اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري، الأردن حلم المأوي وسط عواصف الغبار والبرد القارس
كاتب الموضوع
رسالة
ملاك القدسي
عدد المساهمات : 221 تاريخ التسجيل : 08/07/2011
موضوع: اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري، الأردن حلم المأوي وسط عواصف الغبار والبرد القارس الثلاثاء ديسمبر 04, 2012 10:49 pm
اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري، الأردن حلم المأوي وسط عواصف الغبار والبرد القارس بقلم روبرت ستيفانيكي/وكالة إنتر بريس سيرفس مخيم الزعتري للاجئين، الأردن, نوفمبر لا يوجد أي مخيم آخر للسوريين بحجم مخيم الزعتري، حيث تنتشر الصفوف المتساوية من الخيام التي تحمل شعار المفوضية العليا للاجئين، وفوانيس الإضاءة وخزانات المياه. ولا يبدو في الأفق سوى عدد قليل من الناس معظمهم ذاهبون أو قادمون من المراحيض. السلام والهدوء الذي يخيم على مخيم الزعتري للاجئين، والذي يأوي 26,000 لاجئاً، يثير الدهشة خاصة في ضوء التقارير الإعلامية الأخيرة بشأن الاحتجاجات ضد الظروف المعيشية التي لا تطاق. ويمكن رؤية بعض الحركة في الشارع الرئيسي، حيث توجد صفوف الطعام وأكشاك الملابس، وتمر صهاريج المياه والجرافات بالمشاة. ويقول أحد المارة "هذا هو الترفيه المتوفر لدينا. المشي ذهابا وإيابا.. أو الإستلقاء في الظل". فتح مخيم الزعتري أبوابه في أواخر يوليو أمام تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين الفارين من العنف في بلادهم. ويقع المخيم في شمال الأردن، على بعد 15 كم إلى الجنوب من الحدود السورية. وحرت إقامته على أرض صحراوية قاحلة حيث تغطي العواصف الرملية المعتادة كل شيء بالغبار الأحمر. وفي البداية لم يكن هناك لا ظل ولا مساعدة طبية، ومياه قليلة جداً. وفي نهاية سبتمبر تحولت الشكاوى إلى اضطرابات. ووفقا للتقارير، قام اللاجئون الغاضبون بهدم مستشفى ميداني وأحد المكاتب مما استفز قوات الأمن الأردنية التي قامت بتفريقهم بالغاز المسيل للدموع. ومنذ ذلك الحين غادر حوالي 5,000 لاجئ المخيم وعادوا لسوريا. سألت وكالة إنتر بريس سيرفس إذا كانت الهجرة مستمرة. فقال أحمد البالغ من العمر28 عاما، من درعا، "صحيح أن بعض الناس يغادرون”... "هل بسبب الظروف؟".. "ل،ا للقتال ضد النظام؟. أما الآخرون فيذهبون فقط لفترة من الوقت لمعرفة ما حدث لمنازلهم ثم يعودون. فمهما كانت الظروف في المخيم، فإنها لا تزال أفضل من الظروف الموجودة في سوريا " يرفع أحمد فات سرواله ليظهر علامات حرق السجائر عليها، وشهادة ممزقة تثبت إنه قضى ستة أشهر في السجن. ويقول، "جئت إلى المخيم في شهر أغسطس بعد أن عبرت الحدود ليلا، بعد أن هدأ القتال". واصطحبه الجنود الأردنيون إلى نقطة تجمع للاجئين، حيث تم نقله إلى مخيم الزعتري. الوضع في المخيم يتغير للأفضل. فجميع الوكالات الإنسانية -ومن بينها المفوضية العليا للاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة، ومنظمة إنقاذ الطفل، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة الإغاثة الإسلامية، والهيئة الخيرية الهاشمية- تعمل على تحسين ظروف الحياة في المخيم. ويجري حاليا اختبار طرق مختلفة لتغذية اللاجئين، لأن السوريين ظلوا يشكون من أن الطعام لم يكن على أذواقهم، فتم التخلي عن توزيع الوجبات الساخنة. والآن تحصل كل أسرة على سلة من المنتجات الأساسية: الفاصوليا المعلبة، والتونة، والحمص والأرز والزيت والملح والسكر. وخارج مركز توزيع الأغذية تحدثت وكالة إنتر بريس سيرفس مع بهاء (اسم مستعار) 40 عاماً، وهو ينتظر سيارة لاعادته الى خيمته. فأشار إلى صندوقين من الورق المقوى مليئين بالطعام: "انظروا، هل هذا يكفي لمدة أسبوعين لي ولزوجتي وطفلين؟" ورفع زميله محمد،، 36 عاما، علبة من التونة باشمئزاز واضح، وقال إن التونة سيئة، فهم يعطوننا أردأ أنواع الطعام. أما برنامج الغذاء العالمي، وهو المسؤول عن توفير الغذاء للاجئين، فيقول أن نوعية الطعام في مخيم الزعتري تلبي المعايير، وأنه تم زيادة الحد الأدنى -1200 سعر حراري للشخص الواحد في اليوم- بقدر 300 سعرة حرارية. و بدأت المطابخ الجماعية بعد التخلي عن الوجبات الساخنة، فالآن يمكن للاجئين طهي الطعام لأنفسهم. لكن ليس الجميع سعداء. فتتذمر إحدى النساء اللواتي يطهين في المطبخ، "فول وأرز كل يوم!.. الخبز لا يكفي: نحن نحصل على 3 أرغفة في اليوم، وأنا كنت أكل أربعة أرغفة على الإفطار”. لكن المرأة التي تدعى أم حسن لديها مشكلة أكثر خطورة: "زوجي مريض بالسكري. لا يستطيع أن يأكل ما يعطى لنا هنا. أبلغتهم بذلك، ولكن من دون جدوى ". وقال جوناثان كامبل من برنامج الغذاء العالمي إن المزيد من التغييرات قادمة في الطريق، "فبدلا من الحصص، سوف يحصل اللاجئين على كوبونات اللاجئين لاستخدامها في المتاجر التي ستفتتح قريبا في المخيم، وسوف يكونون قادرين على شراء ما يريدون." لكن المشكلة الأصعب تتعلق بالنضال ضد الغبار. فعلى الرغم من وضع الحصى والأسفلت، ترتفع اي عاصفة من الرياح خفيفة لتحدث دوامات من الغبار الكثيف. ثم هناك 57 في المئة من سكان مخيم الزعتري من الأطفال. وتم تسجيل ما يقرب من 3.000 طالب في مدرسة المخيم. وتعقد الدروس على فترتين، مع حضور الفتيات في الصباح والفتيان في فترة ما بعد الظهر. كما تدير منظمة اليرنيسف أيضا 20 مساحة صديقة الطفل، وهي عبارة عن خيام مطلية بألوان زاهية حيث يمكن للأطفال اللعب، والإختلاط، ومحاولة التغلب على صدمة الحرب. لكن إقتراب فصل الشتاء يشكل تحديا خطيراً، فالشتاء في الأردن بارد جداً، وخاصة في المناطق الشمالية، حيث تنخفض درجات الحرارة تحت الصفر في الليل. وبين نوفمبر ومارس يهاجم المطر والرياح القوية والعواصف خيام الزعتري، وقد تتساقط الثلوج في بعض الأحيان. ومع ذلك، لا توجد بطانيات كافية. وعدد قليل محظوظ هو الذي يعيش في كرفانات. وقال أحد سكان المخيم، "سوف نتجمد”. لكن المقيم في الكارافان غير سعيد أيضاً: "الجو حار وخانق، وأنا أنام في الخارج." وكما يقول هينكه فيت، المسؤول الإعلامي الإقليمي لمكتب المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية، "الإنتقال إلى مخيم يعتبر صدمة، فكل شيء مختلف عن المنزل. فاللاجئين الليبيين صدموا في تونس لعدم توفر تكييف الهواء، كما صدم أيضا مضيفيهم التونسيين من مثل هذه المطالب الباهظة.” هذا ومن المتوقع وصول 600 كرافان بحلول منتصف ديسمبر، وهو ما يكفي ل2.500 لاجئ. وذلك يعني أن معظم سكان مخيم الزعتري سوف يقضون هذا الشتاء في الخيام. وتقوم الوكالات الإنسانية بتحضير الملابس الدافئة والبطانيات الحرارية، والمساحات الساخنة والمعزولة وإمدادات المياه الساخنة. لقد نزح أكثر من مليون شخص حتي بسبب العنف في سوريا. وفي أسوأ السيناريوهات سوف تتزايد أعداد اللاجئين في مخيم الزعتري إلى ثلاثة أضعاف بحلول نهاية مارس.. إلا إذا انتهت الحرب، وهو الأمل المنشود.( 2012) منتدى/ هديل صدام حسين sahmod.2012@hotmail.com المقالات والتقارير والاخبار المنشورة في منتدانا لا تعبر عن راي المنتدى بل عن راي الكاتب فقط
اللاجئون السوريون في مخيم الزعتري، الأردن حلم المأوي وسط عواصف الغبار والبرد القارس