هديل صدام حسين(1)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هديل صدام حسين(1)

منتدى فكري - ثقافي - سياسي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة ( ح١٠ )

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صلاح المختار




عدد المساهمات : 60
تاريخ التسجيل : 25/12/2011

ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة ( ح١٠ ) Empty
مُساهمةموضوع: ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة ( ح١٠ )   ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة ( ح١٠ ) Icon_minitimeالإثنين أبريل 01, 2013 10:48 pm


ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة ( ح١٠ ) 552657368
ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة ( ح١٠ ) 131761765
ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة ( ح١٠ )
صلاح المختار
لو امطرت السماء حرية هناك عبيد سترفع الشمسية
مثل
تحديات انشاء الامبراطورية الفارسية

في ضوء ما تقدم نحن رسميا وعمليا نواجه الحقائق التالية التي تفرضها هذه الاعترافات وقبلها يفرضها واقع الحال :
اولا :– صلة وجود وليس صلة مصلحة انية : ان الصلة بين النظام السوري وايران ليست صلة مصلحة عادية بل هي صلة وجود او عدم وجود ، وهذا واضح كليا من موقفي ايران والنظام ، فايران رمت ثقلها كله في المعركة التي يخوضها نظام الاسد ضد الشعب السوري منذ عامين وزودته بكافة انواع الدعم المالي والعسكري والمخابراتي والسياسي ، بل انها ارسلت قوات ايرانية لتقاتل دفاعا عن نظام اسد ، بالاضافة لمئات المقاتلين من حزب الله اللبناني الذي اعد شكليا لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي لكنه في الوقع اعد ليوم الايام وهو التدخل المباشر بكل قوته التي جمعها وبكل سمعته التي كونها تحت غطاء مقاومة اسرائيل للدفاع عن قاعدة الهلال الفارسي في سوريا وحمايتها ...الخ ، وما اعتبار فقدان النظام السوري والذي يعني تحرير سوريا من الغزو الايراني لها عبر نظام الاسد ، اشد خطورة من فقدان الاحواز ، الا دليل حاسم على صحة ما سبق قوله ، ولكي تكون الصورة اوضح نذكر بالحقائق التاريخية والجيوبولتيكية التالية :
أ – ان الاحواز تشكل اهم مصادر ثراء ايران فاكثر من 80% من النفط والغاز موجود في الاحواز .
ب - واكثر مياه ايران في الاحواز ، علما بان المياه بالنسبة لايران اهم من النفط والغاز لانها تفتقر لمصادر المياه والتي تكفي حاليا لارواء نسبة اقل من نسبة الاراضي الصالحة للزارعة وهي ما بين 13و15 % من مجموع الاراضي الايرانية وعدم صلاحية نسبة تقارب ال85 % للزراعة ، لذلك لا تستثمر كل النسبة الصالحة للزراعة بسبب شحة المياه ، الامر الذي يجعل ازمة المياه بالنسبة لايران اهم واخطر من النفط والغاز ج – فصل الاحواز يعني عمليا فقدان ايران لاكثر مصادر الغاز والنفط والمياه ومن ثم توجيه اخطر ضربة لايران ووجودها واستمرارها كدولة بحدودها وقدراتها الحالية .
د – الاحواز اقرب نقطة تماس بين الفرس واقطار الخليج العربي ومنها بدأت الهجرات الفارسية الى الخليج العربي من اجل تفريس اقطاره بالتدريج تماما مثلما جرت عملية صهينة فلسطين عبر الهجرة اليهودية ، كما انها اقرب منطقة تماس عسكري مع العرب تستطيع ايران استخدامها لقصف كل اقطار المشرق العربي والمغرب العربي ، وبقية غرب العالم . فهي بهذا المعنى ذات قيمة جيوبولتيكية فائقة الاهمية .
ورغم تلك القيمة الخطيرة للاحواز فان قادة ايران يرون ان فقدانها اقل اهمية من فقدان سوريا ، والسؤال الذي يفرضه هذا الموقف الايراني هو التالي : اذا كانت الاحواز مصدر الثراء الايراني الاساسي ومصدر القسم الاكبر من المياه واذا كانت تتمتع بهذه القيمة الجيوبولتيكية الخطيرة كيف ترى القيادة الايرانية ان سوريا اهم منها بكثير وان خسارة سوريا تعني خسارة طهران اي زوال ايران كدولة ؟
الجواب الصحيح مرتبط دائما ب( بقضية ايران المركزية ) فالحلم الايراني الاغلى ، والاقدم والاكثر تجذرا ، هو اعادة بناء امبراطورية فارس التي حطمها العرب في القادسية الاولى بفرض الاسلام على بلاد فارس بسيوف العرب خصوصا طليعتهم وفرسان القادسية الاولى العراقيون . وهذا الجواب يولد الاسئلة تلقائيا وهي : كيف ؟ وما صلة قضية ايران المركزية بسوريا ونظامها ؟ ولم تعد ايران اقامة النظام الامبراطوري الفارسي مسألة وجود وتحتل المركز الاول في سلم ترتيب الاولويات السوبرستراتيجية لايران الحالية ؟ الجواب نجده في الملاحظات الجوهرية التالية :
1 – أصطناعية وجود ايران : تواجه ايران كأسرائيل تماما مشكلة معقدة فهي دولة تضخمت بصورة اصطناعية نتيجة قرار بريطاني بتضخيمها لتكون اداة تقع في شرق الوطن العربي وتستطيع استنزاف العرب التي بدأت قيمة وطنهم الاقتصادية تتزايد بصورة هائلة بعد اكتشاف النفط وسيطرة بريطانيا عليه ، فكان لابد من قوة غير عربية تحجم ، وتستنزف وتصد ، النهضة العربية التي بدأت ملامحها بالتبلور منذ بداية القرن العشرين ، فاختارت بريطانيا بلاد فارس ( Persia) وهذه كانت التسمية الرسمية لايران حتى عشرينيات القرن العشرين ، لتكون احد اهم طرفين اقليميين اصطنع وجودهما لكي يقوما بدور المحجم للعرب ، والكيان الاخر التوأم لايران هو الكيان الصهيوني . ولكن فارس بلد فقير بموارده ، وايضا مثل فلسطين التي احتلتها الصهيونية ، وكان تاريخيا لا يتقوى ويصبح قوة اقليمة عظمى الا بالتوسع والاستيلاء على امكانيات الغير ، خصوصا ( الغير ) الواقع في غرب فارس وهو العراق ذو الاراضي الخصبة والمياه الوفيرة والشعب المبدع والمقاتل بالتربية التاريخية ، ففارس بلد هضابي جبلي يتميز بشحة الارض الصالحة للزراعة وندرة المياه ومصادر الثروة الطبيعية ، فكيف يمكن ان يتحول الى مصد لنهضة العرب ؟
ببساطة بتوفير مصادر ثروة تزيل او تقلل من عيوب فارس الجيوبولتيكية وتمكنها من البروز كقوة اقليمية فعالة تمتلك امكانية التوسع على حساب الغير ، وكان خيار ضم الاحواز ، وقوميات اخرى ، بكل ثرواتها وامكانياتها المادية والبشرية ، الى فارس في منتصف عشرينيات القرن الماضي هو الحل البريطاني لمشكلة عجز قدرات فارس المادية والبشرية عن لعب دور اقليمي امبريالي يجهض احتمالات نهوض العرب واستعادة ثروتهم النفطية من بريطانيا . ان ضم الاحواز كان الخطوة البريطانية الستراتيجية المصممة لخدمة صراعات مستقبلية بين عرب ينهضون وبلاد فارس ، وسميت منذ ذلك الوقت بايران ، التي تحركها قوى غريزية متطرفة للبقاء على حساب الغير ، فايقظ ضم الاحواز اليها اطماعها التاريخية في الارض العربية بقوة وشهية حيوانية لا تشبع .
ووجدت ايران في السخاء البريطاني فرصة لتحقيق احلام حكماء الفرس ، توأم حكماء بني صهيون ، باعادة بناء امبراطورية فارس من جهة والانتقام من العرب الذين دمروها قبل 1400 عام ، من جهة ثانية . من هذا المنطلق التاريخي والجيوبولتيكي فان ايران اعدت اصلا منذ عشرينيات القرن الماضي للدور الذي اخذت تلعبه في زمن رضا بهلوي ثم ابنه محمد رضا ، وعندما فشل مشروعها الامبراطوري لانه كان مشروعا قوميا فارسيا صريحا رفضته الجماهير العربية بقوة خصوصا وانه ارتبط بالاستعمار الغربي وقام بخدمته مباشرا ، اختارت بريطانيا وامريكا الخمينية لتكون هي محرك ايران المناسب لنزعة امبراطورية عسكرية متطرفة العداء للعرب ولكن تحت تسمية اسلامية لا يرفضها العرب ويمكن ان تكون عباءة تخفي الاطماع القومية وتخدع السذج او يستخدمها المتساذجون العرب او ذوي الاصول الفارسية لتسويق دعم ايران وخدمة مشروعها الامبراطوري الاستعماري .
ومع ذلك فان ايران وبعد ان اصبحت دولة ثرية بفضل ثروات الاحواز ومياهها وجدت نفسها مرة اخرى امام تحد صعب جدا وهو انها لكي تكون امبراطورية مهيمنة اقليميا وتلعب دورا دوليا لابد لها من امتلاك مصادر قوة اضافية فما لديها يكفي لدولة فعالة نسبيا لكنه لا يكفي لا اقتصاديا ولا بشريا للتوسع الامبريالي المنشود باتجاه اقامة امبراطورية فارس الجديدة .
2– لذلك فان النخب القومية الفارسية اقتنعت ببديهية لا يمكن القفز من فوقها وهي ان قيام الامبراطورية الفارسية مستحيل من دون توفير مقومات قيامها مثل المصادر المادية كالنفط والماء والغاز والارض الصالحة للزراعة ، فلكي تتوسع ايران جغرافيا وينتشر الفرس سكانيا في مناطق اخرى من اجل تفريسها يجب ان تمتلك ايران الغذاء والماء والمال ، وهي لا تملك تلك الشروط بل هي لا تملك حتى الحد الادنى منها ، نتيجة لما سبق ذكره من ان الارض الايرانية اراض جرداء ونسبة الصالحة للزراعة منها لا تزيد على 15 % وحتى هذه النسبة المحدودة لا توجد مياه كافية لارواءها .
لذلك فان السؤال المنطقي هو : كيف تتوسع جغرافيا من دون توفير القدرة على تامين غذاء اكثر وماء اكثر ومال اكثر ؟ الحل هو السيطرة على موارد العرب المالية والنفطية في الخليج العربي والجزيرة العربية والسيطرة على اهم الاراضي الزراعية في العراق مع مياهه الوفيره ، 3– هل يكفي عدد الفرس وهم اقلية لتشكيل الجيوش للتوسع الامبريالي ؟ من البديهي ان ايران تحتاج لاجل تنفيذ مشروعها القومي الى العنصر البشري ، فلابد من يد عاملة خصوصا المقاتلين ،لان الفرس لا يكفون للقيام بتلك المهمة الامبراطورية فالفرس لا تتجاوز نسبتهم الى مجموع سكان ايران ال40% اي ان عدد الفرس بين 25و30 مليون نسمة ، وذلك عدد لا يسمح بنجاح المشروع الامبراطوري . بالاضافة لحرص النخب الشوفينية الفارسية على العنصر الفارسي وعملها على تجنب التضحية به بصورة كبيرة ومستمرة ، لذلك لابد من االاستخدام الواسع النطاق لابناء القوميات غير الفارسية خصوصا العنصر العراقي المعروف بنزعته العسكرية تاريخيا ، وبذلك تتوفر مصادر القوة في المرحلة الاولى من التوسع الامبريالي الفارسي ، ليكون اهم ادوات التوسع غربا اولا ، اي احتلال كل الوطن العربي وكل ما يسمى ب ( الشرق الاوسط ) ومن ثم الوقوف كقوة عالمية تنافس الكبار وتفرض نفسها على المسرح الدولي ثانيا .
4– ولكي تنجح ايران في استخدام العرب ، وبقية القوميات غير الفارسية ، كجنود مخلصين لامبراطورية فارسية فان اقتناع العرب بخدمة الفرس ومشروعهم الامبراطوري يحتاج لغطاء مقبول ويبرر الانخراط في مشروع كبير مع الفرس وهو الغطاء الديني والطائفي ، ولذلك فان بروتوكولات حكماء الفرس ، التوأم التاريخي لبروتوكولات حكماء اليهود ، تقوم على استخدام الدين الاسلامي والطائفية كغطاء فعال يضمن توفير ولاء كل القوميات الخاضعة للاستعمار الفارسي بالاضافة لتسهيل الغزو الايراني لبقية الاقطار العربية والاسلامية لان شعارات الاسلام والتشيع الصفوي قد تجد تجاوبا من قبل بعض العرب في المشرق . انظروا لكيفية تجنيد ايران بعد الغزو لبعض العراقيين لخدمة مشروعها الاستعماري وكيف ان هؤلاء اشد حقدا على العرب من الفرس نتيجة التضليل الطائفي الايراني .
وهذه الحقيقة هي التي ادت الى اسقاط الشاه لانه كان قوميا فارسيا مباشرة ورسميا فلم يوفر الغطاء الذي يقنع بشر من قوميات اخرى بالانخراط في المشروع الفارسي التوسعي الاستعماري بل عزله وعطله ، فجاءت الخمينية لتحل المشكلة باستخدام الاسلام والطائفية غطاء للتوسع الفارسي المموه . ولذلك فان كل احلام الفرس التاريخية منذ اسقاط امبراطوريتهم كانت تتمركز حول الادعاء بفارسية العراق ودول الخليج العربي والجزيرة العربية لانها في يوم ما كانت تحت الاحتلال الفارسي ، واستخدمت في التوسع الامبريالي الفارسي غربا والذي وصل الى اليونان قبل الاسلام .
5– وبدأ تنفيذ المشروع الامبراطوري الفارسي بطبعته الجديدة فور ايصال الغرب والصهيونية لخميني للسلطة في عام 1979 بمحاولة غزو العراق تحت غطاء اهم الشعارات الستراتيجية التي تبنتها ايران وهو ما سمي تضليلا ب ( نشر الثورة الاسلامية ) بالقوة وليس بالاقناع الديمقراطي او الارادة الحرة ، وهذا سبب دعم الغرب لمفهوم ولاية الفقيه لانه مفهوم جوهره الاستبداد المطلق المبني على فكرة ان الامام هو وكيل الله وممثله في الارض او نائب المهدي المنتظر وعلى الجميع طاعته بلا تردد والا تعرض من لا يطيع الولي الفقيه لغضب الله وعقابه القاسي طبقا للمفهوم ، الامر الذي يجعل القسر في تجنيد الناس هو السمة الغالبة للحكم في ظل ذلك المفهوم .
ولم يتردد خميني في الاعلان عن انه يريد غزو كل الوطن العربي والعالم الاسلامي ويؤسس امبراطورية فارسية ولكن تحت غطاء الاسلام ! وكانت الخطة الاصلية تقوم على فرضية ان ضم العراق ، بنفوسه وطبيعة تركيب شعبه العسكرية وبثرواته ، الى ايران سوف يوفر قوة جبارة تكتسح كل الاقطار العربية بسهولة ولا يمكن صدها من قبل اي دولة عربية ، وتفرض التشيع الصفوي عليها بحد السيف كما فعل اسماعيل الصفوي في ايران ، ومن ثم وبعد استتباب الامر لايران في العراق وغيره تبدأ بفرض نفسها كقوة عظمى عالمية وليس كقوة عظمى اقليمية فقط .
6- لكن صمود العراق بل ونجاحه في اجهاض المشروع القومي الفارسي واجباره خميني على تجرع سم الهزيمة في القادسية الثانية في عام 1988 اجبر ايران ، في عهد خامنئي وبعد وفاة خميني ، على تغيير شعارها الستراتيجي فمن ( نشر الثورة الاسلامية ) بالقوة الى نشر التشيع الصفوي ب(الوسائل السلمية ) ! ان الضربة القاتلة التي وجهها العراق لمشروع خميني القائم على مبدأ القوة الكاسحة اجبر غلاة الفرس على تبني شعارات تنسجم مع التقية الصفوية وهو الانتشار السلمي . وبما ان العراق قبل غزوه كان محصنا وقويا فان فكرة الاعتماد على قوة العراق البشرية والاقتصادية وموقعه الجغرافي اصبحت مؤجلة لزمن غير معلوم وبرزت ضرورة ستراتيجية لا يمكن لايران استعادة زمام المبادرة من دونها وهي تطويق العراق واستنزافه تدريجيا الى ان ينهار ثم تعود ايران لتنفيذ خطة السيطرة عليه . فما الذي تفرضه الخطة الفارسية الجديدة هذه ؟ وكيف يمكن استنزاف العراق ؟
7– لكي تستطيع ايران تجنب خطر العراق وتحيده كان يجب ان تؤسس مراكز قوية اخرى تطوقه وتحيده تدريجيا وتكسب العرب الاخرين البعيدين جغرافيا عن ايران ، والذين يجهلون تعقيدات وخفايا صراع عمره الاف السنين بين عرب التخوم في العراق وبين الفرس ، فاختارت سوريا لتكون مركزا بديلا للانطلاق . وهنا نشأت القيمة السوبرستراتيجية للنظام السوري بالنسبة للمشروع الفارسي القومي ، فالنظام السوري الذي اوصل علاقته بالعراق الى حد الحقد على العراق وشعبه وليس نظامه فقط ، كما كشف مصطفى طلاس عن قيام حافظ اسد في عام 1991 باقناع حكام ايران بعدم التصالح مع العراق ومواصلة الصراع معه حتى اسقاط النظام ، بعد ان اجبرتهم القوة العراقية الجبارة على قبول الصلح معه ولو مؤقتا ، هذا النظام كان مستعدا ومتحمسا اكثر من خميني للعمل ضد العراق كقطر ودولة وليس كنظام فقط . وهكذا طورت فكرة وضع العراق بين فكي كماشة ايرانية سورية تضغط عليه وتعطله وتجعله ينزف حتى العجز والانهيار .
8 – ولكي تحمي ايران نفسها وحليفها السوبرستراتيجي نظام اسد تبنت شعارات تضليلية تقوم على دعم القضية الفلسطينية ماديا واعلاميا وانشأت حزب الله ليقوم بعمليات تأهيل ( وطني ) له ، وهكذا اقترنت سياسات ايران في عهد الملالي بادعاء دعم القضية الفلسطينية ولكنها في نفس الوقت صعدت العداء للعراق ودول الخليج العربي . كانت ايران تعزز فكرة انها مع المقاومة ومع فلسطين وبنفس الوقت كانت تقضم الاقطار العربية . لقد توفر درع يحمي ايران من تهمة التعاون مع اسرائيل وامريكا او التلاقي معهما ضد العرب من جهة ، ولكنها كانت ايضا تؤسس الهلال الفارسي الممتد من طهران الى بيروت مرورا بدمشق من جهة ثانية .
والهلال الفارسي هو قاعدة الانطلاق لتشكيل البدر الفارسي المهيمن على كل الوطن العربي مشرقا ومغربا . وبالفعل فان خطة ايران هذه نجحت خصوصا لانها وجدت دعما امريكيا وصهيونيا مباشرا لها ، على اساس ان جوهر المخطط الصهيوامريكي هو تقسيم الاقطار العربية وهاهي ايران تقوم بذلك بنجاح لم تحققه لا بريطانيا ولا فرنسا ولا امريكا ولا اسرائيل . لقد تكونت جماعات داعمة لايران في اكثر من قطر عربي خصوصا نتيجة معارك حزب الله مع اسرائيل وصموده المحسوب ايرانيا في تسهيل غزو عقول وقلوب الكثير من العرب . وهذا النجاح قرب يوم تحقيق اهم واخطر ما عملت النخب الشوفينية الفارسية من احل تحقيقه منذ 1400 عام .
اذن ماذا يحصل اذا ضرب الهلال الفارسي وقوض وانتهت تأثيراته ؟ بوضوح ان تحقق ذلك يعني ويساوي تفكك ايران واستقلال القوميات الخاضعة للاستعمار الفارسي ومن ثم انكماس ايران بسرعة وتحولها الى مجرد دولة صغيرة ليس لها موارد كافية حتى للاستمرار . نعم نعترف بان الاحواز بالنسبة لايران هي ( قدس اقداس ) الفرس الوجودي كدولة امبريالية تضمن بقاءها قوية وقادرة على التوسع بالاعتماد على اهم موارد ايران المأخوذة بغالبيتها من الاحواز ، لكن نعم اكثر ان التوسع الامبراطوري الناجح خارج حدود ايران الحالية مرهون بوجود سوريا تحت الهيمنة الفارسية لان ذلك يضمن تطويق العراق العائق الاخطر امام التمدد الفارسي الامبريالي من جهة ، ويسمح بخروج ايران من حدودها الحالية وسيطرتها على لبنان والاردن لتقيم القاعدة الاقليمية الاكبر والحتمية للانطلاق التوسعي الامبريالي الايراني من جهة ثانية ، ولذلك سميت هذه الخطة ب( خطة انشاء الهلال الفارسي ) .
هنا علينا ان نوضح مسألة حصل فيها بعض الالتباس ، فاذا اعترف قائد ايراني مثل طائب بان سوريا اهم من الاحواز فان ذلك لا يعني ابدا ان الاحواز ثانوية ، كما ظن خطأ بعض الاخوة الاحوازيين ، فهو بكلامة يؤكد حيوية الاحواز وكونها مصدر قوة ايران المادية الاساسية ، لكنه يشير الى الخطوات الستراتيجية لما بعد تقوية ايران ، اي توسعها الامبريالي لانشاء امبراطورية فارسية جديدة . وعندما نصل الى هذه النقطة فاننا نكتشف معادلة سوبرستراتيجية تحتم اقامة صلة سوبرستراتيجية مع سوريا ، فالتوسع الامبراطوري الفارسي اذا لم يتم فان ايران الحالية لن تبقى كما هي بل ستتقوض وتنهار من داخلها لاسباب جيوبولتيكية بالدرجة الاولى اهمها ان امكانياتها الذاتية شحيحة جدا وسكانها الفرس اقل عددا مما يتطلبه المشروع الامبراطوري ، لذلك فان المعادلة تصبح كالاتي : بسوريا يمكن السيطرة على لبنان والاردن والتأثير على جزء من فلسطين وتطويق واستنزاف العراق وتحييد دوره الاقليمي ، فتتوفر ضرورة تنمية قدرات ايران لتكون ملبية لاحتياجات التوسع ماديا ومعنويا اما اذا افلتت سوريا من قبضة ايران فانها لن تتقلص وتنحصر في حدودها الحالية فقط بل انها ايضا ، وهذا هو الاهم ، ستواجه حتمية التفكك الداخلي وانتهاء مرحلة استعمار الفرس للشعوب غير الفارسية ولاراضيهم بكل ثرواتها وامكانياتها الكبيرة .
اذن كل المشروع الامبراطوري سينهار ويتلاشى وستضيع الاحواز ايضا اذا ضاعت سوريا ، لذلك فان بقاء نظام اسد شرط لبقاء سوريا مستعمرة ايرانية توفر امكانية التمدد الفارسي خارج نطاق جغرافية فارس لانها قاعدة انتشار وتمركز فارسي في منطقة قتل killing zone ) ( بالنسبة لحركة التحرر الوطني العربية ، والقتل هنا يعني تحييد العراق وضمه الى فارس ومنعه من ممارسة اي دور مناهض للانتشار الفارسي خارج حدود الفرس من خلال تطويقه من الشرق بايران ومن الغرب بسوريا .
المقاومة العراقية وحركة التحرر الوطني العربية في العراق تدعم الانتفاضة السورية من هذا المنطلق السوبرستراتيجي ، وليس من منطلق ستراتيجية فرعية ، لانها تدرك ان القضاء التام على الهلال الفارسي ومنع تحوله الى بدر فارسي يبدأ بالقضاء الحاسم على النظام الصفوي في سوريا . يتبـــــــــــــــــع ..
almukhtar44@gmail.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة ( ح١٠ )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة ( ح٣ )
» ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة ( ح٢ )
» ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة ( ح١ )
» ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة ( ح٩ )
» ازمة الوعي الاحول : الرؤية المعطوبة ( ح٨ )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
هديل صدام حسين(1) :: مقالات مختارة-
انتقل الى: