و السريع نحو الأسوء في الموقف الأمني ؛في بغداد والموصل وفي كل مكان أخر في العراق .لقد ؛أكد جميع من تحدثنا اليهم من عراقيين ومعظم من التقينا من مسؤولي سلطة الأئتلاف الوقتية CPA؛ من مدنيين وعسكريين عملياً وبالحرف الواحد ؛وكذلك معظم من تحدثنا معهم من مقاولين عراقيين و أجانب بأن فقدان الأمن العام هاجسهم الأكبر وأشد ما يقلقهم ‘‘.وفي الوقت نفسه أوضحوا لنا أن حوالي 5,000(خمسة ألاف ) من الجنود الأميركان عطلوا عن العمل وكلفوا بحراسة بعض المباني فقط [ كوزارتي النفط والداخلية ] في بغداد ؛ كا خصص حوالي فوجين ونصف أخرين ؛أي أكثر من ألف جندي لحراسة مقرات أميركية. أكد أنثوني كروسمان من CSIS؛ بعدم وجود قرار محدد بتأخير أو تجاهل التدريب ؛ بل وعلى العكس كما يبدو فقد فرضت وطوال الأشهر الأولى للأحتلال أوخلال أية فترات محددة ؛ قضايا وأهداف أخرى كانت أكثر ألحاحاً أوأهمية من أمن البلد قد فرضت نفسها عليهم أشغلتهم عن سلامة أرواح مواطنيه وتدريب قوى الأمن والنظام . وعلى سبيل المثال فقد تصوروا أن أعتقال صدام حسين وطوال الأشهر الستة الأولى للأحتلال هو الخطوة الأكثر أهمية لإنهاء المقاومة . لقد قتل ولدا صدام عدي و قصي في تموز/ 2003؛وأعتقل هو بعدهما في ك1/ديسمبر/ومع ذلك تصاعدت عمليات المقاومة . وبالمقابل استمرت وطوال ذلك عمليات أعتقال وحجز الناس أفراداً و جماعات والتحقيق معهم باساليب وحشية كتحطيم ابواب دور المشتبه بهم [الأسلوب الوحيد للمحتل بدخول بيوت العراقيين]وتحطيم و بعثرة مقتنياتهم الأمر الذي عزز وضاعف كراهية العراقيين للوجود الأميركي . لقد أخبرني فيكتور أوريللي بأن ’’ عمليات البحث عن واعتقال صدام حسين قد فرضت نفسها على كلما عداه‘؛ثم ومتابعاً ’أعتقد شخصياً أن المقاومة كانت ثمرة أو نتيجة أجراءات المحتل -الذي أدعى في البداية أنه جاء
منقذاً- و ونتيجة لأساليبه التي مارسها خلال البحث عن صدام حسين . ولا ننسى أن الجنرالات ا الطموحين [ للشهرة والترقية والكتابة عن حياتهم وبطولاتهم] ؛قد أشاعوا نهجاً يعتمد على قاعدة بسيطة هي : أفعل ماتراه ضرورياً وحسب!! . فليس من المستغرب أن يرتكب [ الضباط وضباط الصف والجنود ]المرتبكون والخائفون وممن لايحسنون لغة العراقيين والحيارى والعاجزين عن فهم الكثير مما يدور حولهم ؛العديد من الأخطاء. وفي مجتمع عشائري فحين تطلق الرصاص على شخص وترديه قتيلاً فأن الحدث سينتشر كالهشيم بين العشائر ‘‘ . أما البحث عن أسلحة الدمار الشامل ؛فقد نفذ بنفس طريقة البحث عن صدام حسين ؛وبقوات قليلة الخبرة وعاجزة عن تفهم ما يجري حولها فأنتهت الى نفس النتائج المريرة .أما المستويات الدنيا من الجنود والمارين الذين قابلتهم فقد أكدوا وبشكل متواصل المصاعب التي سببها عجزهم اللغوي .ولقلة أعداد ما لديهم من مترجمين ؛أضطروا للأعتماد على حدسهم في تفهم مايصلهم من توجيهات وأوامر . أما في التفاهم مع السكان المحليين فأعتمدوا علىى الأشارات ولغة الجسد Body Language؛ في التفاهم مع السكان المحليين .كانت النتيجة المحتومة هي أن جنود U.S ؛ كانوا صماً وعميانا لمعظم ماكان يجري حولهم ؛مما حير العراقيين معظم الوقت . أكد [القائد الحالي للقيادة المركزية]والجلاد جنرال المارين جيمس ماتيس لجنوده مراراً وتكراراً بعدم أخافة السكان المدنيين ؛كي لا يحولوهم الى أعداء . وأكد كذلك بأن عدم الأهتمام الذي ساد العام الأول الذي تميز بتجاهل و عدم الأهتمام ببناء قوات الأمن العراقية .وقد أخبرني هذا الجنرال ’’هناك دائماً شيئاً ما !!؟‘‘ ومتابعاً ’’ فبدلاً من التركيز على الأمن ؛حاولنا الحصول على أصلاح وربط وتشغيل أنابيب النفط وأعادة محطات الطاقة الكهربائية للعمل؛ والبحث عمن يمكن الوثوق به من المهندسيين ؛ مادام بعضهم يكرهنا بشدة وحد القيام بأعمال تخريب .وكل ذلك أستغرق الكثير من الوقت ‘‘ . وحين يفكر الأميركان بالجيش العراقي الجديد ؛غالباً ما يبدأون بالتحدث عن مخاوفهم ؛كأن يغدو جيشاً قوياً جداً وبسرعة . قال تي .أكس .هامز مؤلف كتاب ( The Sling & the Stone ؛الرافعة والصخرة )؛ والذي كان أيامها عقيداً في المارينز؛’ أفترض الجميع ان السلام سيسود في العراق ‘‘ ومتابعاً ’’ لذا كان الهم الأكبر هو التأكيد لجميع جيران العراق بأنه لن يشكل تهديداً لأحد ثانية . وأحدى طرق تحقيق ذلك هي : بانشاء [وحدات] مشاة ألي دون منظومة أسناد أداري (لوجستي ) ‘‘ – ويعني هذا ؛ تشكيل جيش عاجز عن العمل والحركة ناهيك عن شن أية عمليات تعرضية واسعة النطاق [20]. وجيش كهذا قد يبعث الطمأنينة في سوريا وأيران ولكنه لن يوفر مايكفي من الأمن الداخلي ؛كما لن يكون مستعداً و لاجاهزاً لمكافحة التمرد الداخلي . . كذلك كان لسوء أستخدام مساعداتU.S ؛والموارد العراقية الداخلية عا مل تخريب وعرقلة دائمين . وفي آب/ أوكست الماضي كشفت صحيفة نايت ريدر ( Knight Ridder )أن مجلس الحكم دقق عقود شراء أسلحة بـ 1,3بليون $ فأكتشف وبكل بساطة أختفاء 500مليون$؛ كرشى وعمولات وغيرها ؛من عمليات الفساد. كان تدريب الشرطة تحدياً لا يقل حجماً وتأثيراً عن تدريب الجيش . قال جنرال ماتيس ’’ لايمكن تصور وجود قوة شرطة غير فاسدة في كل العراق ‘‘ . ولتعقيد الأمور أكثر وليزداد الوضع سوءً ؛فأن تلك الجهود بدأت حين كانت مراكز الشرطة عرضة لهجمات فصائل المقاومة ومدافعها وقاذفاتها . طوال فترة الأحتلال ؛ولاسيما في أشهره الأولى فرضت ما عرفت بمعضلة’ مجموعة-ب B-Team ‘؛ نفسها على التدريب. فمنذ ما قبل أندلاع الحرب ؛كانت هناك ثغرة واسعة بين العاملين في البنتاغون بين العاملين فيما أشتهر بـ ’ الصفحة – 3‘؛ أو مرحلة ’’الحركية ’ kinetic‘‘,وهو المصطلح حديث الأستعمال لـ ’القتال Combat‘- وبين الذين كلفوا بالتفكير بمهام الصفحة -4؛أو أعادة البناء بعد الحرب [21].وقد تفاقمت تلك الثغرة بعد سقوط بغداد . وقال لي جميع من تحدثت اليهم تقريباً من عسكريين ومدنيين أن التدابير الرسمية وغير الرسمية بين العسكريين المكلفين بالتدريب حولت تدريب القوات العراقية الى عمل من الدرجة الثانية tier. كانت هناك أستثناءات . إذ كان منتسبوا البيريات الخضراء وغيرها من وحدات النخبة كالقوات الخاصة يفخرون دائماً بقدراتهم المذهلة بتحويل أبسط العناصر وحتى الدهماء في الجيوش الأجنبية الى وحدات مقاتلين أشداء . لكن لم يتيسر ما يكفي من وحدا ت القوات الخاصة لتنفيذ مهامها تلك ؛ كما كان المتيسرين من عناصر الجيش والمارين أقل حماساً في تدريب المتطوعين الجدد . والأسوء بعد أن مهام التدريب أنيطت في البداية بأناس عاجزين عن أتقان موضوعات وفنون القتال ؛وكان معظمهم من عناصر أحتياط الحرس الوطني . قال لي (سلوكومب) : كان بأمكاننا محاولة أنشاء مؤسسة أكبر للتعامل مع ’مجموعة –ب ؟‘’’ لو عرفنا آنذاك ما نعرفه الأن ؛أي لو أن المسؤوليين عن الأمورعرفوا بأن ضبط النظام والأمن ستكونان أضخم معظلات مابعد الحرب ؛وأن العراقيين سرعان ما سيكرهون ويرفضوا وجود أجانب يتولون فرض النظام عليهم –لكنا فعلنا ما فعلناه بشكل مختلف .ولكنا شكلنا وحدة أميركية لتتولى ذلك منذ البداية .وكان علينا أن نقول للعاملين في تلك الوحدة ’ أنتم لن تخوضوا هذه الحرب . ولن تنالوا أوسمة شرف . ولكنكم ستحضون بتقدير خاص . فستتولون مهام [ ما بعد]الأحتلال وتدريب العراقيين وكنا سنحدد طبيعة مهامهم ‘‘. لم يحدث ذلك بطبيعة الحال.وقال لي عقيد الجيش المتقاعد ’تيرنيس دالي والذي كان معلم تعبية –تكتيكات – مكافحة حرب العصابات في فيتنام ’’ لم أصدق أننا لم نكن متهيئين للأحتلال .لقد أرعبتني كثيراً عمليات النهب والموقف السلبي للقوات الأميركية فيما بعد .ولو كنت عراقياً ؛لثبت لي أن أولئك الناس ما كانوا جادين فيما جاءوا لأجله‘‘ .
الجيش العراقي وكوارث حله ؟؟ [1]. القسم الثانـــــــــي خريف 2003-خريف 2004.