هديل صدام حسين(1)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هديل صدام حسين(1)

منتدى فكري - ثقافي - سياسي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 هل فشلت القيادة العراقية في تحرير العراق الجزء الاول " الجزء الثاني"الجزءالثالث"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشير الغزاوي




عدد المساهمات : 547
تاريخ التسجيل : 08/07/2011

هل فشلت القيادة العراقية في تحرير العراق الجزء الاول " الجزء الثاني"الجزءالثالث" Empty
مُساهمةموضوع: هل فشلت القيادة العراقية في تحرير العراق الجزء الاول " الجزء الثاني"الجزءالثالث"   هل فشلت القيادة العراقية في تحرير العراق الجزء الاول " الجزء الثاني"الجزءالثالث" Icon_minitimeالأحد ديسمبر 25, 2011 12:56 am

هل فشلت القيادة العراقية في تحرير العراق الجزء الاول " الجزء الثاني"الجزءالثالث" Hh7.net_13014863191
هل فشلت القيادة العراقية في تحرير العراق
الجزء الاول : مأزق المشروع الجهادي
الرفيق رافت علي والمقاتل النسر

بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا) النساء 71
صدق الله العظيم

هل هزمت الولايات المتحدة في العراق؟!
• وهل خسرت المقاومة العراقية الحرب؟!
• وهل كسبتها ايران؟!

اسئلة مهمة ينبغي علينا التوقف عندها مليا وبدون مجاملة، لنعرف اين اصبح موقعنا وفعاليتنا ومايتوجب اتخاذه من اجراءات ازاء الاحداث المحيطة بنا، فالنظر بمناظر شمسية افضل بكثير ممن يغطي الشمس بغربال او حتى يحاول ذلك. فالمتابع للوضع العراقي وما الت اليه الامور في نهاية عامنا الجاري 2010، اقول ما الت اليه الامور وليس ما ابتدات به، يجد ان المشروع الجهادي لتحرير العراق يمر بمأزق كبير.
فما هو هذا المازق؟! وهل يوجد اصلا؟!
سؤالان يتبادران لذهن القارئ الكريم حتما او على الاقل احدهما.. ان الاجابة على الخمسة اسئلة اعلاه تتطلب منا قراءة واقعية وصحيحة للوضع العراقي عامة والجهادي خاصة.
ففي مواضيع سابقة لنا، اكدنا فيها على ان هدف غزو العراق هو هدف متعدد المحاور والسبل والمراحل لم يبدا في 2003 ابدا، انما خطط له اعداء العراق منذ الايام الاولى لقيام القيادة العراقية بتاميم النفط. ففي موضوعنا المعنون "عودة نبوخذنصر/الجزء الثاني"
اوضحنا بان مجيئ الولايات المتحدة الامريكية ومن تحالف معها لغزو العراق واسقاط نظام حكمه وانهاء مشروع البعث التاريخي يدل على مدى اهمية العراق في السياسة العالمية عموما وفي السياسة الامريكية خصوصا. وفي خشية اسرائيل من عودة بابل بنبوخذنصر جديد. وبالتالي فان الاحتلال الامريكي من وجهة نظر الادارة الامريكية والصهيونية العالمية حدث ليدوم لا لينتهي يوما ما.
واكدنا على صحة فرضيتنا "الاحتلال الامريكي حدث ليدوم لا لينتهي يوما ما" بما ياتي:
((فالولايات المتحدة الامريكية لم تقدم على غزو العراق وبنفسها وبدون أي مسوغ قانوني وبدون تاييد دولي كالذي كسبته ابان حرب 1991، لولا الفشل الذي اصاب مخططاتها السابقة في انهاء البعث ومشروعه التاريخي او على الاقل تجريد قيادة العراق من ثوابتها ومبادئها من قضية وحدة الامة وتحرير فلسطين كمنطلقا لها ولولا الاهمية الكبيرة التي يتمتع بها العراق في السياسة العالمية عموما وفي السياسة الامريكية خصوصا. ومن الجدير بالذكر فان الفشل الامريكي في المخططات السابقة لم يكن فشلا تاما مطلقا انما كان فشلا بمجمله. فقد تمكنت الولايات المتحدة من تحقيق العديد من الانجازات المهمة الممهدة لاسقاط حكم البعث. أي إن مخططات الولايات المتحدة كانت تعمل بنظامين مزدوجين. فان فشل المخطط الفلاني في تحقيق هدفه الرئيسي (اسقاط حكم البعث او تجريده من ثوابته ومبادئه) فلابد لهذا المخطط إن ينجح في التمهيد للمخطط القادم. وهكذا توالت المخططات الامريكية على العراق الواحد عقب الاخر من الاصغر حتى الاكبر.. أي طريقة الخطوة خطوة او كما يقال الحفر بالابرة.
كما بينا ايضا بإن احتلال الولايات المتحدة الامريكية للعراق كان قراراً مهماً جداً ومدروس "رغم ماتتناقله وسائل الاعلام على إن قرار الادارة الامريكية لاحتلال العراق لم يكن مدروس جيداً ونجم عنه العديد من الاخطاء كحل الجيش العراقي وألية اجتثاث البعث.. الخ" وقد جاء ليدوم لا لينتهي. أي إن الولايات المتحدة تتمسك باحتلال العراق على طريقة القائد العربي المسلم طارق ابن زياد "العدو امامنكم والبحر من ورائكم". أي إن عبارة انسحاب لاتوجد في المخطط الامريكي لاحتلال العراق)).
وقد اوضحنا بان قيادة العراق قد بنت مشروعها الجديد على ضوء مخطط الادارة الامريكية لاحتلال العراق. ((أي إن مستلزمات تحرير العراق اكبر من مجرد قيام مقاومة مسلحة ضد قوات الاحتلال لتحرير البلاد. انما مستلزمات التحرير يجب إن تتوفير فيها القدرة على تحقيق الاتي :-
1- تدمير الخصم وانهاك قواه وزالة تاثيره من الوجود.
2- بتفكيك الكيان الامبريالي العالمي للولايات المتحدة.
3- بتفكيك مؤسات الولايات المتحدة الامريكية البنيوية القائمة على اراضيها وبحارها.
وهي في الحقيقة عبارة عن ثلاثة مراحل او جولات بين القيادة العراقية ومشروعها الجديد "عودة بابل" وبين الادارة الامريكية ومخططها الخبيث "تدميرفرصة نبوخذنصر الجديد". كل مرحلة لها مستلزماتها المناسبة لتحقيق النجاح فيها)).
وهنا ومن اجل المصداقية والواقعية فلابد لنا من التنبه بان المرحلة الاولى هي الاهم كونها تمثل بوابة النصر في معركة تحرير العراق، اما بقية المراحل فهي تمثل المسار الطبيعي المتسلسل لهزيمة الولايات المتحدة الامريكية.
((كما قسمنا المرحلة الاولى وهي "تدمير الخصم وانهاك قواه وزالة تاثيره من الوجود" الى عدة اجزاء لتحقيق التالي :
أ - تدمير الخصم، أي تدمير القوات الامريكية وعملاءها في العراق باعتباره هي خصم القيادة العراقية في الميدان.
ب - انهاك قواه، أي انهاك قوى المخابرات الامريكية. كونها تمثل عصب الاحتلال.
ج - ازالة تأثيره من الوجود، أي منع الولايات المتحدة من التدخل في الشان العراقي وترك العراق لاهله بدون إن تتحيز لهذا الطرف او ذاك المعاديين للقيادة العراقية. أي ترك عملاءها يواجهون حتوفهم على يد ابطال الحرس الجمهوري الخاص.
طبعا وكل خطوة من خطوات المرحلة الاولى هي الاخرى تتقسم إلى مراحل ادنى واصغر. اضرب واهرب ثم اضرب واحتفظ بالارض ليلا ثم اضرب وافرض سيطرتك على المنطقة ثم معارك شبه نظامية ذات طابع ستراتيجي دقيق او بالاحرى ذات طابع تكتيكي واسع النطاق.ثم تعود من جديد السلسلة وهكذا.الى إن تصل المخابرات الامريكية إلى قناعة مفادها انها عاجزة عن الاستمرار في الحرب.
وهنا ستنتقل المرحلة الاولى من الف إلى باء. أي إلى انهاك قوى المخابرات الامريكية. وهنا لابد لنا إن نستذكر بان دعامية هذه الحرب الاساسية هي حرب جهاز المخابرات العراقية ووكالة الاستخبارات المركزية. فحرب العصابات عموما تقع ضمن نطاق عمل دوائر المخابرات فعمل ضباط المخابرات هو في الاصل عمل عصابات إن صح التعبير أي عمل سري غير مكشوف وبدون دعم رسمي علني من قبل الحكومة. ولو استطاعت القيادة العراقية إن تطبق هذا الاسلوب فانها حتما ستوصل المخابرات الامريكية إلى مرحلة الانهاك فتسلم بضعفها وعدم مقدرتها على ادارة دفة اعمالها أي عدم قدرتها على كسب حرب العصابات لصالحها.
هكذا ستنتقل الحرب من باء إلى جيم. أي إلى ازالة تاثير الولايات المتحدة على الشان العراقي. فتبقى قوات الاحتلال مجرد ديكور للحفاظ على سمعة الجيش الامريكي اولاً ومن ثم إلى الحافظ عن سمعة الولايات المتحدة الامريكية ثانياً.
لان جنرالات الجيش الامريكي وكماهو معروف لايمكنها إن تتخذ قراراً بالانسحاب فهي مجرد اداة تنفيذية بيد صناع القرار الامريكي أي اداة مهمة من ادوات الادارة الامريكية في تحقيق النجاح في حرب العصابات. اما وكالة الاستخبارات المركزية فهي ليست مجرد اداة بيد الادارة الامريكية فحسب انما هي من صناع القرار.
حينها لابد للقيادة العراقية إن تراعي هذا الامر ريثما يتم البت في قرار الانسحاب وطريقة الادارة الامريكية في التعاطي مع ازمتها هذه. فتستغل ضعف جنرالات الجيش الامريكي لصالحها عن طريق تحييدهم من الصراع وزيادة سلبيتهم من الموقف باكمله. وهنا لابد إن نشير بان على المقاومة العراقية عدم استفزاز اولئك الجنرالات لاصدار الاوامر لقطعات الجيش الامريكي لشن معارك كبيرة ضدها.مع الاستمرار في انهاك قوى وكالة المخابرات المركزية. إلى إن تصل إلى قناعة إن العملية قد نجحت لكن المريض قد توفى، أي إن العراق قد أ ُحتَّلَ ولكن الاحتلال نفسه قد توفى.
وهنا تدخل المقاومة في دور جديد لم يعهد عليها من قبل. وتبدا ادوات القيادة العراقية بالتنوع كما ونوعا. فيتم تفعيل ادوات مقاومة اخرى كمالمقاومة السياسية والاعلامية والاجتماعية والنفسية والدينية وباساليب جديد تناسب المجتمع العراقي في ظرفه هذا ليتم كسب وده وتعاطفه ثم تحفيز الامل بداخله ثم تثوير طاقاته.كما يتم ايجاد طرق جديدة في التغلغل بصفوف العدو وتقويض قدرات عملاءه. وعدم التركيز على العمليات المسلحة على قطعات العدو كما كان الحال من قبل بل اعطائهم فرصة للعبور من على جسر الفاو الوحيد. واشعار العدو باستمرار تواجد المقاومة وفاعليتها وشعبيتها وقدرتها على تلقينه اشد الضربات من جديد اذا ما فكر بالتدخل مرة اخرى. وفي هذه المرحلة تتعقد اساليب المخابرات وادارتها للحرب وايصال رسائل عملية تهدد فيها الكيان الامبريالي الامريكي العالمي (وهذا ماقصده المعتز بالله في خطاب تموز2008). حينها سيصدر قرار الادارة الامريكية بالانسحاب من العراق. فمن الغير معقول إن تقرر الادارة الامريكية الانسحاب بعد تفكك كيانها الامبريالي العالمي، مثال للتوضيح : حينما يكون سدا ما على وشك الانهيار فلابد إن تتخذ ادارة المدينة التي يقع فيها ذلك السد قرار باجراء الاستعدادات الكافية لمنع انهيار السد او على اقل تقدير باخلاء المنطقة من السكان، فمن غير المعقول إن تكتفي ادارة تلك المدينة بمراقبة السد بدون أي اجراء احترازي فالاجراءات الاحترازية في مثل هكذا حالات تكون قبل الطوفان وليس بعده.. وبهذا فان الادارة الامريكية ستعمل على منع انهيار كيانها الامبريالي العالمي قبل إن ينهار فعلا، ومن بين اسباب منع الانهيار سيكون قرارها بالانسحاب من العراق ولكن انسحابها من العراق لايعني إن العراق قد تحرر بعد.لان الدجاجة تموت وعينها على المزبلة حشى الدجاجة وحشى العراق)) انتهى الاقتباس.
واذا ما قارنا بما حدث فعلا على ارض العراق خلال الفترة الممتدة من تاريخ نشر موضوعنا "عودة نبوخذنصر/الجزء الثاني" المصادف 20/11/2009 الى يومنا هذا سنجد وبما لا يقبل الشك ان الامور تسير في اتجاهها الصحيح وان القيادة العراقية مازالت تمسك وبقوة زمام الامور في العراق وهي القادرة باذن الله جلى وعلا ان تستمر حتى تحقيق النصر المبين، وان شاء الله سنوضح بعض الادلة على استمرار نجاح القيادة العراقية المجاهدة في الجزء الثاني من مقالتنا هذه.
اما المازق الذي تكلمنا عنه انفا والذي يمر به المشروع الجهادي لتحرير العراق فيتمثل فيما سبق وحذرنا منه في موضوعنا المعنون "رؤية جديدة... قُم تخفي اخطر حقيقة للصهيونية!!!؛"
حيث قلنا :
((لو تاملنا جيدا وبعين ثاقبة للامور والاحداث الجارية منذ سقوط الشاه سنجد انفسنا امام ستراتيجية معقدة للصهيونية العالمية، حيث اعتمدت هذه المرة على السيناريو الاتي :
الترويج بوجود تناقض وتضارب بين ايران من جهة والولايات المتحدة و"اسرائيل" من جهة اخرى، الا ان هذا التناقض المفترض وضعت فيه الصهيونية العالمية ثغرات معينة تدل خصومها على حقيقة مخفية نسبيا "ولكن مزيفة وليست الاصلية " وهي وجود علاقة تعاون بين الدول الثلاث " الولايات المتحدة واسرائيل وايران " وهكذا تضع الصهيونية العالمية خصومها في الموقف المطلوب وهو موقف الاعتقاد بوجود علاقة ود وتفاهم على اسس المصالح المشتركة بين هذه الاطراف او حتى تحالف ستراتيجي متين بينها. بينما الحقيقة المخفية فعلا والمغيبة لحد الان الحقيقة الاصلية ان صح التعبير هي ان ايران الملالي هي المقر الرئيسي والاساسي الذي تـُخفي الصهيونية العالمية دهاقنتها فيه، حيث تتوفر بيئة حاضنة لهم وحيث تتوفر ثقافة الحقد والانتقام في ايران عموما وعند النخبة الفارسية خصوصا ضد العرب والعراق بل وضد الاسلام والمسلمين ايضا. كما توفر مساحة ايران الشاسعة عنصر الامان للنخبة الصهيونية حيث يستحل على الاخرين اكتساح ايران باكملها لو نشبت حرب اخرى مع العراق او مع احدى دول المنطقة.
ومن المفيد هنا ان نذكر انفسنا بوقائع التاريخ منذ زمن الدولة البابلية العظيمة حيث تعاونت النخبة الفارسية المجوسية مع النخبة اليهودية لتدمير بابل وافناء حضارتها واحتلال العراق لاكثر من احد عشر قرنا من الزمان. ومن ثم في زمن صدر الاسلام وافتعال المجوس واليهود للفتن بين المسلمين كما هو الحال مع اغتيال خلفاء المسلمين عمرالفاروق وعلي الكرار رضي الله عنهم او كما هو الحال في فتنة التمرد على خليفة المسلمين عثمان بن عفان رضي الله عنه. وكما هو الحال مع فتنة واقعة كربلاء حيث استشهد الحسين رضي الله عنه حفيد رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وسيد شباب اهل الجنة.
اما في عصرنا الراهن فكلنا سمعنا اورأينا اوعشنا العدوان الايراني على العراق الذي استمر لثماني سنوات متتاليات لم تراعي ايران التي تدعي الاسلام حرمة الاشهر الحرم ولم تراعي حقوق الاسير واعدمت وعذبت اسرى العراق لديها ومثلت بهم وقطعتهم اوصالا بعد ان ربطوا الاسرى بين سيارتين متعاكستين الاتجاه. ونتذكر ايضا الوعود التي قطعها نظام الملالي للقيادة العراقية قبيل العدوان الثلاثيني على العراق حيث ابلغت الحكومة الايرانية السيد طارق عزيز بعدم الحاجة لوضع قوات عراقية على الحدود العراقية الايرانية وان ايران ستكون سندا للعراق في حربه ضد الشيطان الاكبر وسرعان ما تبخرت هذه الوعود بعد قيام الحرب لابل جرى نقيضها تماما حيث ادخلت ايران عشرات الالاف من عناصر حرس خميني الى الاراضي العراقية لتعيث فسادا ولتدمر ما لم تستطع ماكنة الحرب الثلاثينية تدميره. ونتذكر كيف تراجعت ايران عن وعودها للقيادة العراقية بقطع النفط احتجاجا على العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني عام 2001 اذا ما اعلن العراق اولا قطع امدادات النفط، وفعلا قطع العراق امدادات النفط ولكن ايران تخلت عن وعدها ولم تقطع ولو برميل واحد. ونتذكر كيف عاونت ايران الولايات المتحدة في غزو افغانستان والعراق)) انتهى الاقتباس.
ان احد اهم قادة الحرب التي نخوضها اليوم، هو الوغد جوزف بايدن صاحب مشروع تقسيم العراق. كما ان انكشاف ظهر العراق ان صح التعبير للمخططات الصهيونية التي تنفذ بايادي ايرانية او بايادي موالية لايران يمثل الوجه الاخر من اوجه هذا المازق.
فالمازق الذي يحيط بالمشروع الجهادي لتحرير العراق لاياتي من اهل العراق انما سببه الاخرين ممن ظنوا بان شرارة الحرب والعدوان على العراق لن تصل اليهم، تلك الشرارة التي سبق وان حذر منها القائد المجاهد المنصور بالله صدام حسين المجيد قبل حدوث الحرب في قراءة دلت وتدل على مدى حكمة وصواب راي القيادة العراقية وجهاز المخابرات الوطني.
ان ما يجري في اليمن الحبيب و السعودية والبحرين والكويت وفلسطين ولبنان وسوريا ومصر والسودان والصومال وحتى اقطار المغرب العربي له كل الاثر والترابط بما يجري في العراق وافغانستان.
لقد هزمت الولايات المتحدة الامريكية في العراق سياسيا وعسكريا وامنيا واعتباريا وهي اليوم تتلقى نفس الهزائم في افغانستان الحبيبة المجاهدة، الا ان مصير المنطقة اضحى اليوم بيد ايران الصهيونية نعم صهيونية وليست صفوية فحسب، بعد ان جرى توريث الاحتلال والهيمنة الامريكية اليها.
ان هذا التوريث وهذه السياسة ان كانت واضحة المعالم في قضية الحوثيين فانها ما تزال غامضة عند الكثير من ابناء امتنا في قضايا اخر، كالحراك في جنوبي اليمن وتنظيم القاعدة في اليمن وفي اقطار المغرب العربي مثلما هو الحال في قضية التغيير في مصر، وكما هو الحال في السياسة التركية مؤخرا. حيث نجحت في كسب جانب كبير ومهم من الشارع العربي على ان تركيا افضل من مصر ومن بقية الدول العربية ازاء القضية الفلسطينية.
ان الخدعة الكبرى التي سقطنا فيها نحن العرب، ان بقينا ننظر على " اسرائيل " في فلسطين بعين من الريبة والخوف والقلق والتحسب باعتبارها العدو الرئيسي والاخطر علينا، بينما تركنا ظهرنا مفتوحا للعدو الحقيقي.. لاسرائيل الكبرى.. بدون أي حماية، فسلمنا امن بلداننا ومجتمعاتنا الى من كنا نخشاه طيلة قرن من الزمان في طرفة عين.
ان الشئ الجيد في هذه الاحداث هو ان حزب البعث هذا الحزب العملاق بقيادته المؤمنة المجاهدة الحكيمة وبرجاله البواسل الميامين وحلفاءه الافذاذ سبق وان حذر من مغبة شرذمة امة العرب مابين المشروع الايراني والمشروع التركي تؤام المشروع الامريكي الصهيوني في بيانه المعنون "حول زيارة الرئيس التركي عبد الله غول غير المرحب بها الى العراق" بتاريخ 30/3/٢٠٠٩ أي قبل حديثنا هذا بعام وتسعة اشهر تقريبا.
نعم وباذن الله سيتحرر العراق بجهاد اهله ومحبيهم وبحكمة قيادته المؤمنة المجاهدة، ولكن قد تسقط المنطقة كلها في وحل استخراب جديد من قبل ايران الصفوية الصهيونية.
فانتبهوا ايها العرب.. ما عرفكم التاريخ هكذا..!!!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بغداد الجهاد
منتدىملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي
تابع الجزءالثاني


عدل سابقا من قبل بشير الغزاوي في الأحد ديسمبر 25, 2011 1:22 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بشير الغزاوي




عدد المساهمات : 547
تاريخ التسجيل : 08/07/2011

هل فشلت القيادة العراقية في تحرير العراق الجزء الاول " الجزء الثاني"الجزءالثالث" Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل فشلت القيادة العراقية في تحرير العراق الجزء الاول " الجزء الثاني"الجزءالثالث"   هل فشلت القيادة العراقية في تحرير العراق الجزء الاول " الجزء الثاني"الجزءالثالث" Icon_minitimeالأحد ديسمبر 25, 2011 1:03 am

هل فشلت القيادة العراقية في تحرير العراق(الجزء الثاني)
هل اخفق جهاز المخابرات الوطني
الرفيق رافت علي والمقاتل النسر
بسم الله الرحمن الرحيم

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا) النساء 71 صدق الله العظيم
تحدثنا في الجزء السابق من مقالتنا عن مازق المشروع الجهادي في العراق، حيث اوضحنا بان ذلك المازق لا ياتي من اهل العراق وقيادته المجاهدة، انما ياتي من الاقطار العربية المجاورة للعراق والغير مجاورة. أي ان المازق الذي يمر به المشروع الجهادي في العراق ناتج عن المازق الذي تعيشه امتنا العربية بعد اقدام الولايات المتحدة على توريث هيمنتها في المنطقة لايران الصهيونية.
اما في هذا الجزء فسناتي باذن الله عزوجل ما سبق ووعدنا القراء الكرام به، حيث سنناقش قدرة القيادة العراقية العراقية على كسب الحرب وتحقيق الانتصار وتحرير العراق العظيم، وسنتطرق الى مسائل مهمة ذات صلة بهذا الموضوع ولذلك وقبل الدخول في موضوعنا هذا نود ان نلفت انتباه الاخوة القراء الكرام الى حقيقة مهمة للغاية، الا وهي ان القيادة العراقية هي من رحم حزب البعث العربي الاشتراكي هذا الحزب الذي يتمتع بصفات لا نجني على بقية الاحزاب التي شهدتها الساحة السياسية في العراق اذا ما قلنا بانها صفات قد انفرد بها حزب البعث دون غيره. لذا فنخصص هذا الجزء لمناقشة هذه المسالة.
ان من اهم الصفات التي تفرد بها حزب البعث دون غيره، هي قابليته على التجدد حيث يقول مؤسس البعث رحمه الله واسكنه فسيح جناته في حديثه مع وفد البعث من لبنان عند زيارته لمقر الحزب في دمشق، نيسان 1955 بهذا الصدد مايلي : ((اياكم والنظرة الجامدة التي لا تفهم سر الحياة وكنه الحياة، فليس من عمل جدي يؤثر في الواقع ويخلق منه واقعا جديدا الا ويكون هذا العمل عملا فيه ما في البحر الواسع المتحرك من شوائب، فاذا اردتم عمل حزبكم تاريخيا فليكن كالبحر لا كالساقية الصافية، فمن السهل أن تكون حركتنا ساقية صافية ولكنها لن تروي أمة ولن تصنع تاريخا. ففي الحزب كثير من النقص، وبين ما تحقق وبين ما نرجو أن يتحقق فارق كبير، ولكننا نستطيع أن نقترب من مثالنا اذا نحن تابعنا السير، اذا ضاعفنا الهمة، لا اذا وقفنا وحولنا حيويتنا الى نقد جامد وتفكير نظري، فالحياة لا تعرف التوقف وتيار الحياة تيار مبارك طاهر مهما تكن الشوائب التي تعلق به)).
وبالتالي فقد اعطت هذه الصفة "صفة التجدد والحيوية لا الجمود والادعاء بالكمال" قابلية رائعة على التكييف مع المتغيرات دون المساس بثوابت ومبادئ الحزب.
فحزب البعث رغم انه قد تاسس رسميا في عام 1947 الا ان بداياته الحقيقية تعود الى ثلاثينيات القرن الماضي، أي قد مرت عليه قرابة ثمانية عقود مليئة بالاحداث الجسام سواء على مستوى حياة الحزب نفسه او على مستوى الامة او حتى على مستوى العالم باسره. وبالتالي فقد ولدت هذه الفترة الطويلة الكثير من التجارب والدروس لاعضاء وقيادة حزب البعث، سواء بالتعاطي من متغيرات الحياة خارج الحزب او بالتعاطي مع المتغيرات التي شهدتها الحياة الداخلية للحزب.
أي ان صفة التجدد والتفاعل التي تميز بها البعث، خلقت عنده قابلية كبيرة للتكيف والتفاعل مع الاحداث، وبالتالي فقد مكنت الحزب من الديمومة والاستمرار لفترة تناهز الثمانية عقود، والثمانية عقود هذه قد مررت البعث في احداث جسام سواء على المستوى الداخلي للحزب او على مستوى احداث الامة والعالم، والمرور بهذه الاحداث خلقت خبرة كبيرة لدى حزب البعث اعضاء وقيادة سواء في التعاطي مع المتغيرات السياسية او في التعاطي مع الفكر السياسي، وهذه الخبرة التي اكتسبها البعث خلقت روحا امنيا عالية المستوى لدى قيادة واعضاء الحزب. تلك الروح التي خلقت بدورها جهاز مخابرات من الطراز الاول.
وهنا قد يتبادر الى ذهن القارئ الكريم، سؤال مهم جدا وهو كيف ادت الخبرة السياسية والفكرية للبعث الى نشوء روح امنية عالية المستوى؟!
ان الاجابة على هذا التساؤل المهم يكمن في فهم وادارك مسيرة البعث بعد عام 1958، واحد اهم احداثها واولها هي محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم من قبل مجموعة من اعضاء الحزب وعلى رأسهم الرفيق صدام حسين المجيد. فرغم اصابته الشديدة ورغم عدم خضوعه لعلاج طبي نظامي، اصر الرفيق صدام حسين على ضرورة مغادرة الشقة التي التقى فيها منفذوا عميلة الاغتيال. ان اصرار الرفيق صدام حسين وان بدا حدثا عاديا متوقعا في مثل هكذا ظرف الا انه يعد المؤشر الاول لبزوغ فجر قائد رجال حنين نواة المخابرات العراقية الوطنية.
ان مغادرة الرفيق صدام حسين لتلك الشقة ومن ثم السفر الى سوريا بظروف صحية سيئة وتكبده عناء السفر بعد محاولة اغتيال فاشلة لرئيس الوزاء العراقي حينئذ، لم يكن هروبا من المسؤولية او تجردا من فكر البعث. أي ان طريقة تفكير الرفيق صدام حسين كانت متناسبة مع ذلك الظرف فلم يستهن برد فعل السلطات الحكومية مثلما لم يتخلى عن فكره ومسؤوليته بل ان التزامه الفكري وانضباطه الحزبي حتم عليه الهروب ومغادرة العراق، حماية لنفسه ولحزبه وكان على باقي رفاقه الاستماع الى نصيحة رفيقهم والعمل بها. ان هذه التجربة خلقت روحا امنيا عالية المستوى عند الرفيق صدام حسين المجيد والتي ستكون خير معين للرفيق صدام حسين في مسيرته الحزبية والقيادية وفي بناء جهاز المخابرات العراقي.
اما على مستوى الحزب فقد خلقت هذه التجربة.. تجربة اغتيال عبد الكريم قاسم درسا مهما له حيث تخلى عن مبدا الاغتيالات كوسيلة لتغيير الحكم واللجوء الى العمل السري المنظم داخل الجيش العراقي لاحداث انقلاب عسكري يطيح بحكم عبد الكريم قاسم.
ان محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم رحمه الله لم تكن حدثا عاديا عند حزب البعث ولم تكن مجرد تجربة اغنت العمل السياسي والامني للحزب او طريقة تعاطيه مع الاحداث فحسب بل كانت درسا طور طريقة تفكير البعث.
ان الحديث عن هذه التجربة نجد صداها في احداث عام 1963، حيث نجح البعث في اسقاط حكم عبد الكريم قاسم عن طريق الجيش وبالتعاون مع عبد السلام عارف.
وهنا نجد انفسنا امام تساول مهم اخر، الا وهو كيف فشل البعث في الاحتفاظ بالسلطة بعد ثورة 14/رمضان - 8/شباط/1963، وسقط حكمه في 18/11/1963؟!
ان اخفاق ثورة 8/شباط لم يكن بسبب خرق امني او خلل فكري في البعث انما بسبب الخلافات السياسية التي نشئت بين البعث وعبد السلام عارف، خاصة وان شخصية عبد السلام عارف رحمه الله كانت ذات طبيعة انفعالية وعاطفية وارتجالية وكان يعتبر نفسه السبب الرئيسي في تفجير ثورة 14/تموز/1958، وان كان هنالك ثمة خلل في البعث فللأمانة نقول قد كان الخلل ممارسات الحرس القومي وردة فعلها على مجازر الشوعيين التي حدثت في عهد عبد الكريم قاسم بحق ابناء كركوك والموصل من التيار القومي البعثي والغير بعثي اضف الى ذلك تلكوء الحكومة " والبعث كان جزءا اسياسيا منها " في اجراء التغييرات الايجابية التي كان ينتظرها الشعب.
وفي حادثة تاريخية مهمة والتي تنم عن مدى نضج الحس الامني للرفيق صدام حسين المجيد وعن مدى نضج قراءته للاحداث الجارية، فقد حذر الرفيق صدام حسين المجيد من فشل ثورة 14 رمضان قبل شهر تقريبا من سقوطها، وذلك في الكلمة التي القاها في المؤتمر القومي السادس الذي عقد في دمشق بتاريخ 12/10/1963 والذي اصر الرفيق صدام حسين المجيد على حضوره الامر الذي جعل القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق رحمه الله واسكنه فسيح جناته يعجب بهذا الرفيق الشاب صاحب النظرة الثاقبة والتي دلت واكدت الاحداث التالية مدى صحة توقعاته وقراءاته للاحداث السياسية الجارية في العراق.
اما بعد سقوط ثورة 14 رمضان وعلى الرغم من حملة الاعتقالات التي طالت اعضاء البعث، فقد اخذ دور الرفيق صدام حسين المجيد بعدا سياسيا وامنيا اكبر من ذي قبل حيث بدا في بناء "جهاز حنين " نواة المخابرات العراقية الوطنية والعمل على استعادة السلطة.
الا ان محاولة البعث لاستعادة السلطة في ايلول 1964 لم يكتب لها النجاح فانكشف أمرها قبل يوم واحد من تنفيذها، الأمر الذي أدى إلى قيام الأجهزة الأمنية الحكومية بشن حملة اعتقالات جديدة ضد أعضاء البعث قدر الله عز وجل ان يكون احدهم الرفيق صدام حسين المجيد بعد قرابة شهر ونصف الشهر على فشل تلك المحاولة حيث سجن مابين أواخر 1964 – أوائل 1966.
وفي اوائل 1966 شاء الله سبحانه وتعالى ان يتم الافراج عن الرفيق صدام حسين المجيد حيث عادا مجددا الى نشاطه الحيوي في حزب البعث فلم يتخلى عن فكره ومبادئه ومسؤوليته الحزبية والاخلاقية ولم يساوم عليها. بل ان الرفيق صدام حسين المجيد بدا متمسكا بمبادئ وفكر البعث وبمسؤوليته الحزبية اكثر من ذي قبل واكثر اصرارا على اعادة بناء البعث بعد حملات الاعتقالات الواسعة التي طالت اعضاء وقيادة البعث في العراق في عهد عبد السلام عارف. وعلى اثر نشاطه في اعادة بناء حزب البعث حدث انعطاف كبير بدور الرفيق صدام حسين المجيد في حزب البعث، خاصة بعد انعقاد المؤتمر القطري السادس في نهاية عام 1966، حيث انتخاب الرفيق صدام حسين المجيد عضواً في القيادة القطرية، وبعد المؤتمر القومي التاسع للحزب في بيروت عام 1968 حيث انتخب الرفيق صدام حسين المجيد عضواً في القيادة القومية.
ومن خلال موقعه الجديد في حزب البعث ومن خلال مسؤوليته لجهاز حنين الجناح الامني العسكري للحزب وبعد ان قررت قيادة البعث بالقيام بثورة شاملة على النظام السياسي الضعيف والمتلكئ في العراق، نجح الرفيق صدام حسين المجيد في اعتلاء اول دبابة ليدخل القصر الجمهوري وليفرض على الرئيس العراقي حينئذ عبد الرحمن عارف الامر الواقع في 17/7/1968. الا ان ارغام البعث على قبوله التعاون مع عبد الرزاق النايف معاون مدير الاستخبارات العسكرية ابراهيم عبد الرحمن الداوود أمر الحرس الجمهوري جعل من الثورة المنتظرة مجرد انقلاب عسكري، ولهذا ومن اجل احداث ثورة فعلية في العراق ومن اجل ا ن الا تتكرر اخفاقات ثورة 14 رمضان 8/2/1963 تم اقصاء النايف والداوود من مناصبيهما في يوم 30/7/1968، وبذلك تمكن البعث من تحقيق ما كان يصبوا اليه وبدون اراقة اي دماء على العكس مما جرى عقب ثورة 14 رمضان، فاستحقت فعلا ان تسمى ثورة 17 – 30 تموز 1968 بلقب الثورة البيضاء.
من هنا نؤكد مرة اخرى بان عدم تبني البعث لايدلوجية النظرة الجامدة جعل منه حزبا عملاقا ذا مسيرة تاريخية غنية بالاحداث والتجارب والدروس والعبر تلك التجارب التي خلق لدى البعث روحا امنيا عالية المستوى وهي الشرط المسبق لقيام جهاز مخابرات وطني كفوء قادر على تنفيذ المهمام المكلف بها. ان الامر الذي قد يجهله الكثير منا خاصة من الشباب العربي والعراقي هو ان سر نجاح أي حزب او دولة مرتبط بمدى نجاح جهازه المخابراتي، وسر نجاح جهاز المخابرات لا يكمن فقط في التدريب والتمويل انما يكمن ايضا في الطبيعة البنيوية للجهاز، والتي من اهمها طريقة تفكير القائمين على هذا الجهاز.
وبسبب طبيعة البعث وطبيعة الاحداث التي مر بها فقد تميز القائمين على جهاز المخابرات الوطني بميزة مهمة جدا الا وهي الثقة الكاملة بالنفس وتحدي الصعاب وقهر المستحيل وبذل كل الجهود في سبيل تحقيق الهدف المنشود وعدم الاكتفاء بالوصول الى حد معين فالبعث ثبت فعلا انه حزب لا حدود لطموحه.
ولتوضيح هذا الامر نقول، في الحياة العامة نجد ان هناك اشخاصا ناجحين متميزين واخرين نجدهم اقل كفاءة او حتى فاشلين على الرغم من ان هؤلاء الاشخاص بدؤوا حياتهم بتميز وكفاءة.. فما السبب وراء تراجع ادائهم وكفائتهم وزوال تميزهم؟!
لو تحققنا من الاسباب فاننا سنجد ان اولى الاسباب وراء ذلك التراجع، هو لفقدان اولئك الاشخاص لعنصر الحماس والاصرار لتحقيق الهدف المنشود، اما بسبب اكتفائهم بما وصلوا اليه وحققوه، أي انهم وضعوا حدا لتميزهم فتميز عليهم الاخرون وسبقوهم. او بسبب الصعوبات التي واجهوها في مجال عملهم حتى استسلموا لها ففقدوا الثقة بالنفس على الاستمرار بالتميز والنجاح فلم يستطيعوا الحفاظ على تميزهم. واحيانا لسبب اخر وهو لانعدام عنصر التشجيع والتاييد والدعم وتقدير الجهود.
وهكذا نستطيع ان نفهم طريقة تفكير قيادة البعث وطريقة تفكير القائمين على جهاز المخابرات الوطني، اناس يسعون للتميز وتحقيق الاهداف التي لاحدود لها ولا حدود لطموح القائمين عليها مهما بلغت التحديات والصعاب ومهما غلت التضحيات.
ان قيام البعث ببناء جهاز مخابرات عراقي على اسس علمية وبرامج مدروسة بعناية فائقة وتخصيص وتوفير كل مايلزم من دعم مادي او معنوي من اجل قيام هذا الجهاز بواجبه على اتم صورة وافضلها، قد عاد على العراق وعلى البعث بالخير الوفير.
ولتوضيح هذه المسالة دعونا نوضحها اكثر، فبعد قيام ثورة 17-30 تموز 1968وبحسب توجيهات البعث لتحقيق استقرار سياسي وازدهار اقتصادي وثقافي واجتماعي وعلمي وعسكري، فقد كان على عاتق البعث تحقيق عدة مهمام من اولها تاميم النفط والقضاء على الاقطاع وشبكات التجسس وحل القضية الكردية واستثمار الثروات الطبيعية وبناء صناعة مدنية وعسكرية ونووية على مستوى من الحيوية والنشاط لامجرد معامل متناثرة هنا وهناك او برامج على الورق او مشاريع متعثرة لا تلبي طموحات وحاجات العراق الحيوية.
ان الامر الذي قد يجهله الكثير منا هو ان تحقيق تلك البرامج والمشاريع والخطط ما كان لها ان تنجح فعليا لولا وجود جهاز مخابرات عراقي كفوء قادر على دعم تلك الاهداف بما يلزم لتحقيقها وللاستمرار فيها.
كيف؟!
ان من بين مهام جهاز المخابرات وفضلا عن تقديم المعلومات السياسية والاقتصادية واعسكرية وتحليلها وكشف نوايا الاعداء والانداد والخصوم، هو الحفاظ على ارواح العاملين في تلك المشاريع والخطط والبرامج خاصة العلماء او من هم طلاب اليوم وعلماء المستقبل، ان الدولة العراقية لم تكن لتمتلك العلماء لولا وجود جهاز مخابرات كفوء قادر على تامين السلامة لهذا العالم او ذاك وسواء اثناء دراسته خارج القطر في الجامعات العالمية او سواء حين مباشرته للعمل في هذا البرنامج او ذلك المشروع. ونفس الشئ ينطبق على تاميم النفط او صناعة السلاح او البتروكمياويات واحيانا حتى على المشاريع الزراعية والاروائية والدوائية بل وحتى حينما تقدم الدولة على استيراد ماكنة او معدة مهمة لمشروع او مصنع مهم.
ان الدليل على ماتقدم هو تمكن العراق من تحقيق استقرار سياسي وازدهار اقتصادي وثقافي واجتماعي وعلمي وعسكري خلال فترة السبعينيات وحتى خلال الثمانينيات رغم الحرب التي فرضتها ايران والصهيونية العالمية ضد العراق، وما حيازة العراق على الآلاف العلماء المبدعين في شتى الميادين المدنية والعسكرية الا خير دليل على صحة ما نقول.
نعم فبضل من الله جلى في علاه ومن ثم بهمة وحماس رجال البعث ورجال جهاز المخابرات فقد تمكن العراق العظيم من تحقيق كل هذه الانجازات ومن تحقيق النصر الساحق على ايران الصهيونية ومن دك عروش الرجعية والعمالة ومن قصف قلب تل ابيب ولاول مرة في تاريخ الكيان الصهيوني المسخ، مثلما تمكن العراق من الصمود امام اطول حصار ولا اقول اقتصادي فحسب، فالصهيونية العالمية قد اصدرت اوامرها بفرض حصار شامل على العراق حتى وصل الامر ابتداءا من قلم الرصاص الى حبة الدواء الى كيس الطحين الى البعثات الدبلوماسية والعلمية والنشاطات الثقافية الاعلامية، بل وصل الحال بالادارة الامريكية الى محاولة فرض تشويش الكتروني على القنوات التلفازية العراقية رغم ضالة وضعف الاعلام العراقي نتيجة الحصار مقارنة بالاعلام الصهيوني والمتصهين.
ان تمكن العراق من الصمود بوجه اعتى حصار شهدته الانسانية على مر العصور والعهود لم يكن محض اجراءات حكومية عادية مثلما قد يخيل للبعض تنحصر في سن قوانين اقتصادية واصدار قرارات سياسية، كما هو في اصدار البطاقة التموينية او تقنين الكهرباء والوقود والاعتماد على التمويل الذاتي لبعض مؤسسات ودوائر الدولة العراقية. انما كان وراء هذا الصمود الاسطوري جهود متفانية من اجل الحفاظ على العراق اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا واعلاميا وعلميا وامنيا وعسكريا وسياسيا، واول تلك الجهود التي بذلت في سبيل صمود العراق ومن ثم كسر الحصار الشامل عليه، هي جهود رجال حنين.. رجال المخابرات العراقية.
وقد يتسال البعض عن تلك الجهود، بل وقد يشكك فيها عن نية سوء او عن جهل بما كان يجري؟!
وهنا نوضح بان احدى صور تلك الجهود التي مكنت العراق من الاحتفاظ بقدر مهم من قدراته العلمية والاقتصادية والصمود بوجه الحصار الشامل.. هي جهود رجال المخابرات في الحفاظ على علماء العراق من الخطف والتهريب و القتل الاعاقة و التجسس و المراقبة خاصة وان فرق التفتيش سيئة الصيت التي بعثتها الامم المتحدة لتجريد العراق من اسلحته الحيوية ومن القدرة على تصنيعها "وعلى تصنيع الكثير من المنتجات المدنية " والعقول هي احدى مكونات تلك القدرة بل هي اهم من المصانع والمعدات والالات التي تستخدم في صناعة تلك الاسلحة والمنتوجات المدنية.
ومن بين تلك الجهود، الجهود التي انصبت في جانب العسكري ومنها على سبيل المثال ما تمحور حول الدفاع الجوي العراقي ومعرفة الطلعات الجوية التي تقوم بها طائرات العدو الامريكي البرطاني لمراقبة الاجواء العراقية والتجسس على مايجري على ارض العراق العظيم، من بناء ومشاريع وتمارين تعبوية للقوات المسلحة وتحركات لواحدات الجيش العراقي فضلا عن التجسس على القيادة العراقية وكبار المسؤولين والضباط والعلماء. ان جهاز المخابرات كان احد اهم الوسائل المتاحة للقيادة العراقية في معرفة طلعات طائرات العدو مساراتها ومناطق اقلاعها وهبوطها، وهنا لابد ان نذكر ما صرح به الشهيد طه ياسين رمضان رحمه الله واسكنه فسيح جناته امام عدد من الشبكات الاخبارية العالمية وعرض حينها شريطا مصورا لقلاع الطائرات الامريكية من مطارات كويتية، على عكس ما كانت تدعي به الحكومة الكويتية بان الطائرات الامريكية المكلفة بمهمام مراقبة الاجواء العراقية لاتنطلق من المطارات الكويتية.
ولم تكتفي القيادة العراقية بعرض ذلك الشريط المصور ومسارات الطلعات المعادية بل عرض خرائط لمسار طائرة اليو تو (U2) الامريكية التجسسية المتطورة والتي تحلق على ارتفاع 27 كم وهو اقصى ارتفاع وصلت له طائرة في العالم حتى ان قائد الطائرة يرتدي بزة طيار خاصة شبيهة ببزة رواد الفضاء، الامر الذي شكل صدمة للسي اي ايه وللقوات الجوية الامريكية لان العراق لم يكن قادرا على رصد طائرة اليوتو حسب معلومات المخابرات الامريكية.
وبعد مدة تمكنت القيادة العراقية من تفجير احدى المفاجئات، حيث تمكن الدفاع الجوي العراقي من ارغام واحدة من اهم واحدث الطائرات الامريكية التجسسية وهي طائرة البراديتور (الفك المفترس) على الهبوط في احدى المطارات العراقية وهي على اتم سلامتها، ومن الجدير بالذكر فان طائرة البراديتور هي طائرة الية يتم التحكم بها عن بعد مئات الكليومترات وتملك القدرة على تنفيذ مهمام قصف جراحي دقيق كاغتيال الشخصيات المهمة وقصف المواقع السرية فهي طائرة تجسس وقتالية خاصة معا. ان تمكن الدفاع الجوي العراقي من ارغام البراديتور على الهبوط في مدرج عراقية وهي سالمة، يعكس لنا مدى نجاح المخابرات العراقية في اختراق واحدة من اهم اسرار الصناعات العسكرية والعلمية المتطورة في الولايات المتحدة الامريكية ومعرفة خصائص تلك الطائرة وطبيعة استخدامها والية طيرانها والتحكم بها.
ما الذي يعني هذا لنا؟!
ان جهود جهاز المخابرات العراقي اعلاه مكنت العراق من الحفاظ على العديد من منشأته ومعداته الحيوية وانقذها من قصف طائرات العدو الامريكي البريطاني حيث شن العدو اربع حملات جوية " سميت بعدوان الرجعة الاولى والثانية والثالثة والرابعة" مابين عام 1991 وعام 2003.
اما في جانب المدني والسياسي، فقد بذلت المخابرات العراقية جهودا جبارة اخرى لاتقل اهمية عن ما بذلته في الجانب العسكري. حيث وفرت معلومات كافية للقيادة العراقية عن خطط وستراتيجيات العدو لتقويض العراق وتعريض امنه القومي للخطر. فلولا جهود رجال المخابرات لما تمت عملية تقويض الحصار، حيث استطاعت المخابرات العراقية من استمالة عدد مهم من المسؤوليين في الامم المتحدة للموافقة على برنامج النفط مقابل الغذاء الامر الذي انعكس ايجابيا على الحياة المعاشية للمواطن العراقي وبداءت دوائر الدولة باعادة تطويرها وانماء قدراتها.
ان ما بذلته المخابرات العراقية من جهود لتمكين العراق من الحفاظ على قدراته وامنه القومي والصمود بوجه الحصار الشامل سيكتبه التاريخ بكل فخر واعتزاز بهذا الجهاز الحيوي الذي قدم للعراق ما لم يقدمه احدا غيره، هذا الجهاز الذي اشرف الرفيق القائد المنصور بالله صدام حسين المجيد بنفسه على بناءه وتغذيته بارقى الكفاءات والخبرات وتمنيته تنمية علمية مدروسة ليضاهي بذلك اجهزة المخابرات العالمية كي جي بي والسي اي ايه. واغنته تجارب البعث عبر تاريخه الطويل بالعديد من الدروس وكان صاحب الفضل الاول في خلق الروح الامنية الناضجة.
يتبع الجزء الثالث.
منتدىملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بشير الغزاوي




عدد المساهمات : 547
تاريخ التسجيل : 08/07/2011

هل فشلت القيادة العراقية في تحرير العراق الجزء الاول " الجزء الثاني"الجزءالثالث" Empty
مُساهمةموضوع: رد: هل فشلت القيادة العراقية في تحرير العراق الجزء الاول " الجزء الثاني"الجزءالثالث"   هل فشلت القيادة العراقية في تحرير العراق الجزء الاول " الجزء الثاني"الجزءالثالث" Icon_minitimeالأحد ديسمبر 25, 2011 1:18 am

هل فشلت القيادة العراقية في تحرير العراق !!!!( الجزء الثالث )
الرفيق رأفت علي والمقاتل النســـر
هل أخفقت القيادة العراقية في فهم وإدراك السياسة الأمريكية

بسم الله الرحمن الرحيم
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا ) النساء 71 صدق الله العظيم)
تمهيد :-
تحدثنا في الجزء الأول من بحثنا هذا عن المأزق الذي يحيط بالمشروع الجهادي العراقي حيث أكدنا على إن سبب المأزق لا ينبع من داخل العراق إنما من محيطه العربي أولا وقبل كل شئ . كما تحدثنا في الجزء الثاني من البحث عن أهمية دوائر المخابرات في الحياة العامة للدول وخاصة في الدولة العراقية وكيف نشئت كما تحدثنا عن الظروف التي رافقت ولادة جهاز المخابرات الوطنية وعن دور حزب البعث " فكريا وسياسيا وامنيا " في خلق جهاز مخابرات عراقي بمستوى متطور قادر على تنفيذ المهام الموكلة إليه ،
إما في هذا الجزء فسنتطرق إلى المشروع الأمريكي لغزو العراق وإسقاط نظام الرئيس صدام حسين واستبداله بنظام موالي لها في العراق ، وعلى اثر هذا فسنناقش ما اذا كانت القيادة العراقية على اطلاع كامل وادراك تام لما يحاك للعراق داخل اروقة البيت الابيض ووكالة الاستخبارات المركزية.
مشروع الولايات المتحدة الامريكية لاسقاط نظام الرئيس صدام حسين 1990-1997 :-
رغم أن المشروع الأمريكي لإسقاط نظام الرئيس صدام حسين واستبداله بنظام موالي للولايات المتحدة ليس بالأمر الجديد ، فمنذ عام 1990 والإدارات الأمريكية المتعاقبة وهي تدعو وتخطط إلى إسقاط نظام الرئيس صدام حسين . تارة عن طريق دعمها لانتفاضة شعبية تنتهي بقيام انقلاب عسكري على اثر انسحاب الجيش العراقي من الكويت عام 1991 وما لحق بالبنى التحتية للمؤسسات العسكرية والأمنية والاقتصادية في الدولة العراقية من خراب ودمار نتيجة الحرب . وتارة أخرى عن طريق فرض حصار دولي شامل على العراق ، يعقب تلك الحرب التي دمرت البنى التحتية للمؤسسات العسكرية والأمنية والاقتصادية للدولة العراقية ، والذي يتزامن مع فرض قرارات مجلس الأمن الدولي على العراق لتجريده من أسلحته الحيوية ، وحسب وجهة نظر الإدارة الأمريكية فستتسبب هذه العناصر مجتمعة "الحرب والدمار والحصار والقرارات" في تآكل النظام وتهاوي بنيته الاقتصادية والأمنية والعسكرية والسياسية ، فضلا عن استنفاذ شعبيته عند العراقيين وبالتالي تصبح مسالة سقوط نظام الرئيس صدام حسين أمر محتما وان استغرق ذلك سنوات مادامت الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على احتواء خطره من خلال استمرار فرض الحصار الدولي الشامل عليه. إلا إن إحداث عام 1998 وما تلاها قد شهدت تحولات مهمة في المشروع الأمريكي لإسقاط نظام الرئيس صدام حسين سنأتي على ذكر تفاصيلها لاحقا .
تحولات المشروع الامريكي عام 1998:-
بعد مرور أكثر من سبعة أعوام على فرض الحصار الدولي الشامل على العراق والذي اشترط مجلس الأمن الدولي لرفعه خلو العراق من أي أسلحة ذات قدرات تدميرية شاملة ، تستمر اللجان الدولية بعملها لتدمير ترسانة العراق من أسلحة الدمار الشامل وتدمير قدرة العراق على إنتاج تلك الأسلحة ، الأمر الذي جعل العراق يدخل في نفق مظلم لانهاية له . فممارسات اللجان الدولية مع السلطات العراقية اتسمت عبر هذه السنوات السبع بالكثير من المماطلات والتسويف بل ووصلت أحيانا إلى درجة الاستفزاز والتجسس لصالح وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السي أي ايه .
فهذه اللجان لم تراعي حرمة دار مواطن أو جامعة عراقية او مصنع مدني او مخزن للأغذية ، بل وتدخلت أحيانا في أمور لا يحق لها قانونيا التدخل فيها كالاطلاع على مشاريع القوات المسلحة العراقية كالتدريب والصيانة أو على مشاريع هيئة التصنيع العسكري لإنتاج أسلحة غير محظورة .
إن المشكلة في هذه الممارسات والتصرفات الشائنة لا تنحصر في مجرد عدم مراعاة حرمة هذا الدار أو تلك الجامعة .. بل أنها تعني المزيد من القتل .. المزيد من المعاناة .. المزيد من الدمار والخراب .. تعني استمرارا لحصار إثم يقتل مئات الآلاف سنويا من الأطفال والشيوخ والنساء .. تعني استمرارا لمعاناة العوائل والآسر .. تعني استمرار لمعاناة التلميذ والمعلم .. الطالب والمدرس .. المريض والطبيب .. الفلاح والعامل والمهندس .. الجندي والضابط .. الشعب وقيادته ..
فكان على القيادة العراقية أن تضع حدا لممارسات تلك اللجان.. لممارسات القتل والتجويع والتدمير والخراب ، فقررت يوم 5/8/1998 وقف التعاون مع اللجان الخاصة وطالبت بوضع جدول زمني يربط بين التقدم الحاصل في نزع أسلحة الدمار الشامل من جهة وبين رفع تدريجي للحصار الدولي الشامل المفروض على العراق في الجهة المقابلة .
وبينما أعربت إطرافا دولية عن حق العراق في تنفيذ مطالبه الداعية إلى ربط عمليات لجان التفتيش الدولي برفع الحصار ، فقد رفضت الإدارة الأمريكية رفضا قاطعا تلك المطالب ، بل إن الأمم المتحدة والتي من المفترض أن تكون هيئة عالمية مستقلة قد بادرت إلى تقليص برنامج المساعدات الإنسانية أو ما يعرف ببرنامج النفط مقابل الغذاء ابتدءا من يوم 26/8/1998 تناغما مع السياسة الأمريكية ، وفي يوم 9/9/1998 اصدر مجلس الأمن الدولي قراره المرقم 1194 بشأن قرار العراق وقف التعاون مع اللجنة الخاصة الذي صدر يوم 5/8/1998.
وفي خطوة استفزازية للقيادة العراقية ومن اجل تصعيد الموقف فقد اجتمعت وزيرة الخارجية الأمريكية سيئة الصيت مادلين أولبرايت مع مسعود البرزاني وجلال الطالباني بهدف تدعيم المعارضة ضد نظام الرئيس صدام حسين . وفي يوم 4/10/1998 وبخطوة أكثر استفزازية أصدرت الإدارة الأمريكية ما يسمى "بقانون تحرير العراق" حيث أخذت واشنطن على عاتقها تغذية ما تسمى "بالمعارضة العراقية" بكل ما يلزم من اجل أن تكون النظام البديل لنظام الرئيس صدام حسين . ومن بين ما خصصت الإدارة الأمريكية لما تسمى "بالمعارضة العراقية" فضلا عن الأموال والإذاعات والصحف ومعسكرات التدريب والسلاح فقد احتضنتهم دوليا ورحبت بهم بين أوساط المحافل الدولية العربية والغير عربية .
وعلى اثر تلك التطورات ومن اجل الضغط على الأمم المتحدة ومجلس الأمن لإيقاف تلك السياسات الاستفزازية فقد أكدت القيادة العراقية يوم 31/10/1998 وقف تعاونها مع اللجان الخاصة للأمم المتحدة ، إلا أن مجلس الأمن الدولي لم يكن مجلس امن دولي حقيقي إنما كان هو الأخر ألعوبة بيد الخارجية الأمريكية ولم يتخذ أي قرار ينصف به العراق مما وقع عليه من حيف وظلم وتعسف فاصدر في يوم 5/11/1998 قراره المرقم 1205 والذي دعى فيه القيادة العراقية إلى استئناف تعاونها مع اللجان الخاصة ، فتراجعت القيادة العراقية يوم 14/11/1998 عن قرارها وقف التعاون مع اللجان الدولية بعد فشل مساعي الدول الداعمة للمطالب العراقية الداعية إلى ربط عمليات لجان التفتيش الدولي برفع الحصار ، ولتجنيب العراق حملة جوية جديدة هددت بها الإدارة الأمريكية لقصف المواقع العراقية.
إن ما كان يحاك للعراق في تلك الفترة اكبر مما يمكن أن تتحاشاه القيادة العراقية ، فالإدارة الأمريكية تعمدت في تلك الأيام إلى تصعيد الموقف وباستمرار مع القيادة العراقية بحيث ترغم القيادة العراقية على قطع تعاونها مع فرق التفتيش الدولي وبالتالي توفير الحجج والذرائع للإدارة الأمريكية من شن حملة جوية جديدة لقصف المزيد من المواقع العراقية ولتحقيق المزيد من الخراب والدمار للمنشاءات والبنى التحتية العراقية المدنية والعسكرية الأمر الذي يعود سلبا على إمكانيات العراق الدفاعية وبالتالي تسهيل مهمة الولايات المتحدة الأمريكية لغزو العراق مستقبلا . وعلى ضوء هذه السياسة الخبيثة فقد التقى مفتشي اللجنة الخاصة بما تسمى "بالمعارضة العراقية" في يوم 4/12/1998 الأمر الذي حتم على القيادة العراقية إيقاف تعاونها مع تلك اللجان بعدما بات واضحا أنها ليست لجان دولية لتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بنزع أسلحة الدمار الشامل ، إنما هي أداة من أدوات المشروع الأمريكي لغزو العراق وإسقاط نظام الرئيس صدام حسين .
وفي دليل صارخ على مدى تواطئ اللجان الدولية مع السياسة الأمريكية الهادفة إلى تصعيد المواقف باستمرار مع القيادة العراقية فقد قيام كبار المفتشين الدوليين الاسترالي الجنسية روجر هيل يوم 13/12/1998 بمغادرة العراق على رأس فرق التفتيش الدولية . فاعتبرت القيادة العراقية السفر المفاجئ للجان الدولية ، بمثابة التمهيد لشن حملة جوية جديدة سميت لاحقا بـ"عملية ثعلب الصحراء" حيث قامت الطائرات الأمريكية والبريطانية بشن ضربة جوية ضد 97 موقع عراقي منتخب بدأت في 16/12/1998 واستمرت لمدة أربعة أيام حيث انتهت يوم 19/12/1998 وقد جرت العملية بسبب ما وصفته الدولتان بعدم تعاون العراق مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الباحثين عن أسلحة الدمار الشامل العراقية.
وعلى اثر ذلك العدوان والذي خلا من أي مسوغ قانوني ، فقد رفضت القيادة العراقية عودة اللجان الدولية ما لم يتم وضع جدول زمني لرفع الحصار يضع حدا لمماطلات تلك الفرق ولمطالبها التعجيزية التي أدخلت العراق في نفق مظلم لا نهاية له .
إن إصرار القيادة العراقية على وضع جدول زمني لعمليات التفتيش يتزامن مع رفع تدريجي للحصار، قد لاقى تجاوب من بعض دول العالم حيث بدء الحصار الشامل المفروض على العراق بالتآكل والانحلال تدريجيا حتى على المستوى السياسي والدبلوماسي . الأمر الذي أدى إلى قلق الإدارة الأمريكية من احتمال تمكن القيادة العراقية من إنهاء الحصار الدولي المفروض على العراق . وبالتالي فان قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على احتواء خطر نظام الرئيس صدام حسين ستتعرض بمرور الوقت إلى الزوال ، الأمر الذي يعني عودة العراق إلى الواجهة الدولية كعنصر مؤثر ايجابيا بالنسبة لمناهضي الولايات المتحدة الأمريكية وكعنصر مؤثر سلبي تجاه هيمنتها على دول المنطقة وكعنصر تهديد على امن وسلامة الكيان الصهيوني ومشروعه العالمي .
وعلى اثر تلك التطورات فقد أعادت الإدارة الأمريكية حساباتها وخططها بشان العراق ، فبدأت وبشكل عملي في تفعيل ما يسمى بقانون تحرير العراق ، فخصصت مبلغ 2 مليون دولار لوكالة الإعلام الأمريكية للسنة المالية 1999 وذلك من أجل تقديم الدعم اللازم للمنظمات التي تقوم بالبث الإذاعي والتلفزيوني لما تسمى بالمعارضة العراقية ، وخصصت مبلغ 97مليون دولار لغرض دعم ما تسمى بالمعارضة العراقية سياسيا وعسكريا .
وهكذا فقد شهدت عام 1998 تحولا مهمة في السياسة الأمريكية إزاء العراق ، فبعد إن كانت الإدارة الأمريكية تعول على انتفاضة شعبية أو انقلاب عسكري أو على ما تترتب عليه من نتائج بسبب الحصار الدولي الشامل المفروض على العراق ، أصبحت هذه الإدارة تعول على ما تسمى بالمعارضة العراقية في مشروعها الجديد لإسقاط نظام الرئيس صدام حسين.
ستراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية لاسقاط نظام الرئيس صدام حسين لعام 1999:-
إن تبني الإدارة الأمريكية لما يسمى بقانون تحرير العراق ليس مجرد تخصيص مبلغ معين أو مجرد دعم لما تسمى بالمعارضة العراقية كما قد يعتقد البعض ، إنما هي سياسة أمريكية تعبر عن وجود ستراتيجية أمريكية متكاملة طويلة الأمد نسبيا لإسقاط نظام الرئيس صدام حسين .
لذا فان غزو العراق لم يكن مجرد تصفيات شخصية بين الرئيس الأمريكي الجديد جورج واكر (دبيلو) بوش الابن وبين القيادة العراقية التي اتهمت في 9/5/1993 عن تدبير محاولة لاغتيال الرئيس الأمريكي الأسبق جورج هربرت واكر بوش الأب ، مثلما لم يكن مجرد رد فعل انتقامي على إحداث أيلول/ سبتمبر/ 2001 ، أو حتى مخطط أمريكي جرى الإعداد له قبل إحداث أيلول / سبتمبر/2001.
بل إن غزو العراق كان نتيجة لإستراتيجية أمريكية متكاملة بنيت على عدة محاور وقد شاركت في صياغتها العديد من المؤسسات الأمريكية البحثية والسياسية والأمنية والعسكرية منذ عام 1998 . حيث هيئ لغزو العراق موارد بشرية ومالية ومادية غير محدودة استهدفت ، مايلي :-
اولا / تشويه القيادة العراقية :
لقد اعتمد واضعو الاسترتيجية الأمريكية على واحد من أهم المبادئ التي اكتشفها البشر على مدى العصور وان كان هذا المبدأ قديما وبسيطا إلا إن فكرته رغم ذلك تبقى من أخبث الطرق إلا وهو إسقاط الرموز .
فمع الكم الهائل للتطور التكنولوجي الذي وصلت إليه المؤسسات الأمريكية المتخصصة بهكذا مجالات فقد تمكنت والى حد كبير من تشويه صورة وأفعال القيادة العراقية ، سواء بين أبناء الشعب العراقي أو في الأوساط العالمية كالمؤتمرات والاجتماعات والمحافل واللقاءات الدولية.
واستعانت لتحقيق هذا الغرض بالعديد من المنظمات الدولية كل حسب اختصاصها ، فاللجان الدولية الخاصة لنزع أسلحة العراق المحظورة والوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أخذتا على عاتقهما مسؤولية وضع تقارير دورية بين الفينة والأخرى على عدم تعاون القيادة العراقية معها وعلى خرقها للقرارات الدولية المتعلقة بأسلحة الدمار الشامل العراقية .
اما منظمة حقوق الإنسان فتصدر بين الفينة والأخرى تقريرا خاصا عن وضع حقوق الإنسان في العراق، تتهم فيه القيادة العراقية باضطهاد حقوق المرأة والطفل والأقليات والقومية والطوائف وما شابه .
بل إن الأمر تعدى المنظمات الدولية ذات الطابع السياسي حتى وصل الحال إلى المنظمات الدولية ذات الطابع المدني ، كمنظمة الأغذية والزراعة ومنظمة العمل الدولية وصندوق النقد الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة والبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي .
لقد اعتمد واضعو تلك الاسترتيجية طريقة بث الخبر من عدة جهات في أماكن وأزمنة مختلفة وبطرق مختلفة نسبيا حتى يجد المرء نفسه إمام واقع لا يقوى على دحضه أو على الأقل على فهم حقيقة ما يجري مما يخلق ضعفا وفتورا بالشعور بالمواطنة لدى المواطن. إن الشعور بللا مواطنة هو اخطر ما يهدد المجتمعات والدول فلا ثقة بالنفس ولا قدرة على الصبر والصمود والمطاولة والمراوغة لتحقيق ما تهدف إليه القيادة وبالتالي عزل الجماهير عن قياداتها وعزل القيادة عن جماهيرها وإشاعة روح اللامسؤولية والسلبية وعدم الثقة بالحكومة وتحميلها كل السلبيات التي يمر بها المواطن في حياته اليومية .
إن تطبيق مبدأ تسقيط الرموز وتشويه صورة وأفعال القيادة العراقية لم يكن ليحقق إغراضه وأهدافه أو على الأقل لم يكن ليحقق نجاحا كبيرا في أوساط الشعب العراقي لولا ما تسبب به فرض الحصار الدولي الشامل على العراق من إضعاف لقدرة الحكومة على تيسير سبل الحياة الكريمة للمواطن العراقي ، فانقطاع الكهرباء والماء وضعف الخدمات البلدية وتقادم المؤسسات التعليمية والتثقيفية والعلمية والطبية وتراجع نسب المتعلمين وارتفاع نسب الأمية وتفشي البطالة المقنعة و ضعف القدرة الشرائية لموظفي الدولة والقوات المسلحة وأصحاب المصالح المحدودة وهم من يمثلون أغلبية الشعب العراقي ساهمت في إضعاف موقف الكثير من أبناء الشعب العراقي وقوضت من قدرة القيادة العراقية على مواجهة الغزو فيما بعد.
ثانيا / تدمير قدرات العراق الحيوية :
كما اعتمد واضعو الاسترتيجية الأمريكية لإسقاط نظام الرئيس صدام حسين ، على ضرورة تجريد العراق من قدراته الحيوية . نقول قدرات العراق الحيوية ولا نقول أسلحة الدمار الشامل لان ما نتج عن فرض الأمم المتحدة لقرارات مجلس الأمن الدولي السيئة الصيت على العراق ، لم تكن تستهدف منع العراق من حيازة أسلحة دمار شامل ، بل استهدفت أيضا بل وأحيانا قبل أن تستهدف تدمير تلك الأسلحة ، نقول تستهدف قدرات العراق التكنولوجيا والعلمية . فكثيرا ما قامت اللجان الدولية بتدمير معامل ومصانع ومعدات تقنية استخدمها العراق لإنتاج أسلحة الدمار الشامل رغم وجود إمكانية تحويلها للإنتاج المدني كما هو الحال مع المعدات المتطورة لتصنيع قوالب الصواريخ العراقية المحظورة حيث كان بالإمكان أن تحول تلك المعدات لإنتاج قوالب تستخدم في الصناعات المدنية أو حتى العسكرية الغير المحظورة كصناعة السيارات والدبابات والطائرات وما شابه .
بل إن اللجان الدولية الخاصة بتدمير أسلحة العراق المحظورة مارست سياسة اشد خبثا من هذا حيث أصرت تلك اللجان على تدمير ابسط الموجودات في مصانع العراق المحظورة فدمرت المكاتب والحاسبات وأجهزة التكييف ودواليب السجلات والمقاعد ..!!
باختصار شديد كان على تلك اللجان الدولية أن تنزل أفدح الخسائر بقدرات العراق التكنولوجية والعلمية ، لتحرم القيادة العراقية من أي فرصة على تعزيز قدرات العراق على الصمود بوجه الحصار الشامل وبوجه الغزو فيما بعد .
إن هذه السياسة ، سياسة تدمير اكبر قدر ممكن من القدرات العراقية ليست بالأمر الجديد على القيادة العراقية حيث عهد على إدارة بوش الأب أيام حرب عام 1991 نفس السياسة حيث ضربت كل مرافق ومعامل ومصانع ومخازن الدولة العراقية سواء كانت عسكرية أو مدنية صناعية أو زراعية تجارية أو خدمية تعليمية أو سياحية .
ثالثا / المراقبة الشاملة والمستمرة للعراق :
لقد اعتمد واضعو الاسترتيجية الأمريكية لإسقاط نظام الرئيس صدام حسين ، مبدأ مهما للغاية إلا وهو مبدأ المراقبة الشاملة والمستمرة للعراق . حيث أعدت الولايات المتحدة الأمريكية لهذا الغرض تخصيصات مالية وفنية وبشرية ضخمة عدا تلك التي خصصها مجلس الأمني الدولي لمراقبة العراق . فمجلس الأمني الدولي وبموجب إحدى قراراته الجائرة فرض على العراق زرع كاميرات مراقبة حيثما أرادت اللجان الدولية في المصانع أو المخازن أو حتى في دوائر مدنية لا تمت بصلة لبرامج العراق التسليحية المحظورة.
وبالإضافة إلى وسائل المراقبة الدولية والتي وضعت تحت خدمة المخابرات الأمريكية ، فقد اعتمدت الإدارة الأمريكية على برنامج خاص بها لمراقبة العراق بشكل شامل ومستمر ، من خلال الأقمار الصناعية التجسسية وطائرات الاواكس وطائرات اليو تو وطائرات تجسسية مسيرة ميدانية المهام .
كما تضمن البرنامج الأمريكي لمراقبة العراق آليات العمل المخابراتي التقليدي ، ولكن بحكم ضعف مصادر المخابرات الأمريكية داخل العراق نتيجة فعالية جهاز المخابرات العراقي والذي شكلا طوق امني حول أهم إسرار الدولة العراقية ، فقد عملت بعض الأنظمة العربية والإقليمية والأجنبية على تقديم كافة خدمات الدعم للمخابرات الأمريكية . حيث زودت الشركات الروسية والفرنسية واليابانية المخابرات الأمريكية بخرائط المشاريع التي نفذتها في داخل العراق ، أو بنسخ من عقود الصفقات التي أبرمتها تلك الشركات مع الحكومة العراقية فيما سبق . كل ذلك من اجل توفير اكبر قدر ممكن من المعلومات عن الوضع العراقي في كافة المجالات السياسية والدبلوماسية والأمنية والعسكرية والاجتماعية والدينية والثقافية والعلمية والاقتصادية والإعلامية والصناعية والزراعية والتجارية والخدمية .
رابعا / تجنيد المصادر البشرية للمخابرات الامريكية داخل العراق :
تولت المخابرات الإيرانية مهمة تزويد المخابرات الأمريكية بقدر كبير من أرشيفها الخاص بالوضع العراقي لاسيما أيام الحرب العراقية الإيرانية ، بالإضافة إلى وضع عملاء المخابرات الإيرانية تحت خدمة المخابرات الأمريكية حيث وجهت المخابرات الإيرانية أوامرها لحزب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق وفيلق تسعة بدر وباقي العملاء فيما تسمى بالمعارضة العراقية المدعومة من إيران بضرورة التنسيق والتعاون مع المخابرات الأمريكية .
وهنا فمن الجدير ذكره أن نوضح للقارئ الكريم بان بعض عملاء إيران داخل العراق قد نجحوا في تنفيذ المهام الموكلة إليهم من قبل المخابرات الأمريكية. لقد اعتمد اؤلئك العملاء على سياسة تدمير الدولة العراقية من الداخل وان كانت مواقعهم أسفل الهرم في مؤسسات ودوائر الدولة العراقية إلا إن بمجمل تواجدهم في الدولة العراقية فقد استطاعوا من تنفيذ أعمال تنسب أو تـُحمّل بالنهاية إلى القيادة العراقية .
أي وبمعنى أوضح فان اؤلئك الخونة قد استطاعوا من تقديم العون لبرنامج المخابرات الأمريكية لتشويه صورة وأفعال القيادة العراقية داخل المجتمع العراقي ، سواء من خلال إطلاقهم الشائعات المغرضة أو من خلال بثهم للأكاذيب والادعاءات الملفقة أو من خلال استغلال صلاحياتهم المحدودة في إعطاء الأوامر المغلوطة أو في إصدار أوامر تثقل كاهن المواطن البسيط أو من خلال قيامهم بممارسات سيئة أو بتعاملات فضة مع المواطنين بغية إحداث شرخ وفتنة وفرقة بين القيادة العراقية من جهة والشعب العراقي من جهة أخرى .
كما ساهمت أنظمة عربية وأجنبية في توفير المصادر البشرية للمخابرات الأمريكية داخل العراق ، حيث أجهضت المخابرات العراقية العديد من محاولات الاختراق التي كان يقوم بها تجار أو دبلوماسيون عرب أو أجانب لصالح أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية .
تطورات الإحداث منذ ُ عام 1999:
إن تطورات الإحداث منذُ عام 1999 ستبين لنا مدى صحة هذه النظرية أو بالأحرى ستعطي الأدلة تلو الأدلة على واقعية النظرية التي تنص على وجود ستراتيجية أمريكية متكاملة طويلة الأمد نسبيا لإسقاط نظام الرئيس صدام حسين .
ففي مساعيها لشيطنة القيادة العراقية عالميا ، سربت الإدارة الأمريكية يوم 4/1/1999 تقارير خاصة لوسائل الإعلام تتحدث عن دعم القيادة العراقية لشبكات إرهابية عالمية حيث ادعت في تلك التقارير محاولة المخابرات العراقية لتجنيد أسامة بن لادن . وفي يوم 6/2/1999 سربت الإدارة الأمريكية لوسائل الإعلام تقارير أخرى تتحدث عن عرض قدمه الرئيس صدام حسين لأسامة بن لادن يدعوهُ فيه للإقامة في الأراضي العراقية. بينما سربت الحكومة البريطانية يوم 21/3/1999 تقارير خاصة لوسائل الإعلام تتحدث عن قيام القيادة العراقية بتجنيد طيارين انتحاريين لمهاجمة المصالح الأمريكية .
وفي الوقت الذي كانت فيه وسائل الإعلام تتحدث عن مزاعم دعم القيادة العراقية لشبكات إرهابية عالمية ، كانت المخابرات الإسرائيلية تدبر لمحاولة اغتيال للرئيس صدام حسين بواسطة صواريخ موجهة خاصة بتنفيذ مثل هكذا مهام. إلا إن جهاز المخابرات العراقي كان بالمرصاد فأعلنت القيادة العراقية يوم 17/1/1999 عن إحباط محاولة المخابرات الإسرائيلية لاغتيال الرئيس صدام حسين .
وفي إعقاب فشل محاولة المخابرات الإسرائيلية لاغتيال الرئيس صدام حسين بواسطة صواريخ موجهة خاصة لتنفيذ مهام القصف الدقيق الجراحي وفي رد فعل ثأري على ما يبدو فقد أصدرت الإدارة الأمريكية يوم 26/1/1999 تعليماتها لقواتها الجوية بتدمير نُظم الدفاع الجوي العراقية بالكامل ، والتي تمكنت من تدمير 20% من نظم الدفاع الجوي العراقي على حد مزاعم الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" يوم 24/2/1999.
ثم أخذت الإحداث تأخذ منحا خطيرا و جديدا ، فبعد أن كانت الإدارة الأمريكية والحكومة البريطانية هي من تأخذ على عاتقها مواجهة نظام الرئيس صدام حسين ومواجهة ما يسمى بالتهديد العراقي على دول المنطقة ، فقد دخلت إسرائيل هذه المرة على الخط وبشكل علني ورسمي حيث أعلنت الحكومة الإسرائيلية يوم 5/2/1999 عن مساعيها لإقامة دولة كردية في العراق .
ثم تناقلت وسائل الإعلام يوم 26/2/1999عن وجود خطة أمريكية لإقامة نظام جديد في العراق ، وبعد أيام وبالتحديد في 8/3/1999 كشفت الإدارة الأمريكية عن تصعيد نشاطها السري في العراق لإحداث ثورة شعبية ضد نظام الرئيس صدام حسين . الأمر الذي فرض على ما تسمى بالمعارضة العراقية تشكيل هيئة رئاسية مؤقتة لها يوم 8/4/1999.
وفي الوقت الذي تصر فيه الإدارة الأمريكية على استمرار فرض الحصار الشامل على العراق وتعطيل أجزاء كبيرة من مذكرة التفاهم او برنامج النفط مقابل الغذاء بحجة الاستخدام المزدوج لبعض السلع والبضائع والمعدات والأدوات المدنية والضرورية لحياة الشعب العراقي اليومية تلك السياسة الخبيثة التي أدت إلى وفاة مليون ونصف مليون عراقي حسبما جاء في تصريح وزارة الصحة العراقية يوم 7/4/1999، تمنح هذه الإدارة يوم 24/5/1999 ، مبلغ 97 مليون دولار لما تسمى بالمعارضة العراقية في إطار ستراتيجية إسقاط نظام الرئيس صدام حسين .
وفي محاولة مكشوفة من قبل الإدارة الأمريكية لخداع القيادة العراقية وتشتيت أنظارها وإيهامها بعدم وجود ستراتيجية متكاملة متفق عليها بين الإدارة الأمريكية وتلك القوى المعارضة ، يعلن قائد القوات الأمريكية المركزية يوم 26/5/1999معارضته لتسليح ما تسمى بالمعارضة العراقية ، في حين إن اتخاذ مثل هكذا قرارات لا يدخل ضمن صلاحيات القادة العسكريين في الولايات المتحدة الأمريكية بل ضمن صلاحيات البيت الأبيض والرئيس الأمريكي تحديدا .
وفي إطار سياسة الحرب النفسية وتدعيم ما تسمى بقوى المعارضة العراقية وتهيئتها لاستلام زمام الأمور في العراق ، تتناقل بعض وسائل الإعلام يوم 6/6/1999 تسريبات من ما تسمى بالمعارضة العراقية عن تأسيس تنظيمين أو فصيلين جديدين لإسقاط نظام الرئيس صدام حسين . ثم تعلن ما تسمى بالمعارضة العراقية يوم 10/6/1999 عن انعقاد مؤتمرها الخاص في لندن من اجل تدارس سبل الإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين، ثم يلتقي المنسق الأمريكي لما يسمى بقوى المعارضة العراقية بقيادات تلك القوى في لندن يوم 13/8/1999. وتماشيا مع هذه السياسة الخبيثة تتناقل وسائل الإعلام يوم 14/9/1999 من مصادر خاصة "بالمعارضة العراقية" إنباء عن مساعي أمريكية لتنشيط قرار مجلس الأمن الدولي المرقم 688 والصادر في 5/4/1991 والمتعلق بوضع حقوق الإنسان في العراق ، في إشارة إلى إن "المعارضة العراقية" تلاقي دعما دوليا وليس أمريكيا فحسب.
وفي إطار الحرب الدبلوماسية على العراق والإصرار على عزل القيادة العراقية عن الأوساط العالمية وتهميش دورها وإحباط محاولاتها لرفع الحصار عن العراق ، تقوم إحدى المنظمات اليهودية في أوروبا يوم 1/9/1999 بتحرك نحو بابا الفاتيكان لإقناع بعدم الالتقاء بالرئيس صدام حسين في حال زيارة البابا للعراق . في حين تتحرك الحكومة البريطانية للضغط على البابا يوحنا بولس الثاني لمنع الأخير من زيارة العراق . ونجحت هذه المساعي فعلا في منع البابا من زيارة العراق حيث أعلن الفاتيكان تعليق زيارة البابا للعراق وذلك يوم 25/10/1999.
وإتباعا لسياسة الإصرار على استمرار فرض الحصار على العراق يجدد ريتشارد بتلر يوم 29/9/1999 اتهاماته للعراق بامتلاك أسلحة دمار شامل. بينما حملت الإدارة الأمريكية نظام الرئيس صدام حسين مسؤولية معاناة الشعب العراقي حسبما جاء في تقريرها الخاص للأمم المتحدة الصادر يوم 9/11/1999.
وفي إطار سياسة الحرب النفسية المعادية للعراق وإرباك القيادة والشعب العراقي ، تتناقل وسائل الإعلام يوم 4/9/2000 تسريبات من قبل المخابرات الأمريكية تزعم بوجود ترتيبات خاصة لتولي قصي صدام حسين مقاليد الحكم في العراق ، على اثر إصابة الرئيس صدام حسين بمرض سرطان الغدد الليمفاوية حيث ادعت تلك التقارير عن خضوع الرئيس صدام حسين للعلاج في إحدى المستشفيات العراقية .
وعلى جانب أخر من ستراتيجية الولايات المتحدة لإسقاط نظام الرئيس صدام حسين ومن اجل شيطنة القيادة العراقية في الأوساط الدولية وإحباط الجهود الرامية لإنهاء الحصار الدولي المفروض على العراق ، تتناقل صحف أمريكية يوم 25/1/2001 تقارير مسربة من السي أي إيه تزعم بإعادة تشغيل العراق لمصانع تنتج المواد الكيمياوية المحظورة . بينما تتحدث وسائل إعلام أخرى يوم 28/1/2001 وعن لسان ما اعتبرته منشقا عراقيا بان الرئيس صدام حسين، يملك قنبلتين نوويتين تتمتعان بالقدرات العملياتية الكاملة ، ويقوم حالياً بإنتاج قنابل أخرى. بينما صرح ريتشارد بتلر، كبير مفتشي الأسلحة السابق في العراق، بأن مجلس الأمن قد يلحق به ضرر بالغ إذا تبين أن الصين قدمت أليافا بصرية، لدعم أنظمة الدفاع الجوي في العراق .
وهنا نتسأل ما دخل اللجان الدولية الخاصة بتدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية بصفقة تجارية أبرمتها الحكومتين العراقية والصينية ، وان كانت تستخدم لتقوية وسائل الدفاع الجوي العراقي ..؟!
والان ، فهل وعت القيادة العراقية الستراتيجية الأمريكية ؟!!
إن عينة قليلة جدا مما شهدته الإحداث بين القيادة العراقية من جهة والإدارة الأمريكية والحكومة البريطانية ومجلس الأمن الدولي من جهة أخرى خلال الفترة الممتدة بين عام 1998 وعام 2001 ، أي ما قبل إحداث 11 / أيلول - سبتمبر/2001 ، تبين لنا وبما لا يقبل الشك أو التأويل إن خطة غزو العراق وإسقاط نظام الرئيس صدام حسين لم تكن خطة ارتجالية أو ردة فعل عاطفية أو شخصية أو ثأرية ، إنما هي ستراتيجية أمريكية متكاملة وشاملة ومدروسة بعناية فائقة وكل ما يشاع عكس ذلك ، فهو تكتيك أمريكي خاص لفبركة الإحداث والوقائع يراد به تبرير الإخفاقات التي منيت بها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ووزارة الدفاع البنتاغون ، نتيجة وعي وفهم وإدراك القيادة العراقية للسياسة الأمريكية بشكل عام ولإستراتيجية غزو العراق وإسقاط نظامه الوطني بشكل خاص . ذلك الوعي والإدراك الذي جعل القيادة العراقية تـُهيئ نفسها لحرب العصابات بل وتهيئ العراق أرضا وشعبا لواحدة من اكبر الملاحم القتالية في تاريخ البشرية .
ملاحظة :
سنتحدث إن شاء الله في الجزء الرابع عن الاستعدادات والتحضيرات التي اتخذتها القيادة العراقية لإفشال ستراتيجية الولايات المتحدة لغزو العراق وإسقاط نظامه الوطني
. منتدىملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهط
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
هل فشلت القيادة العراقية في تحرير العراق الجزء الاول " الجزء الثاني"الجزءالثالث"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هل فشلت القيادة العراقية في تحرير العراق تأملات - المبأدئ الثورية بين منافذ التجديد أوالضياع!!!!
» انتهاك الهوية الوطنية العراقية( الجزء الثاني )
» انتهاك الهوية الوطنية العراقية ( الجزء الاول )
» بيان حزب البعث العربي الاشتراكي - قيادة قطر العراق في الاول من حزيران 2012م بيان في الذكرى الاربعين لصدور قرار تأميم نفط العراق الخالد التأميم بداية الدفاع الصحيحة عن العراق ومساره الجهادي الظافر
» مؤيد عبد القادر رئيس تحرير جريدة الصوت العراقية المعارضة للاحتلال وحكوماته (الدمية) يتساءل؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
هديل صدام حسين(1) :: شؤون دولية-
انتقل الى: