هديل صدام حسين(1)
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

هديل صدام حسين(1)

منتدى فكري - ثقافي - سياسي
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 السباق الى بغداد ترجمة من كتاب التاريخ السري لحرب العراق

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بشير الغزاوي




عدد المساهمات : 547
تاريخ التسجيل : 08/07/2011

السباق الى بغداد ترجمة من كتاب التاريخ السري لحرب العراق   Empty
مُساهمةموضوع: السباق الى بغداد ترجمة من كتاب التاريخ السري لحرب العراق    السباق الى بغداد ترجمة من كتاب التاريخ السري لحرب العراق   Icon_minitimeالخميس ديسمبر 22, 2011 3:04 am


السباق الى بغداد ترجمة من كتاب التاريخ السري لحرب العراق   Hh7.net_13038940551
السباق الى بغداد ترجمة من كتاب التاريخ السري لحرب العراق   927403809
السباق الى بغداد ترجمة من كتاب التاريخ السري لحرب العراق
ترجمة الفصل العشر
من كتاب التأريخ السري لحرب العراق

وبدأت الحرب الحقيقة
منتدى ملاك صدام حسين فكري - ثقافي - سياسي
22/12/ 2011
ترجمة سليم الإمامي
’’ لم يكن العراق أبداً وطناً/دولة بالمعني الحقيقي؛ وليس بوسع الأحتلال الأميركي لبغداد ؛ولا للأعلان السياسي للأدارة [ الأميركية ]تغيير هذه الحقيقة .ظلً العراق ومنذ أوائل ظهوره عبارة عن خليط أو لصيق من أقوام وعناصر وقوميات؛جمعت مع بعضها البعض في أوائل عشرينيات 1920s؛القرن الماضي لتعزيز وتطوير مصالح بريطانيا الأستعمارية والأستراتيجية والأقتصادية . وقد أكد وينستون جيرجيل [ الحفيد ]هذه الحقيقة عشية حرب /أحتلال العراق قائلاً ’ كان جدي جيرجيل هو من أبتدع العراق ؛وأرسى قواعد معظم أجزاء مايعرف اليوم بالشرق الأوسط .وفي عام 1921؛وكوزير للمستعمرات كان جيرجل السبب في أقامة [ أمارة/مملكة ] شرق الأردن والعراق وكذلك بتنصيب أميرين هاشميين لعرشيهما ؛هما عبدالله وفيصل في عمان وبغداد على التوالي ‘.والأن فالهجوم على العراق والأطاحة بنظام البعث وصدام حسين في العراق قد ألغى في الواقع أو دمرالألية الوحيدة التي ضمنت تماسك تلك المكونات المتصارعة وبقاءها معاً [فيما يعرف بالعراق حتى الأن] [7].
ومع حلول الربيع(!؟؟)؛ لم تعد تلك المكونات المختلفة وقادتها المحليين والتقليديين يخشون نظام صدام حسين القمعي ؛فأعادت تأكيد هوياتها الأثنية بل و[مباشرة]الأنتقام .ونتيجة لكل ذلك فقد بدت جهود القوات الأميركية والبريطانية التي غزت العراق لأسقاط النظام واقامة وحماية نظام ديمقراطي تعددي في عراق موحد ؛بدت عدائية وضارة كنظام صدام نفسه . لكن وفي الوقت نفسه ولأدراك تلك المجموعات الأثنية الكامل لقوة وسلطان القوات الأميركية والبريطانية لجأت الى الخداع والتعاون الزائف؛والغدر؛والطعن من وراء الظهر؛والأرهاب [المقاومة المسلحة] ؛ والخيانة في أروع ماعرف من أشكالها وفق تقاليد عرب الشرق الأوسط .ظلت واشنطن طوال ذلك غافلة تماماً عن تلك المفاهيم السائدة .
*** *** **
رغم تسلم الكرد للمساعدات الأقتصادية والدعم السياسي الأميركي والغربي لأكثر من عقد من السنين؛ واصلوا تقديم مصالحهم الخاصة على مصالح حماتهم .ومع ذلك فشلت الولايات المتحدة في تفهم ذلك وآخذه بنظر الأعتبار عند رسم سياساتها؛بل واصلت وضع وتنفيذ عمليات خاصة وسرية لمساعدة الكرد .وسيكون لمثل هذا الأنفصام واللا ترابط نتائجاً كارثية ؛كالتي تعلمتها القوات الخاصة البريطانية SAS؛بنفسها .
ففي 26آذار/مارت؛أنزلت طائرة C-130؛(هيركيلوس) من القوة الجوية الأميركية وبالمظلات قوة من 16جندي قوات خاصة بريطانية SAS؛-مع 4؛ عجلات لاند روفر ثقيلة التسليح (pinkies)؛ شمال العراق .أديرت العملية بكاملها ونفذت بتوصية من قبل الولايات المتحدة وأعتماداً على أستخباراتها .كان هدف المجموعة سبر غور دفاعات الحرس الجمهوري في صحراء شمال غرب الموصل .ووفقاً لمعلومات الأرتباط الأميركي فقد كانت القوة ستلقى بالمظلات في منطقة صحراوية ؛تقع على مسافة (100)ميلاً جنوب غرب الموصل ؛وهي منطقة تحت سيطرة كرد من أصدقاء CIA؛ويتلقون دعمها المالي.وخلال الأستعداد للعملية أكدت قيادة القوات الخاصة U.S ؛ بأن الأستخبارات الواردة من صور الستلايت وطائرات دون طيار ( Predators)؛وكذلك من مصادر بشرية على الأرض تشير الى خلو منطقة الأنزال من أية قوات عراقية .’’ نحن نكره الأعتماد على الأستخبارات الأميركية وحدها‘‘ كما قال أحدهم من داخل قوات SAS؛ فيما بعد .
تقع منطقة الأنزال المظلي على الحدود بين قبائل كردية وأخرى سنية (؟؟؟) ؛وفي الوقت الذي وصلت فيه المجموعة المنطقة كانت هناك قوة عراقية كبيرة بأنتظارهم .نظمت قوة الـ SAS؛نفسها دون تدخل !؟؛وبدأت السير نحو الموصل ؛ولكنها سقطت داخل كمين أعدته قوة عراقية كانت بأنتظارهم .فقد أنذر الكرد العراقيين وأفشوا سر العملية في مقابل مساعدة العراقيين لهم بالدفاع ضد القطعات التركية المتقدمة داخل العراق وبأتجاه قضاء سنجار-وهي مشكلة تتصاعد باستمرار؛ والكرد مقتنعون تماماً بأنها تحضى بموافقة ودعم حليفتي تركيا في الناتو ؛أي الولايات والمملكة المتحدتين .
ووسط هذه الأشتباكات المتواصلة ؛نجحت ثلاث عربات لاند روفر بالتجمع وقطع الأشتباك ’التماس ‘مع مطارديهم العراقيين ؛ثم أنسحبت الى منطقة أمينة ؛ ليتم أخلائهم منها بواسطة سمتيات القوة الجوية الملكية ’ جنووك Chinook;‘ .أما عجلة لاند روفرالرابعة والتي أنفصلت عن مجموعة SAS ؛ فقدطوقت من قبل أكثر من (50) جندياً عراقياً. وبعد قتال كثيف ؛أضطر رجال SAS ؛ الى ترك عجلتهم لعجزهم عن مواصلة القتال والتمسك بها معاً.ثم عرضت عجلة اللاندوفر هذه فيما بعد من على شاشة الجزيرة وجنود عراقيون يرقصون حولها ؛ مطلقين نيران بنادق الكلاشينكوف في الهواء .
بات الكوماندوز الأربعة معزولون عن عجلاتهم من جهة وعن باقي عناصر SAS ؛من جهة أخرى؛ثم وفي محاولتهم التملص من القوات العراقية؛ أنفصلوا عن بعضهم البعض .ظل أثنان منهم يجرون في الصحراء –وهم مسلحون ببندقتي أم-16؛ومسدسين وسكاكين- طوال اثنتين وسبعين ساعة وهم ’يراوغون النيران العراقية‘ ؛في مطاردة ساخنة. وخاضوا سلسلة قتالات ليلية عديدة للتملص وقط التماس والنجاة من مطارديهم ؛فقطعوا 60 ميلاً خلال 72ساعة مكتفين من الطعام على ماتبقى لديهم من أرزاق الطوارئ والقليل من الماء.وبعد أن نجحوا بتظليل مطارديهم العراقيين فتحوا جهاز لاسلكي الطوارئ لطلب أخلائهم حيث تم في النهاية التقاطهم من قبل سمتية القوة الجوية الملكية ’ جنووك Chinook;‘ .
لم يسعد الحظ جنديً SAS؛الأخرينّ .فرغم نجاحهما بقط التماس مع مطارديهم ؛وجدا نفسيهما معزولان عن أية نقاط دلالة محتملة لتحديد مكانيهما .فقرراالسير نحو الحدود السورية-متذكرين بأن السوريين سبق وأن ساعدوا عناصر من SAS ؛ عام 1991.لكن كان أستقبالهم مختلفاً هذه المرة؛فقد أعتقلتهما الأستخبارات السورية وأخضعتهما لتحقيق وحشي في محاولة للحصول على أية معلومات قد يستفيد منها العراقيون .وتطلب الأمر ’زيارة مفاجئة ’لـ (مايك أو؛براين )الوزير في الخارجية البريطانية لدمشق في نيسان ؛والتقاءه بشار الأسد؛ومن ثم أنتقد علانية التحذير الشديد الذي وجهه كولن باول الى دمشق أجل من أطلاق سراح الجنديين البريطانيين من السجون السورية . وعن هذه العملية بمجملها قال مصدر أخر من داخل SAS؛ ’’هذا ماستحصل عليه من ورطة[ لواص وكلان خــ Cockup] حين تعتمد في أعمالك على الأستخبارات الأميركية ‘‘ .
كانت هذه القضية ؛تجربة قاسية ؛ولكنها في الحقيقة لا سابقة لها؛وتعكس المشاكل المستعصية والمتأصلة في الأستخبارات الأميركية وفي صانعي القرار الأميركيين مع جميع شرائح ومكونات الشعب العراقي .فكقاعدة ؛كان ضباط أسخبارت U.S؛يثقون بمصادرهم .وأكثر من ذلك ؛لايمتلك ضباط أستخبارت U.S؛تفهماً قوياً أو واضحاً للحقائق والتفاعلا ت المحلية ؛ويعجزون ولحد كبير عن أصدار أحكام دقيقة ومنطقية في تقويم الحقائق النسبية لما يتلقونه من معلومات .
وفي هذه الحالة ؛وأخذين بنظر الأعتبار العداء المرير بين الكرد والتركمان ؛وأخذين في الحسبان أيضاً التدفق المتكرر لعناصر من القوات الخاصة ؛والأستخبارت العسكرية التركيتين في قضاء سنجار [العراقي] فمن المنطقي جداً أن يهتم الكرد بقوة وأكثر من أي شيئ أخر بالتصدي للمناورات التركية.ولذلك يحتاج الكرد الى من يحمي ظهورهم ؛ولتحقيق ذلك عليهم التوصل لصفقة مع القبائل السنية !!؛ومع الحرس الجمهوري .وبطبيعة الحال؛أعلن الكرد ألتزامهم بدعم الأجراءات الأميريكية طمعاً بالحصول على المال؛والأسلحة ؛ ولشن بعض الغارات أحياناً لقصف أعداءهم بطائرات U.S؛ !؟؛ألا أن دوائر الأستخبارات الأميركية والتي لم تستطع تفهم أولويات الكرد الحقيقية ؛أعتادت على تقبل معلوماتهم ووعودهم بالمساعدة دونما تحفظ . لم يسأل أحد: لماذا نتوقع موافقة الكرد على التعاون مع U.S؛أوبريطانيا حين يضعف هذا التعاون قدرتهم على مقاتلة الترك .
لم تبدأ هذه المشكلة المستأصلة في أواخر آذار/مارت .إذ ومع تسارع الأنزلاق نحو الحرب ؛ بات من الواضح التزام U.S؛ بأقامة حكومة مركزية قوية في بغداد ؛وكذلك أهتمامها بعقد صفقة مع أنقرة ؛الأمر الذي أكد للكرد بأنهم تجوهلوا وغدروا .كانت القيادات الكردية مهتمة وعلى الدوام أما بتحقيق الأستقلال التام ؛والذي سيعني تمزيق العراق؛أو القبول بحكم ذاتي دائم ؛والذي يستلزم تحقيقه وجود حكومة ضعيفة في بغداد .لكن ولسوء الحظ لا تتناسب وصفتي المطالب الكردية والدولة [الموحدة]التي تنوي U.S؛ بناءها والدفاع عنها في العراق!!!؟؛وكانت النتيجة هي شعور الكرد بأنهم طعنوا من الخلف على يد حليفهم القوي والمتفهم .وكما كان عليه الأمر في تأريخ الكرد دائماً ؛بدأ الكرد وعلى الفور العمل على تأكيد حقهم بالبقاء ولوعلى حساب ومصالح حلفاءهم ومسانديهم .وبنظر جميع الكرد ؛تعد مقاتلة تركيا والحفاظ على الحد الأدنى من الحكم الذاتي الأمران الأكثر أهمية لهم من تدمير النظام القائم في الجنوب [بغداد] .
هناك بعد جوانب واقعية؛ في خطط U.S؛ لعراق مابعد الحرب أغضبت هي الأخرى الكرد . فخلال تسعينيات القرن الماضي ؛أستبدل الكرد الفقر وما يشبه الجوع ؛في مقابل الغنى و الرفاهية على جناح ’أقتصاد ‘؛يستند على أستغلال قرارات الحصار– بتهريب النفط العراقي الى تركيا وبالمقابل بتهريب البضائع والمعدات الممنوع دخولها العراق .وعلى أفتراض قدرات عراق مابعد الحرب على تصدير نفطه وأستيراد كلما يحتاجه بحرية وشرعية – وعلى الأكثر عن طريق الأردن والخليج العربي – فسيفقد الكرد المصدر الوحيد لتوفير وزيادة مواردهم. لم تعرض لا الولايات المتحدة ولا أية ’مجموعة معارضة ‘عليهم مصدراً بديلاً لتمويل مواردهم .و هكذا؛ورغم كل هذا البلاغات النثرية فأنتصار U.S؛ في الحرب يعني وعلى أقل تقدير خسارة الكرد للحكم الذاتي ولأقتصادهم المتنامي بأضطراد و[الخضوع] لحكومة سنية قوية في بغداد .و بالأضافة الى ذلك فقد عقدت صفقة بين U.S؛وتركيا ؛تضمن تأييد أنقرة لحكومة سيقيمها الأميركان وبما يلقي ظلالاً سوداء على كردستان [8].
في عشية الحرب أكد مسؤولون [أميركان] للقيادة الكردية ؛بأنهم أكملواخططهم لفتح جبهة شمالية ضد العراق رغم عدم حصولهم على منطقة تحشد قوية في تركيا. ظل الكرد متشككين
نوعاً ما؛لأن الخطط الأصلية تضمنت دخول( 60)ألف جندي أميركي للعمل في شمال العراق
بالأضافة الى قوتين أخريتين في تركيا والأردن .وأكثر من ذلك ؛فقد حثت U.S؛ الكرد على تحشيد المزيد من قواتهم لمقاتلة صدام ؛وأغدقت أموالاً كثيرة على طول وعرض كردستان لتسهيل تنفيذ تلك الخطط. أعلن الكرد أستعدادهم لحشد (70) ألف مقاتل؛ولوفي عدة’’جيوش‘‘؛ تخضع لعدة أحزاب سياسية متخاصمة فيما بينها .لم يأبه الكرد لقوات صدام؛’ لأن الحرب ستكون قصيرة سبياً .ولأن الجيش العراقي ومعظم الحرس الجمهوري سوف لن يقاتلا ‘‘؛كما تنبأ الزعيم الكردي[ورئيس وزراء أقليم كردستان الحالي] برهم صالح .
والأمر الذي يدركه الكرد أكثر بعد ؛هي الأتفاقية بين U.S؛ وتركيا حول’’قواعد الأشتباك [9] في شمال العراق ‘‘؛ بما فيه ’’منطقة عمليات القوات التركية ‘‘من قبل القوات التركية.ووفقاً لهذه الأتفاقية تعهدت تركيا بابقاء قواتها الموجودة شمال العراق على مسافة (20 )كيلومتراً من حدودها مع العراق. كانت هناك قوة تركية من اكثر (20)ألف جندي تعمل على طول ’منطقة أمينة ‘بعرض (40 )كم؛داخل العراق؛وما من دلائل تشير الى أنها ستنسحب .كذلك أعلمت أنقرة؛ الولايات المتحدة ؛ أن لدى تركيا خططاً لأرسال ماقد يصل لـ (80)ألفاً الى شمال العراق !!؟؛وأن أكثر من (50 )ألف جندي تركي منفتحين على طول الحدود التركية –العراقية ؛وجاهزين لتعزيز الـ( 20)ألف جندي[آنفي الذكر] الذين يتولون مهام حماية’ المنطقة الأمينة [10]‘ ؛. الملفت للنظر والمثير هو ؛ أن الأتفاقية (الأميركية- التركية ) فشلت في تحديد طبيعة وهوية شمال عراق مابعد الحرب ؛ مع أن أنقرة كررت أعتبارها أن ظهور كيان كردي أمرغير مقبول ؛وقد يواجه بأمكانية التعبئة والأستعداد لحرب .
حذر قادة أكراد ؛وفي الوقت نفسه U.S؛بأن تواجد قوات تركية في شمال العراق جعل من المتعذر على الكرد دعم المجهود الحربي الأميركي .وأبلغوا مسؤولين أميركان بأن ’’القوات [الكردية]قد نشرت على طول الحدود التركية للتصدي لأية قوات تركية غازية ‘‘؛لأن تركيا؛ لا عراق صدام هي الخطر الأكبر الذي يواجههم .وحذر القادة الكرد كذلك من أن ’’التدخل التركي في شمال العراق سيقود الى تدخلين أيراني وسوري أيضاًً ‘‘ .
في البداية ؛بدى كل شيئ رائعاً وكما خطط له .ففي 21آذار؛ تولت مفارز كردية بقيادة قوات خاصة أميركية أحتلال حقول النفط الرئيسية في كركوك دون ألحاق أية أضرار بالبنى التحتية فيها.وكان ذلك أنجازاً رائعاً تماماً حآخذين بنظر الأعتبارأنتشار (أنفتاح) مغاوير مجاهدي خلق
(قوة معارضة أيرانية؛تحت سيطرة المخابرات العراقية )وقد تسلم كومانوز (مغاوير) مجاهدي
خلق MUK [11]؛هذه أمراً بتدمير حقول النفط فور أندلاع القتال .ورغم التوجيهات المعطاة لهم فلم يبدي مغاوير مجاهدي خلق والقطعات العسكرية العراقية القريبة أية مقاومةعند وصول المجموعات الأميركية والكردية حقول النفط .فمن المؤكد أن المدافعين العراقيين قد أدركوا أن النظام قد أنهار؛وألا جدوى بعد من المقاومة ؛وأختاروا السلامة والنجاة بأرواحهم؛وقررت قيادة مغوير مجاهدي خلق تجاهل الأوامر في محاولة منهم للتوصل الى صفقة مع U.S؛بهدف تمكين
MUK؛من مواصلة القتال ضد نظام الملالي في طهران .
ومع ذلك ؛لم يستمر التعاون الكردي طويلاً .ومتذكرين الحاجة لحماية خطوط مواصلاتهم ؛ و متشجعين بوجود مجموعات من القوات الخاصة الأميركية معهم ؛بدأ الكرد بنشر قواتهم في ’’المنطقة الأمينة ‘‘التركية ؛وأقامة حواجز طريق وأنشاء مواضع قتال. أستغلت أنقرة هذه التطورات؛ التي أنتظرتها طويلاً لزيادة فعالياتها و تواجدها داخل العراق . دخلت وبعد منتصف الليل تماماً عدة قطعات تركية جديدة؟ [12]؛الى شمال العراق من منطقة (حيكاري) وأنضمت في صباح (22-آذار/ مارت ) للقوات التركية التي سبقتها والتي يزيد تعدادها عن( 20 )ألف جنديا والمنفتحة في [المنطقة الآمنة التركية] داخل العراق وعلى طول الشريط الحدودي .
تصر أنقرة وبوضوح على الحفاظ على سيطرتها الكاملة على شمال العراق رغم وبغض النظر عن الصفقة التي عقدتها U.S؛ مع الكرد؛ووفقاً لمصادر في أنقرة ’’ ففي الأيام التالية ؛سيصل تعداد القوات التركية في شمال العراق مابين( 50 الى 65 )ألف جندياً ‘‘.وهدف ذلك هو لمجابهة الخطر الكردي؛ ولتعزيز السيطرة التركية على مناطق يدعيها التركمان في العراق . وبعد ساعات من الأوامر التركية بأرسال المزيد من القطعات عبر الحدود ؛حرك الجيش الثاني التركي (25-30) ألف جندي داخل العراق ؛مع تهيئة (130)ألف جندي أخرعلى أستعداد للألتحاق بهم .
أستغلت القيادة الكردية التدخل التركي ؛فلم تشن أية عملية عسكرية كبيرة ضد القوات العراقية .وفشلت محاولات القوات الخاصة الأميركية المتكررة بأقناع الكرد على مهاجمة كركوك .ووفقاً لما أورده تقرير الأستخبارات الروسية GRU؛ليوم 25آذار؛ فأن’’ الأميركان أعتمدوا كثيراًعلى دعم الكرد؛ولكن الأخيرين رفضوا لعب أي دور مباشر لهم في الهجوم وطلبوا ضمانة من قيادة U.S؛بمنع الغزو التركي .وتجنب الترك بدورهم أعطاء أية وعود ‘‘ .[من هاجم كركوك أذن!؟] .
أقترح عميد المارين عثمان ؛قائد القوات الأميركية في شمال العراق؛تسريع نشر الوحدات الأميركية بعد يأسه من تحريك الكرد .وفي اليوم التالي ؛أنزلت U.S؛ألف جندي من لواء 173 المحمول جواً [من فرقة 101صولة جوية ] وعن طريق تركيا ؛في مطار حرير و قاعدتها الجوية الصغيرة شمال أربيل والمستخدم من قبل الكرد وقوات خاصة أميركية .أنتشر جنود ( ل173) لتعزيز القوات الخاصة ؛وكذلك لتقليل وضبط الأشتباكات بين قوات القبائل الكردية والتركمانية والعربية .وبغض النظر عن اعلان الأميركان عن فتح جبهة شمالية ؛لم يكن لما نشر من قوات أميركية سوى تأثير قليل على القتال ضد العراقيين .
وفي أواخر آذار ؛وحالما أتضح عدم قدرة U.S؛ على نشر قوات متفوقة في المنطقة ؛أصبح شمال العراق ساحة عمل مفتوحة أمام دوائر الأستخبارات من العراق ؛سوريا ؛أيران؛ولعبت تركيا دوراً نشطاً في أرباك الكرد وبناء وتعزيز نفوذهم هم .وأدراكاً من القادة الكرد لطبيعة التحولات ولما يجري؛أثرواعدم المشاركة في الحرب ضد العراق !!؟؛وعدم الوثوق بـ U.S. أمتلأت الساحة بالكثير من الشائعات عن تأمر تركي– أميركي ضد الكرد وجاء في تقرير GRU؛ ليوم 27آذار’’يوم أمس .......قدمت بعض المصادر معلومات عن أتفاقية سرية تم بين U.S؛ والحكومة التركية .نصت الأتفاقية على ؛أن U.S؛ومن وراء ظهور الكرد قد ودت تركيا بعدم المساعدة في تشكيل الكرد أي نوع من الدولة أو الحكومة في هذه المنطقة .كما وعدت U.S؛ كذلك بعدم منع تركيا من أرسال قطعاتها (الى المنطقة) وبعد أحتلال (قوات التحالف )لشمال العراق مباشرة‘‘. أبلغ مبعوثون أيرانيون الكرد بأن واشنطن وأنقرة تأمرتا على نشر القوات الكردية في وسط العراق لتتمكن القوات التركية من دخول كردستان العراق وتدمير جميع القوات الكردية. بلغ تعداد القوات التركية داخل العراق آنذاك (40 )ألف جندياً؛كما وضعت جميع القوات التركية وعلى طرفي الحدود بدرجة أنذار قصوى؛وأمرت بالتهيوء لخوض عمليات قتالية بأنذار(4 )ساعات فقط .
أخذين بنظر الأعتبار ’أسرار الدولة المؤلمة state of affairs‘هذه في كردستان العراق ؛ فقد حولت U.S؛أنتباهها لمواجهة الأرهاب الأسلامي لمنظمة ’ أنصار الأسلام‘؛المتواجدة قرب الحدود الأيرانية [في محافظة السليمانية ].وفي 2/نيسان ؛وبعد حملة أستغرقت 36ساعة ؛دمرت قوة مؤلفة من حوالي الـ100من القوات الخاصة U.S؛وعدة مئات من بيش ميركة الأتحاد الوطني الكردستاني PUK؛ المقرات الرئيسية لمجموعة أنصار الأسلام ؛التي تولى حوالي( 500 )أرهابي منهم - معظمهم من المسلمين الكرد ؛ومعهم بضعة عشرات من متطوعي العرب الأفغان - يدافعون عنها .شنت U.S؛ضربات جوية كثيفة؛ وصواريخ كروز وهجمات بالمشاة نفذتها عناصر من ( ل173) صولة جوية قبيل أندحار أنصار الأسلام . بلغ مجموع قتلى الأرهابيين حوال 300 وفرً الباقون عبر الحدود الأيرانية.وعبر ضابط أميركي عن ذلك قائلاً ’’ في يوم ونصف ؛تم القضاء على منظمة أرهابية أرهبت المنطقة ‘‘ .وأملاً باستثمار هذا الزخم التعرضي أستهدفت قاصفات B-52s؛أهدافاً عسكرية عراقية قرب كركوك؛وعلى الأخص لواء من فرقة نبوخذنصر .و مع ذلك رفضت قوات PUK؛المشاركة في المعركة الرئيسية .
في الوقت نفسه فجرت مفرزة من القوات الخاصة U.S؛ خط أنابيب نفط عراقي ينقل 200ألف برميل يومياً الى سوريا ؛عند أحدى محطات القطار الموصل بين البلدين .نفذت العملية من قبل قوة خاصة أميركية جاءت من الأردن؛وليس من القطعات العاملة مع الكرد.وبعد ورطة الـ SAS؛ [ أعلاه ص-4]؛ومتذكرين موقف الكرد الأجمالي و/أو الرافض للتعاون ؛لم يكن أمام U.S؛ أية فرص أخرى .
وفي أبريل لم يعد القادة الأميركان في شمال العراق يطيقون ’حلفاءهم‘الكرد . فالكرد يرفضون التصدي أو الأشتباك مع مقاومات[دفاعات ] عراقية ثقيلة ؛وبدلاً عن ذلك يطلبون من الأميركان فتح الطريق أمامهم بالأسناد الجوي ؛والذي غالباً ما يوجهه الكرد ؛لا كما أدعوا أو طلبوا؛أي ضد القطعات العراقية ؛بل ضد خصومهم وأعداءهم .أشترط القادة الكرد لتعاونهم تحقيق بعض المغانم والمزيد من السلطات بعد الحرب ؛ ووفقاً لما جاء في تقرير الأستخبارات الروسية GRU؛ ليوم 4/نيسان ؛فقد شكى عميد المارين عثمان وخلال مكالمة تلفونية مع مسؤولين في البنتاغون أنه ’’ و لأقناعهم (أي الكرد ) بالتقدم الى الأمام علينا ؛وبالمعنى الحرفي أن تلقي أمامهم رزمة [شدًة]من الدولارات! ‘‘ .ورغم الجهود الجبارة للقوات الخاصة الأميركية بتشجيع الكرد وأثارة حميتهم؛فلم تفتح الجبهة الشمالية في حرب العراق [13].
صعد جارا العراق الفضوليان ( Meddlesome؛ومحبا التدخل فيما يعنيهم أو لايعنيهم )-سوريا وأيران - من تدابيرهما وأستعداتهما لزعزعة أستقرار العراق وجعله عصي على الضبط والحكم . كان البلدان قد حسما أمريهما وقررا أستخدام قوات أصدقاءهما لطرد الأميركان من بغداد ؛ مستخدمين نفس الأستراتيجية التي أستخدماها قبل 20عاماًحين تأمرا لأخراج [مارينز]الأميركان من بيروت.تدرك دمشق وطهران أن العالم الأسلامي في هياج وأستثارة متزايدين وبات مهيئاً
بقوة وفاعلية لمجابهة U.S؛وهما تطمحان لأستغلال هذا الغضب والكره بأ فضل وجه .وشهد 5آذار/مارت تطوراً مثيراًفي التحدي الأسلامي لآل سعود؛وللحرب على العراق ؛ويوم أن أفتى ( ruled) ؛الشيخ سلمان بن فهد العودة Al-Awdah؛ بـ ’’ تحريم مقاتلة العراقيين؛وتدمير بلدهم؛أو تدمير أية منشئات عسكرية أو مدنية عراقية وتحت أية ذريعة أو تبرير‘‘ .كان) الشيخ العودة)
من المقربين الى أسامة بن لادن؛ولربما أتخذت فتواه وسيلة كافية لتفجير عصيان ضد آل سعود في حالة أتضح للعلن موافقة الرياض الضمنية بأستخدام المنشئات السعودية خلال الحرب .
ولمضاعفة تأثير فتوى الشيخ العودة أصدرت جامعة الأزهر الشريف في 10آذار/مارت؛ أمراً صادراً من المجلس الأعلى للأزهر الشريف اًلى جميع المسلمين بشن الجهاد ضد U.S؛ وضد قوات جميع حليفاتهاالمشاركة في الحرب .’’ الجهاد ضد القوات الصليبية فرض على جميع المسلمين؛و حال بدء تلك القوات حربها العدوانية‘‘ .
صيغت أستراتيجية أيران وسوريا وتم الألتزام بها خلال قمتيهما التي أنعقدت في 16آذار2003؛
في طهران .وعقد الرئيس السوري بشار الأسد وبمعيته عبد الحليم خدام وفاروق الشرع أجتماعاً مطولاً مع أية الله علي خامنئي؛وحضر الأجتماع كذلك الرئيس الأيراني محمد خاتمي . أوردت مصادر دبلوماسية أيرانية رفيعة ؛النقاط الرئيسية التي تضمنها لقاء خلمنئي والأسد .و أوضح خامنئي بأن ’’تحولات الموقف (الوضع) الجيوبوليتكي في المنطقة هي أكبر من قدرات وموارد U.S‘‘ ؛ولاحظ كذلك أنه وبينما تتوقع U.S؛ أحتلال العراق فـ ’’المقاومةالتي ستبديها مختلف الأمم ستشكل في النهاية ضربة قاصمة للأميركان؛وستؤدي الى تفكك تلك الدولة وعدم بقاءها قوة عظمى ‘‘ . لقد نظر خامنئي الى الحرب من منظر دينامكية المنطقة الأشمل والذي ’’ تعدٌ فيه المقاومتين الفلسطينية واللبنانية ؛ القوة الحقيقية والتي تشكل حاجزاً مهماً بوجه تحقيق أهداف U.S؛ .كما أكد خامنئي’’ على جميع الدول الأسلامية مساندة و دعم الشعب الفلسطيني ‘‘ .
وحول ذلك أوضح الأسد بأن ’’ مسؤولين أميركان قالوا وببساطة بأن غاياتهم على المدى البعيد هي معارضة نيل مختلف الشعوب والأمم أستقلالها ‘‘؛وحذرمن أن ’’ أميركا تسعى لفرض حاكم عسكري على الشعب العراقي .رغم أن الجماهير العراقية تعارض وترفض الأحتلال . وفي النهاية سيمزق صمودهم ورفضهم هذين أميركا ويدحرها ‘‘ .
لاحظ الأسد كذلك بأن ’’ أما الأهداف الأخرى التي تسعى U.S؛ من خلال نقل قواتها الى المنطقة فهي تعزيز قوة النظام الصهيوني ودحر الأنتفاضة ‘‘ .وتنبأ بأن التأثير المتزايد للأرهاب ولحروب التحرير الشعبية الأقليمية ستكون مدمرة للولايات المتحدة ؛مستنتجاً في النهاية أن ’’ المقاومتين الفلسطينية واللبنانية؛ وكذلك مقاومات الشعوب والدول الأخرى في المنطقة؛ستخلق فيتنام أخرىلـ U.S ‘‘ .
قال خبير من مستشاري خامنئي قبيل تلك القمة بأنه –أي- خامنئي ’’ أكدً أن كل شعوب المنطقة ستقاوم أميركا؛مضيفاً بأن الحقد ضد أميركا يتصاعد‘‘ .وقال النائب الأيراني مجيد أنصاري ؛الذي أوجز عن مؤتمر القمة ذاك ؛أكثر صراحة ووضوح حتى بخصوص موقف وتوجهات طهران ؛فقال ’’حتى لو نجحوا (أي الأميركان )في أحتلال العراق فعلى ضوء يقظة وتنبه دول المنطقة؛والأستجابة القوية لدول العالم؛فسيواجهون العديد من المشاكل‘‘ .ومضيفاً ’’ نحن (القيادة الأيرانية )نأمل بأن الأميركان سيتورطون في المستنقع العراقي ويفشلوا بتحقيق سياساتهم العدوانية والتوسعية. ومع ذلك ؛وكما أوضح القادة المحترمون مراراً؛ فحتى لو أنتصرت أميركا في العراق ونجحت على المدى القصير بإقامة حكومة عميلة؛فسوف لن يعني هذا أنتصاراً نهائياً ولا دائماً لحل مشكلاتهم .وعلى العكس فإنتصار كهذ اليس أكثر من بداية لسيل من المشكلات الخطيرة للأستعماريين ومتعطشي وصانعي الحرب الأميركان .
كان الأتجاه العام في دمشق عدائياً كذلك .ففي 17آذار جاء في مقال أفتتاحي في صحيفة البعث الرسمية أن زيارة الأسد ’’ أرست خطوة مهمة في الجهود السورية السياسية والدبلوماسية المركزة في الوطن العربي وعلى المستوى الدولي ‘‘ .وألقت هذه الأفتتاحية الضوء على الجانب الفلسطيني للأزمة ’’تهدف الجهود السورية كذلك للتحذير ضد المجازر ؛والأعتداءات الغاشمة والتطهير العرقي الشامل ضد الشعب الفلسطيني والتي تشنها أسرائيل ضده بينما ينشغل العالم بما فيه العرب بالحرب المتوقعة ضد العراق ....وعلى هذا الأساس ؛تبذل سوريا وأيران جهوداً مشتركة لا تتوقف فقط في المساعدة وتقوية وتوضيح ودعم وأرساء الموقف العربي –الأقليمي –الأسلامي المتواصل في أيقاف ومعارضة الحرب ؛ولكن يتعدى الى أتخاذ جميع الخطوات والأجراءات الضرورية لمنع الحرب وتجريدها من أي غطاء شرعي ‘‘ .و تؤكد دمشق على المساعي الخفية لأطالة وتوسيع الحرب أقليمياً وعلى المدى الطويل في العراق .
’’ فسوف لن تقتصر الكارثة على العراق الشقيق فقط بل ستقود الى سلسة كوارث بلا رحمة تعم جميع بلدان المنطقة وبغض النظر عن موقع ودور وعلاقات تلك الدول ودون أستثناء‘‘ .
أخيراً ؛وفي 18آذار ؛حدد مقال أفتتاحي في صحيفة طهران تايمز؛وجهة نظر خامنئي للأزمة- والناجمة ؛برأيه من التعاون الطويل الأمد بين بعض الدول العربية و U.S؛ وليست كنتيجة للحرب المقبلة على العراق فقط .’’نحن على ما نحن عليه اليوم لأن معظم الدول وعدد من القادة سمحوا لبوش والمتأمرين معه ومنذ أمد طويل؛بمواصلة العمل بمشروعهم في’’ أمركة العالم Pax American)؛ هذا الكابوس العالمي الذي بدأ مع السيطرة التامة على نفط الشرق الأوسط ؛و الأمان الكامل للقيادة الأسرائيلية البربرية ؛وخططهم المفضوحة التي أعدوها قبل قرن كامل من الزمن للسيطرة على ’’جميع الأرض مابين النيل والفرات‘‘.
من الناحية العملية ؛أستنتجت دمشق وطهران أنهما لاتمتلكان القوة الكافية لمنع الهجوم أو الأحتلال المحتوم . لذلك بات هدفهمها الرئيسي العمل بعد الحرب فوراً لمنع U.S؛ من أكمال وفرض سيطرة فعالة على العراق ؛وتشكيل حكومة في بغداد ؛وأستغلال أنتصارها لفرض نفوذهاعبر الشرق الأوسط .وقد أوضح مسؤول عربي الكبير الأمر بعد قمة طهران بقليل بقوله ’’يعتبر السوريون والأيرانيون ؛النفوذ الأيراني ضمن وعلى منظمات المعارضة الشيعية في العراق والتأثير السوري على المقاومة الفلسطينية ؛وعلاقات البلدين الأستراتيجية مع حزب الله في لبنان كنقاط قوة بين أيديهما . وأعتبر الطرفان كل تلك الأشياء كنقاط قوة في مواجهة محتملة مع U.S؛ حالما تتم هذه حربها مع العراق ‘‘. [أين العراق أذن في كل هذا !؟ ؛أمجرد بيدق شطرنج على لوحة الشرق الأوسط ؟؟].
في 17/آذار؛أيوم التالي لقمة طهران؛أعلن حزب الله التعبئة على طول الحدود اللبنانية – الأسرائيلية وجاء بتعزيزات الى المنطقة .بدأت هذا القوة الجدية بنشر سلسلة من راجمات الصواريخ في منطقة شبعا القريبة من حدود شمال أسرائيل ؛وشحنت معظم تلك الصواريخ من ترسانة حزب الله الرئيسية في سهل البقاع اللبناني .واصل رماة حزب الله أطلاق نيران (م/ط) مدفعية مضادة للطائرات على الطائرات النفاثة الأسرائيلية؛وكذلك على المدن والقرى الأسرائيلية .أرسل حزب الله عناصر ومجموعات أستطلاع أرتدى معظمهم ملابس مدنية وتظاهروا أنهم من الرعاة ؛الى الحدود لجمع المعلومات عن الوحدات الأسرائيلية .ولكن أسرائيل كانت تعرف عما سيعنيه تجدد القتال في لبنان وشمال أسرائيل ؛والذي لو وقع فعلاً فسيعرقل المجهود الحربي في العراق ؛فأثرت أسرائيل عدم الرد على مناورات حزب الله .
صعدت سوريا وأيران وفي الوقت نفسه دوامة الثورة الأسلامية عبر أراضيهما!!؟؟؛.ومع أقتراب الحرب ؛أستجاب الأف من المجاهدين – عرباً ؛باكستانيون ؛أفغان وشيشان- لنداء صدام لحمل الاسلاح والتوجه نحو العراق .وقد سمحت أيران وسوريا لهؤلاء بالمرور عبر أراضيهما دون وثائق سفر .
جندُ متطوعون أضافيون –معظمهم من أنصار القاعدة ومساندوها في حربها ضد U.S- من قبل عملاء المخابرات العراقية في الأردن .درب القسم الأعظم من هؤلاء المتطوعين؛ومعظمهم من السعودية واليمن على القنابل الأنتحارية[البشرية] وعمليات أختطاف تستهدف جنود U.S. ضم معسكر سعد في بعقوبة شمال شرق بغداد قاعدة التدريب الرئيسية ؛وتولت وحدة الأمن الخاصة بقصي صدام حسين وهي من جهاز الأمن الخاص تنظيم وأدارة التدريب.تم تدريب حوالي( 130) متطوع أسلامي في معسكر سعد هذا على ’’قتالات خاصة في المدن‘‘- وهذا تعبير مخفف للأرهاب – خلال معركة الدفاع عن بغداد .ودرب( 2500 )لباني الجنسية على الأقل في معسكرات أخرى للأمن الخاص .
وعند أندلاع الحرب ؛أرسلت منظمات أرهابية أخرى على صلة بالقاعدة الى العراق الأفاً أخرين من الأرهابيين .نظمت قوة فدائيي صدام التي يقودها عدي صدام حسين برامج تدريب مكثفة لتلك القوى الأسلامية .وتعد مجموعة ‘‘ لواء الجهاد والدعوة‘‘ السلفية من متطوعي الجزائر للقتال هي القوة الأكبر والأكثر أهمية وتضم حوالي 700 مجاهد .وقد أوضح نعمان بن عثمان الخبير بالمنظمات الأسلامية أنه ونظراً لرفض المتطوعون الأسلاميون العمل تحت قيادة أو أشراف أية مجموعة علمانية ؛كحزب البعث ؛فلابد أن قيادة الأرهابيون [ الأسلاميون] قد توصلت مع صدام بمنحها حرية العمل ضد أهداف أميركية .
كان للقصف الكثيف الذي تواصل ليلة 21أذار تأثير مباشر ولو عن غير قصد على الأنتشار الأسلامي الحالي في العراق. وفي 20 أذار ولأول مرة تصدت طائرات التحالف للدفاعات الجوية العراقية الجاري أعادة أنتشارها ؛ ومع أول مثال أو تجربة لأشعال نيران واسع للخنادق التي ملئت بالنفط الأسود لأقامة سدود كثيفة وحجابات من الدخان الأسود. ولتجنب المزيد من مثل هذه العراقيل حلقت الطائرات الأميركية والبريطانية عبر الأجواء الأيرانية لضرب بغداد من أقل المناطق والأتجاهات حماية وخطراً .أطلقت قوات الدفاع الجوية الأيراني نيراناً عشوائية ؛وكما لو أنهم يريدون أشعار طياري التحالف بأنهم في محلات غلط ؛لا بقصد أسقاط تلك الطائرات .
ومع ذلك ؛وسياسياً؛فما كانت تلك الطلعات الجوية ستنفذ في وقت أسوء .وفي 22/آذار ؛ أنهمكت طهران ودمشق في صياغات بلاغية مفصلة حول تطبيق وأنجازات أستراتيجيتهما فيما يتعلق بالحرب في العراق ؛فقد أثار الخرق الأميركي المبكر للأجواء الأيرانية القيادة الأيرانية. عند ذلك وصل فجأة ناجي صبري الحديثي وزير خارجية العراق الى دمشق في مهمة لم يعلن عنها لمناقشة الصفحة التالية للحرب .بدى صبري في البداية مهتاجاً ويهدد اويتوعد بخصوص معركة بغداد القريبة جداً؛وبخصوص أنجازات عسكرية عراقية أخرى.ومع ذلك ؛سرعان بدأ تحقيقاته عن خطط ترحيل نخب القيادة السياسية العراقية إن دعت الحاجة .
لمست طهران ودمشق قلة صلابة ووهن في موقف وعزم صبري ؛كما لاحظتا مايشير الى وهن في موقف بغداد .وبينما أكدت سوريا ألتزاماتها بمساعدة العراقيين ؛بكل شيئ عدى خوض الحرب لأجلهم أو معهم ؛بدأت طهران ودمشق سلسلة من المشاورات عن أستراتيجيتهما التي ستنفذ بعد الأنهيار المحتوم للعراق .!؟.
ورغم الموقف البالغ السوء لنظام صدام قررت سوريا دعم الأستخبارات العراقية وبشكل فعال وتوفير قواعد عمل وأنطلاق لمفارز ومجموعات الأنتحاريين لمهاجمة المصالح الأنكلو-أميركية في الشرق الأوسط . كان معظم عناصر هذه المفارزعراقيون من فدائيً صدام؛أو متطوعة المسلمين الذين دربتهم منظمة فدائيً صدام.ووفقاً لمصادر أستخبارية تركية وعربية ؛فقد وصلت أول مجموعة الى دمشق في 29/آذار . تألفت هذه المجموعةمن (11)عراقياً ؛وعشرة مصريين ؛زودوا جميعاً بجوازات سفر أصلية صادرة من عدة دول خليجية؛وحيث كانت دمشق قد أوفدتهم للحصول عليها وفي سفرات مختلفة .وخلال بضعة الأيام القليلة التالية ؛عبرت مجموعة واحدة أخرى على الأقل ومؤلفة من أكثر من (15) أرهابياً/مجاهداً ‘عبر دمشق ولكنها أتجهت في هذه المرة الى أوربا الغربية .
في نيسان [2003م]؛تصاعد الهياج الموالي للعراق في الوطن العربي ؛وتزايدت بالمقابل أعداد المتطوعيين الأسلاميين الذين تقاطروا الى العراق عبر سوريا والأردن .وحتى 7/نيسان ؛قدرت دوائر الأمن الأردنية عبور أكثر من ( 600, 5 )متطوع عبر الأردن وحدها الى العراق منذ أندلاع الحرب . زأطلقت نخبة من القادة و الأساتذة والعلماء أصواتهم بالدعوى الى الجهاد وحمل السلاح. وأقر شيخ الجامع الأ زهر والمرجع السني الأهم/الأكبر ؛أستخدام العمليات الأستشهادية ضد قوات الأئتلاف في العراق؛قائلاً ’’يحل شن العمليات الأستشهادية ضد القوات الغازية وفقاً للشرائع السماوية ......فكل من يغزو ويهاجم الأخرون ؛ويسفك دمائهم ؛ويدنس عرضهم [شرفهم] ويحتل أرضهم فهوأرهابي ‘‘ .وخلال بضعة ساعات من فتوى الشيخ طنطاوي ؛أبلغت دوائر الأمن المصرية عن زيادة هائلة ومضاعفة تدفق وأعداد جموع المتطوعين المصريين الى العراق عدة مرات .
******
ومع ذلك ؛فالأمر الحيوي والحاسم والأكثر أهمية في تقرير مستقبل العراق يتركز في قلب أرض الشيعة [14]؛وبالأخص المدينة المقدسة/النجف الأشرف.وقد أدركت واشنطن ولندن منذ أمد بعيد أهمية الحصول على دعم السكان الشيعة ؛ولو لأنهم يشكلون فقط حوالي ثلثي سكان العراق .تصورت أو ؛أقتنعت واشنطن وقبل الحرب ؛بأن الشيعة سيكونون شاكرين كثيراً وممتنين للأميركان والبريطانيين لتحريرهم من النظام القمعي لصدام حسين؛لذا وحال التوصل الى أختيار قائد شرعي ومقبول فأنهم سيتعاونون بقوة مع سلطة الأئتلاف .وهكذا فشلت واشنطن في تفهم أمرين هما :الرفض الشيعي العنيد لـ [سلطة و/أو وصاية]أي حاكم غير مسلم ؛مهما كان متفهماً وعطوفاً!؟؛ وويرفضون كذلك توسع النفوذ الأيراني على شيعة العراق .
ولأغفالهم أو جهلهم حقيقة وموقف شيعة العراق ؛حاول الأئتلاف [لعلها بريطانيا فقط]كسب الشيعة بأرسال قائد شيعي واعد هو –عبد المجيد الخوئي ؛سليل أحدى أكثر العوائل الشيعية الدينية في العراق ومن سلالة أو أحفاد محمد [رسول الله صلعم]؛وكان –أي عبد المجيد (42عاماً)-أصغر أنجال آية الله السيد أبو القاسم الخوئي ؛المرجع الديني لشيعة العراق والذي لعب دوراً مباشراً في الأنتفاضة الشعبانية الفاشلة عام 1991م؛ضد صدام حسين؛والذي تعرض لذلك لسخط النظام .وبعد الأنتفاضة فر بعض أفراد عائلة الخوئي؛ومنهم عبد المجيد الى بريطانيا للأقامة فيها؛ وتولى أدارة أموال ومشاريع الخوئي ؛والتي تعد أحدى أبرز الجمعيات الأسلامية الخيرية في الغرب .وفي لندن برز عبد المجيد الخوئي وأنهمك في أنشطة أسلامية حرة ومعتدلة ؛وكذلك في العلاقات بين الأديان والسياسات الحرة ؛ومن خلال ذلك أصبح صديقاً شخصياً لتوني بلير .لذا وبطلب من توني بلير نفسه أنهمك عبد المجيد الخوئي في أنشطة وفعاليات العراقيين المهاجرين عام 2002؛وفي نيسان 2003م؛وافق على العودة الى العراق لأقناع وتهدئة شيعة العراق .
عاد عبد المجيد الخوئي الى النجف المبتهجة في 4/نيسان .وقد أستقطب أسمه وحضوره ومركزه جموعاً حاشدة كبيرة ؛وأتصل خلال بضعة أيامه الأولى في النجف بالسيد على السيستاني –المرجع الشيعي الأعلى في الحوزة العلمية ؛والمدرسة الدينية في النجف ؛والذي كان قيد الأقامة الجبرية بأمر من صدام ؛وأقنعه بأصدار فتوى تحض جميع الشيعة بعدم مقاومة الأميركان ؛ولا عرقلة أعمال القوات الغازية بأية طريقة كانت . كان ذلك أنجازاً كبيراً للقيادة [الشيعية]المعتدلة بوجه وضد التصميم الأيراني للسيطرة على شيعة العراق .
سرعان ما تحركت أيران التي بوغتت بفتوى السيستاني ؛لأصلاح الضرر ولأستعادة السيطرة . أولاً ؛أصدر قادة شيعيون عراقيون كبار مقيمون في قم وممن كرسوا جهودهم ووقتهم للحوزة العلمية توضيحاً لقلب أو تليين فتوى السيستاني التي لاتجوز معارضتها أو ألغاءها.وفي الوقت نفسه أطلقت العنان لمن يوالوها من رجال الدين في النجف لتهييج الجماهير ومطالبتهم بترك السيستاني النجف خلال 48ساعة؛دون أن تجروء تلك الجماهير على أيذاء قائد مبجل لذلك حاصرته وأجبرته على الأقامة الجبرية في داره .
ولم يكن ذلك كافياً .فقررت أيران التخلص من [عبد المجيد ] الخوئي بطريقة ستجعل مصيره فيها عبرة لكل رجل أصلاحي أخر would be -reformer. وفي 10/نيسان ؛هاجمت مجموعة صغيرة عبد المجيد الخوئي وأحد أصحابه خارج صحن جامع الأمام الأعظم علي .ثم قطعً القتلة أوصالهما بالسيوف والخناجر والسكاكين. بدى القتلة أولاً ؛بأن عملهم ردة فعل لمحاولة الخوئي التوسط بين القوى الشيعية المتناحرة بمافيهم من تعاونوا مع نظام البعث .ووفقاً لعدة مصادر ووكالات أستخبارات بما فيها أسرائيلية وعربية وأوربية؛ فأن عملية الأغتيال نظمت من قبل مجموعة أغتيال hit team؛تحت سيطرة طهران وأشراف ’’ جماعة الصدر الثاني ‘‘ والتي يقودها مقتدى الصدر؛ نجل المرحوم الأمام محمد باقر[صادق] الصدر. وهو-أي مقتدى- رجل دين مسلح في الـ29من العمر.

لقد أبلغ مصدر أستخبارات غربي ’’ستيف رودان من ’ MENLs [15]‘‘ ؛أنه ’’ما من شك بأنه –أي الخوئي – كان هدف للأغتيال ؛وقد قدمت طهران عدة دلائل على أن الخوئي يشكل تهديداً لمصالحها ‘‘ .وفي الحقيقة ؛فقد أزال أغتيال الخوئي أية عوارض أو أعاقات ومهما كان نوعها كانت تقف بوجه مشاريع وتصاعد نفوذ أيران .كان التأثير العام والمطلوب سريعاً؛ ففي اليوم التالي فقط عارضت الحوزة العلمية ’Shiite court‘في النجف فتوى السيستاني في التعاون مع الولايات المتحدة ؛فلم يجد الأمام المحاصر سوى مباركة ذلك .
صيغت أو أعدت السياسة الرسمية لأعمال أيران في نيسان (2003م!!؟ )وخلال مؤتمرعالي المستوى في طهران حول ’’الهجوم الأميركي على العراق ؛ودراسة وتحليل مستقبل المنطقة ‘‘ . كان أبرز المتحدثين هو الدكتور محسن رضائي ؛الرئيس السابق للحرس الثوري الأسلامي [16]IRGC ؛و الرئيس الحالي لـ’مجلس تحقيق المنافع Expediancy‘. وقد أكد على أن طهران ستدرس الموقف في وحول العراق؛على ضوء المصالح الأيرانية الأقليمية القليلة والمحددة والحرب الأميركية الأكبر ضد الأسلام .أما على المدي البعيد والأوسع فما من شك على الأطلاق بهزيمة أميركا نهائياً ’’لأن اليقظة الأسلامية في جنوب غرب أسيا تعد من بين أهم التحديات التي تواجه الأميركان ‘‘ .ثم مضى د .رضائي في تعليقاته ؛قائلاً ’’وأن ظهور جماعة القاعدة ؛والهجمات على واشنطن ونيويورك تمثل مجرد دلالات واضحة وهامة في هذا الأتجاه .وتشكل أوجه اليقظة الأسلامية هي الأخرى تهديداً أخر لأميركا ؛كما توجد أطيافاً (أنواعاً ) كبيرة أخرى لمثل هذه التهديدات في المنطقة ‘‘ .ودعى رضائي بأن ’’ أميركا سوف لن تكون قادرة على أحتواء اليقظة الأسلامية ‘‘. ثم أضاف بعد قائلاً ’’وحتى في المناطق التي تم فيها أحتواء اليقظة الأسلامية؛لم يقض على التهديد ‘‘ .
ومع ذلك فرضائي يعرف أن المخاطر التي سببتها التحديات الناجمة عن الحرب على الأرهاب ستظل وعلى المدى القريب مزعجة للدول راعية الأر هاب في العالم الأسلامي . فـ’’ هدف أميركا الرئيسي هوتغيير الأنظمة ؛وأن تظل [في المنطقة] حتى وصول أنظمة جديدة الى السلطة.وحين يصل نظام عميل جاءوا به هم أنفسهم فسيظلون خفية و وراء ستار وحيث يمكنهم مواجهة التهديدات .......لذلك يحاول الأميركان فرض تحولات سياسية جذرية في جنوب غرب أسيا و الشرق الأوسط ‘‘ .تشكل أستراتيجية كهذه تهديداً مميتاً لنظام الملالي ؛و على الأخص في المستقبل القريب ؛لعدم أمتلاك أيران لذلك النوع من قوة الردع القادرعلى منع U.S ؛من الهجوم .لذا تهدف أستراتيجية أيران في العراق التعويض أو سد هذا العجز [الأيراني] بحرمان U.S ؛من القدرة على أستخدام العراق كمنصة أو نقطة وثوب ضد أيران .ولاحظ محسن رضاءي أن هذا الهيجان في العالم الأسلامي ؛والعداء الواسع المدى للأميركان ...’’سيوفران فرصاً جيدة للجمهورية الأسلامية الأيرانية ؛وأنه وبأستغلال تلك الفرص ؛فلن تكون أيران قادرة لتجنب أو دفع الحرب ؛بل والمضي بتحقيق المصالح الأيرانية ‘‘.
فمن وجهة نظر طهران فأن الأمر الأشد نفعاً ؛ وجدوى؛والأستراتيجية الأنفع هي بجر U.S؛ الى حرب عصابات طويلة ومربكة ؛وأن ...’ اللبننة [17]‘؛ستقود الى أنسحاب مخزٍ. وأكثر من ذلك بعد ؛فسيتحقق هذا المخطط باقل المخاطر نسبياً لأيران لأنها ستعتمد في تنفيذه على أنصارها المحليين ؛والذين لديهم جميعاً أسبابهم الخاصة لمحاربة القوات الأميركية الغازية.وفي 6/نيسان؛ نشرت صحيفة ’كيهان‘ الشهيرة والمهمة جداً مقالة بقلم رئيس التحرير حسين شريعة مداري ؛ألمح فيه الى هذا المنحى الجديد في التفكير في طهران قائلاً ’’أذا تحولت هذه الحرب التي تشنها U.S ؛وبريطانيا ضد العراق الى حرب أستنزاف لهما معاً؛فسيكون ذلك لمصلحة العالم الأسلامي. وأكثر من ذلك فقد أتضح بأن الأميركان؛وبغض النظر عن أدعاءاتهم السابقة عاجزون عن أحتلال العراق‘‘. ولأستغلال وتسريع الحرب غير النظامية من قبل hgأصدقاء proxy؛فان أيران ؛ستساعد أية مجموعة أو منظمة راغبة وقادرة على قتل أميركيين وزعزة الوضع في العراق .
ضمنت أيران كذلك عدم وجود ثغرة أو شكوك على أثر معارضة (rebuke) ؛ فتوى السيستاني آنفة الذكر . في 8/نيسان ؛أصدر أية الله كاظم الحسيني الحائري؛العراقي المولد والمقيم في قم ؛ فتوى يوصي فيهاالملالي في العراق ’’باستغلال أية فرص متاحة لملئ الفراغ في الأدارات في مدن العراق ‘‘. أكدت فتوى الحائري البراغماتية ؛وأوعز الى قادة شيعة العراق ’’ بأشغال أكثر مايمكن من المناصب لفرض الأمر الواقع على أية حكومة قادمة ‘‘.
أكد الحائري كذلك على توجه جميع المؤسسات والمنابرالشيعية ضد الأميركان وباقوى ما يمكن .وتضمنت فتوى الحائري أيضاً ’’ويجب أن يتعلم الشعب ألا ينهار معنوياً أمام قوى ووسائل الشيطان الأكبر؛إن بقي هذا في العراق‘‘. وتمضي فتوى الحائري لتؤكد بأن الشيطان الأكبر’’ سيحاول نشر مايفسد المعنويات؛وينشر الفساد بتوفير وتسهيل الوصول الى الفضائيات التي تروج للدعارة ونشر وتشجيع الفساد والرخاوة والتملص من الواجبات لأضعاف الأيمان بين أبناء الشعب ‘‘. أمر الحائري ملالي الشيعة بتنظيم صفوف المجتمع و’’تعميق أدراك وتفهم الشعب لخطط الشيطان الأكبروأرشادهم الى الوسائل الكفيلة بافساد خططه‘‘. ثم وبشي ملفت للنظر أنهى توجيهاته وفتواه بتعيين مقتدى الصدر ممثلاً له وأكبرمريديه في العراق ‘‘ .
في 13/نيسان ؛نظم أول حشد جماهيري للشيعة في النجف ضد السيستاني ولدعم الخط الأيراني . تلاه حشد واستعراض جماهيري شيعي في بغداد ؛وعلى الأخص في مدينة الصدر. وقال رجل دين بارز في مدينة الصدر ’’نحن نسيطر على كل العراق ؛وعلى الأخص الوسط والجنوب ؛وليس على بغداد فقط ‘‘. تتنافس القيادات الشيعية من أجل تأمين وفرض سيطرتها ؛وهي لن تتساهل مع التحديات التي تبديها جماعات المعارضة العائدة من الخارج والمدعومة من الغرب ؛وفي دمشق حذر القائد المعارض جواد الخالصي بأنهم يجازفون وأن مصيرهم جميعاً سيكون نفس مصير الخوئي .وأوضح بان قتلة الخوئي ’’أناس غاضبون أثارهم مرأى قوات الأحتلال ‘‘.وأكد الخالصي بأن رموز المعارضة سوف ’ لن يكونوا موضع ترحاب ( شيعة العراق )؛وسيحشرون مع الغزاة ‘‘.مقترحاً عليهم ترك العراق فوراًوالعودة من حيث أتوا .
الملفت للنظر ؛أن أول تقرير عن الهجوم وأغتيال الخوئي جاء من الأستخبارات السعودية. أدعى هذا التقرير بأن الجنرال [نزار ] الخزرجي كان موجوداً هو الأخر في النجف في 10/نيسان ؛وقد هوجم وقتل هو الأخر من قبل عملاء أيران .وبعد أيام قليلة ؛أفاد الشيخ أبو إياد ؛أمير المجاهدين في بغداد بأن ’’القوات الخاصة للمجاهدين قد نجحت بأغتيال نزار الخزرجي عند قدومه الى بغداد لحضور أجتماع ما‘‘ . و لكن لم يؤيد هذا التقرير من مصدر مستقل لبعض الوقت ؛لكن وفي 14/نيسان؛أفادت عدة مصادر معارضة[م
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السباق الى بغداد ترجمة من كتاب التاريخ السري لحرب العراق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السباق الى بغداد ترجمة من كتاب التاريخ السري لحرب العراق الحلقة (12)
» السباق الى بغداد ترجمة من كتاب التاريخ السري لحرب العراق الحلقة (12)
» السباق الى بغداد ترجمة لثلاثة فصول 7-9من كتاب : التأريخ السري لحرب العراق .ليوسف بودانسكي
» السباق الى بغداد ترجمة لثلاثة فصول 7-9من كتاب : التأريخ السري لحرب العراق .ليوسف بودانسكي
» كتاب - لتأريخ السري للحرب على العراق الجزء كتاب الطريق الى بغداد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
هديل صدام حسين(1) :: شؤون دولية-
انتقل الى: