هديل صدام حسين(1)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هديل صدام حسين(1)

منتدى فكري - ثقافي - سياسي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 إسرائيل : دولة مجهولة الهوية د. فوزي الأسمر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشير الغزاوي




عدد المساهمات : 547
تاريخ التسجيل : 08/07/2011

إسرائيل : دولة مجهولة الهوية د. فوزي الأسمر Empty
مُساهمةموضوع: إسرائيل : دولة مجهولة الهوية د. فوزي الأسمر   إسرائيل : دولة مجهولة الهوية د. فوزي الأسمر Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 07, 2012 12:26 am

إسرائيل : دولة مجهولة الهوية د. فوزي الأسمر 552657368
إسرائيل : دولة مجهولة الهوية د. فوزي الأسمر Scaled.php?server=52&filename=alasmar
إسرائيل : دولة مجهولة الهوية د. فوزي الأسمر
الخميس 02 فبراير 2012
فوزي الأسمر

تحدثت في المقال السابق عن موضوع الدولة القومية العربية ، وعن ضرورة قيام هذه الدولة كأساس لتقدم وأنتعاش وحرية وكرامة الأمة العربية . بل أكثر من ذلك ، إذ تتجسد بقيام هذه الدولة الأسس التي يمكن لها أن تقف في مواجهة العواصف والأعاصير التي يشنها أعداء الأمة العربية عليها .
فبدون هذه الأسس ستبقى الأمور مترنحة وغير مستقرة . فلو نظرنا لما يدور داخل إسرائيل في هذه الأيام ، على سبيل المثال ، لتبين أن الصراع القائم هناك نابع من أسباب أساسية تعود إلى النهج الإصطناعي الذي سلكته الحركة الصهيونية عندما وضع قادتها مخططات بناء هذه الدولة .
فرغم أن هؤلاء القادة كانوا من اليهود العلمانيين ، إلا أنهم قرروا إقامة الدولة على أساس ديني . فقد كان هّم مؤسس الحركة الصهيونية ، ثيودور هرتصل ، إقامة الدولة على أية رقعة من العالم يمكن أن يحصل عليها . إلا أن القادة الصهاينة رفضوا ذلك لسبب أن محور الجذب للجاليات اليهودية في العالم ستكون فلسطين ، وذلك تمشيا مع البُعد الديني اليهودي .
وقامت الدولة على أساس علماني ، حيث أقيمت المزارع الجماعية ( الكيبوتسات) . وحكمها ثلاث أحزاب صهيونية يسارية علمانية وهي مباي ومابام وأحدوت عفودا . وكانت الأعلام الحمراء ترفع في مظاهرات أول أيار / مايو إحتفالا بعيد العمال العالمي .
ولكن كل الشعارات التي رفعتها الصهيونية في دعايتها لجذب اليهود ، وإقناعهم بترك أوطنهم الأصلية والهجرة إلى فلسطين كانت دينية محضة : العودة لأرض الميعاد التي منحها الله لنا. العودة إلى القدس التي طردنا منها . العودة من أجل إنقاذ البلاد من المحتلين الأجانب. وغيرها من الشعارات .
وهكذ لعب العنصر الديني أساس في قيام هذه الدولة ففتحت أبوابها للمهاجرين اليهود من مختلف أنحاء العالم ،وهم ينتمون إلى قوميات مختلفة ، والقاسم المشترك الأعظم بينهم هو الدين . واعتقد القادة العلمانيون أن الدولة ستكون بمثابة وعاء تنصهر فيه الأقليات اليهودية ، ليصبحوا شعبا بقومية واحدة . وهنا تجسدت الحقيقة . فمن ناحية كان من المستحيل الفصل بين الدين والدولة ، فمثل هذا الفصل سيؤدى إلى قطع شريان التواصل مع الجاليات اليهودية في العالم ، ووجد القادة صعوبة في تحديد قومية الدولة بعيدا عن اليهودية وبالتالي جاء التداخل بين الدين والقومية ، وأصبحت اليهودية دين وقومية ، ولكنها لم تقنع الكثيرين لأنها غير منطقية .
وفشلت هذه التجربة أيضا. فقد أوقعت الجاليات اليهودية في العالم بمصيدة : فالصهيونية تطالبها بأن يكون ولاءها الأول لإسرائيل على أساس أنهم ينتمون إلى القومية اليهودية، في حين إعتبر معظم أبناء هذه الجاليات اليهودية أنهم ينتمون لقومية البلد الذي يعيشون فيه أبا عن جد، مع علاقة تضامن قوية مع إسرائيل ،ومن اعتقد غير ذلك هاجر إلى إسرائيل . فهناك اليهودي الأمريكي والفرنسي والروسي والعربي ( من مختلف الأقطار العربية ) وغيرها .
كل هذه التركيبة جعلت من إسرائيل " دولة مجهولة الهوية " ، فيها مجتمع متحرك يضم ثقافات وجنسيات مختلفة ، ورست على أنها " دولة دينية " لا يوجد لها قومية محددة تتخللها صراعات إثنية وحزبية ودينية . والصراع الهادىء بين العلمانيين والمتدينين أعطى المتدينين اليد الطولى في هذا الصراع .
فالعلمانيون يجدون صعوبة الآن في فصل الدين عن الدولة . وفشلت كل المحاولات من جعل اليهودية قومية علمانية . فمثلا عندما صرحت غولد مائير في السبعينات من القرن الماضي ، لإحدى وسائل الإعلام الأمريكية أنها " يهودية علمانية " ، أثار هذا التصريح ردود فعل عنيفة لدى الجالية اليهودية الأمريكية والجاليات اليهودية الأخرى في العالم . وإصرار العلمانيون على حقهم في فلسطين مبني على أساس تاريخي ديني وليس قومي علماني لم يساعدهم كثيرا، وكانوا في كل مناسبة يمزجون الدين في مواقفهم السياسية. ففي أعقاب حرب 1956 وبعد إحتلال إسرائيل لقطاع غزة و لسيناء ، أعلن دافيد بن غوريون أنه " أقام مملكة إسرائيل الثالثة " .
هذا التناقض بدأ يأخذ طابعا أكثر جدية عندما وصل اليمين بقيادة حزب الليكود إلى سدة الحكم في إسرائيل في إنتخابات 1977 . هذا الفوز فتح المجال أمام المتدينين اليهود التقدم على جميع المستويات ، بما فيها الوصول إلى مناصب قيادة في الجيش الإسرائيلي . والأمور بالنسبة لهم واضحة : اليهودية دين فقط ، والهدف إقامة الدولة الدينية حسب الشريعة اليهودية ، فشعب الله المختار لي بحاجة إلى قومية ، ولذا قرروا التصدي لأي عنصر يحاول أن يمنع ذلك ، حتى بقوة السلاح . والمتباع للتطورات في إسرائيل خلال السنوات الأخيرة يستطيع أن يرى الحقائق على الأرض والتي وصلت إلى حد هجوم المتدينين/ المستعمرين على معسكر للجيش الإسرائيلي .
بل أكثر من ذلك ، فقد تبين من إستطلاع للرأي العام في أسرائيل أن 80 بالمائة من اليهود من المؤمنين و70 بالمائة يعتبرون اليهود " شعب الله المختار " ( هارتص 27/1/2012). وتقول صحيفة " معاريف " ( 29/1/2012 ) أن النتيجة التي خرج بها هذا الإستطلاع :" تشكل مشكلة إستراتيجية بالنسبة لقادة إسرائيل " . وكما انتقدت صحيفة " هارتص "في إفتتاحية لها (30/1/2012 ) الشرطة الإسرائيلية التي ألغت الإذن لرحلة طلابية (يهودية) إلى مدينة الخليل . السبب أن هؤلاء الطلاب غير متدينين وأن الــشرطة :" لا تستطيع تأمين الحماية لهم من وجه المستوطنين اليهود " . وهذا يدل على مدى سيطرتهم على زمام الأمور .
وفي هذه المرحلة من تاريخها تفتش إسرائيل عن هوية لها تستطيع بلورتها للخروج من أزمتها، رغم تمتعها بإقتصاد قوي ، وجيش متقدم وترسانة نووية . فكانت هناك إقتراحات بتثبيت " قومية إسرائيلية " ، حيث تفصل الدين عن القومية وتلتحم بالجنسية ، ولكن هذا العمل يتضمن مخاطر كثيرة بالنسبة لإسرائيل . فهناك معارضة دينية يهودية لمبدأ القومية ، لأنه " يقسم شعب الله المختار " ، حسب تعبير بعض رؤساء الدين .
وكان هناك من إقترح إعتماد الصهيونية كقومية . ولكن الصهيونية حركة أيدولوجية سياسية تدعو :" لإقامة وطن قومي لليهود " ، ولتنفيذ ذلك ركزت على الرابط التاريخي الديني بين اليهود وبين ما يطلقون عليها إسم " أرض إسرائيل " ، وبالتالي شغفت في نشر التراث الديني اليهودي ، على الرغم من أن معظم مؤسسي هذه الحركة كانوا من العلمانيين وفي مقدمتهم صاحب الفكرة ثيودور هرتصل . إضافة إلى أن هناك شريحة كبيرة من اليهود المتدينين والعلمانين مناهضين لهذه الحركة .
ثم هناك مشكلة وجود مليون ونصف المليون عربي فلسطيني والمعروفين بكنية "فلسطينيي الداخل " ، فهل يمكن تطبيق القومية الإسرائيلية عليهم ؟ وإذا كان الأمر غير ممكن فكيف يمكن حل تطلعاتهم القومية ؟
هذا التخبط الإسرائيلي وعدم وجود بُعد قومي لإسرائيل ، يلعب دورا رئيسيا في عدم تمكنها من الوصول إلى سلام مع الفلسطينيين الذين يتمتعون برابط قومي ، وبرابط تاريخي قوي مع أرض فلسطين ، وهذا ما تحاول إسرائيل إنتزاعه عن طريق مطالبة الفسطينيين والعرب الإعتراف بها كـ" دولة اليهود القومية " . ولكن لا توجد هناك مقومات قومية لدولة إسرائيل. والخروج من هذا الوضع يعتمد على سكان إسرائيل اليهود .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
إسرائيل : دولة مجهولة الهوية د. فوزي الأسمر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» انتهاك الهوية الوطنية العراقية( الجزء الثاني )
» انتهاك الهوية الوطنية العراقية ( الجزء الاول )
» سفارة بحجم دولة؟ - احمد صبري
» العراقيون يائسون: لا مكان للخدمات في دولة الفساد
» بالصور..احتفال الفلسطينين بحصول دولتهم على دولة مراقب غير عضو

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
هديل صدام حسين(1) :: شؤون عربية-
انتقل الى: