موضوع: العراق وحرائقه / عبد الجبار الجبوري السبت يوليو 09, 2011 12:16 pm
. العراق وحرائقه / عبد الجبار الجبوري 2011-07-09 يشهد العراق حرائق ذات رؤوس متنوعة في الخراب والدمار الذي حل به جراء الاحتلال الأمريكي، وأولى هذه الحرائق وأخطرها هو الحريق الهائل الذي أشعله الحاكم المدني اللص والمجرم بول بريمر ، حريق الطائفية ومحاصصتها في الحكم ، بعد حل الجيش الوطني والأجهزة الأمنية والوزارات ، فالطائفية أنتجت حربا أهلية مدمرة، وراح ضحيتها مئات الآلاف وملايين المهجرين، وحكومات طائفية وقومية عنصرية تحاصصية بامتياز، أدخلت البلاد في نفق الموت وما يزال ،حيث استولت الأحزاب الطائفية والعنصرية على وزارات ومؤسسات الدولة، وأنشأت جيشا من أحزابها وميليشياتها سمته الحرس الوطني ، وسمت الفرق والألوية العسكرية به، بأسماء طائفية مقيتة ، فالجيش الآن 99 بالمائة منه ،هو من طائفة تحكم البلد، وكذلك الوزراء والسفراء والمدراء العامون وجميع المناصب الحساسة وغير الحساسة والكبيرة هي بيد طائفة الحزب الحاكم، تديره بطائفية لا يمكن أن يتصورها المرء ، تاركة الطائفة الأكبر تغوص بدمها وحرمانها، بين عاطل وقتيل وملاحق وهارب ومهاجر ومعتقل ومهجر على الهوية ، أما الحريق الآخر هو حريق الفساد الذي سرطن الحكومات المتعاقبة ومؤسسات الدولة وحولها إلى خراب ، وما طفا على السطح وأعلنته الفضائيات والصحف ،لأسماء وزراء ووكلائهم ومدراء عامون، ورموز سياسية كبيرة داخل العملية السياسية، هو اقل بكثير من الغاطس من الفساد (وزراء التجارة السابقين والدفاع ووكلائهم والنفط ووكلائهم والتربية ووكلائهم والداخلية ووكلائهم مثالا على ذلك)، إضافة الى مئات الآلاف من اللصوص والمزورين الذين تعج بهم وزارات الدولة ومؤسساتها ، ابتدءا من الرئاسة ورئاسة الوزراء والوزارات ودوائرها ، وما الحرائق التي حصلت قبل عام وتحصل الآن بشكل يومي في مبنى الوزارات ودوائرها ،إلا مثالا صارخا على حجم الفساد الذي استشرى واستوطن في جسد الحكومة ، وكله يذهب إلى تماس كهربائي وفاعل مجهول ،وتنفذه عناصر وجهات متنفذة وبالزى الحكومي وسيارات الحكومة ، وهناك حرائق أخرى من نوع الصراع على السلطة والمناصب ،وهو ما نراه الآن بين القائمة العراقية ودولة القانون وزعيميهما ، حيث ما تزال بسبب هذا الصراع الحكومة ناقصة، ويتولى الوزارات الأمنية السيادية رئيس الوزراء خلافا لدستورهم المفخخ بكل أنواع الطائفية الكريهة ويقبض على السلطة (الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية والاستخبارية والمفتشين العامين) لصالح الحزب الحاكم، والأحزاب الطائفية في العملية السياسية ، بالرغم من المظاهرات الغاضبة في ساحات العراق المنتفضة ضد الحكومة وأدائها الطائفي الفاشل، الذي أوصل البلاد إلى قاع الخراب والدمار ، كل هذه الحرائق المدمرة تتصاعد أدخنتها والشعب العراقي يعيش أسوء حالاته الأمنية والمعيشية والاقتصادية وغيرها، في وقت ترفع الحكومة أكذوبة شعار المصالحة الوطنية والتي أنشأت لها وزارة وهمية خادعة للرأي العام بأسم وزارة المصالحة الوطنية، يرأسها وزير تابع للحزب الحاكم ،بمعنى هو (الخصم والحكم)، فعن أية مصالحة تتحدث إذن الحكومة الناقصة أصلا ، وملايين المجتثين والمهجرين والمهاجرين والمعتقلين والملاحقين يعانون الأمرين من الحرمان والقتل والاعتقال والاغتيال والمنفى، أليس هذا حريقا اسودا يلتهمهم بأسم الديمقراطية والمصالحة اللا وطنية ، والحريق الآخر هو حريق الاحتلال وورطته في العراق، حيث يعيش الاحتلال أيامه الأخيرة في الهروب من العراق مع إبقاء قوات صغيرة (حسب توصيفهم) لحماية العملية السياسية ومصالحه في العراق ، فهل سمعتم عبر التاريخ سفارة لبلد قوامها (16000) منتسب ومساحتها تقدر بحجم دولة ، فإدارة الاحتلال أنذرت حكومة المالكي أسابيع، لكي تقرر تمديد الاتفاقية الأمنية بينها وبين الحكومة ،بالرغم من اعتراض الأحزاب والحكومة علنا على رفض التمديد ، وفي السر هي موقعة على الموافقة على تمديد الاتفاقية خوفا من الشارع العراقي الملتهب والمنتفض ضدها وضد الاحتلال وعملاؤه ، ولا تتجرأ أن ترفض التمديد رغم التصريحات الكاذبة المخادعة،من أطراف حكومية ونيابية وأحزاب تشارك في السلطة التي تهدد بعمل ، (مقاوم عسكري ضد الاحتلال)، وهي توهم وتخدع الشعب العراقي في هذا، ولم تنطل عليه هذه الخزعبلات والزورخونات الصبيانية المراهقة ، وقد عرفها وعرف عمالتها للمحتل وإيران عبر سني الاحتلال، أما الحريق الذي يشغل الوسط السياسي فهو حريق الأقاليم الذي روج لها المحتل ووضعها كمشروع له، منذ بدء غزوه للعراق، وطبل له وعمل على تنفيذه قبل الغزو ملك الأردن الملك حسين، من خلال ما سمي بالمعارضة العراقية آنذاك، التي كانت تتخذ الأردن وإيران وبريطانيا مقرات لها بدعم وتمويل من هذه الحكومات ،وان أول من أطلق حريق الأقاليم في العراق بعد الغزو، هو المجلس الإسلامي الأعلى ،عندما طالب بأقاليم الجنوب التسعة، وتبعه النائب السابق وائل عبد اللطيف ثم بعض عملاء الاحتلال في كل من الانبار وتكريت وواسط وغيرها ، وكل هذه المطالبات قبرت وولدت ميتة، بفضل وعي وإرادة شعبنا العراقي العظيم ، وما الضجة الإعلامية المفتعلة،ضد رئيس البرلمان أسامة النجيفي والذي عبر عن قلق وإحباط السنة،من إقصاء وتجاهل حكومة المالكي لهم، إلا بالون سياسي هم نفخوه سابقا، وأرادوا تفجيره بوجه النجيفي، لنجاحه المذهل في عمله النزيه وإدارته الصارمة في مجلس النواب، فحرضوا الرأي العام ضده، وهو برئ من دعوته إلى الأقاليم والانفصال، كما صرح هو نفسه، أما الحريق الأخير فهو الحريق الذي أشعلته الحكومة في معسكر اشرف ارضاءا لإيران، بهجومها العسكري ضد سكان معسكر اشرف المحمي دوليا ، حيث ذهب ضحية هذا الهجوم مئات القتلى والجرحى، وتعمل إيران الآن، بتواطؤ من الحكومة على التهيئة للهجوم عليهم ثانية، وإخراجهم بالقوة من العراق، وما تصريحات جلال الطالباني ومحمد العسكري وعلي الدباغ وغيرهم، إلا إشارة واضحة على إعطاء الضوء الأخضر، لتصفية سكان اشرف العزل من قبل القوات الحكومية والحرس الثوري الإيراني المتواجد في العراق، تحت مسميات وهمية معروفة للشارع العراقي ، وأحيلكم إلى تصريح السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية،الذي رفض المساس والاعتداء على المعسكر وأهله حفاظا على سمعة العراق وضيوفه في معسكر اشرف، ناهيك عن رفض اغلب النواب والشعب العراقي المساس بهم بسوء أو نقلهم إلى دول أخرى،هذه هي حرائق العراق منذ الاحتلال سببها الحكومات المتعاقبة والاحتلال، فمن يطفئ هذه الحرائق بربكم غير شعب العراق الجريح صاحب الإرادة والمواقف الوطنية عبر التاريخ، بوعيه وصبره ومقاومته الوطنية الباسلة ضد الاحتلال وعملاءه ....